|
الاخطر على الاطلاق .. اليوم .. التنازل عن الارادة السياسية، وبدأ الانهيار الكامل للجنيه المصري امام الدولار!
سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.
(Saeid Allam)
الحوار المتمدن-العدد: 7415 - 2022 / 10 / 28 - 20:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تنازلت الحكومة المصرية في عقد مع صندوق النقد في 27 اكتوبر 2022، الاخطر منذ التنازل في عقد السد الاستعماري "النهضة" في 23 مارس 2015. تم التوقيع في 27 اكتوبر 2022، على عقد للتنازل عن الارادة السياسية الوطنية المصرية، لعملاء الاستعمار الجديد!
وقد جاء في نص الاتفاق: "سيلعب شركاء مصر الدوليون والإقليميون دورًا حاسمًا في تسهيل تنفيذ سياسات وإصلاحات السلطات."
نص الاتفاق بالعربية(1)، بالانجليزية(2).
"دعك من الخرافه التى تقول ان الكارثة لا تفرق، بل تكتسح كل ما يقع امامها بشكل ديمقراطى. تبرز الكارثة بأوجها لدى الاكثر فقراً". هاين مارايس، كاتب من جنوب افريقيا، 2006.
كرر لهم دوماً، انك ذاهب بهم الى الجنة، حتى تصل بهم بأمان، الى جهنم.
اليوم .. التنازل عن الارادة السياسية، وبدأ الانهيار الكامل للجنيه المصري امام الدولار!
خضوعاٌ لأملاءات صندوق النقد، قرر البنك المركزي اليوم تعويم كامل للجنيه، ليقفز سعر الدولار اليوم فقط الى 22,5 جنيهاٌ، لينطلق في الارتفاع الحر بعدها دون اي تدخل من الدولة، جاء ذلك وفقاٌ لاتفاق الامس مع خبراء الصندوق على قرض قيمته 3 مليار دولار على 6 اشهر!، مقابل ترك الجنيه امام الدولار حراً "العرض والطلب"، دون اي دعم من الدولة للجنيه، كما كان وقت المحافظ السابق للبنك.
اليوم تحقق الهدف الاسمى لحكام العالم برفع يد الدولة المصرية تماماٌ عن عملتها الوطنية، وعن السوق الوطنية.
"كما لا يوجد طريقة لطيفة ورقيقة لاحتلال الشعوب رغم اراداتها، ما من طريقة رقيقة سلمية لسلب ملايين المواطنين ما يحتجون اليه ليعيشوا بكرامة"، لا توجد سوى طريقة "التطهير السياسى العنيف" الذى تليه عملية التنظيف التى تقوم بها فرق حقوق الانسان، كما تنبأ رادولف والش ": "ستختطف ارواح كثيرة بعد، عن طريق "البؤس المخطط له"، اكثر منه عن طريق الرصاص".
في السوق الكل يروج لبضاعته الفاسدة! منذ اربعة ايام فقط كان الرئيس السيسي كان واضح تماماً، فبعد ما كانت "بكره حتشوفوا مصر" بس "اصبروا عليا سنتين بس"، ثم "سنه واحدة بس"، ثم "6 اشهر بس"، انقلبت الوعود رأساٌ على عقب، ففي مؤتمر 4 اكتوبر الحالي، طلب السيسي من المصريين ان يصبروا 15 سنه!، ثم بعد 19 يوم فقط، في المؤتمر الاقتصادي، بشر المصريين ب"اجراءات حادة وقاسية ومستمره"، حادة وقاسية دون سقف زمني، فهى مستمرة!!. يعني اتعودوا بقى، كله من ده، واكتر.
في نفس المؤتمر، رئيس وزراء مصر مدبولي، قال: "ان الأولوية لحكومتنا كبح جماح التضخم، وليس سعر العملة المحلية"!،(3) .. الف باء، كما يعرف كل العالم، واكيد مدبولي سمع، ان التضخم لا يعنئ شئ سوى القيمة الشرائية للعملة، يعني لما ينخفض سعر الجنيه – امام الدولار – يزيد التضخم، يعني القيمه الشرائية للجنيه تقل!! .. ازاي بقى مدبولي حيخلي سعر الجنيه ينخفض، ولكنه في نفس الوقت، قادر ياكريم، حيخلي القيمة الشرائية للجنيه "التضخم"، لا تنخفض؟!!، ده سحر ولا شعوذه ..
شهدت مصر في نفس عهد مدبولي السعيد "ماشيها مدبولي":
*تسارع التضخم في مصر خلال سبتمبر الماضي لأعلى مستوى منذ نوفمبر 2018، فيما قفز التضخم الأساسي، الذي يستبعد أسعار السلع الأكثر تقلّباً، إلى 18%..
*بلغت العملة المصرية أدنى مستوياتها على الإطلاق، بحسب بيانات البنك المركزي المصري، وارتفع الدولار الأميركي بأكثر من 25% منذ مارس الماضي مقابل الجنيه.
كما كان المحافظ الجديد قد اعلن "ثورة على الدولار" في نفس المؤتمر منذ اربعة ايام، واليوم انبطح وانبطحت الدولة امام الدولار، ففي "المؤتمر الاقتصادي" تمطع محافظ البنك المركزي المصري، الجديد، حسن عبد الله، واعلن عن سؤاله الخارق "لماذا نربط عملتنا بالدولار؟!"، مضيفاً، ومبرراً عمق سؤاله "نحن لسنا دولة مصدرة للبترول، كي نربط عملتنا بالدولار"؟!، ثم اعلن عن ابتكاره الذي لم يسبقه له احد "سنبدأ في عمل مؤشر للجنيه المصري مرتبطاً بعدد من العملات والذهب"!!.
النظام المصري رهن نفسه بالنظام الامريكي، سياسياً واقتصادياً ومالياً وعسكرياً وثقافياً، من بعد هزيمة 67، السادات، يحصل كل عام منذ 78، على مليار و300 مليون دولار منحة من امريكا، يقترض من صندوق النقد والبنك الدولي التي يهيمن عليهما رأس المال الامريكي، وينفذ املائتهما وفقاً للارادة الامريكية، غاز شرق المتوسط، تيران وصنافير "ممر تيران دولي"، تفريغ الشريط الحدودي بشمال سيناء، السد الاستعماري "النهضة"، ويسلم اصول الشعب المصري للمؤسسات التي يهيمن عليها رأس المال الامريكي، اي في كلمة اعاد صياغة "هيكلة" مجمل السياسات المصرية لتتماهى "التبعية" مع السياسة العالمية التي يسيطر عليها ويقودها رأس المال الامريكي. .. ثم يأتي عبد الله ويدعي البطولة ويتسائل وبرائة الاطفال في عينيه، لماذا نربط عملتنا بالدولار!!.
النظام الذي لا يرى احلام في منامه، سوى تلك التي تتماهى مع السياسة الامريكية، والتي تتمثل امام عينيه مصائر كل من حاول ان يتحدى هيمنة الدولار على السياسة المالية العالمية، بدءاً، من زعماء امريكا اللاتينية مروراً بصدام والقذافي الذي لم يقتلا سوى انهم شرعا في التعامل لبيع البترول بعملة غير الدولار، ومدير صندوق النقد القابع في السجن، وصولاً الى "الحرب الاقتصادية" "الارهاب الدولي الاقتصادي" العقوبات الاقتصادية والمالية "البلطجة" على اياً من دول العالم بما فيها روسيا والصين، لمحاولتهما تغيير نظام هيمنة القطب الواحد على العالم، ورأس حربتها الدولار. قولي بأمارة ايه يا عبد الله؟! – مشيها عبد الله -.نحن نعلم، وعبد الله يعلم، بل اننا على يقين، انها مجرد اشتغالات لألهاء الناس عن الكارثة القائمة بالفعل.
هام جداً الاصدقاء الاعزاء نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة سعيد علام، واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة سعيد علام قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى. لينك جروب "حوار بدون رقابه" https://www.facebook.com/groups/1253804171445824
المصادر: 1- نص اتفاق الحكومة المصرية مع صندوق النقد في 27 اكتوبر 2022م، باللغة العربية. https://www.facebook.com/groups/1253804171445824/posts/2262753940550837/ 2- النص الاصلي لاتفاق الحكومة المصرية مع صندوق النقد في 27 اكتوبر 2022م. باللغة الانجليزية. https://www.imf.org/.pr22363-egypt-imf-reaches-staff...
#سعيد_علام (هاشتاغ)
Saeid_Allam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لمن -غامر- السيسى بشعبيته؟!
-
الدعوة لخروج الناس بالملايين للشوارع والميادين؟!
-
استعدوا .. انخفاض قيمة الجنيه بـ25%، قريباً جداً! البنك المر
...
-
السيسي من -الجيش آلة قتل-، الى -الجيش يفرد وينتشر فى مصر كله
...
-
ان تغيير اسم الشئ، لايغيره! الجمهورية الجديدة، قديمة.
-
-العاصمة الادارية-، -المنطقة الخضراء- المصرية!
-
بعد الاتحاد السوفيتي، تفكيك روسيا لاتحادية! من افغانستان الى
...
-
الدرس الذي اتقنه السيسي!
-
الخيار العسكري!
-
لماذا نرفض الدولة الدينية؟! لماذا نرفض الدولة العسكرية، كما
...
-
لماذا نرفض الدولة العسكرية؟!
...
-
اي الخيارات تختار للتعامل مع تيار الاسلام السياسي؟!
-
اللوبي الامريكي/الاسرائيلي في الشرق الاوسط! دوره في انقلاب ا
...
-
النخبة السياسية، الغير سياسية!
-
ما زال 5 يونيه! الحصاد المر الاحدث لهزيمة 67
-
مذكرات بدون رقابة -1 توقيت القرار، يفضحه.
-
الجماعة الاسلامية المصرية، و-المراجعات الفكرية- للولايات الم
...
-
النقد -بدون سياسة-!
-
خطر وجودي، حقاٌ!. معادلة السيسي/ معادلة المعارضة/ معادلة الش
...
-
اوهام الحوار السياسي، الزائفة؟! -هبوط اضطراري-
المزيد.....
-
-سقوط مباشر واحتراق آلية-.. -حزب الله- يعرض مشاهد لاستهدافه
...
-
صنعاء.. تظاهرات ضد الحرب على غزة ولبنان
-
فصائل العراق المسلحة تستهدف إسرائيل
-
الديمقراطيون.. هزيمة وتبادل للاتهامات
-
القنيطرة.. نقاط مراقبة روسية جديدة
-
عرب شيكاغو.. آراء متباينة حول فوز ترامب
-
مسؤول أميركي: واشنطن طلبت من قطر طرد حركة حماس
-
إعلام سوري: غارات إسرائيلية على ريف حلب
-
بعد اشتباكات عنيفة بين إسرائيليين وداعمين لغزة.. هولندا تقرر
...
-
هجوم بطائرة مسيرة يوقع قتيلًا و9 مصابين في أوديسا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|