أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد محمد - المانيفستو الشيوعي: إعادة قراءة














المزيد.....

المانيفستو الشيوعي: إعادة قراءة


سعيد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7416 - 2022 / 10 / 29 - 12:09
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



ترك كارل ماركس (1818 – 1883) نصّاً وحيداً يلخّص مجمل رؤيته السياسيّة: «المانيفستو الشيوعي». ويعد مفكرون مختصون هذا البيان الموجز الذي نشر للمرة الأولى عام 1848 بمثابة نقطة فاصلة في التطوّر الفكري للفيلسوف الثوريّ الكبير، فهو بمثابة تتويج لمجمل كتاباته ما قبل احتدام الحالة الثوريّة في أوروبا منتصف القرن التاسع عشر، وتقديماً لا بدّ منه لفهم كتاباته اللّاحقة حتى وفاته، لا سيّما نقده للرأسماليّة في «رأس المال». لكن ذلك النصّ القصير الذي كتبه ماركس ـ بناء لمسوّدة أعدها رفيقه فريدريك إنجلز ـــ اكتسب، في وقت قياسيّ، حياةً خاصّةً تجاوزت غايته الأساسيّة كتوصيف لمعالم المشروع السياسي لتنظيم أوروبي صغير أطلق عليه اسم «الرابطة الشيوعيّة»، ليصبح واحدة من أهم الوثائق السياسيّة وراء أفكار غيّرت شكل العالم في القرن العشرين.

جرت مياه كثيرة منذ ذلك الحين، فسقطت معظم التجارب الشيوعيّة أو تبنّت طرقاً للتعايش مع الرأسماليّة، وبذلت أجهزة المخابرات الغربيّة جهوداً جبّارة لتشويه المشروع الاشتراكيّ برمته، وأُنفقت المليارات لخلق تيارات ماركسويّة مزيفة، فيما انتقل اليسار الأوروبي والأميركي بغالبيته الساحقة إلى ملعب الاشتراكيّة الديموقراطيّة الرّمادي، وصار جناحاً للغرب لا نقيضاً له. وهكذا تحّول المانيفستو تدريجاً من دليل للعمل الثوريّ كان العمّال الشيوعيون الألمان يطلبون أن ترافقهم نسخهم الشخصيّة منه إلى قبورهم بدلاً من الكتاب المقدّس، إلى تركة تاريخيّة تُقرأ من قبل المتخصصين فقط كجزء من أي محاولة (جادة) لفهم تاريخ العالم خلال الأعوام المئتين الأخيرة. ولم يعد من المتيسّر للقارئ العاديّ في أيّامنا عبور مزاج هذا النص الاستثنائيّ أو إدراك المناخ الذي أنتجه، أو تقدير موقعه المركزيّ في سياق تحولات الحداثة الغربيّة.

تشاينا ميلفيل، الروائيّ البريطاني المرموق، يحاول إغلاق هذا الفجوة بين «المانيفستو» والقارئ المعاصر من خلال «شبح يحوم: عن المانيفستو الشيوعي» (A Spectre, Haunting: On the Communist Manifesto ــــــــ أبولو ــــ 2022) كتابه الأحدث، مقدماً في أكثر من 300 صفحة حكاية البيان، وسياقه الكليّ، جامعاً التأريخ بالتحليل، والتقديم بالنقد، متجنباً عادة الأكاديميين الماركسويّين الأثيرة في التنطّع والانعزال عن الجمهور عبر جدران عازلة من المصطلحات المعقدة والمفاهيم المستغلقة، ومستغلاً حرفيته المهنيّة في فضاء السّرد الروائيّ، لينحت نصاً رائقاً على هامش النصّ الأصلي يليق بتمكّن وعمق وذكاء ماركس ورفيقه إنجلز.

مقاربة ميلفيل، التي تضيء على حجج المانيفستو وتفكك منطقه، تستوعب أيضاً الانتقادات الشائعة التي وجّهت إليه، فتذيق القارئ نكهةً منها، وتمنح أغلبها مساحة عادلة لنقاش هادئ من دون انفعالات أيديولوجيّة، قبل أن ينتهي الكاتب إلى طرح استنتاجاته الخاصة حول تأملاته في بنية العلاقة المتناقضة للبيان مع الحقيقة (لناحية وصف الواقع، والانتقال منه لفرض «واقع-متخيّل» على الواقع)، كما في مستقبل الرأسماليّة الذي رآه ماركس كنظام يسير حتماً نحو الحالة الشيوعيّة وقيام دولة البروليتاريا، فيما يبدو أنّها تتجه الآن إلى تدمير الحياة البشريّة على الكوكب برمته عبر كارثة مناخيّة أو نوويّة، وكذلك في المركزيّة الصارمة للصراع الطبقيّ في الرؤية الماركسيّة مقابل الإضافات اللاحقة لمسائل الجندر والعرق والبيئة كمساحات نضال موازية ومنفصلة أحياناً لليساريين المُحدثين.

من المرجّح ألا يتفق أينا مع كل محاور البيان الماركسيّ أو أن يتقبّل المجموعة الكاملة من استنتاجات ميلفيل، لكن مهما كان الموقف الأيديولوجي للقارئ المعاصر، فإنّه سيجد في «شبح يحوم» مقدّمةً لازمة وعادلة وغير عقائديّة - وممتعة أيضاً - للمانيفستو السياسي الأهم في عصر الحداثة. (الأخبار اللبنانية)





// في إطار منفصل بارز على عامود وحدّه على طوله صورة 10-2

حكاية البيان

تشاينا ميلفيل، الروائيّ البريطاني المرموق، يحاول إغلاق هذا الفجوة بين «المانيفستو» والقارئ المعاصر من خلال «شبح يحوم: عن المانيفستو الشيوعي» (A Spectre, Haunting: On the Communist Manifesto ــــــــ أبولو ــــ 2022) كتابه الأحدث، مقدماً في أكثر من 300 صفحة حكاية البيان، وسياقه الكليّ، جامعاً التأريخ بالتحليل، والتقديم بالنقد، متجنباً عادة الأكاديميين الماركسويّين الأثيرة في التنطّع والانعزال عن الجمهور عبر جدران عازلة من المصطلحات المعقدة والمفاهيم المستغلقة، ومستغلاً حرفيته المهنيّة في فضاء السّرد الروائيّ، لينحت نصاً رائقاً على هامش النصّ الأصلي يليق بتمكّن وعمق وذكاء ماركس ورفيقه إنجلز.



#سعيد_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى ال150 لميلاده... معنى لينين اليوم
- اتحادات العمال سلاح -ماكرون- الأخير؟
- اللّحظة الكوربينيّة النّادرة: مهمات اليسار البريطاني بعد الا ...


المزيد.....




- رسالة جديدة من أوجلان إلى -شعبنا الذي استجاب للنداء-
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 31 مارس 2025
- حزب التقدم والاشتراكية ينعي الرفيق علي كرزازي
- في ذكرى المنسيِّ من 23 مارس: المنظمة الثورية
- محكمة فرنسية تدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في قضية ا ...
- القضاء الفرنسي يدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان باختلاس ...
- م.م.ن.ص// في ذكرى يوم الأرض: المقاومة وجرح الكون النابض
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ضي ...
- في ذكرى يوم الأرض: شعب يستشهد محتضنا أرضه لن يُهزم
- مسيرات بإسبانيا تضامنا مع فلسطين بذكرى يوم الأرض


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد محمد - المانيفستو الشيوعي: إعادة قراءة