أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - أحلم بعالم ليس فيه فلوس















المزيد.....


أحلم بعالم ليس فيه فلوس


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7415 - 2022 / 10 / 28 - 23:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


---------------------------------



***** هل العُهر فقط فى الفراش ؟؟؟.
--------------------------------------------------------------------------
لأن الشرف فى مجتمعاتنا مفهوم ظالم ذكورى ، فالعهر بالضرورة هو أيضا مفهوم ظالم ذكورى . كلاهما من انتاج الذكور الذين يعانون من عقد النقص فى رجولتهم وانسانيتهم . كلاهما يقتصر على اختلاء الذكر بالمرأة فى الفراش بدون توثيق دينى . كلاهما يدين ويتهم ويجرم طرفا واحدا من العلاقة ، " المرأة " مع انها لم تفعل الفعل الذى يطلقون عليه العهر مع نفسها ، ولكن مع ذكر غالبا هو المحرض المعتدى بشهواته التى لا يسيطر عليها ، مع انه كما يدعون الجنس الأقوى الأعقل. فى هذا السياق أتساءل ما يلى :
1 - لماذا اذا تم مهاجمة بيت للدعارة ، يقولون تم ضبط عاهرة مع رجل فى بيت مشبوه ؟؟. يشتمون المرأة أنها عاهرة ، لكن الرجل يبقى رجلا عفيفا شريفا ، مع أنه هو الذى دفع الفلوس مقابل اشباع شهوته ، وهو الطرف الآخر بدونه لا يوجد فعل . كل الذى يقولونه عنه
طالب المتعة من امرأة عاهرة تبيع جسمها وتتحمل قرفه مقابل شوية فلوس . لماذا لا يقولون تم ضبط امرأة عاهرة ورجل عاهر ؟؟. لماذا يفرقون بين صاحب العرض وصاحب الطلب ؟. ان الطلب هو الذى يخلق العرض ويتحكم فيه . اذن صاحب الطلب هو المسئول الأول والأكبر والأخطر.
لماذا اذن يقتصر مفهوم الشرف والعهر على استخدام جسد النساء دون أجساد الرجال ؟؟
اذا اعتبر المجتمع أن بيع الجسد جرم وفضيحة وعار وانحلال وفسق وفجور ، فلابد أن تكون هناك عدالة فى الادانة بين بائع الجسد وشارى الجسد . هذا اذا كانت المجتمع يريد العدالة الآخلاقية ، ويريد ايقاف هذا الفعل ، ويريد بناء أخلاق جديدة ليس فيها تناقضات بهذا
الانحدار والتدنى والظلم والاستغلال . خاصة أن المرأة التى تبيع جسدها بمقابل مادى ، هى صناعة مجتمعات دفعتها دفعا الى هذا الاتجاه ، نتيجة تفشى الفقر والظلم والمفاهيم الثقافية والاجتماعية الفاسدة شكلا ومضمونا ، ونتيجة الزيجات الخاطئة من الأساس ، واعطاء امتيازات جنسية للرجال لاعقاب أو محاسبة عليها ، ونتيجة الذكورية المنحطة فى نظرتها للمرأة .
2 - 2- الكاتب أو الصحفى أو المقاول أو الفنان أو ناشط سياسى أو العامل فى أى مجال نجارا كان أو سباكا أو مصلح أجهزة أو بقَال أو جزار أو محامى أو قاضى أو طبيب أو محاسب أو موظف فى المصالح الحكومية وغيره ، الذى يبيع الضمير والذمة والصدق والأمانة ، من أجل الفلوس أو الشهرة أو المنصب ، أليس عاهرا ؟؟. أهو أقل عهرا من المرأة التى تبيع جسدها من أجل الفلوس ؟؟. أليست شهوة الجنس ، مثل شهوة الفلوس والشهرة والمنصب ؟؟
----------------------------------------------------------------------------------------


***** الحقد والحسد والغِل ، السموم داخل النفوس الخاوية التافهة التى تفتقر الى المواهب
-----------------------------------------------------------------
هناك نفوس تدرك مدى تفاهتها وضآلتها وخوائها ، وهى من أجل التعويض ، وحتى تخفف الشعور المؤلم من ادراكها حقيقة وضعها مقارنة بآخرين لهم مكانة وأهمية ومواهب ، تحقد وتحسد وتحمل داخلها الغِل الذى لا ينطفئ . هؤلاء لا يتغيرون مهما امتلكوا الأشياء والأموال . فالخواء الداخلى والتفاهة وفقدان القدرات الخاصة والمواهب الاستثنايئة ، وضع لا يمكن أبدا تغييره . وعاجلا أو آجلا ، ينكشفون ، وتظهر سمومهم التى تأكلهم من الداخل ، وهى الغِل والحقد والحسد . وهؤلاء أشفق عليهم جدا . فعلا الشعور بعدم الأهمية والتفاهة والخواء والافتقار الى المواهب ، شئ صعب ، غير محتمل ، موجع . كثير من هؤلاء قابلتهم فى حياتى ومازلت أقابلهم ، لكننى دئما أتجاهلهم ، وأبتسم من داخلى لأننى أراهم بدون أقنعة وهم لا بعلمون . وغنى عن الذكر أن الغِل والحسد والحقد ، حيل العاجز . والعاجز لا يستطيع مصادقة الا منْ يشبهه فى العجز
----------------------------------------------------------------

***** أحلم بعالم ليس فيه فلوس
----------------------------------------------------------------------
الفلوس تأخذ بالطبع مكانة أكبر فى المجتمعات التى تشتغل من أجل الأثرياء ، وحيث الاستغلال هو المبدأ . الحلم الكبير فى حياتى أن يوجد عالم بدون فلوس . جميع الناس يحصلون على ما يريدون من حياة كريمة مرفهة بدون فلوس . وكوكب الأرض ممتلئ بالثروات والموارد التى تستطيع أن تجعل الناس جميعا يعيشون دون فقر دون حاجة دون مرض دون عوز ، يسعدون ويحققون كرامتهم وحرياتهم بالعمل وممارسة الفنون والرياضة ، دون أن تكون الفلوس عائقا . الفقر نتيجة الاستغلال والظلم والجشع والطمع والأنانية والحماقة وسوء الخلق والقسوة . كم أتألم حينما أرى طوابير الفقراء يقفون على أبواب المستشفيات الحكومية ، لا شئ يملكونه غير أمراضهم وقلة حيلتهم والدعاء . بينما هناك منْ يتلقى أفضل المعاملة وأكرمها واسرعها فى مستشفيات فاخرة متكاملة الخدمات ، لأنه اتولد فى أسرة فاحشة الثراء ، أو معاه فلوس لا يهم كيف حصل عليها . هذا الوضع الطبقى المنحط ، هو ما يجعل الناس يتقاتلون ويرتكبون الجرائم ويتاجرون فى المخدرات ونقل الأعضاء والدعارة والأسلحة ، ويجعلهم يتلقون الرشاوى ، ويغشون فى السلع ، ويسرقون ، ويتحالفون مع أقذر أنواع البشر لأهداف سياسية ، لكى يأمنوا شر المرض ويضمنوا لأنفسهم ولسرهم العلاج السريع الفخم المضمون مضرة مع أمراض مفاجئة أو مزمنة لا ترحم ، وتحتاج الى ثروة ضخمة وعلى مدى طويل ، ليتحقق الشفاء أو تقليل المعاناة وتخفيف الألم والآثار الجانبية المضرة . نعيش فى عالم لا يعبد الا الفلوس ، رغم كثرة وتعدد الديانات والآلهة . أريد أن يكفر الناس بالفلوس ، هذا هو التدين الحقيقى الذى يعلى من كرامة وقيمة وانسانية الانسان . الكفر بالفلوس هو الايمان الذى يحتاجه العالم ، لكى يقضى على الرأسمالية التى تدوس بالحذاء على انسانيتنا وتوزنها بالدولار
واليورو والليرة والدينار والريال . الرأسمالية تعتبر أن رأسمال الشخص أهم من الشخص نفسه . الفلوس أهم من الانسان . والانسان ليس له أى قيمة ولا أى فائدة ، وجيوبه فارغة من دفتر الشيكات ، وليس له أرصدة فى البنوك تتضاعف كل يوم . هذا هو أحط مبدأ عرفته البشرية . مبدأ لابد أن يؤدى الى نتائج وأوضاع منحطة مثله . كل يوم تزيد قيمة الفلوس ، وتتدهور قيمة الانسان بدون فلوس . أهذا عالم ؟؟. أهذا مبدأ ؟؟. حضارة عالمية " فلوسية " تدعى التحضر والرقى والتقدم ، وهى فى قاع الحضيض الانسانى .

-------------------------------------------------------------------

التشابه فى الزواج*****
--------------------------------------------------------------------
المتزوجات يشبهن بعضهن البعض ... المتزوجين يشبهون بعضهم البعض ، نفسيا وجسديا ، فى النظرة الى الحياة ، الى الانجاب ، الى الأديان ، الى الآلهة ، الى الموت ، تقريبا نسخة وحدة . هذا ما لاحظته على مدى سنوات طويلة . أما العزاب والعازبات ، هذا ما لاحظته أيضا وعلى مدى وقت طويل ، كل واحد لا يشبه الآخر .. وكل واحدة لا تشبه الأخرى . أعتقد أن الزواج مثل " الختم " الحكومى الذى يطبع ويختم ويوثق الأوراق والمستندات ، لتصبح جميعها معترف بها ، رسميا ومجتمعيا ، ودينيا وثقافيا وأخلاقيا . هذا" الختم " هو الذى يسبب التشابه
---------------------------------------------------------------------------------

***** منْ هو الانسان الكريم
------------------------------------------

انها لمتعة كبيرة أن يصنع الانسان لنفسه وبنفسه ، المفاهيم والمعانى ، بصرف النظر عن توافقها مع السائد الغالب .
الانسان الكريم فى اعتقادى هو :
- منْ يلبى احتياج الآخر دون أن يطلب منه . بل يحس بذلك دون كلام .
- منْ يشعر بالخجل وهو يعطى وليس عندما يأخذ .
- ألا يطالب بوثيقة تبرهن أنه أعطى وأن الطرف الآخر أخذ .
- أن يعطى بينما هو فى أمس الحاجة لابقاء العطاء لنفسه .
- أن يعطى ليس فقط من ماله أو من أشياء مادية ، ولكن يعطى من اهتمامه وانصاته ووقته وتجاربه وخبرته وفرحته وحكمته وكل شئ فيه يتمتع بالحياة والحيوية ... يعطى كل شئ حتى أحزانه وصمته ولحظات يأسه وضعفه .
- ألا يفخر بعطائه وألا يذكره وألا يستعرضه .
- لا يندم اذا كان الشخص الذى أخذ لا يستحق ولا يقدر ولا يفهم هذا العطاء .
- أن يشعر الانسان الذى يأخذ منه ، أن هو الذى يعطى ، وأنه هو الكريم .
- ألا ينتظر أى مقابل من عطائه .
- أن يشكر الطرف الذى أخذ ، لأنه قدم له الفرصة لكى يمارس أنبل وأشرف ما فى قلبه ، وهو العطاء .
- الانسان الكريم هو منْ يجد سعادة حقيقية غامرة ، وطمأنينة حلة المذاق ، وراحة استثنائية لا مثيل لها ، فى فعل العطاء، وليس فى فعل الأخذ .
- الانسان الكريم رغم أن الجميع يسيدون بسخائه النبيل ، لا يشعر حقا أنه كريم .
----------------------------------------------------------------------------
***** الحب غير المشروط
-----------------------------------------------------------------
علاقات الحب بين النساء والرجال ، فاشلة على مستوى العالم . تذوقوا سحر القبلات والهمسات والعشاء الراقص على الأنغام ، وسافروا للتنزه والاستجمام فى أفخر الفنادق وأجمل الأماكن ، تزوجوا وأنجبوا ، ثم تبدأ رحلة تبدد الأحلام الأولى ، والخناقات العنيفة ، والملل والكأبة والندم والحسرة ، كل منهما يتأمل الآخر ويتمنى شخصا مختلفا ، فتحدث خيانات وكذب وجرائم . طبعا كل حالة لها طبيعتها وظروفها المختلفة . لكننى بكل ثقة أقول أن القاسم المشترك رغم كل الاختلافات ، الذى يسبب الانهيار المفجع للعلاقات العاطفية ، هو غياب الحب غير المشروط بتوقعات وحسابات . اذا خابت التوقعات أو ارتبكت الحسابات ، يتغير الحب فورا الى كشف حساب ومعاتبة وغضب وزعيق وعنف . كل طرف ينتظر من الآخر أن يلعب دورا معينا ، ويلبى احتياجاتمادية و نفسية وجسدية معينة . فاذا توقف الطرفان عن تلبية هذه الاحتياجات واشباعها ، ولم يتقن أداء الدور المرسوم والمتوقع منه ، تظهر طبيعة الحب الذى جمعهما . حب مشروط بتلبية احتياجات وغرائز وتطلعات وأحلام . حب انتهازى استغلالى يسخر الطرفين للاستعباد باسم الحب . الحب الذى يدوم ويثمر وله معنى نبيل وقيمة تفيض على الآخرين ، هو الحب غير المشروط . أنا كامرأة أحب هذا الرجل لذاته الداخلية الكامنة فيه ، وليس لأشياء خارجة عنه . أحبه بصرف النظر كان يسمع كلامى ، يريحنى ، يسعدنى ، أو لا . أحبه من غير قيد ، من غير شرط ، من غير كشف حساب أرباح وخسائر . أحبه بمعنى أننى أريده سعيدا متحققا مرتاحا ، حتى لو مع امرأة أخرى . " الأم " هى منْ تحب من دون كل البشر ، حبا غير مشروط . هى تحب ابنتها أو ابنها ، لأنه ابنها ، وليس لأنه يطيع أوامرها ومتفوق فى دروسه وعنده شغل ويساعدها فى تحمل مسئوليات البيت . استثناءات من البشر نساء ورجالا ، منْ يحظون بحب الأم غير المشروط ، ومنْ يعرفون كيف يمنحونه .
-------------------------------------------------------------




***** تعريفى الخاص لمعنى الأمية .. الست "مبروكة " فى قرية كفر طحلة / القليوبية جدة أمى " نوال " نموذجا لتعريفى الخاص
-----------------------------------------------------------------------
الانسان الجاهل ، ما يسمونه " الأمى " ، امرأة أو رجلا ، ليس هو منْ لا يقرأ ويكتب ، وليس معه أعلى الشهادات الجامعية ، وليس يعرف كيف يستخدم الكمبيوتر والأجهزة ، وليس منْ لا يتابع الكتب والروايات والأشعار والقصص والمسرحيات قديما وحديثا ، وليس منْ ليس له علم بنشأة الأديان وقيام الحروب ، وتاريخ الاغتيالات والقمع والاستغلال والقهر والظلم فى العالم ، وليس منْ لا يحضر الحفلات الغنائية والموسيقى والأفلام ، وليس منْ لا يشاهد اللوحات ولا يسافر الى المعالم السياحية ، والشواطئى والمنتجعات ، وليس منْ لا يجيد اللغات الأجنبية ، ولا يعرف أسماء الشوارع والحكام والفنانين والفنانات .
عشان كده فلاحة لم تدخل المدرسة ولم تحفظ الكتب الدينية الى يحفظونها بالاكراه للأطفال ،
الانسان الجاهل " الأمى " ، امرأة أو رجلا ، هو منْ يقرأ المنطق الفطرى للعدالة الكاملة بين الناس ، وعلى أساسها يقرر مفاهيم الأخلاق والشرف وتكوين الأسر ، بالفطرة غير الملوثة بالتعليم وغير مشوهة بالثقافة وغير متفسخة بالاعلام ، لا وصاية عليها من رجال الأديان ، يدرك الصواب من الخطأ ، يحس الجمال من القبح ، والحقيقة من التضليل . الانسان الأمى هو منْ لا يقرأ أوراق الشجر ، وينصت الى قطرات المطر ، وفى مكانه يحصد كل فوائد مميزات السفر.
الانسان الجاهل هو منْ لا يعرف الكتابة على جسد حبيبته . الانسانة الجاهلة من لا تعرف الكتابة على جسد حبيبها .
الانسان المتعلم المثقف هو منْ لديه حكمة دون أن يقرأ الفلسفة . وهو يعشق الصمت والسكون وهادئ الصوت والحركات .
هذه هى أساسيات فى تعريفى لانسان متعلم أو انسانة مثقفة . وأهم وأول شئ ، هو الحس الفطرى تجاه عدم التفرقة بين الناس .
ولهذا فان محو الأمية ، فى رأيى ، ليس الا محو التلوث والتشوه والتفسخ ، الذى أصاب فطرة العدالة بسبب ثقافات وتعليم واعلام ووصاية دينية واجتماعية . ما فائدة ناس يقرأون السطور المكتوبة " يفكون الخط " ويكتبون بالأبجدية بأى لغة ، وعقولهم خالية من العدالة ، وقلوبهم صاخبة ، يقيمون البشر حسب فلوسهم وممتلكاتهم ومناصبهم ونفوذهم وشهرتهم ؟؟. ما فائدة أطباء ناجحون وهم باعوا فطرتهم السليمة للوصاية الدينية ؟؟. ما فائدة أستاذات جامعات حاصلات على الدكتوراة فى مجالات مختلفة ، وهن بعن حريتهن وكرامتهن ومصيرهن لطاعة الرجل والزوج ؟؟. وما معنى أن البشر الذين ينالون الاحترام والتقدير والهيبة ، هم منْ يمتلكون الأشياء فى بذخ واسراف ، بينما فى العالم هناك ما يقرب من 700 مليون شخص فقير فقرا مدقعا ؟؟.
عشان كده فلاحة لم تدخل المدرسة ولم تحفظ الكتب الدينية التى يحفظونها بالاكراه للأطفال ، ولا تشاهد التليفزيون ولا تعرف الكمبيوتر ، ولا تكتب حرفا ، غالبا ستكون أكثر حبا لحريتها وكرامتها ورفضها للاهانة الذكورية فى كل أشكالها ، بالفطرة وتأملها للحياة دون تدخل من مؤسسات المجتمع المختلفة . وهى فى رأيى فى منتهى التعليم والثقافة .
كانت أمى " نوال " تحكى لى وللعالم كله فى رواياتها وكتبها ومحاضراتها ، عن جدتها لأبيها
مبروكة " فى قرية كفر طحلة / القليوبية ، لم تتعلم ، ولم تكن تقرأ ولا تكتب . فقط تشتغل فى الغيط مع زوجها الذى توفى مبكرا ، وتركها تربى وترعى الأولاد ومنهم جدى " السيد السعداوى " . كان العمدة فى القرية يريد استغلال جدة أمى " مبروكة " ويضحك عليها ويستولى على الفدان الوحيد الذى تملكه ومنه تعيش وتربى أولادها وبناتها وهم كثيرون . وكان يفتعل لها المشاكل ويضطهدها بصور مختلفة ، حتى تزهق وتترك له الأرض . أمى نوال تقول ان العمدة كان يحضر الى " مبروكة " جدتها فى الغيط وأمام الفلاحين يمسك بالقرأن ، يلوح به فى يده قائلا : " انتى يا ولية يا جاهلة هتعرفى أكتر من ربنا فى كتابه العزيز .. أنا هاعرف ازاى أربيكى وأعلمك تسمعى كلامك وتبطلى تحرضى الفلاحين عليا .. ". وكانت جدة أمى " مبروكة " " الجاهلة " ترد عليه : " بتخوفنى بكلام ربنا يا عمدة ... أنا لا باقرا ولا باكتب زى ما بتقول ، بس أعرف ربنا أكتر منك ، لأن ربنا يا عمدة هو العدل عرفوه بالعقل ". أليست جدة أمى " مبروكة " فى غاية التعليم وفى منتهى الثقافة ؟. ألا تستحق كل التبجيل ؟.
-----------------------------------------------------------------------------------------


طول العمر لا أحبه *****
-------------------------------------------------------------------
اسمع الناس يقولون لبعضهم البعض " ربنا يطول عمرك " .. " ربنا يديلك طولة العمر " .. وفى أعياد الميلاد يهنئون قائلين : " عقبال مليون سنة " .. " عقبال 100 سنة ".
أولا ، نحن الذين بأفعالنا وحمايتنا لصحتنا بالأكل الصحى والرياضة والفلسفة، وتحديد هدف نسعى اليه بشغف وأن نعيش وفقا لرادتنا لا ارادة الآخرين ، هو ما يطول أو يقصر العمر.
ثانيا : المعيار فى الحياة ليس الطول أو القصر بل النوعية . هى رحلة لابد أن تكون ممتعة ، والمتعة لا علاقة لها بالأرقام .
ثالثا : انها أمنية تدل على الطمع والجشع الذى هو امتداد للطمع والجشع بشكل عام . فالانسان دائما يريد المزيد ، ويرغب فى الأكثر . وهذا أيضا ما يفعله مع العمر . يريد ويرغب فى أيام أكثر.
رابعا : طول العمر بالضرورة نكد وأمراض ، ومآسى متتالية من فقدان الذين نحبهم . طول العمر شقاء ، ولا معنى له . مثل المسرح الذى خلا من كل الممثلين ، ولم يبق الا واحد فقط ، ليواجه اسدال الستار العبثى بمفرده ، ولا يوجد جمهور ليصفق له فى النهاية على دوره .
-------------------------------------------------------------------------


***** ما أروع الأشياء التى تطرق الباب دون توقع
-----------------------------------------------------------------------
أن يأتينى خطاب رومانسى أو مكالمة رقيقة أو تهنئة ، دون أن أتوقعها أجمل ألف مرة ، من حدوثها وفقا لتوقعاتى . عنصر المفاجأة فى الأحزان مأساة . لكن المفاجأة فى الفرح قصة أخرى .
-------------------------------------------------------


مشهد فى منتهى النبل والرقى والتحضر والجمال *****
----------------------------------------------------------------------
مشهد جميل أن أرى رجلا يطبخ لنفسه وجبة العشاء يغنى ويرقص مع موسيقى هادئة ، هو الذى رتب منزله ونظفه ويتمنى قضاء وقت مع نفسه ... لكن المشهد الأجمل مليون مرة أن أرى رجلا ، رتب منزله ونظفه ويطبخ لحبيبته وجبة العشاء ، ينتظر حضورها فى قمة الاشتياق ، ويغنى ويرقص على أغنياتها المفضلة ، ويتخيل الوقت الرائع معها ، وهم يتحاوران فى الفن والسياسة والفلسفة وضرورة التشبث بالتفرد الذاتى ، كل منهما يشكو الى الآخر متاعبه وأحلامه ومخاوفه وحماقاته ، يرقصان على أنغام التانجو ، يختلفان فى الرأى أو يتفقان ليس مهما . المهم أنهما معا ، دون تسلط من أحد ، كل منهما يشعر بالحرية والتحقق والتناغم فى علاقة سوية صحية . لم يكن ثالثهما الشيطان فى أى لحظة . ثالثهما منتهى الرقى والتحضر والتفاهم ، والصدق ، والنبل .


----------------------------------------------



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تحرجنى مع - الخريف - ... قصة قصيرة
- الحصار ضد الأقليات المبدعة
- 22 أكتوبر ميلاد - نوال - أمى
- قصتى معك ... قصة قصيرة
- يوم فى حياتى ... قصة قصيرة
- الخوف من الاختلاف
- أحب أن أعرف موعد ومكان وطريقة موتى
- جيفارا .. الموت من أجل كوب لبن لكل أطفال العالم
- اعلان زواج .. خطيئتى .. فنجان من الغيب المحوج ثلاث قصص قصيرة
- الشهر العاشر .. زينب جدتى قصتان قصيرتان
- تأملات : - غاندى - الفقر أسوأ اشكال العنف
- تنويعات متفلسفة مع بدايات الخريف
- وطن يعطينى مرتبا شهريا على تمردى
- 13 سبتمبر ميلاد أبى شريف حتاتة
- فنان أخذ من - البحر - الاسم والعنفوان والخلود
- مصلحة البشر وسعادتهم وحريتهم فوق الأديان
- الموت على البث الحى
- تأملات .. الرأسمالية وباء وداء
- العَلم والقلم ..... ثلاث قصائد
- رجل يتمنى صداقتى .. ميتة مخادعة ............. قصيدتان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - أحلم بعالم ليس فيه فلوس