أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - لا تفلح دولة بلا إدارة (حكيم)















المزيد.....

لا تفلح دولة بلا إدارة (حكيم)


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7411 - 2022 / 10 / 24 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أولى المقالات التي كتبتها بعد 2003م؛ كانت تتعلق بوجوب إتقان أيّ رئيس و مسؤول ؛ محافظ ؛ وزير ؛ نائب ؛ رئيس و حتى المدراء ؛ فن الإدارة و طرق التعامل و تنظيم و إدارة القوى الأنسانية و إستغلال الوقت و الأمكانات و الفرص للأستثمار وزيادة الأنتاج, وبغير ذلك فأن النهب و آلفساد والتخريب وحتى الأرهاب سيظهر بشكل طبيعي لأنه, أي [(الأرهاب) قرين (آلفساد)] مثلما (الظلم قرين آلجهل) و لو ظهر فأن رئيس الحكومة و معه باقي المسؤوليين يتحمّلون بآلتّبع و بآلدرجة الأولى مسؤولية الخراب و الفساد و الأرهاب الناتج, و لا مجال ولا حقّ لهم في تبرير الفساد كعادتهم, لأنهم هم آلسّبب بذلك لجهلهم الحقّ وقوانين آلأدارة و تنظيم القوى الأنسانية على أصعدة الدولة المختلفة .. و الجهل كما قلنا في همسة كونية؛ سببه الأنحطاط الفكريّ.

من أبرز خصوصيات الدولة الجاهلة و كما عرضنا التفاصيل في مؤلفاتنا, و منها كتابنا [محنة الفكر الأنساني] و كذلك كتابنا الأخير ؛ [الدولة في الفكر الأنساني] ؛ هو جهل الحاكمين فيها بقوانين الأدارة الحديثة و تنظيم القوى الأنسانية و تخصيص الميزانية و تقييم دراسات الجدوى التي تنظم أمور و واجبات و خطط الدولة و بآلتالي غلق أبواب الفساد بوجه المتلاعبين وفي نفس الوقت فأن وجود القوانين الفاعلة و المناسبة؛ تُسهل و تُمهّد لإنجاز الأعمال و المشاريع بشكل أسرع و أدقّ و أكمل و بلا خسارة أو فساد.

فآلرئيس أو الوزير أو النائب أو المدير لو كان مثقفاً و له تجربة في مضمار الأدارة و الأنتاج و نزيهاً أيضاً لا يتبع أوامر الذين يستحمرونه(يستعمرونه)؛ فأنه سينجح و فرص تقدمه و نجاحه أكيدة في دولة عادلة طبعاً, أما لو كانت متحاصصة فإن 20 سنة أخرى ستمضي كآلعشرين سنة الماضية و قد تتبدل خلالها 20 حكومة أخرى أيضا لكن بلا نتيجة أو ثمر سوى الفساد و الخراب و الخسائر!

آلرئيس أو الوزير أو المدير حين يستعين بآلمستشارين و المساعدين وووو – بغض النظر عن كفائتهم – و كما إستعان الرؤوساء في العراق بعشرات المستشارين و المساعدين .. فأنّ عملهم و سعيهم سيكون مصيره الفشل و النهب و الخراب .. و فشل الدولة يتحقق لجهل رئيسيها و وزيرها و رؤساؤوها في الخط الأوّل الذين عيّنونهم و جلّهم بآلمضاربة أو كانوا من المقربيين و الواسطات و المحاصصات!!

لهذا أُعلنْ بأنّ محاكمة كل الرؤوساء السابقين من وزراء و نواب ومحافظين و مدراء و سجنهم أو إعدامهم و سلب ممتلكاتهم (الحرام) بآلتأكيد هي أولى الخطوات للإنطلاق .. لانجاح الدولة الجديدة وإلّا فإنّ عشرات السنين ستمر و(العشا خباز) مثلما يقول المثل العراقي.

على كلّ حال .. مواصفات كثيرة مطلوبة يبدو أن أهل العراق كما الكثير من حكومات الدول و في مقدمتهم المثقفين و الأعلامين و حتى الكثير من أساتذة الجامعة ليس فقط يجهلونها .. بل لا تنجح بمهامها إطلاقاً لأنها تتبع أساليب القرون الوسطى لتمشية الأمور و كما فعل صدام و خلفاؤوه .. و هذا هو أحد ألأسباب الرئيسية - القوية في فشل الحكومات العراقية التي تعاقبت بعد 2003م, لأن المقايس و الاساليب التي أتّبعت و لا تزال هي المحاصصة أو كما سماها السودانيّ الجديد بآلمتآلفة أو المتحالفة أو المتحزّبة أو المتحدة وغيرها !!
وهكذا نستنتج أنّ المتحالفين أو المتحاصصين -لا فرق- في الأحزاب و بعد ما قدَّمت خيرة أعضائها "المثقفين و آلأكاديميين" للتصدي و قد فشلوا؛ فأنهم وحدهم يتحملون مسؤولية الفساد والخراب و هدر ما يقرب من ترليوني دولار أمريكي إلى جانب هدر أعمار و آمال الشعب و تطلعاته و بآلتالي تسببوا في تعويقهم الأخلاقي و الروحي و البدني .. يعني قتلهم تقريباً.

إن آخر قضية برزت هذه الأيام في الأعلام و وسائل التواصل الأجتماعي يخصّ النهب و الفساد في الضرائب المسروقة من المالية!!
وتمّ التأكيد على ذلك على لسان مسؤولين و نواب من نفس الأحزاب المتحاصصة التي سرقت تلك الأموال, حيث تظهر في الأعلام و لفقدان الحياء تنصب العزاء أمام الناس و تظهر نفسها بأنها متألمة من تلك السرقات المليارية, بينما هم و رؤوسائهم يختفون ورائها!
لقد تمت تلك السرقة الكبيرة هذه المرة على شكل ثلاث مراحل .. من قبل شركات متورطة تبيّن أنّ ثلاثة منها وهميّة لكنها حصلت من الوزارة المختصة على رخص و بيانات بينما أعمارها لم تتجاوز إلا أقل من سنة – يعني أعمارها أشهر فقط – صدرت أواسط 2021م, لكنها تمكنت من سرقة جميع أمانات الضرائب على مراحل و بعلم المدراء و الوزير نفسه، و إن المتهمين الحقيقيين والمتواطئين معهم بآلتأكيد يتحاوز حدودهم دائرة الوزارة .. لكن كآلعادة سيظهر المتابعين للقضية بدعوة أناس ربما لا علاقة لهم أساسا بآلقضية و يتم أخيراً غلقها حين يظهر بأن رئيس الحزب الفلاني أو رئيس الوزراء أو مسؤول كبير يختبئ وراء القضية فتغلق .. لعدم كفاية الأدلة!!
علمأً ان ثلاث من الشركات الخمس التي سرقت تلك الأموال وهمية و عمر أقدمها لا تتجاوز الأشهر و لا تتعدى السنة، و قد قام مسؤول مكافحة غسيل الأموال بمخاطبة مسجل الشركات للاستفسار عن مدى رصانة الشركات فأجاب بأنها شركات رصينة!! ومن هنا بدأت الكارثة و باشرت الشركات بعملية نهب أمانات الضرائب حتى آخر دولار منها و لعن الله من نسب الثقافة و حتى معرفة السياسية لقيادات تلك الأحزاب المتحاصصة أو المؤتلفة كما سماها الرئيس الجديد والله يستر من الجايات كما كل مرة نقولها.
وأضافت :[ان اللجان النيابية قامت بسلسلة استضافات لمسؤولين من عدة هيئات ودوائر، من بينهم رئيس هيئة الكمارك واتضح أن الأمانات الكمركية لا يوجد فيها أي إشكال وهي خاضعة للضوابط والقوانين، كما أن هذه السرقة لم تحدث في عهده عندما كان مديراً للضرائب قبل المدير العام السابق، كما استضافت اللجنة المالية النيابية المدير العام الذي جاء بعده وهو سامر عبدالهادي وبقي شهرين في المنصب وهو أيضاً لاعلاقة له بالقضية، وبالتالي يجب أن نتجنب خلط الأوراق وجعل التحقيقات تخرج عن مسارها وأن نتجنب الزج بأسماء دوائر وأشخاص لاعلاقة لهم بالقضية].

مشكلتنا الوحيدة : ليست أعضاء الأحزاب و الإئتلافات كونهم مصابين بآلأمية الفكرية لأنها لا تقرأ و تجهل فنون الأدارة و طرق التعامل و التنظيم ؛ ليس هذا فقط .. بل إن رؤوساء الأحزاب و المسؤولين هم أيضاً يمنعونهم من القراءة و العدوّ الأكبر لهم الكتب, حيث يشغلونهم بآلغيبة و الكذبو النفاق و النميمة بدل القيم العليا, لأنهم يعرفون بأن القراءة هي التي تسبب الوعي الذي بتألقه يتنفّر الواعي من قادة الاحزاب المجرمة الضالة التي خرّبت البلاد و نهبت أموال الناس!

لذا يريدون إبقاء الوضع على ما هو عليه .. دون تغيير لأدامة المحاصصة .. بل و نشر الأمية التي تُقيّد حركتهم و تُبقيهم تابعين لهم فتتعاظم المشاكل ويزيد النهب و الفساد أكثر فأكثر, و الشيئ الوحيد الذي غطى فسادهم و أبقاهم للآن هي الوفرة في الأموال التي تأتي من النفط لا غير و لولاها؛ لكان العراق كله لا يساوي دولاراً .. و لكانت قصته تشبه قصة تلك المدينة الكندية النائية التي أنشئت قبل قرنين تقريباً قرب مناجم الفحم الحجري في سلسلة جبال قرب أحد التوريتوريات الذي كان مرغوباً وقتها لإستخدامه في وقود القطارات و المركبات التي تربط شرق كندا بغربها مع المدن الواقعة بينهما, حيث بنى الناس فيها أفضل البيوت و أرقاها بسبب وفرة العمل في تلك المناجم .. لكن ما إنْ تمّ الإستغناء عن الفحم الحجري بإكتشاف النفظ و الطاقة الكهربائية و غيرها, أصبحت قيمة المدينة كلها لا تساوي قيمة بيت واحد في المدن الأخرى لعدم وجود إمكانات العيش فيها, و قد تُركت بآلفعل تلك المدينة و هي خالية من السكان الآن !
لذلك ؛ [لا تصلح دولة بلا حكيم].
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب الدولة الأنسانية -ألكونية بدل الميكيافيلية :
- كتاب الدولة الأنسانيّة
- النداء الأخير :
- الحدّ الفاصل بين الفلسفة و العرفان
- إنتشار الحُب في العراق :
- ليس سهلاً أن تكون فيلسوفاًُ عارفاً؟
- حقيقة العارف و العرفان :
- الحلّ ألوحيد لتشكيل الحكومة :
- بين آلعقل و القلب مساحة مشتركة :
- هل إلغاء قرارات الحكومات السابقة تكفي لإحياء العراق؟
- هل السوداني كفء للرئاسة؟
- هل السوداني كفء الرئاسة!؟
- حقيقة ما يجري في العالم
- How do you make people happy كيف تُسعد البشريّة؟
- ألأدارة الفاشلة سبب الجزء الأعظم للفساد :
- هدف الدولة يحدد هويتها
- الأمم المتحدة تحذر من المجاعة العالمية :
- ألعراق مجتمع طفيّلي:
- دور الإدارة الحديثة في آلبناء :
- رسالة لله و للمرشد الأعلى :


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - لا تفلح دولة بلا إدارة (حكيم)