قوق محمد
الحوار المتمدن-العدد: 7414 - 2022 / 10 / 27 - 06:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لم يكن يعتقد أن الكمال في الأخلاق نقمة، وأن الحذاقة الدائمة غباء، وأن قراءة الآخر على حسن النيّة هو عين السُّوء…
لم تكن هذه مجرد تخمينات ولكنها كانت عقيدة درس عليها الباندي وتربى عليها خطوة خطوة، أو إن شئت فقل آية آية …
"لماذا يجب دائما أن نكون أحسن من الآخر، نسامح، نسكت، نهدأ، وندّعي الحكمة في خضم أنّ الآخر لا يرى كل هذا، ويرى فقط هدفه ويحصل عليه في الأخير، أمّا نحن فلا يبقى لنا إلا فُتات التاريخ الذي لا يقدّم ولا يؤخر …
جميعها خرافات تلك التي تدعي أن السيادة للمثل العليا والصمت وسط الفوضى والحكمة عند السباحة في عمق التيّار …
لماذا نقتات على المُثل العليا التي لا تعطينا شيئ؟؟؟.."
يتساءل الباندي بعد ما بلغ درجة الفيلسوف عند كهف أفلاطون وقد اقترب من ثقب الحائط ورأى الناس الحقيقيين والعالمُ المثال الصحيح….
ثم يلتفت إلى الجمع الغفير من الحيارى المكبّلين بكل دهشة صارخاً في وجوههم ويخبرهم بكل وضوح: "وراء هذا الحائط يكمن الوجود، وتكمن الحقيقة التي يجب أن تكونو عليها، فقطّعو السلاسل وقيود الأخلاق فما هو موجود لا كما هو في هذا الكهف المظلم الذي نحن فيه، لقد خسرنا التاريخ والعُمر، الحقيقة شيئ، وعقائدنا شيئ آخر...
يتصوٍّر هذا الحوار وهذا المشهد طالبُ الفلسفة المجتهد المهّذب سابقاً وهو في حالة سفر!!... ، ترمي به "الايريكا" بين جنبات الأزمنة الفكرية من أمام حائط المنزل المهجور، المقابل للملعب المجاور لبيته وهو يبول عليه ويقول : "جميعنا لديه الباندي في أعماق الحروب التي فينا، ربما هو السوسة التي تركب أمواج البحر الذي يحاول أن يكون هادئا أبدا فينا، أو رُبما هو بكل حق "الفيلسوف" في كهف أفكارنا والذي هو عند الكثيرين منا لم يبلغ درجته الحقيقية، ولم يرى من الثقب في حائط المكبلين بعد، هو الآن يرى ضلال الناس الحقيقيين على الحائط المقابل للثقب، المقابل للحيارى الذين أنت في واحد منهم، تبحث عن روح الباندي فيك …."
أنا كتبت هذا المشهد !!...
#قوق_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟