أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - البارحة كان الشيخ الفرطوسي واليوم الشيخ العبادي















المزيد.....

البارحة كان الشيخ الفرطوسي واليوم الشيخ العبادي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 501 - 2003 / 5 / 28 - 01:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                    
 

في مدينة الثورة الباسلة أم الكادحين التي عانت الأمرين من حكم الطاغية صدام حسين، كان من المفروض أن تنعم هذه المدينة بنوع من الحرية بعيدةً عن الضغينة والحقد والضغط والتحريض والفتنة ، إلا أن البعض مع شديد الأسف ظل يهدف إلى زيادة معاناتها ودفعها للفتنة وخلق المشاكل لها قبل غيرها وبالآحرى دفع ساكنيها إلى معارك جانبية ومشاحنات قد تصل إلى التخريب والتدمير والمصادمات المسلحة التي ستراق فيها دماء الأبرياء وليس غيرهم.

 فبعد فتوى الشيخ الفرطوسي الذي كتبنا عنها وكنا نريد أن نلجم هذا النهج التحريضي الذي يؤدي إلى التخريب والقتل والتدمير في ظروف نحن بحاجة لهذه القوى لخدمة العراق.. كما تناولها بعدنا العديد من الأخوة الكتاب والمثقفين العراقيين وغيرهم  ناقدين وموضحين أهداف هذه الفتنة البغيضة منطلقين من حرصهم على الوحدة العراقية بجميع طوائفها المتآخية..

الشيخ الفرطوسي انطلق من الدين ضد من سماهم بأسماء وحدد هوياتهم وطالب بمحاربتهم ، كما انطلق الرئيس المؤمن صدام حسين!! في السابق من الدين لمعاقبة الناس، وكأن التاريخ يعيد نفسه ولكن بطريقة جديدة، ولقد أنب الكثير من الكتاب والمثقفين من جميع الجهات هذه الفتوى واعتبروها غير صحيحة وغير ملزمة  وهذا ما توقعناه على الرغم من حرق معمل للبيرة نتيجة هذا التحريض، وكان الأجدى بالسيد الفرطوسي أن يقوم بتحرض المواطنين على متابعة أخبار الطاغية وولديه وأزلامه وتسليمهم لمحاكمتهم بدلاً من دفعهم لهذه الفتنة ، أن يحذرهم من بقايا النظام.. الذين يندسون بين الناس محاولين بث الفرقة والإشاعة وتدمير أي مرفق اقتصادي أو خدمي يفيد المواطنين لخلق البلبلة والفوضى بدلاً من الإتجاه نحو امور مهمة يتطلب لها اليقضة والحذر ومنها الإسراع في تشكيل الحكومة الإنتقالية ومؤسسات الدولة الجديدة للتخلص من الإحتلال. وقد كنا في سعينا بالعكس من الفتنة هدفنا وحدة العراقيين في هذه الظروف الصعبة والمعقدة جداً، وحدة على اساس علمي واعي وهنا ارجو لا يفسر قولنا عن العلمي تفسيرات تطلق حسب الأهواء، ولولا حكمة الكثير من الناس في هذه المدينة الطيبة المناضلة وغيرها لكانت فتنة ما بعدها فتنة لا تضر سوى الشعب وليس فلول النظام البائد وقوات الإحتلال.

وعلى ما يبدو أن بعض العقول  لم تستفد من الماضي البعيد أو القريب وأن مثل هكذا فتاوي أو تحريضات أو تصريحات ستكون في مهب الريح إلا من أفراد معدودين أصبح هدفهم واضحاً أمام أعين الجميع ، وعندما لم يجر الإهتمام بما قاله الشيخ الفرطوسي فقد انتقلت عدواه إلى رجل آخر أو شيخ آخر أطل علينا حسب وسائل الإعلام  وهو الشيخ كاظم العبادي رجل الدين الشيعي الذي أم صلاة الجمعة في مسجد " المحسن " بمدينة الثورة فبدلاً من حث المصلين على التقوى وان يكونوا المثال الذي يضرب به وبخاصة بعدما وجهت لهذه المدينة تهماً وأعمالاً غير حميدة عممت على الجميع فقد أخذ يحثهم على العمل التخريبي المنظم بحجة الدين أيضاً فأنذر قائلاً  " أننا وجهنا إنذاراً لعدد من الجهات إلا أنه مع شديد الأسف لم تكن هناك استجابة  بل زيادة لعدد من السلبيات" وهكذا نصب نفسه  أميراً للمؤمنين او والياً عنه  فأنذر من أنذر ولا عذر بعدما أنذر  والشيخ لم يكتف فقد طالب " بتشكيل لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمعالجة هذا الموضوع للعمل على حد بيع الخمر ومراقبة دور السينما وفرض الحجاب وغيرها

وكأن الناس لا هم لها الآن سوى القضايا التي من الممكن معالجتها حسب القوانين التي ستشرع لخدمة الشعب العراقي ومصالحه دون غيره.

والظاهر لا يوجد تفسير آخر لعمل هذه اللجان القانوني  سوى  الجلد، ورمي الحجارة ، وقطع اليد.. وربما جدع الإنوف وقطع الآذان والآلسن وحتى الإعدام وغيرها أو حرق الأماكن وتفجير المؤسسات وبالتالي حرق وقتل البشر فيها ارضاءً لرغبة الشيخ العبادي .. فما هو الفرق بين هذا الشيخ وغيره من يطالب ويفتي بهذا وبين قوانين صدام حسين أو جماعته القتلة ؟..

هذا الشيخ على ما يظهر يعيش عالماً آخر أو لديه هدف آخر.. وإلا أي كيف يتم تفسير  مثل هذه الدعوات الآن ؟

ثم إلا يعرف هذا الشيخ أو غيره  من الوهابين أن العراق ليس إيران ولا السعودية ، وان ظروف إيران 1979 غير ظروف العراق 2003 ، وظروف السعودية غير ظروف العراق.. وان الشعب العراقي غير الشعب الإيراني والسعودي، والفتاوي إذا كانت تفيد لاستفاد منها نظام صدام حسين الدكتاتوري ..

العالم تغير وسوف يستمر في التغيير مهما وضعت العصي في العجلات، والعراق يرزخ الآن تحت الإحتلال أردنا أم لم نرد، واعتبرت أمريكا وبريطانيا دولتين محتلتين للعراق بتفويض من بند صريح لمجلس الأمن والأمم المتحدة من خلال رفع العقوبات عن العراق.. وانتهى حلم التحرير الذي وعد وتفوه به قادة الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسهم دبليو بوش والعزيز العزوز بلير رئيس وزراء بريطانيا..

 ولن نقول سوى أن العراقيين المخلصين لبلدهم يجب أت يتوحدوا وعلى القوى الوطنية علمانية او اسلامية وغيرهم أن يفكروا بمصير العراق والشعب بدلاً من اللهاث خلف المكاسب الضيقة.. والتاريخ لن يرحم مشعلي الفتن والمتذبذبين والذين سيتركون بلادنا للنهب والإحتلال.. حتى أحمد الجلبي أعلن " الأميركيون خدعونا بقرار رفع العقوبات "

وكأنه اكتشاف علمي حديث.. فمتى كان الأميركيون صادقين غير مخادعين؟ إلا اللهم مع عزيزتهم اسرائيل..

الآن هل نتعظ ونتوحد؟.. أم نبقى مبعثرين؟!

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كَرَهْتُ أنْ يُبْطئ عَليكَ خَبِرِي
- الثقافة والوعي عند الإنسان
- مغامرة الحلم في اليقضة
- فسيفساء المقابر
- فسيفساء فكرية
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية - الجزء الرابع - ال ...
- مهزلة زبيبة والملك وجمال الغيطاني والحديث عن الماضي اليساري
- انتخبوا محمد الفرطوسي رئيساً جديداً للعراق!! - شر البلية ما ...
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية - الجزء الثالث - ال ...
- ألا تتقيؤن الشعار العار.. - بالروح بالدم - ؟!
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية تاريخ ونضالات وآفاق ...
- الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية تاريخ ونضالات وآفاق ...
- لنحتال على الضحك........!
- هل جاء الإحتلال رحمة لأقطاب النظام العراقي ؟
- الفرق بين الشجاعة والتضحية ونبْلهما ومهزلة والجبن وعاره الأب ...
- المثقف وحرية الجماهير في طقوس الممارسة العكسية
- هل نستطيع التخلص من الغوغائية في الفكر والضوضائية في العمل ا ...


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - البارحة كان الشيخ الفرطوسي واليوم الشيخ العبادي