وشروه بثمن بخس

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من
(Waleed)

الحوار المتمدن-العدد: 7411 - 2022 / 10 / 24 - 16:50
المحور: حقوق الانسان
    

كتب المحامي المصري بهاء الدين ابو شقة كتاب بعنوان " اغرب القضايا " تناول فيه اغرب القضايا التي واجهها على مدى عقود من الزمن ، والصراحة ذلك مسلك يحسب لهذا المحامي ، لأن اي محام خلال مسيرته المهنية في عالم المحاماة سيواجه عشرات القضايا الغريبة و الطريفة و الحزينة و السعيدة والمؤسفة ، ويستطيع كل محام ان يحذو حذو المحامي المصري في هذا الجانب و ينتج لنا ادب قانوني يكون عظة و عبرة للناس و قاعدة بيانات للباحثين عن أس المشكلة لوضع الحل لها .
وقد دونت بعض السطور عن ذلك بين الحين والاخر وان بشكل متقطع عما واجهته من قضايا واجهتني في مكتبي للمحاماة و توكلت فيها او كنت احد شهودها بحكم وجودي في سوح القضاء .
ففي بداية هذا العام توكلت عن احد الاباء المطلقين اقيمت ضده دعوى ضم حضانة من قبل طليقته للمطالبة بحضانة ابنتها منه ، وكان الاب متعلق بأبنته كثيرا و الاكثر تعلقا منه الجد ، بحيث من كان يتابع معي تفاصيل العمل و يراجعني للمكتب او المحكمة هو الجد وليس الاب ، وقد خسرنا المرافعات امام محكمة الاحوال الشخصية فصدر قرار لصالح المطلقة ، ولم نستطع نقض القرار الصادر رغم الطعن به تمييزا و تصحيحا ، وحينما صار القرار بات و قابلا للتنفيذ ، اخذ الجد يتفاوض مع جد الطفلة من جهة الام و عشيرتها وتوصلوا بعد عدة وساطات و مباحثات ان يتنازلوا للجد من جهة الاب عن الطفلة و يبقوها لدى ابنه مقابل ستة ملايين دينار عراقي ، ورغم محاولات الوسطاء للتقليل من المبلغ الا ان اهل الام مصرين على ذلك ، فلما لم تكن بيد الجد سوى القبول بهذا العرض فقد وافق عليه و دفع المبلغ المذكور مقابل الاحتفاظ بالطفلة !!
فكانت هذه القضية الغريبة مصداقا لقوله تعالى في الاية التي صدرنا بها المقال والتي تحدثت عن اخوة يوسف عليه السلام حينما باعوه بثمن بخس وكانوا فيه من الزاهدين الذين استرخصوا ثمنه فشروه تعني باعوه في اللغة وهكذا فعل اجداد الطفلة المسكينة من جهة الام وكانت مع الاسف الشديد محلا لعقد بيع عقدوه مع اجدادها من جهة الاب وهذا غيض من فيض القضايا الغريبة التي نواجها و تستحق ان تكون في كتاب على طريقة الزميل المصري املين ان نمنح فرصة كتابته في قادم الايام وهكذا اقتضت الحكمة الشعبية الواقعية " عيش و شوف "!!

#وليد_عبدالحسين_جبر (هاشتاغ)       Waleed#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات