نبيل جعفر عبد الرضا
الحوار المتمدن-العدد: 7408 - 2022 / 10 / 21 - 13:13
المحور:
الادارة و الاقتصاد
كان لرفع سعر صرف الدولار مقابل الدينار في بداية عام ٢٠٢١ اثرا واضحا في ارتفاع المستوى العام للاسعار ولكنه لم يكن السبب الوحيد وانما كان هناك اسبابا اخرى منها جائحة كورونا التي ادت الى اغلاق الاقتصاد العالمي وتضرر سلاسل التوريد وارتفاع كلف الشحن والنقل وحالة الجفاف العالمي التي ادت الى زيادة كبيرة في اسعار المواد الغذائية فضلا عن ارتفاع اسعار الطاقة في العالم والحرب الروسية - الاكرامية التي ادت الى ارتفاع كلف الانتاج في معظم دول العالم التي تعاني اليوم من التضخم وشبح الركود الاقتصادي . وعلى ذلك فإن السعي الى تخفيض سعر الدولار مقابل الدينار بنسبة ٢٣٪ لغرض اعادته الى مستواه السابق سيؤدي الى تخفيض ضئيل في مستوى الاسعار الداخلية في العراق لن تزيد عن ٥٪ لان ارتفاع مستوى الاسعار لم يرتبط بتغير سعر الصرف فقط وانما كان مرتبطا بمجموعة من العوامل كما ان مرونة الاسعار في الصعود كبيرة لكنها محدودة في النزول وهذه حقيقة يعرفها كل الاقتصاديين ولذلك من النادر ان تجد اقتصاديا عراقيا يؤيد فكرة العودة الى السعر القديم نظرا لتكاليفها الباهضة ونتائجها الاقتصادية الكارثية من دون ان تؤدي الى تخفيض مهم في الاسعار وتحسين معيشة الفقراء . وعلى السياسيين اذا فعلا يهمهم امر الفقراء ان يجدوا فرص عمل لهم من خلال تنويع الاقتصاد وتطويره وتحسين الخدمات وتطوير نظام الحماية الاجتماعية ودعم القطاع الخاص بدلا المورفين الذي يحاولون به تخدير الناس من خلال ايهامهم بأن مشكلتهم تكمن فقط في رفع سعر صرف الدولار والحل في اعادته الى ما كان عليه !!
#نبيل_جعفر_عبد_الرضا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟