أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نبيل حاجي نائف - الصفقة غير المنتهية أو الصفقة غير المنجزة














المزيد.....

الصفقة غير المنتهية أو الصفقة غير المنجزة


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 09:57
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إن غالبية الصفقات التي نتعرض لها في حياتنا هي صفقات غير منجزة, أي ليست منتهية, فهذه الصفقات لا تتم بالكامل وهناك دوماً واجبات والتزامات يجب تسديدها لاحقاً, فأغلب الصفقات التجارية والاقتصادية و الاجتماعية والسياسية لا تتم فوراً, فهناك مدفوعات والتزامات تؤجل والمبادلة لا تتم بكاملها وتبقى أجزاء من المبادلة مؤجلة التسديد,إن هذه الصفقات بحاجة إلى ضمانات لكي تتم بشكل متوازن مستقر, والتسديد المؤجل يتعرض غالباً للمشاكل, لعدة أسباب.
إن حل مشاكل الصفقات المنجزة ليس صعباً مقارنةً بحل مشاكل الصفقات غير المنجزة, فهذه الصفقات لها مشاكلها المعقدة بالإضافة إلى مشاكل الصفقات المنجزة .
والصفقات غير المنجزة لها ضرورتها وأهميتها وفاعليتها المادية والاجتماعية والاقتصادية, فهي تسهل الكثير من الأمور وتحل الكثير من المشاكل, وهي تسرع إنجاز المشاريع, وتساهم كثيراً في تسريع العجلات الاقتصادية بشتى أنواعها.
إن المزارع عندما يقوم بحراثة وزراعة أرضه وخدمتها, يدفع ويبذل الكثير دون مقابل فوري, فهو يقوم بصفقة غير منجزة , وكذلك كل عمل أو مشروع لا يحقق الإنجاز والمكاسب فوراً هو صفقة مؤجلة, فدراسة الطالب هي صفقة غير منجزة, ونحن في حياتنا الاجتماعية تتم غالبية علاقاتنا بالصفقات غير المنجزة , ولكي تحقق الصفقة غير المنجزة أفضل مردود, يجب إن تتوفر عدة عناصر أساسية:
أولهاالرؤية المستقبلية- المعرفة والعلم والمعلومات- فالمعرفة كلما كانت أوسع وأشمل وأكثر دقة, كلما مكنتنا من إجراء الصفقة غير المنجزة بشكل أفضل , ويمكن القول أن المعرفة والعلم أدوات لابد منها لإجراء الصفقات غير المنجزة , ولا يمكن القيام بأي صفقة غير منجزة إذا لم يكن هناك رؤية مستقبلية- تنبؤات ومعارف وأحكام مستقبلية-, إننا نعتمد على ما حصل في الماضي لبناء التنبؤات والأحكام المستقبلية, فنستخدم الاستقراء أو التعميم والتشابه, لكي نستبق أحداث المستقبل ونتصرف سلفاً وقبل حدوثه بأفضل الخيارات. فمن منظور الرؤية المستقبلية ينظر إلى الاتفاقات و الوعود - الصفقات غير المنجزة- فإذا كانت صادقة, تم اعتمادها, أما إذا كانت كاذبة وغير دقيقة, ضعفت فرص الاعتماد عليها, لأنها تهدد الصفقة من أساسها. فالمصداقية ضرورية جداً للصفقة غير المنجزة , وتأثير الغش والخداع والاحتيال والتلاعب عليها كبير وضار , ففي الصفقة غير المنجزة يسهل الغش والتلاعب فيها - لأنها غير منتهية-, وهذا يجعل الناس يتحاشونها, ومن أكبر معيقات الصفقة غير المنجزة استخدام الغش والخداع والتلاعب فيها , وبالتالي عدم ضمانها, مما يجعل أفراد المجتمع تتحاشى التعامل بها, وهذا يضر كثيراً بتطور المجتمع والأفراد ونموهما.
وثانياً تحتاج الصفقة غير المنجزة إلى فائض أو قدرة على تحمل انتظار المقابل, الذي لا يقدم فوراً, وهنا تظهرأهمية دور الادخار أو فائض المواد والقدرات لإجراء الصفقات غير المنجزة, ففي هذه الصفقات يدفع أحد الأطراف دون مقابل فوري , حيث يتوقع الحصول على المقابل بعد زمن قصير أو طويل , لذلك يجب عليه أن يكون قادراً على العطاء دون مقابل فوري, أي يجب أن يكون لديه فائضاً يمكن أن يستغني عنه لفترة.
أما العنصر الثالث الذي تحتاجه الصفقة غير المنجزة, فهو- التوثيق- فالضمان يستدعي التوثيق الذي يتضمن تحديد وتعيين وتثبيت شروط وعناصر الصفقة , وكان التوثيق من أهم عوامل نشوء الكتابة, لتسجيل وتوثيق الاتفاقات والصفقات غير المنجزة فالقول الشفهي قابل للنسيان وللتغيير وبالتالي لا يحقق ضماناً جيداً
إن الصفقات غير المنجزة التي تجري في كل مجتمع هامة جداً ونتائجها كبيرة ,فالضرر يكون بالغ الكبر عندما تتعرض مؤسساته أو بنياته إلى صفقات غير منجزة مورس فيها الغش والاحتيال وعدم الضمان , والجاني ليس ظاهراً ويصعب تحديده , وبالتالي إخراج تأثيراته الضارة, لأنه يكون من ضمن أفراد أو بنيات المجتمع حيث يصعب تعيينها وضبطها إذا لم يكن المجتمع متطوراً وقادراً على تحديد وضبط وإيقاف الأفراد أو البنيات لتي تسيء إلى هذه الصفقات, والأضرار في الصفقات غير المنجزة لا تظهر مباشرةً, وخاصة إذا كانت بين بنيات المجتمع المتطورة مثل المؤسسات, والإدارات, والشركات...الخ , فتعيين الخلل وإصلاحه في الصفقات المنجزة أسهل بكثير منه في الصفقات غير المنجزة التي تقوم بها بنيات المجتمع.
لقد سعت العقائد والأديان والعادات والأعراف الاجتماعية وكذلك التشريعات والقوانين وأيضاً المعارف والعلوم, لكي تكون ضامنة وحامية ومنظمة للصفقات المنجزة وغير المنجزة التي تتم بين البشر أو بين بنيات المجتمع أو بين البشر والطبيعة, وقد حققت الكثير.
وكانت العقائد والتشريعات.... فعالة في ضمان الصفقات غير المنجزة فيما بين البشر مثل صفقات البيع والشراء غير المنجزة وصفقات الزواج وباقي الصفقات الاجتماعية . أما الصفقات مع الطبيعة فقد كان العلم الدقيق هو الضامن لها , والمعارف والتنبؤات الدقيقة هي ما يلزم في كل ضمان لأي صفقة إن كانت منجزة أو غير منجزة.



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب ودوافع المبادلات بين البشر
- التبادل والصفقة
- ملاحظة على التواصل واللغة
- ملاحظة على عالم المادة وعالم الفكر
- الحب والصداقة
- ملاحظة على ذكاء الإنسان و علاقته الإيجابة بطول عمره
- الكائنات الفكرية 2
- الكائنات الفكرية
- التفكير الواعي والحدس
- هل من الممكن يوماً أن نفهم ما هو الزمن ؟
- إمبراطورية المعتقدات
- الصفقة والصراع
- كتاب - اللعبة والصفقة والوجنة - الخاتمة والمصادر
- التقليد والمحاكاة
- الإنسان ليس البنية الأكثر تطوراً على الأرض
- تأثير النجاح والفشل على الإنسان
- كتاب اللعبة والصفقة والوجبة - تمهيد -
- غسيل الدماغ واقعة حقيقية
- العقل المناعي أحد العقول المتعددة الموجودة لدينا
- نظرية الميمات أو نظرية الأفكار


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي: وضع اقتصادي -صعب- في حيفا جراء صواريخ حزب ال ...
- مونشنغلادباخ وماينز يتألقان في البوندسليغا ويشعلان المنافسة ...
- وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد ...
- الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال ...
- العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال ...
- تبون يصدّق على أكبر موازنة في تاريخ الجزائر
- لماذا تحقق التجارة بين تركيا والدول العربية أرقاما قياسية؟
- أردوغان: نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا
- قطر للطاقة تستحوذ على حصتي استكشاف جديدتين قبالة سواحل ناميب ...
- انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائ ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نبيل حاجي نائف - الصفقة غير المنتهية أو الصفقة غير المنجزة