الديموقراطية شرط اساسي لازالة العديد من الحساسيات المرتبطة بالمستوى الاعلامي عربيا,

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)

الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 09:56
المحور: الصحافة والاعلام
    

لست خريج معهد من معاهد الاعلام او صحافة, الا انني مارست الكتابة كهواية كغيري من شباب مدينة تازة شرق المغرب , منذ نهاية السبعينيات, ورغم ان او ل نص نقدي ظهر لي كان سنة 86 بجريدة الاتحاد الاشتراكي المعارضة آنذاك ولسان حال الحزب , كان بمثابة ولادة ثانية, حيث ساهم النص في تعبيد الطريق امام تجربتي الفتية آنذاك .
كان ذلك حدثا كبيرا بالنسبة لي ,واذكر ان مجرد نشر مقال او قصيدة , او مجرد ظهور الاسم على هذا المنبر يعتبر حدثا استثنائيا , اما اقتناء نسخة او الاشارة الى اسم الجريدة كمرجع بين الغرباء خلال تلك الفترة " من سنوات الجمر" يعني الاعتقال , او الانضمام الى لا ئحة المشبوهين ,وتوالت التجارب , واعتقد بيقين شبه تام , ان تجربة الانتماء السياسي و النقابي المبكر ,شكل ذرعا اساسيا لتعميق تجربة الابداع, ووسمها بالايقاع الثوري , الرافض وغير المهادن مع كافة اشكال الاستبداد , هذه الفترة شكلت منعطفا حقيقيا لشباب المرحلة , ورقما حاسما في تاجيج الذات وتثويرها فكرا واسلوبا في افق تشكيل مغرب حداثي ديموقراطي . رغم شح الوسائط والتي كانت تعقد الاسباب الحقيقة وراء غياب نافذة للتواصل بين المشرق والمغرب العربي ثقافيا وسياسيا.
بداية لا بد من الاقرار ان الديموقراطية شرط اساسي لازالة العديد من الحساسيات المرتبطة بالمستوى الاعلامي عربيا,
ولعل حكاية مصر "الريادة والسيادة" والتي اسالت مدادا ولا تزال .. خير دليل في هذا الباب.
لا بد من التفكير بصوت جماعي حر ومسموع , من اجل معالجة الانحرافات الحالية في السياسات الاعلامية للشرق العربي , باتجاه المغرب العربي , والعكس صحيح,
حتى تؤدي الصحافة مهمتها في التواصل, لا بد ان تتمتع اولا بحرية التعبير بعيدا عن أي ضغط او اكراه تعسفي من هذه الجهة او تلك. واعتقد ان غياب حرية الراي" وغياب الاحزاب وانتفاء النقابات كهيئات ضاغطة " في بلدان عربية كثيرة, يدفع في اتجاه سيادة الراي الواحد كما ينشط في الحد من تنام الانفتاح في ابعاده الكونية.
حتى الذين الذي يبشرون اليوم بتحسن او تفاؤل الاداء الاعلامي العربي على المدى المنظو ر في ما يتعلق بالانفتاح الاعلامي المتوازن بين الشرق والمغرب العربيين , يتحدثون عن تغيير ممكن او اصلاح مرتقب بخجل ,نظرا لهيمنة و سيادة منطق الدولة, ويمكن االتذكير في هذا الباب , بان افسد انواع الاحباط جاءتنا كشعوب وتكتلات ,من تفسخ النماذج العربية التي نصبت نفسها مؤتمنة على الحلم القومي , وراهنت على النهج الثوري , اما النماذج التي ظهرت وظلت على اصلها فلا سؤال عليها.
وفي ذات السياق, وددت لو اسال الاعلامي عادل محمود : كم برنامجا مغربيا تبثه القنوات الاردنية فضائية كانت ام ارضية ,ضمن خريطةبرامجهاالاسبوعية.

وبالمقابل من واجبنا ان نتساءل , كم برنامجا اردنيا يبث على القنوات المغربية فضائية او غيرها؟ اعتقد ان الجواب عن هذا السؤال يشكل مفتاحا جوهريا لطرح معضلة , التواصل بين شرق العرب ومغربه.
:
الى ذلك يشهد العالم العربي طفرة نوعية في مجال تيكنولوجيا الاتصال والتواصل" هناك صحافة الكترونية ..ومنتديات نقاش و حوار لا يتوقف. الامر يحتاج الى دراسة ميدانية ,كما الى وقفة تامل حقيقة لتقييم التجربة, هي الان جنينية فيما يبدو , فتجربة عقد من الزمن لا يكفي لاصدار احكام حقيقية ومقنعة.

بكل تاكيد تشدني كعربي المواقف البطولية لشعبي وامتي من المحيط الى الخليج , افرادا او جماعات , قد نتفق على الاختلاف, حين يعتبر البعض ان النسيان ارقى اشكال الحرية, ورغم انني آلة ضخمة يشتغل فيها النسيان بكفاءة عالية, اعتقد ان الحرب بين حزب الله واسرائيل , و معركة بنت اجبيل الرائعة. على وجه الخصوص من المواقف الخالدة في ذاكرتي كعربي ومسلم ..حين هزم مقاتلو حزب الله لواء "جولاني" النخبة , ولقنوه درسا لن ينساه ابدا , مثل هذه المواقف لا بد من توثيقها بشكل حضاري فني....وليس اجندة سياسية للانتخابات .
. اعتقد ان الاعلام المغربي سواء كان مسموعا مكتوبا او مرئيا , عرف قفزة نوعية تشريعا وممارسة, خلال العقد الاخير , فاليوميات بلغت حسب احصائيات....منها حزبيا و....مستقلا....و...اسبوعية. دورية .عربية وفر نسية...
رغم كل التخوفات التي قد تبدو او يعبر عنها في هذا المنبر اوذاك من خلال هذه الجهة او تلك, فان المرء لا يمكنه, الا ان يسجل ان ثمة تنام للوعي المهني المرتبط بالاعلام المغربي لدى طرفي المعادلة , أي الصحفيين وبعض المقاولات الاعلامية من قراء ومتفرجين ومستمعين, لكن تنام هذا الوعي, لم يصاحبه بعد تنام في الاستثمار البشري والاستثمار التقني لاغلب مقاولاتنا. هناك جرائد مستقلة حققت طفرة اعلامية محترمة كمقاولات, قد يرى البعض في ذلك انحرافا عن الاهداف , وان هذه الجرائد باتت تشكل خطرا قد يؤدي الى حدوث تشريعات يخاف البعض من ان تطبيقها قد يعيق عمل هذه الاخيرة, تحت ذريعة تنظيم المهنة.هناك تراجع ملحوظ للجرائد الحزبية التي يوجد قياديوها في سدة الحكم..
هناك تخوف اكبر من خطورة الوصاية التي يحاول البعض ان يفرضها على هذه المهنة النبيلة والخطيرة بالمغرب ,ويترجمها البعض في صحف اسبوعية مستقلة, من غير تحديد "عن من تستقل".

#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات