أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ الحياة و الموت من أجله ؟– النقطة الخامسة من الخطاب الثاني من كتاب : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...















المزيد.....



وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ الحياة و الموت من أجله ؟– النقطة الخامسة من الخطاب الثاني من كتاب : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7410 - 2022 / 10 / 23 - 23:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ الحياة و الموت من أجله ؟– النقطة الخامسة من الخطاب الثاني من كتاب : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...

الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 42 / جوان 2022
شادي الشماوي
الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...
خطابات ثلاثة لبوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعيّ الثوريّ ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة

( ملاحظة : الكتاب برمّته متوفّر للتنزيل من مكتبة الحوار المتمدّن )
-------------------------------------------------------
مقدّمة الكتاب 42
في مستهلّ هذه المقدّمة ، نعرّج قبل كلّ شيء على الثلاث نقاط المسترسلة في العنوان الذى إصطفيناه للكتاب 42 ، العدد 42 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فقد عمدنا إلى ذلك عمدا عامدين بحثا منّا عن تجنّب التعسّف على الواقع الموضوعي و إضافة مرغوب فيها إلى ضروريّة و ممكنة . الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة بالفعل ضروريّة و ممكنة كما ترشح ذلك أعمال بحثيّة علميّة مستندة إلى التحليل الماديّ الجدليّ العميق للمجتمع و تناقضاته و إمكانيّات و مسارات تطوّره في عصر الإمبرياليّة و الثورة الإشتراكية و المصالح العميقة للجماهير ليس فقط في الولايات المتّحدة بل عالميّا أيضا ، أي المصالح الأساسيّة للإنسانيّة . و هذا ما تبيّنه بجلاء أعمال بوب أفاكيان ، خطاباتا و بحوثا و دستورا ، التي يقوم عليها هيكل هذا الكتاب و فصوله . إلاّ أنّ هناك بُعدٌ آخر لا يزال غائبا بصفة ملموسة ألا وهو بُعدُ المرغوبيّة بمعنى أن تكون هذه الثورة فضلا إلى ضرورتها و إمكانيّتها مرغوب فيها جماهيريّا و شعبيّا . القيادة و الحزب الطليعي و البرنامج و الإستراتيجيا و طريق الثورة و ما إلى ذلك متوفّرين في الأساس كعنصر ذاتيّ و الوضع الموضوعيّ متفجّر و قابل للتفجّر اكثر و يحتمل حلّين راديكاتليّين ، كما يقول بوب أفاكيان ، إمّا حلّ رجعيّ و إمّا حلّ ثوريّ يمكن إنتزاعه إنتزاعا – حين ينشأ وضع ثوريّ تستغلّه الطليعة الشيوعيّة لتقود الجماهير الشعبيّة لصناعة التاريخ بالإطاحة بالنظام و الدولة القائمين و بناء نظام و دولة جديدين و غايتهما الأسمى الشيوعيّة على الصعيد العالميّ - شرط أن تصبح الثورة الشيوعيّة مرغوب فيها من قبل الجماهير الشعبيّة التي ينبغي أن يرتقى وعيها الطبقي و الشيوعي فتغدو ثوريّة و تبذل قصارى جهدها لإنجازها . و هذه المرغوبيّة في الثورة الشيوعيّة – الإشتراكية حاليّا في هذا البلد الإمبريالي – هي محور نضالات الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة و مهمّته المركزيّة راهنا . و خطابات بوب أفاكيان و كتاباته تتنزّل في هذا الإطار .
قبل سنوات في العدد التاسع من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " الذى إخترنا له من العناوين عنوان " المعرفة الأساسيّة لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ( من أهمّ وثائق الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ) "، صغنا مقدّمة عرّفنا بفضلها بإختصار بهذا الحزب و بالصراعات العالميّة حينها و نعتقد أنّ بضعة فقرات من تلك المقدّمة لا تزال مفيدة اليوم في التعريف بهذا الحزب بشكل مقتضب :
" الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية حزب ماركسي - لينيني - ماوي تأسّس أواسط السبعينات من القرن العشرين و تعود جذوره إلى الستينات و السبعينات أي هو نتيجة الصراع الطبقي فى الولايات المتحدة الأمريكية و الصراع الطبقي على النطاق العالمي لا سيما النضال ضد التحريفية المعاصرة عالميا و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين و تأثيرها المزلزل عالميا كثورة داخل الثورة و قمّة ما بلغته الثورة البروليتارية العالمية فى تقدّمها نحو الشيوعية.
تأسّس الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي فى خضمّ صراع طبقي محتدم فى البلاد و عالميّا سنة 1975 و جاء ثمرة نضالات عدّة مجموعات ثورية أهمّها " الإتّحاد الثوري" و إمتدادا لنضالات الستينات و السبعينات على شتى المستويات ، على أنّه تحوّل نوعي بإعتبار تبنّى المبادئ الشيوعية الثورية الحقيقية ووسائل النضال البروليتارية الثورية و غاية الثورة البروليتارية العالمية ، تحقيق الشيوعية من خلال الثورة المسلّحة المتبوعة بالحرب الأهلية لتحطيم دولة البرجوازية الإمبريالية و إرساء دولة إشتراكية كقلعة من قلاع الثورة البروليتارية العالمية تعمل على السير صوب تحقيق الشيوعية على النطاق العالمي .
وقد شهد هذا الحزب فى مساره عدة صراعات الخطين منها نذكر على وجه الخصوص الصراع الكبير حول الموقف من الصين بعد إنقلاب هواو - دنك عقب وفاة ماو تسى تونغ سنة 1976 حيث عدّ البعض من القادة و الكوادر أنّ الصين لا تزال على الطريق الإشتراكي فى حين أكّدت الأغلبية إستنادا لدراسات على مختلف الأصعدة أنّ الصين شهدت تحوّلا من صين إشتراكية إلى صين رأسمالية و بالتالى وجب القطع معها و فضحها عالميّا . و خرج الخطّ الشيوعي الثوري الماوي منتصرا ما جعل أنصار دنك سياو بينغ يستقيلون من الحزب أو يطردون منه .
و مثّل ذلك حدثا جللا بالنسبة للبروليتاريا العالمية إذ أنّ الحزب الشيوعي الثوريّ الأمريكي وقد حسم الموقف لصالح الشيوعية الثورية و الماوية و الدفاع عن إرث ماو تسى تونغ و الثورة البروليتارية العالمية صبّ جهوده نحو إعادة البناء الثوري للأحزاب و المنظمات بإتّجاه الإعداد للموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية على شتّى المستويات. و للتاريخ نذكّر بأنّه بمعيّة الحزب الشيوعي الثوري الشيلي صاغا مشاريع وثائق كانت بمثابة أرضية منذ 1981 لتوحيد الماركسيين - اللينينيين الحقيقيين [ الماويّين ] بدعم هام من الحزب الشيوعي لسيلان لتنتهى هذه النضالات و النقاشات التي شملت الكثير من المنظمات و الأحزاب الأخرى عبر العالم إلى تشكيل الحركة الأمميّة الثوريّة على قاعدة الندوة الثانية و بيان 1984 و إلى إصدار مجلّة " عالم نربحه " منبرا فكريا للنواة السياسية الساعية لإعادة بناء قيادة عالمية جديدة للحركة الشيوعيّة العالميّة. و بموجب تطوّر الصراعات الطبقية عالميّا و بفعل الصراع الداخليّ للحركة الأمميّة الثورية حصلت قفزة نوعيّة أخرى فى 1993 بإعلان تبنّى الحركة جميعها للماركسية - اللينينية - الماوية علما للثورة البروليتارية العالميّة ... "
( إنتهى المقتطف )
و حدث إنشقاق صلب الحركة الأمميّة الثوريّة التي نشطت موحّدة من 1984 إلى تقريبا 2006 و إنقسمت الماويّة إلى إثنين ( أنظروا كتاب " الماويّة تنقسم إلى إثنين " ، العدد 13 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ) و أنتج الحزب الشيوعي الثوري أعمالا عدّة خائضا صراع الخطّين داخل الحركة الماوية و الحركة الشيوعيّة العالميّة تجدون أهمّها في عدّة كتب بمكتبة الحوار المتمدّن وهي موثّقة في فهارس كتب شادي الشماوي كملحق لهذا الكتاب 42 . و إلى ذلك لزاما علينا أن نذكر أبرز كتابين مطوّرين للماركسية – اللينينيّة – الماويّة : الخلاصة الجديدة للشيوعية / الشيوعيّة الجديدة لمهندسها بوب أفاكيان " إختراقات الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة خلاصة أساسيّة " ( الكتاب 35 ) و " الشيوعية الجديدة – علم وإستراتيجيا و قيادة ثورة فعليّة ، و مجتمع جديد راديكاليّا على طريق التحرير الحقيقي " ( الكتاب عدد 38 ) . و من يتطلّع إلى التعرّف على بوب أفاكيان فعليه ، على سبيل المثال لا الحصر ، بسيرته المعروضة في هذين الكتابين .
و نكتفى بهذا مدخلا و ندعو القرّاء للتمعّن مليّا في مدي أهمّية ظفر ثورة إشتراكية هدفها الأسمى الشيوعيّة على الصعيد العالمي و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد في قلب الغول الإمبريالي الأمريكي ، بالنسبة للحركة الشيوعية العالميّة و للبروليتاريا العالميّة و لجماهير الإنسانيّة ...
و محتويات هذا الكتاب 42 ، العدد 42 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فضلا عن هذه المقدّمة :
الفصل الأوّل - الخطاب الأوّل : لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة
I - وحدها ثورة فعليّة بوسعها أن تحدث التغيير الجوهريّ الذى نحتاج إليه ؛
إضطهاد السود و غيرهم من ذوى البشرة الملوّنة
إضطهاد النساء و العلاقات الجندريّة الإضطهاديّة
حروب الإمبراطوريّة و جيوش الاحتلال و الجرائم ضد الإنسانيّة
شيطنة المهاجرين و تجريمهم و ترحيلهم و عسكرة الحدود
تحطيم الرأسماليّة – الإمبرياليّة للكوكب
- كيف يمكننا أن ننجز حقّا ثورة ؛II
ملاحق الخطاب الأوّل (4) ( حسب التسلسل التاريخيّ و هي من إقتراح المترجم و قد سبق نشرها )
-1- بصدد إمكانية الثورة
- ردّ جريدة " الثورة "
- رفع راية بعض المبادئ الأساسيّة :
- إستنتاجات جديدة و هامّة :
* بعض النقاط الحيويّة للتوجه الثوري - معارضة للموقف الطفولي و تشويهات الثورة
- 2-" بصدد إستراتيجيا الثورة "
- مقاومة السلطة و تغيير الناس من أجل الثورة :
- التعلّم من رئيس حزبنا ، بوب آفاكيان ، و نشر معرفة و تأثير قيادته ذات الرؤية الثاقبة ، و الدفاع عن هذا القائد النادر و الثمين و حمايته :
- ترويج جريدة حزبنا " الثورة " بأكثر قوّة و شمولية :
- 3 - مزيد من الأفكار عن " بصدد إمكانية الثورة "
- 4 - كيف يمكننا الإنتصار – كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة
- لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة
- ما نحتاج القيام به الآن
- كيف يمكننا أن نلحق بهم الهزيمة
الفصل الثاني - الخطاب الثاني : أمل من أجل الإنسانيّة على أساس علميّ و القطيعة مع الفرديّة و الطفيليّة و الشوفينيّة الأمريكيّة
1- لا أمل مقابل لا ضرورة مستمرّة
2- مشكل الفرديّة / الأنانيّة
- الفرديّة الخبيثة و الفرديّة الغافلة
- الفرديّة ، هراء الانتخابات البرجوازية و وهم " التقدّم بلا ألم "
- الطفيليّة و الشوفينينّة الأمريكيّة و الفرديّة
- سياسات الهويّة و الفرديّة
- الفرديّة و " اللامبالاة "
3- المصالح الخاصّة و المصالح العامة – التمييز بين المصالح الطبقيّة و أعلى مصالح الإنسانيّة
4- مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسماليّة و مقاربتها لمذهب الفرديّة و الشخصيّة الخصوصيّة
5- وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ الحياة و الموت من أجله ؟
- كسر قيود الفرديّة الطفيليّة
6- لا ضرورة مستمرّة و الأمل على أساس علميّ : عالم مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير ممكن حقّا ، لكن ينبغي النضال من أجله !
هوامش
الفصل الثالث - الخطاب الثالث : شيء فضيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة ؛
أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة
...
ملاحق الخطاب الثالث ( 5 )
1- ثورة حقيقيّة ، تغيير حقيقي نكسبه – المزيد من تطوير إستراتيجيا الثورة
- النضال ضد الفاشيّة الآن و النضال المستقبلي الشامل
- إلحاق الهزيمة ب " التطويق و السحق " و التقدّم بالنضال الثوري
- " عدد من جريدة الثورة خاص بالجولة الوطنيّة تنظّموا من أجل الثورة – ماي 2019 : 5-2-6 : 5 أوقفوا ؛ 2 خياران و 6 نقاط إنتباه
2- سنة جديدة ، الحاجة الملحّة إلى عالم جديد راديكاليّا – من أجل تحرير الإنسانيّة جمعاء
3- بيان و نداء للتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة
هذه الثورة ليست مجرّد " فكرة جيّدة " – إنّها عمليّا ممكنة
4- هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة
- أوّلا ، بعض الحقائق الأساسيّة
- لماذا يعدّ هذا الزمن زمنا تصبح فيه الثورة ممكنة حتّى في بلد قويّ مثل هذا
- ما يجب القيام به لإغتنام هذه الفرصة النادرة للقيام بالثورة
- خاتمة
5- لماذا العالم مضطرب جدّا و ما الذى يمكن فعله لتغييره تغييرا راديكاليّا – فهم علميّ أساسي
- مثال توضيحي لهذه العلاقات و الديناميكيّة الأساسيّتين : لماذا لا يزال السود مضطهَدين بعدُ بخبث ؟
- يتوفّر الآن أساس تحرير كافة الناس المضطهَدين و كافة الإنسانيّة
- من أجل التغيير الجوهريّ للمجتمع ، ينبغي إفتكاك السلطة
- هذه الثورة ممكنة و الحاجة إليها ملحّة
الفصل الرابع - دستور المجتمع البديل : دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا ( مشروع مقترح )
تقديم : حول طبيعة هذا الدستور و هدفه و دوره
يشمل هذا الدستور مدخلا و ستّة أبواب :
الباب الأوّل : الحكومة المركزية .
الباب الثاني : الجهات و المناطق و المؤسسات الأساسية .
الباب الثالث : حقوق الناس و النضال من أجل إجتثاث الإستغلال و الإضطهاد كافة .
الباب الرابع : الإقتصاد و التطوّر الإقتصادي فى الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا .
الباب الخامس : تبنّى هذا الدستور .
الباب السادس : تنقيحات هذا الدستور .
----------------------------------------
بمثابة الخاتمة : التنظيم من أجل ثورة فعليّة : سبع نقاط مفاتيح
ملحق الكتاب 42 : فهارس كتب شادي الشماوي
--------------------------------------------------------------------------------------------------
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

أمل من أجل للإنسانيّة على أساس علميّ و القطيعة مع الفرديّة و الطفيليّة و الشوفينيّة الأمريكيّة
بوب أفاكيان – جريدة " الثورة " عدد 621 ، 11 نوفمبر 2019
https://revcom.us/avakian/hope-for-humanity-on-a-scientific-basis/index.html

المحتويات :

1- لا أمل مقابل لا ضرورة مستمرّة
2- مشكل الفرديّة / الأنانيّة
- الفرديّة الخبيثة و الفرديّة الغافلة
- الفرديّة ، هراء الانتخابات البرجوازية و وهم " التقدّم بلا ألم "
- الطفيليّة و الشوفينينّة الأمريكيّة و الفرديّة
- سياسات الهويّة و الفرديّة
- الفرديّة و " اللامبالاة "
3- المصالح الخاصّة و المصالح العامة – التمييز بين المصالح الطبقيّة و أعلى مصالح الإنسانيّة
4- مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسماليّة و مقاربتها لمذهب الفرديّة و الشخصيّة الخصوصيّة
5- وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ الحياة و الموت من أجله ؟
- كسر قيود الفرديّة الطفيليّة
6- لا ضرورة مستمرّة و الأمل على أساس علميّ : عالم مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير ممكن حقّا ، لكن ينبغي النضال من أجله !

هوامش
------------------------------------------------------------------------------------
يمثّل النقص الحقيقي في أمل تحقيق حياة أفضل في هذا العالم عائقا ثقيلا يشدّ إلى الأسفل و يخنق و يتسبّب في جراحات عميقة لجماهير الإنسانيّة ، بمن فيها الشباب المحتشدين في غيتوات و الأحياء الشعبيّة لهذه البلاد و كذلك في سجونها المكتظّة، الشبيهة بقاعات التعذيب . و منتهى الفرديّة الذى يلقى التشجيع عبر المجتمع وهوس التركيز على " الذات " قد عزّز الحجب الكثيفة أمام عيون الناس ، حاجبا قدرتهم على التعرّف على إمكانيّة إيجاد عالم مختلف راديكاليّا و أفضل ، يتجاوز الحدود الضيّقة و الخانقة لهذا النظام ، بكلّ فظائعه الحقيقيّة فعلا . هذه هي المسائل الكبرى التي سأتناولها بالحديث هنا .
...
5- وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ الحياة و الموت من أجله ؟

هنا يجدر بنا أن نقتبس مطوّلا من نقاش لهذا الموضوع في" تأمّلات و جدالات "- والعنوان الكامل هو" تأملات و جدالات : حول أهمّية المادية الماركسية و الشيوعية كعلم و العمل الثوري ذو الدلالة وحياة لها مغزى " و ما سأقتبسه هنا مأخوذ من قسم " حياة لها هدف : تجارب مختلفة ، نظرات عفويّة مختلفة و نظرات للعالم مختلفة جوهريّا " ؛ و يضمّ هذا جزءا من القسم الفرعي من " حياة الإنسان محدودة لكن الثورة غير محدودة " :
" للتعمّق أكثر [ يبدأ هذا القسم ] ، هناك شيئان إثنان مناسبان لكلّ هذا ، أشياء تؤثّر تأثيرا مهمّا جدّا في حياة الإنسان ، و في العلاقات و التفكير الإنسانيّين : أوّلا ، جميع البشر يموتون ؛ و ثانيا ، البشر ليسوا واعين فحسب لهذا بل هو واعون له بطرق عديدة وعيا حادا. و الآن المسألة ليست " شمع الوجوديّة " أو الإنزلاق في الوجوديّة كنظرة فلسفيّة ، لكن هناك قيمة، إن أردتم ، لإستكشاف هذا ، على الأقلّ إستكشافا صغيرا . لماذا أثير هذا ؟ حسنا ، غالبا ، على سبيل المثال ، في الأدب الوجودي و بصفة أعمّ في الكثير من الأدب الذى يبحث عن التعاطى مع " المفارقات و المآسي العميقة للحياة " ، هذا التناقض – كون البشر كائنات حيّة و جميع البشر يموتون ، و أنّ البشر واعون لذلك – يشكّل موضوعا هاما ، ظاهرة ذات دلالة يتصارع حولها الناس . و هذا صحيح في الفلسفة و أيضا في الفنون . و خاصة في مجتمع يؤكّد كثيرا على " الفرد " بالمعنى الفلسفي ، حتّى بينما يسحق الأفراد في الواقع المادي – و هذا يصحّ بدرجة خاصة على مجتمع الولايات المتّحدة و إمبريالية الولايات المتّحدة – و ليس غريبا أن تحتلّ هذه الظاهرة ، أنّ البشر يموتون و هم واعون بذلك ، مكانة بارزة في الثقافة .
و هذا أيضا من العناصر الأساسيّة المتّصلة بالدين ، و بكيفيّة فهم الناس و شرحهم لظاهرة – و كما يصوّر ذلك الكثيرون، الحاجة إلى – الدين . و يحاجج العض حتّى بأنه سيوجد على الدوام دين لأنّ الناس سيحتاجون لطريقة ما للتعاطى مع الموت – ليس مع وفاتهم هم أنفسهم و إنّما ربّما حتّى مع وفاة أعزّائهم ...
و هذا شيء يستحقّ الإستكشاف قليلا – تحديدا من وجهة نظر ماديّة و في علاقة بنظرتنا الشيوعيّة و أهدافنا الشيوعيّة . قبل كلّ شيء ، من الضروري الإعتراف بانّه في حين أنّ الموت كونيّ بالنسبة للبشر – جميع البشر يموتون ، عاجلا أم آجلا – ليست هناك وجهة نظر مشتركة بشأن الموت : للناس في ظروف إجتماعيّة مختلفة تجارب مختلفة مع وجهات نظر مختلفة حول كافة أصناف الظواهر و منها الموت.
و في إرتباط بهذا ، كنت أفكّر في موقف منسوب إلى ماو تسى تونغ عندما شارفت حياته على الإنتهاء ... كان موقفه يتلخّص في أنّ " حياة الإنسان محدودة لكن الثورة غير محدودة " ... فى البُعد الذى كان ماو يتحدّث فيه عن الإنسان و المجتمع الإنساني ، كان يُشير إلى تناقض أنّ الأفراد بوسعهم لعب دور معيّن – و بوجه خاص إن صاروا واعين للحاجة إلى الثورة، و بالأخصّ إذا تبنّوا نظرة و منهج الشيوعيّة ، يمكن أن يساهموا بقدر كبير في التغيير الراديكالي للمجتمع الإنساني - لكن ، في كلّ الحالات ، سيظلّ دورهم و ستظلّ ظروفهم بعدُ محدودة ، ليس بقدراتهم الخاصة ( و نقائصهم ) و بأوضاعهم فحسب بل أيضا بواقع أنّ حياة الإنسان محدودة ، بأنّ البشر يعيشون لبضعة عقود لا غير . لكن الثورة – أي ، ليست الإطاحة بالطبقات المستغلّ و حسب و إنّما حتّى أبعد في المجتمع الشيوعي ، الحاجة إلى التغيير المستمرّ للمجتمع ، الحاجة إلى الإعتراف بالضرورة و تحويلها إلى حرّية – ستطرح نفسها بإستمرار و سيعمل البشر بإستمرار و بدرجات متباينة من الوعي في علاقة بهذا . و من هنا ، ، في علاقة بالمجتمع الإنسانيّ ، هذا هو المعنى الأساسي لموقف ( منسوب لماو ) أنّ الحياة محدودة لكن الثورة غير محدودة .
و يطرح هذا تحدّيا أخلاقيّا هاما ، و إن أردتم ، نفسيّا – أو بمعنى توجّه أساسي . من الصحيح أنّ كلّ إنسان سيعيش حياة قصيرة نسبيّا – بالتأكيد مقارنة بحياة الكون . و حتّى مع أنّنا ، عبر آلاف السنين ، قد أطلنا في سنوات حياة الإنسان إلى عدّة عقود ، لا تزال المدّة الزمنيّة لهذه الحياة قصيرة نسبيّا . و يظلّ الواقع هو أنّ حياتنا ، سواء كانت أقصر أم أطول ( ضمن هذا الإطار العام المحدود ) ، ستكرّس لنوع أو آخر من الأهداف .ستتشكّل بقوى أوسع مستقلّة عن إرادتنا و عندها سيثار سؤال كيف يتفاعل ، أجل ، كلّ فرد – و كذلك في بُعد مختلف أشمل ، الطبقات الاجتماعية - مع الطريقة التي تواجه بها التناقضات التي تشكّل الأشياء و تصدمهم . و هناك إرادة واعية و قرار واعى بمعنى ما يفعله الناس بحياتهم ، في علاقة بما يرونه ضروريّا و ممكنا و مرغوبا فيه. و بعد كلّ شيء ، ليس كما لو أنّ الثورة تقع خارج تجربة الإنسان ، و ليست بالتأكيد خارج الوجود المادي ؛ بعبارات أخرى ، ليس كما لو أنّ الثورة لا يصنعها البشر . ليس كما لو أنّ " الثورة غير محدودة " تعنى أن هناك شيء إسمه ثورة بحروف كبيرة هي نوع من القوّة الميتافيزيقيّة مثل طبيعة لها وعي ، أو تاريخ له وعي ، تسير وفق ضرب من المفهوم الغائيّ ( بكلمات أخرى ، مفهوم مسبّق التحديد لأين يجب أن يمضي الأمر برمّتـه ).
لا ، الناس يصنعون الثورة . و يقومون بذلك على أساس معيّن . هذه هي نقطة ماركس التي أشرت إليها مرارا و تكرارا و ذلك لسبب وجيه هو أنّ الناس يصنعون التاريخ ، لكنّهم لا يفعلون ذلك على النحو الذى يتمنّونه – يقومون بذلك على أساس ظروف ماديّة معيّن محدّدة يرثونها عن الأجيال السابقة وهي مستقلّة عن إرادة الأفراد. لكن ، في هذا الإطار ، للناس قدر كبير من المبادرة ، و قدر كبير من مدى القرار الواعي بشأن ما سيفعلون بحياتهم ؛ و بقدر ما يصبحون واعين بالطريقة التي عليها العالم و التناقضات التي تحرّك العالم عمليّا و تتحرّك و تتغيّر عمليّا ، بقدر ما يمكن أن يكون قرارهم واعيا بشأن ما سيفعلون بحياتهم .
و قد إستفزّتنى أكثر للتفكير في كامل هذه المسألة مشاهدة شريط عن عصابة بى – ستون نيشن في شيكاغو . و كجزء من هذا الشريط وجدت حوارات صحفيّة مع بعض الحرّاس – القدماء و أعضاء سابقون في العصابة ، صار عمرهم خمسين أو ستّين سنة – أناس كانوا في صفوف البى ستون نايشن قبلا و ظلّوا في صفوفها لعدّة عقود لكن الآن غادروها . و أحد هؤلاء كان يتحدّث في حوار صحفي عن الوضع صلب العصابات و الشباب الذين جلبتهم إليها العصابات ، الأمر كان نوعا ما مرحا ، لكن عادة ما كنّا نسمع جيلا من الذين تقدّموا في السنّ أكثر بقليل من المراهقين و الشباب بدايات العشرين من العمر يشكّلون " جنود " هذه العصابات ، و قد علّقوا على هؤلاء الشباب الصغر سنّا : " حسنا ، كانت الأمور جنونيّة عندما كنت أقوم بذلك غير انّ هؤلاء الشباب الصغر سنّا في أيّأمنا هذه مجانين فعلا ، أكر جنونا ممّا كنّا عليه ". لكن ما برز لى في ما قاله هذا الشخص كان تعليقه أنّ هؤلاء الشباب الأصغر سنّا لا يأملون في الحياة ليكون عمرهم 21 سنة – ببساطة لا يهتمّون لذلك . ثمّ إسترسل ليقرّ بالتالى : " هكذا كنت عندما إلتحقت بذلك – لم يكن لديّ أمل في الحياة ليكون عمرى 21 سنة ؛ و ببساطة لم أكن أهتمّ لذلك . "
هذا تناقض حدّده بدقّة و ركّز عليه جورج جاكسون في حديثه عن مسألة الثورة ، مؤكّدا أنّ التدرّجيّة لا يمكن أبدا أن تجلب شبابا كهؤلاء - كما وضع ذلك ، أنّ فكرة الثورة كشيء في المستقبل البعيد جدّا لا معنى لها لأحد العبيد الذين لا يتوقّعون الحياة أبعد من الغد. هذا تناقض عسير جدّا و مهمّ جدّا ينبغي أن نواصل الخوض فيه . لكن هنا ما أريد التأكيد عليه هو أنّ وجهة النظر هذه ( عدم توقّع الحياة أكثر من 21 سنة ، عدم الإكتراث لذلك ) تنبع من صنف من التجربة الإجتماعيّة . إنّه إجابة تقريبا عفويّة على التجربة الاجتماعية . ليس الأمر أنّه نوعا ما ، بشكل غامض و سحريّ ، فيلسوف وجودي و عضو في عصابة على الأرجح أنّ لديه وجهات نظر مختلفة عن الحياة و الموت. ينبع هذا من تجربة إجتماعيّة مغايرة ( و مرّة أخرى دون تجسيد الأشياء – دون تجاهل أو إستهانة بالكلّ غير المتمايز من الإختلافات العمليّة في صفوف شتّى الأفراد صلب ذات المجموعة الإجتماعيّة ، متحصّلين على ذات التجربة الإجتماعيّة – بوجه عام )...
و يمكن أن نفكّر في الشباب و غيرهم الذين يقدّمون حياتهم في النضالات و الحروب – القيام بذلك عن طواعيّة ، في عديد الأحيان ، لا سيما اليوم ، من أجل ما هي في نهاية المطاف نهايات قاتلة أو نهايات مميتة . لكن ، من الجهة الأخرى ، وُجدت تجربة تاريخيّة – و أجل ، حتّى اليوم ، هناك تجربة – حيث حدث هذا من أجل غايات تحريريّة ، من أجل الأهداف و الغايات التحريريّة ...
و لهذا صلة وثيقة بنقطة " الخروج إلى العالم – كطليعة للمستقبل " (*) حول لماذا ، عند الإنطلاق في حرب الشعب في الصين ، إعتمد ماو على ما أسماه العناصر الجسورة . و كما قال ، كانت أقلّ خوفا من الموت ، و كانت أكثر إستعدادا للمخاطرة التي يمكن أن تعني الموت . و هذا شبيه ببيت شعر من أغنية لبوب ديلان : " حينما لا تملك شيئا ، ليس لديك ما تخسره ". و الآن دعونى أأكّد أكبر تأكيد على أنّ الحال ليس أنّ الشيوعيّين يعدّون الحياة الإنسانيّة ، أو حياة الجماهير الشعبيّة ، على أنّها بخسة أو لا تساوى شيء. بالعكس تماما. و على حدّ تصريح ماو تسى تونغ بقوّة : من كلّ الأشياء في العالم ، الناس أثمن شيء . بيد أنّ الواقع هو -أ- أنّ ما من أحد سينفذ من الموت و -ب- حياة الناس ، و حتّى وفاتهم ، سيكون لهما مضمون أو آخر ، و ستكونان مهمّتان لشيء أو آخر. إنّها لتراجيديا ، لوضع ذلك على هذا النحو ، إذا قدّم الناس حياتهم من أجل نهايات مسدودة في آخر المطاف – أو حتّى أسوأ من ذلك ، غايات سيّئة . و ليس أبدا شيئا خفيف الوقع أو الوزن أن يبذل أي إمرء حياته / حياتها حتّى بالنسبة لهدف تحرّري حقّا . لإعادة تقريبيّة لموقف شاعري قويّ آخر لماو : " في حين أنّ الموت في خدمة الإمبرياليين و الرجعيّين أخفّ من ريشة ، الموت من أجل الشعب ثقيل ثقل الجبال . ( و هذا التوجّه يتمّ التشديد عليه أيضا في الموقف الذى إتّخذته بمناسبة وفاة داميان غرسيا (**). مضمون حياة الناس - نوعيّة هذه الحياة ، ما الذى يكرّسون أنفسهم له ، و في نهاية المطاف ما الذى يعيشون من أجله ، سواء أتى موتهم عاجلا أو آجلا – هم أهمّ شيء وهو الذى يصبغ المعنى ، بطريقة أو أخرى ، على حياة الناس ، و إن كانت قصيرة في علاقة بالوجود اللامحدود من المادة في حركة .
هذه نقطة توجّه أساسيّة لها صلة بمسألة ما إذا كنّا عمليّا قادرين على مواجهة ، و يجب أن نواجه ، الواقع كما هو عمليّا – في تعارض مع مفهوم أنّ البشر ( أو على الأقلّ بعض البشر ) يحتاجون ضربا من التعزية في شكل تشويهات للواقع – و بوجه خاص خلق آلهة و / أو كائنات و قوى أخرى ما فوق الطبيعة . هذه نقطة جوهريّة للتوجّه الإيديولوجي – و الصراع الإيديولوجي . هل يمكن لنا و هل يجب علينا أن نواجه الواقع كما هو عمليّا ؟ هل بوسع البشر أن تكون لهم عمليّا ، و كيف يمكن أن تكون لهم بأكثر تمام ، حياة لها مغزى و هدف ، و هل أنّ ذلك قائم على افضل وجه بالمواجهة العمليّة و أجل ، الإجتهاد من أجل تغيير الواقع على أساس الواقع كما هو و على أساس إمكانية التغيير ضمن ذلك ؛ أم هل يتعيّن أن ننزل إلى – و أستخدم هذه العبارة عن وعي تام – إلى مستوى إختراع الواقع و تعتيمات الواقع و تشويهاته ، في مسعى فاشل في نهاية المطاف لتوفير عزاء ليس فقط عن واقع أنّ الناس سيموتون و إنّما أيضا عن واقع أنّ معظم حياة الناس ، في العالم كما هو ، في ظلّ هيمنة النظام الإمبريالي و علاقات الإستغلال و الإضطهاد ، ليست حياة مُعاشة بغنى ( و لا اقصد المال، أقصد ملء الحياة ، إنسانيّة حياتهم ، إن شئتم )؟ (32)
و يضمّ هذا الجزء من " تأمّلات و جدالات " التالى أيضا من " علم التطوّر و أسطوريّة فكر الخلق – معرفة ما هو واقعي و لماذا يهمّنا " لأرديا سكايبراك ، وهو يتحدّث بعمق و قوّة كبيرين عن هذه المسألة :
" ليس هناك من هدف خاص لوجودنا في المخطّط العام للأشياء - بإستثناء ما نصنعه نحن بهذا الوجود . أن نكون هنا أو لا نكون حتّى لا يهمّ حقّا ( على الأقلّ ليس عن وعي ) في شيء على هذا الكوكب بإستثناء لأنفسنا ؛ و بالتأكيد ليست لنا أهمّية أكبر من حبّة رمل على الشاطئ . لكن ماذا إذن ؟ هل يعنى ذلك أنّه لا أهمّية لنا ؟ هل يعنى ذلك أنّه يمكننا أيضا أن نقتل بعضنا البعض لأنّه لا وجود لإلاه هناك ليعتني بما نفعله بطريقة أو أخرى ؟ هل يعنى هذا أنّه ليس لحياتنا أي هدف مطلقا ؟ طبعا لا ! حياتنا ثمينة ولها قدر كبير من الأهمّية ... بالنسبة لبعضنا البعض ! علينا أن نقرّر" أن نقوم بالشيء الصواب " - و نتصرّف مع بعضنا البعض الإستقامة و بطرق تكون " أخلاقيّة " - ليس لأنّنا نخشى أن يحاسبنا نوع من الإلاه إن لم نفعل ذلك ، و إنّما لأنّ ما نفعله يؤثّر مباشرة في نوعيّة حياة البشر. و بطبيعة الحال ، و يمكن أن يكون لحياتنا هدف و لها هدف ( على أنّ الناس المختلفين سيحدّدون ذلك الهدف بطرق متباينة وفق نظراتهم للعالم ) ، لأنّنا كبشر يمكن أن نختار أن نعيّن أهدافا لحياتنا ! "(33)
و يركّز " تأمّلات و جدالات " على هذه المسألة العميقة :
" كيف يتعيّن علينا أن نتعاطى مع التناقض البارز بين واقع أنّ معظم حياة الناس محبطة و بينما هو موجودون حياتهم مليئة بؤسا ، و من الناحية الأخرى ، يمكن أن يكون هذا مختلفا راديكاليّا و العالم ككلّ يمكن أن يكون مختلفا راديكاليّا و أفضل ؟ ما الذى يترتّب أن يكون توجّهنا إزاء هذا التناقض ؟ ما الذى يترتّب أن نبحث عن القيام به بهذا الشأن ؟ هل يتعيّن علينا ، لأنّ الحياة قصيرة و كافة البشر يموتون و نعلم ذلك ، أن نتهرّب من التضحيات الضروريّة في سبيل جعل حياة الإنسان مختلفة راديكاليّا و أفضل – أم يتعيّن علينا بوعي متزايد و عن طواعيّة أن نكرّس و بالمعنى الأعمّ نقدّم حياتنا للأهداف التحريريّة للثورة الشيوعيّة ؟ " (34)
و في إرتباط بكلّ هذا ، أودّ أن أتطرّق إلى تهمة أنّكم " ستتسبّبون في قتل الناس ! " و هذه تهمة أثيرت بصفة متواترة لا سيما حينما نتقدّم ، كما ينبغي فعل ذلك ، ليس بضرورة الثورة و حسب بل أيضا بما يعنيه ذلك - أنّها تعنى الإطاحة بالنظام القائم من خلال إلحاق الهزيمة بفارضيه المسلّحين عندما تنشأ ظروف القيام بذلك : وجود شعب ثوري بالملايين و الملايين و أزمة ثوريّة حادة عبر المجتمع . ما هو ردّنا على هذه التهمة ؟
الناس ، الجماهير الشعبيّة عبر العالم قاطبة ، بعدُ يتعرّضون للقتل و للعذاب بطرق رهيبة وهم على قيد الحياة ، و ذلك جرّاء هذا النظام – و من أكبر التعبيرات المؤلمة عن هذا هو الطريقة التي بها بعدُ أعداد هائلة من الناس مضطهدون إضطهادا فظيعا في ظلّ هذا النظام ، و الشباب بوجه خاص ، يضلّلون فيوجّهون نحو قتل بعضهم البعض ، سواء في نزاعات عصابات أم في حروب تخدم الإمبرياليين و المضطهِدِين الرجعيين الآخرين ! و هدفنا واضح :
" لا مزيد من الأجيال من شبابنا ، هنا وعبر العالم قاطبة ، الذين إنتهت حياتهم ، الذين قد خُتم قدرهم، الذين حُكم عليهم بالموت السابق لأوانه أو بالحياة فى بؤس و وحشيّة ، الذين حدّد النظام مصيرهم بالإضطهاد و النسيان ، حتى قبل أن يولدوا.
أقول لا مزيد من هذا . " (35) ( 1:13 من " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " )
هدفنا هو وضع نهاية لهذا كلّه !
و مثلما دعونا إلى ذلك في خطاب " كيف يمكننا الإنتصار ، كيف يمكننا حقّا القيام بثورة " (36)، نحن في حاجة إلى أن نكون جدّيين و علميّين في كيفيّة بناء هذه الثورة – و إستراتيجيّتنا و مخططنا للثورة يعتمد بالضبط على منهج و مقاربة جدّيين و علميّين . لهذا ، ضمن أشياء أخرى ، في نقاط الإنتباه للثورة ، النقطة السادسة توضّح :
" نمضى من أجل الإطاحة الفعليّة بهذا النظام و إرساء طريقة أفضل تتجاوز كلّيا النزاعات المدمّرة و الخبيثة القائمة اليوم فى صفوف الناس . و لأنّنا نتحلّى بالجدّية ، فى هذه المرحلة ، لا نبادر بإستعمال العنف و نعارض أيّ عنف يسلّط على الشعب أو يمارس فى صفوفه . " ( 37)
و هذا المنهج و هذه المقاربة نفسيهما هما اللذان يقودان هذا الإستناج الجليّ و القائم على العلم :
" بالمعنى الجوهري ، أمامنا خياران : إمّا التعايش مع كلّ هذا - و الحكم على الأجيال القادمة بالشيء نفسه ، أو أسوأ منه، إن كان لها مستقبل أصلا ، و إمّا القيام بالثورة ! " (38)
هذا هو الفهم و التوجّه اللذين ينبغي التقدّم بهما و النضال الحيوي من أجلهما في صفوف الجماهير الشعبيّة ، و خاصة الشباب ، الذين لا يملك النظام حقّا مستقبلا لائقا لهم – هذا إذا ، مرّة أخرى كان لهم مستقبل أصلا . الثورات غالبا ما تحرّكها جرأة الشباب و إبداعهم و مبادراتهم . و كما أكّدت على ذلك ، في " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا القيام بثورة " : " هناك أهمّية خاصة للشباب و للطلبة – في كلّ من صفوف الأكثر إضطهادا و صفوف الطبقات الوسطى – لأنّه حتّى مع كلّ هذا الهراء الذى يعمل النظام على أن يجعل الشباب يقع في أسره ، هم أقلّ " تأثّرا " بالطرق التي عليها الأشياء و أقلّ إرهاقا للقبول بأن تكون هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تكون عليها الأشياء " (39)
هذه نقطة توجّه هامة جدّا في علاقة بكلّ شيء تحدّثت عنه ، بما في ذلك الفرديّة التي تمارس تأثيرا كبيرا جدّا – أجل ، في صفوف الأجيال الأصغر سنّا و كذلك في صفوف المجتمع بأسره. هناك ظاهرة أنّ الشباب يتقدّمون لمعارضة واقع أنّ مستقبلهم أضحى حالكا أكثر فأكثر في ظلّ هذا النظام ؛ و يصبح من العسير فالأعسر عدم وعي ذلك ، مهما حاول بعض الناس القيام بذلك. و حقيقة هي أنّه ، كظاهرة عامة ، الشباب هو الذين يبادرون إلى تحدّى " كيفيّة وجود الأشياء " و التأكيد المروّج له كثيرا ب " القيام بما هو واقعي " ( وهو يعنى عمليّا المضيّ مع ، و عدم القيام بأي شيء له معنى لمعارضة ، الفظائع المستمرّة التي يقترفها هذا النظام ).
و هنا مجدّدا لنعد إلى شباب ستّينات القرن العشرين و ما قلته عن الجرأة و التصميم لديه وقتها لرفض و نبذ ما هو فاسد المجسّد في هذا النظام ، و الإعتقاد في و التصميم على أنّه من الممكن و الضروري بذل الجهد من أجل عالم مختلف جذريّا و أفضل و أنّ الثورة هي الأمر اللازم لجعل هذا يحدث. و في علاقة بهذا ، علينا أن نعيد إحياء الشعار الذى رفعه الشباب أثناء تمرّد 1968 في فرنسا : " لنكن واقعيّين ، لنطلب المستحيل ! " و هذا تعبير آخر عن التحدّى و الجرأة لدى الشباب . إنّ رفض القبول بما هو " واقعي " و " ممكن " كان حيويّا لتوجّه كسر القيود الخانقة التي يفرضها النظام القائم . و قد إمتزج هذا مع ، و بمعنى عام إعتمد على ، قناعة أنّ عالما مختلفا راديكاليّا و أفضل في آن معا ضروري و ممكن . و كما جرى توصيفه في " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا القيام بثورة "، متحدّثا عن هذه الفترة في هذه البلاد :
" فى 1968 و لعدّة سنوات بعد ذلك ، وُجدت أعداد هامة من الناس في هذه البلاد و منهم ملايين الشباب من الطبقة الوسطى و كذلك جماهير فقراء و مضطهدين ، كانت متحمّسة بحكم كراهيّة صريحة مبرّرة لهذا النظام و تطلّعات إلى عالم مغاير جذريّا و أفضل – و قد طال هذا بعمق القوات المسلّحة للنظام نفسه – حتّى و إن كان فهم الغالبيّة تميّز بشعور ثوريّ كان شرعيّا ، فإنّه كان يفتقر إلى أيّ أساس علميّ عميق و صريح." (40)
كسر قيود الفرديّة الطفيليّة
و مع ذلك ، في ما يتعلّق بشباب اليوم و المواجهة الصريحة للمشاكل ، بطريقة ذات دلالة ، نعود إلى المشكل لا سيما في هذه البلاد ، مشكل الفرديّة المرتبط بمنتهى طفيليّة هذا المجتمع وعلاقته ببقيّة العالم . وكما وقعت الإشارة إليه في " يجب على نظام ترامب / بانس أن يرحل ! ، الولايات المتّحدة " توجد على قمّة عالم لامتكافئ من اللامساواة العميقة و نهب البيئة ( سنكون في حاجة إلى موارد تقريبا خمسة كواكب أرض كي يكون لبقيّة العالم " مجتمع إستهلاكي " مثل ذلك الموجود في الولايات المتّحدة ) " .(41)
و هنا يستحقّ إعادة التذكير به شيء شاهدته في الأخبار في المدّة الأخيرة – امرأة كانت تعلّق على تقرير علمي حديث عن آفاق إضمحلال مليون نوع من على وجه كوكبنا و صلة ذلك بالأزمة البيئيّة المتنامية . قالت شيئا عن تأثير اللازم لإحداث تغيّر كامل في المجتمع و في تفكير الناس ، نوع مختلف تماما من إستهلاك الناس للأشياء ، إنّنا لن نستطيع مواصلة الإستهلاك على النحو الذى نقوم به و لنا المجتمع القائم الآن ، إذا كنّا سنتجنّب كارثة حقيقيّة ( أنا أعيد الكلام بشكل تقريبي، غير أنّ هذا هو جوهر ما قالته ). ثمّ أخذت تتكلّم عن ما يمكن تسميته ب " موضة جارد كايمون" ، عن كيف أنّه علينا أن نناشد رؤوس التجارة و الحكومة إلخ بأن يدخلوا هذه التغييرات من أجل المستقبل و مصلحة الإنسانيّة – و هذا طبعا ن غير واقعي كلّيا . و كما شرحنا ذلك شرحا علميّا ، حتّى إن أرادوا ذلك ، لن يقدروا على القيام بالتغييرات الضروريّة .
لكن هناك سؤال " الخمس كواكب أرض " . فقد جرت الإشارة إلى أنّه إن قمنا بالثورة و بنينا الإشتراكية في هذه البلاد كجزء من الثورة العالميّة ، فلن توجد كافة مغازات التصميم هذه التي هي على ذمّة خصوصا الطبقة الوسطى ، الآن حين يذهبون إلى مكان ما مثل ستاربوكس . التغيير الضروري في طريقة إرتباط الناس و قيمهم – كلّ هذا لا يمكن أن يوجد إلاّ بتغيير في الظروف الكامنة ، أي ، النظام الإقتصادي ( نمط الإنتاج ) و العلاقات الإجتماعيّة ، و كذلك النظام السياسي و المؤسسات و الهياكل و السيرورات . يجب أن تكون ثورة شاكلة تعالج كلّ واحد من " الكلّ الأربعة " و صلتها ببعضها.
مشكل منتهى الفرديّة في صفوف الشباب اليوم ( حتّى و إن كان الكثير من هذا يصنّف أكثر ضمن الفرديّة الغافلة ) لا يمكن تحاشيه أو تجنّبه ، لكن يجب مواجهته . و هذه الفرديّة تتعزّز بما يمكن أن نطلق عليه جعل الشباب صبيانيّا في هذه البلاد ، لا سيما الآن بشأن شباب الطبقة الوسطى ( أو أقسام من الطبقة الوسطى ). فمن جهة العديد منهم يقع تدليلهم أو يعاملون برفق مبالغ فيه : " آه ، جانى ، ما الذى ترغبين في أكله في عشاء اليوم – لا تريدين ما وقع طبخه – حسنا ، هل تريدين أن نطبخ لك شيئا آخر ؟ ... جونى ، هل تريد أن تلبس لباس النوم و تذهب إلى فراشك ، أم تريد أن تظلّ ساهرا إلى أن يهدّك النعاس تماما ؟ سيكون حقّا خطأ منّى أن أفرض عليك وجهات نظري . بعد كلّ شيء ، نحن جميعا بشر هنا ، و لا يمكن أن نعمد إلى إعتداءات و لو صغيرة ضد الشباب ".
بديهيّا ، أنا أقدّم صورة كاريكاتوريّة و مبالغ فيها نوعا ما ، لكن ليس كلّيا .
و هكذا من جهة ، يتمّ تدليل و في الوقت نفسه تتمّ سلعنة . هذا صنف من المزيج غير المقدّس هنا ، إذا أردتم ، للتدليل و السلعنة . و يمضى التدليل اليد في اليد مع المنافسة المحمومة ليحصل هؤلاء الشباب على الثروة و الإمتيازات. ليس عليكم أن تمضوا فقط إلى أفضل الجامعات ، ليس فحسب لأفضل الإعداديّات والمعاهد ، ليس فحسب لأفضل المدارس الإبتدائيّة ، و إنّما أيضا لأفضل رياض الأطفال ، ليس فحسب إلى أفضل رياض الأطفال بل إلى أفضل الحضانات لأجل الحصول على مسار حيث يمكنك التوجّه إلى جامعة نخبة و التحوّل إلى جزء من فئة المرفّهين الذين " تستحقّون " أن تكونوا معهم. ( و هذا مرتبط كذلك بظاهرة حيث ، في تحدّى للدلائل العلميّة الطاغية بأنّ التلاقيح ضد أمراض الأطفال الشائعة آمنة متى جرت بصفة صحيحة ؛ بعض الأولياء من الفئة ذات الإمتيازات يرفضون حصول أطفالهم على هذه التلاقيح ، حتّى بالإنعكاسات السلبيّة جدّا التي يمكن أن تنجرّ على صحّة أطفالهم و المجتمع بصفة أعمّ .)
في كتاب " الشيوعيّة الجديدة " ، ذكرت ما سمّيته بظاهرة جورج كارلن حيث في إحدى فواصله المسرحيّة ، شرع في الحديث عن هذه الظاهرة ، ظاهرة تدليل الأولياء لأطفالهم . لا يتركونهم يتدحرجون في الأوساخ أو بشيء من هذا القبيل – يجب عليهم دائما أن يكونوا " محميّين" أكثر من اللازم و المعقول . و في هذه الفواصل المسرحية لفت كارلن النظر إلى أنّه ، ضمن حدود معقولة ، عمليّا ، من الجيّد بالنسبة للأطفال أن يخرجوا إلى الشارع و يتدحرجوا في الأوساخ ، و حتّى أن يأكلوا بعض الأوساخ التي يمكن أن تساهم في بناء مناعة أجسامهم . ثمّ ، بعد التوغّل قليلا في الفاصل المسرحيّ ، طرح هذا السؤال الإستفزازي : " هل سيقول شيئا سيّئا عن الأطفال ، هل سيفعل ذلك ؟ " وأجاب على الفور بالتشديد على : " أجل ، سيفعل ! " . حسنا ، مذكّرا بهذه الفصول المسرحيّة لكارلن ، طرحت بحدّة في " الشيوعية الجديدة " :
" لن يقول إنّ الشباب يجب أن يتمرّدوا على أوليائهم ، أليس كذلك ؟ " " أجل ، سيفعل ! " . ليس أنّ الأولياء الذين أحيل عليهم هنا من " الأعداء " أو يجب معاملتهم كجزء من العدوّ و إنّما المسألة بوجه خاص هي أنّه يجب النضال ضدّه . يجب أن يوجد تمرّد ضد هذا من قبل الشباب ، كجزء من تمرّد شامل ضد كامل الطريقة التي يسير بها هذا المجتمع و كامل الأخلاق الفاسدة التي يبثّها .
و يزداد المشكل سوءا بطبيعة النظام التعليمي في هذه البلاد ، بما في ذلك قلّة تأكيده على – و في الواقع تقويضه ل – الفكر النقدي . كلّ شيء الآن يدرّبون عليه موجّه ل " السير على الطريق الصحيح " ، الدراسة من أجل الإختبار ، حضور الدروس التي يمكن أن تؤدّى إلى الحصول على العمل " المناسب" و " الدخل المناسب ". و حتّى الشباب الذين يرغبون في القيام بشيء مغاير و أفضل – " أودّ دراسة التاريخ ، أودّ دراسة الأنتروبولوجيا ... يدفعون بعيدا عن ذلك نظرا للقدر الهائل من الديون التي سيراكمونها إن توجّهوا إلى الجامعة ، و التأكيد مستمرّ على أنّه عليهم أن يطمحوا إلى نوع من المكانة في المجتمع و إلاّ فإنّ حياتهم ستدمّر . و للإحالة مرّة أخرى على أهمّية ملاحظة لينين ، هناك واقع في ظلّ هذا النظام أنّ الناس مجبرون على الحساب حساب البخلاء ، مجبرون على التنافس مع بعضهم البعض ، في شتّى مجالات الحياة . هناك واقع أنّه إذا لم تحصل على نوع من المسار و يظلّ النظام سائرا ، ستكون حياتك صعبة - ليس بأي معنى مرض " ( لإستخدام هذه العبارات ) ، لكن صعبة . هذه هي المسألة : لا ينبغي أن يظلّ هذا النظام في السلطة و لا ينبغي أن يكون توجّه الناس الذى يربّون عليه منذ نعومة أظفارهم ، أن هكذا يجب أن تسلكوا طريقكم في العالم ، هذا هو الشيء الوحيد الممكن ، لذا ليس عليكم سوى القيام بما بوسعكم القيام به لأنفسكم داخل هذا العالم كما هو . هذا التوجّه هو الذى يجب تمزيقه ، على الناس أن يقطعوا معه ، عليهم أن يتمرّدوا ضدّه.
و في ما يتعلّق بتشجيع النظام التربوي أو عمليّا تقويضه للفكر النقدي ، هناك كذلك تفرقة طبقيّة و إجتماعيّة بهذا المضمار. في أحد كتبه ، جوناتان كوزول ( أعتقد أنّه كتاب " اللامساواة الوحشيّة " ) (42) يبرز مسألة نزوع النظام التعليمي إلى إعداد كلّ شيء للإختبار ، إلى تعزيز و توسيع الإنقسامات و اللامساواة الإجتماعيّة . مثلا ، أشار إلى انّه إذا توجّهت إلى نظام مدرسة في الضواحى حيث ينحدر الأطفال من العائلات الميسورة و هم متأكّدون تماما من القدرة على إعادة إنتاج ذلك الموقع ( لقد كتب هذا قبل عدّة عقود ، لذا لعلّه أقلّ صحّة بقليل الآن ، لكنّه لا يزال يصف الوضع إلى درجة هامة )، يسمح الأساستذة للتلامذة بالإنحراف نوعا ما عن مخطّط التعليم الصارم و عن الإلتصاق بكلّ شيء من أجل الإختبار ، لأنّهم يدركون أنّ هؤلاء الأطفال سينجحون لامحالة ؛ لكن إن توجّهتم إلى مدارس في المدن الداخليّة ، فحتّى أساتذة ذوو نوايا طيّبة ، الذين قد يرغبون في قيادة التلامذة لإكتشاف عدّة أبعاد مختلفة من المجتمع و الطبيعة و عديد مجالات الفنّ و الثقافة، متردّدون في القيام بذلك لأنّهم يعرفون أنّه إذا لم ينكبّ الأطفال على الإعداد للإختبار ، سيعانون حقّا عندما يجرون الإختبار و يعلمون تبعات ذلك - إنّهم بعدُ في موقع عائق كبير نظرا لكامل ظروف حياتهم . و هكذا اللامساواة الإجتماعيّة القائمة بعدُ تزداد سوءا ، تزداد حدّة ، على هذا الأساس . و إلى جانب هذا ، ثمّة واقع أنّه عامة ، و حتّى بالنظر إلى تلامذة من خلفيّات أكثر رفاها ، النظام التعليمي – مع تشديده على ما يسمّى الستام ( -STAM - العلوم ، و خاصة " العلوم التطبيقيّة " و بوجه خاص تلك المتّصلة بالتقنية ؛ و الهندسة و الرياضيّات ) و على إعداد طلبة أكثر نخبويّة لعالم التجارة و المال ( و ربّما الحكم ) و ملاءمة التعليم عامة مع المنافسة مع بلدان رأسماليّة أخرى ، بما فيها المنافس الصاعد الصين – تقم بتقويض التطوّر الشامل ل " حياة الذهن " و الفكر النقدي كجزء حيوي من ذلك . ( و كلّ هذا يزداد سوءا حتّى أكثر مع نظام ترامب/ بانس ، و سكرتيره للتعليم ، بتسى دفوس الذى حتّى قبل تعيينه في هذا المنصب قد كرّس جهدا معتبرا ، و ملايين الدولارات ، لتقويض التعليم العمومي و التشجيع على برامج لما يسمّى بالمؤسّسات التعليميّة ذات الأجندا و المقاربة الأصوليّة المسيحيّة - و يجد الآن دفوس نفسه في موقع يسمح له بإنجاز ذلك و على نطاق أوسع ، بإنعكاسات أفظع حتّى ).
قارنوا كلّ هذا بما تمّ تركيزه حول التعليم في " دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " (43) أين يقع التأكيد على أنّ هدف النظام التعليمي في مجتمع جديد راديكاليّا هو " ليس فقط تعلّم القراءة و الكتابة و قدرات أساسية أخرى لكن أيضا يعمل على ترسيخ العلوم الطبيعية و الإجتماعية و كذلك الفنّ و الثقافة و مجالات أخرى ، و القدرة على الإشتغال بالأفكار عموما " ؛ و على أنّه " يجب على النظام التعليمي للجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا أن يمكّن الناس من البحث عن الحقيقة مهما كان المكان الذى تؤدّى إليه ، بروح فكر نقدي و فضولية علمية ، و بهذه الطريقة المعرفة المستمرّة للعالم لإمتلاك قدرة أفضل على المساهمة فى تغييره وفق المصالح الجوهرية للإنسانية." [ التشديد مضاف ]
و يتطلّب تكريس نظام تعليمي من هذا الصنف ثورة . لكن التوجّه الجوهريّ المتجسّد في هذه المقاربة للتعليم شيء يمكن و يحتاج الآن إلى أن نناضل من أجله بشدّة ، ضد كلّ الطرق التي يقوّض بها و يشوّه في ظلّ النظام التعليمي الراهن خدمة لهذا النظام الإضطهادي.
و نعود الآن إلى الوضع الأوسع للشباب ، و مثال صارخ للمشكل مع الشباب اليوم في هذه البلاد : في عديد البلدان نهض الشباب بشأن أزمة البيئة – رافعا راية الحاجة إلى التمرّد ضد الوضع السائد و الذين يحافظون عليه ( و كجزء من مقاومة هذا الشباب يطلق على ذلك إسم " تمرّد الإضمحلال " ) بينما ظلّت هذه البلاد خارج ذلك بالمعنى السلبي لأنّه ، إلى المدّة الأخيرة ، عدد ضئيل فقط شارك في تمرّد الشباب . هذا في ما يتّصل بالأزمة الإستعجاليّة للبيئة . و في المدّة الأحدث ، وُجد زخم جماهيري هام في تحرّكات الشباب ( و غيرهم ) في هذه البلاد حول أزمة البيئة و تهديد الإنسانيّة في مستقبلها و وجودها . و يمكن أن يمثّل هذا منعرجا إيجابيّا في ما يتعلّق بهذا الوضع الإستعجالي ( و بصفة أعمّ ) ، و تظلّ المسألة التي ينبغي أن يجري بشأنها عمل و نضال مستمرّين : ما إذا كان هذا سيبقى منحصرا في بعض الإحتجاجات و يوجّه إلى قنوات سير هذا النظام و هرا الانتخابات البرجوازيّة ، النظام المتسبّب الجوهري و القوّة المحرّكة لأزمة البيئة هذه – أم أنّ هؤلاء ، و بالخصوص الشباب ، الذين قد عبّروا جماهيريّا في مسيرات عن عمق إنشغالهم و غضبهم تجاه هذه الأزمة ، سيمضون بالأمر إلى نهايته المنطقيّة بإعلانهم أنّهم يرفضون أن يُسلبوا مستقبلا لأنّ الذين في السلطة لا يفعلون شيئا ذات معنى في ما يتعلّق بهذه الأزمة الحادة المتصاعدة – ما إذا كان الذين تمّت تعبأتهم حول هذه الأزمة سيظلّون صامدين و يمضون أكثر في هذا التوجّه لإتّباع العلم و الحقيقة التي يسلّط عليها الضوء إلى حيث يؤدّى ذلك عمليّا ، وهو ما سيعنى مواجهة واقع أنّ هذا النظام هو سبب هذا التفاقم السريع لأزمة البيئة ، و من الضروري إيجاد بديل راديكالي لهذا النظام برمّته لأجل توفير فرصة للتعاطى مع هذه الأزمة على نحو يحصّن إمكانيّة مستقبل ، مستقبل يستحقّ العيش فيه ، بالنسبة لجماهير الإنسانيّة.
و بالنسبة للشباب الذين بلغوا سنّ الرشد في الخمسينات إلى الستّينات من القرن الماضي ، كانت إمكانيّة سحق نوويّ تهديد مستمرّ قائم في الخلفيّة – أحيانا أقلّ حدّة و أحيانا أحدّ ، و تتخلّله حلقات من الخطر الوجودي الحاد ، مثل أزمة الصواريخ الكوبيّة في بدايات ستّينات القرن العشرين . لقد كان هذا ، سواء فكّرتم فيه طوال الوقت أم لا ، دائما ى الخلفيّة و كان سببا للإضطراب في صفوف الشباب و للبحث بمستويات متنوّعة من الوعي ، عن مخرج من هذا الوضع و كلّ ما يرتبط به . لقد كان هذا جزءا هاما من أساس تمرّد الشباب الذى نهض حينها ، تحفّزه تماما حركة الحقوق المدنيّة ثم حركات تحرّر الأمم المضطهَدة داخل الولايات المتّحدة نفسها ، و نضالات التحرّر الوطني المناهضة للإستعمار حول العالم ، و كذلك البلدان المدّعاة زورا و بهتانا إشتراكيّة على غرار كوبا و البلدان الإشتراكية فعلا مثل الصين آنذاك ، بزخم تحرّكات جماهيريّة ثوريّة ، خاصة من صفوف الشباب ، عبر الثورة الثقافيّة هناك بداية من أواسط ستّينات القرن العشرين .
و اليوم ، تطرح أزمة البيئة تهديدا وجوديّا حقيقيّا جدّا ، خاصة بالنسبة للشباب ( حتّى و إمكانيّة سحق نوويّ تظلّ حقيقيّة جدّا ) ، فإنّ نوع الحراك القائم صلب الشباب في عديد البلدان يحتاج إلى مزيد التوسيع و في الوقت نفسه التعميق ، ليس حول المسألة الخاصة بأزمة البيئة فحسب ( على أهمّيتها ) بل أيضا كتمرّد أعمّ ضد الطرق التي توجد عليها الأشياء و الذين لا يفعلون أي شيء لتغيير الوضع القائم ، و الذين لا يستطيعون فعل أي شيء من أجل تغيير جوهريّ للوضع القائم ، لأنّهم خدم و فارضو النظام السائد ، و الذى هو أساس الوضع الراهن و في التوجّه الذى تتّبعه الأمور ، بما يطرح تهديدا حقيقيّا جدّا للإنسانيّة ككلّ في وجودها و كذلك يفرض ، على أساس يومي ، إضطهادا رهيبا للجماهير العريضة للإنسانيّة .
و بالمعنى العام ، هناك حاجة ملحّة إلى التعمّق في البحث و النضال بشراسة ضد ما يُبقى الشباب في هذه البلاد بخاصة منكمشا داخل حدود هذا النظام ، بهرائه الإنتخابي البرجوازي – نظام هو السبب الجوهريّ ليس لتفاقم الأزمة البيئيّة فحسب بل لكافة الفظائع الأخرى التي تتعرّض لها جماهير الإنسانيّة و التي تواجهها الإنسانيّة جمعاء . و من الهام أن نبقى واضحين – و ننجز العمل الضروري بما فيه ضرورة الصراع الحاد لإنشاء و التعبير بوسيلة أتمّ عن – ما ذكرته هنا من " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا القيام بثورة " بشأن المميّزات الإيجابيّة للشباب في علاقة بالحاجة إلى التغيير الجوهري ، من أجل الثورة و غايتها الأسمى هي عالم جديد راديكاليّا ، عالم شيوعي ، خال من الأنظمة الإستغلاليّة و الإضطهاديّة و النزاعات العدائيّة التي تفرزها .
( هنا تكلّمت عن ما أعتقد أنّه يمكن أن يُشخّص كقوى و مؤثّرات على الشباب ، لا سيما في الولايات المتّحدة ، التي تعمل على حصر تفكيرهم و أعمالهم ضمن حدود معيّنة و تحول بينهم و التحرّك بطريقة تتناسب مع و يتطلّبها العذاب الفظيع و الأزمة الحادة لجماهير الإنسانيّة ، و في نهاية المطاف الإنسانيّة ككلّ ، اللذين تتعرّض لهما و اللذين يواجهانها . و في الوقت نفسه ، من المهمّ التشديد على الحاجة إلى المزيد من البحث النشيط القائم ضمن الشباب بشكل واسع ، للحصول على المزيد من المعرفة الشاملة و العميقة حوله و إنجاز تحليل و تلخيص للفهم العلمي لما يحول بين جماهير الشباب ، من مختلف الشرائح الإجتماعيّة ، و بين تحرّكها بطرق يتطلّبها الوضع الإستعجالي و تتطلّبها المصالح الجوهريّة للإنسانيّة ، و لخوض نضال حتّى أقوى و أكثر فعاليّة لكسر قيود جماهير الشباب – الشباب القاعدي المضطهَد و الشباب المتعلّم من الفئات الوسطى - و إخراجه من قوقعه و تحريره من الأصفاد التي تشدّه إلى الخلف بعيدا عن التحرّك كقوّة خلاّقة و جريئة في نضال ثوري مصمّم و بوسعهم و ثمة ضرورة ملحّة أن يصبحوا كذلك ).

------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ضرورة مستمرّة و الأمل على أساس علميّ : عالم مختلف راديكال ...
- المصالح الخاصّة و المصالح العامة – التمييز بين المصالح الطبق ...
- مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسمال ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسيّ – اللينينيّ – الماويّ ) : ...
- الرهانات الكبرى في أوكرانيا و التهديد بحرب نوويّة و مصالح ال ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : قد ...
- الفرديّة الخبيثة و الفرديّة الغافلة – النقطة الثانية من الخط ...
- فضح الأكاذيب و كشف الحقائق – حول وفاة ميخاييل غرباتشاف ، الق ...
- لا أمل مقابل لا ضرورة مستمرّة – النقطة الأولى من الخطاب الثا ...
- الجذور العالميّة لإضطهاد النساء و النضال العالمي ضدّه
- لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( م ...
- لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( ج ...
- لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( ج ...
- تُسجن و تُعذّب النساء الإيرانيّات لمقاومتهنّ الحجاب الإجباري ...
- مقدّمة الكتاب 42 : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأ ...
- حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق ...
- حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق ...
- حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق ...
- حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق ...
- نحتاج إلى النقاش النزيه و ليس إلى الهجمات اللامبدئيّة : مزيد ...


المزيد.....




- رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل ...
- إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر ...
- -14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
- المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال ...
- مئات المتظاهرين في فرنسا احتجاجا على استهداف الصحافيين في غز ...
- بالفيديو.. -البيسارية- الشهادة والشهيدة على جرائم الاحتلال ا ...
- الحفريات الحديثة تدحض أسطورة حول حتمية وجود فجوة كبيرة بين ا ...
- توجهات دولية في الحرب التجارية الضروس
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 600
- العدد 601 من جريدة النهج الديمقراطي


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ الحياة و الموت من أجله ؟– النقطة الخامسة من الخطاب الثاني من كتاب : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...