أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - نواب الثورة : دعسة ناقصة














المزيد.....

نواب الثورة : دعسة ناقصة


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7411 - 2022 / 10 / 24 - 11:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



وصلتني من أحد نواب الثورة رسالة شكر على تضامني الدائم معهم حين يتعرضون للنقد من الأقربين والأبعدين. في الحقيقة لم يتسن لي التعرف على أحد سواه من بينهم معرفة شخصية لا قبل الانتخابات النيابية ولا بعدها، ما يعني أن هذا التضامن أبعد من أن يكون دفاعاً عن مواقفهم أو عن أشخاصهم بل دفاع عما أسماه عقل العويط " لحظة خارقة خارج الوقت خارج المكان خارج الماضي خارج الحاضر وخارج الزمان، لحظة في العقل الممتاز، لحظة في دولة الحرية، دولة العقل والحرية، لحظة ولدت في 17 تشرين وستظل تولد باستمرار"
كنت قد حدست الثورة قبل انفجارها ولم أتوقف عن الكتابة عنها، منذ ولادتها في 17 تشرين الأول 2019، مقالة اسبوعية في نداء الوطن، مقتنعاً اقتناعاً راسخاً بأن الانتفاضة الشعبية التي أطلقتها زيادة الرسوم على وسائل التواصل استمرت انتفاضة لأيام فحسب وسرعان ما تحولت إلى ثورة.
قلت لصديقي النائب، لا أنت مطالب بتقديم الشكر ولا أنا أستحقه، لأن دخولكم إلى الندوة البرلمانية حدث استثنائي في تاريخ بلادنا ولأن الفضل في فوز أي منكم لا يعود إلى كفاءة كل منكم بقدر ما يعود إلى روح الثورة التي لا تمثلونها وحدكم بل مثلها قبلكم، في الشوارع والساحات، شباب لبنان وشاباته الأبطال الذي تمردوا على النظام السياسي الأبوي المتوارث من قرون الاستبداد القروسطي والملقح بعقود من الاستبداد مارسته أحزاب دينية وقومية وأممية اغتصبت السلطة بالانقلابات العسكرية أو العمائمية.
أنتم أبناء الثورة وينطبق عليكم قول جبران، "أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة". بعض الذين انتخبوكم تعامل معكم لا بمنطق جبران، بل بمنطق النظام الأبوي أو الحزبي، وكأنكم ملك لهم، أو ربما خوفاً على تجربتكم من أي "دعسة ناقصة"
ما من شك في أن مجرد موافقتكم على الدخول في معترك الحياة السياسية من باب قانون انتخابي هو الأسوأ في تاريخ الديمقراطيات في العالم، بل أسوأ من ديمقراطية اليونانيين التي منحت لسادة القوم دون العبيد، هي في حد ذاتها مغامرة لا يقدم عليها إلا الشجعان، لكن أحداً منكم لم يكن يحلم بالفوز لولا الثورة وما راكمته في سنواتها الثلاث. فلا فضل لأحد منكم على سواه من زملائه الفائزين بقوة التسلط والاستبداد إلا كونكم أبناءها، وغداً قد تختار سواكم لتمثيلها في البرلمان.
لا شك في أن لكم في أي دفاع عن الثورة نصيباً، لأنكم أنتم من جسدتم نبضها وروحها ولسان حالها الناطق باسم السيادة والحرية والدستور. حقكم علينا من حق الثورة علينا. لكن حقنا وحق الثورة عليكم أنكم مؤتمنون على هذه اللحظة التي لم تولد لمرة واحدة ووحيدة كمثل تعديل الدستورعند كل انتخابات رئاسية، بل هي "لحظة ستظل تولد باستمرار" ولا يستحقها إلا القادر على التجدد.
لا شك في أن آليات نضال الشارع لا تشبه آليات نضال المشترع. "ووضع الندى في موضع السيف في العلى مضر كوضع السيف في موضع الندى"(المتنبي). عليكم ألا تنسوا نصائح الثورة حين انتقالكم من نضال الساحات إلى النضال البرلماني، فأنتم حملتم أمانة استبدال المحاصصة في الحكومة وفي الإدارة وكذلك في اللجان النيابية، وهي لعبة الفاسدين ومنتهكي الدستور وناهبي المال العام، بالنضال لإعادة تكوين السلطة مع ما يتطلبه ذلك من التزام بأحكام الدستور وبتعديل القوانين ولا سيما قانون الانتخاب. لكن القدم زلت بكم. انهضوا فلم يفت الأوان بعد.
حمّلتكم الثورة أيضاً أمانة الحفاظ على وحدتكم والحفاظ على تنوعكم. إياكم أن تتحولوا إلى حزب. أنتم أكبر من أن يحصيكم عدد وعليكم أن تكونوا ككرة الثلج لتزدادوا عدداً لا لتقعوا في فخ التشرذم. لعل ما حصل ألا يكون سوى زلة وتنهضون منها لتكون كلمتكم هي الأولى ومواقفكم هي المعيار.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعطيل ما بعد الترسيم ليس كما قبله
- القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات
- تغيير قواعد اللعبة الرئاسية لا تغيير اللاعبين
- -جمّول- و أطلالها
- تكريم الشهداء أم استثمار في الموت؟
- مع روسيا أم مع أوكرانيا؟
- بين خطبة الوداع وخطاب القسم
- مات مازن
- متفلسفو الثورة يجهلون فلسفتها
- تصريحاتهم -ناسخ ومنسوخ-
- الثورة صنعت نواباً فهل تصنع رئيساً؟
- نواب الثورة: احذروا مناوراتهم التافهة
- نواب الثورة: ادخلوا لعبة التعطيل
- لا تجيبوا على أسئلة مفخخة
- نقد الثورة أم شتم نوابها؟
- رسالة إلى الرفيق حنا غريب
- رسالة إلى نواب الثورة
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 أساتذه في مدرسة مشاغبين
- أقلية نيابية من الكذابين
- الثابت والمتحول في برلمان 2022 2- نواب الثورة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - نواب الثورة : دعسة ناقصة