|
جريدة طريق الثورة، العدد 65
حزب الكادحين
الحوار المتمدن-العدد: 7406 - 2022 / 10 / 19 - 11:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مــــا العمــــل ؟ ============= مرّة أخرى يضرب الشّعب التونسي موعدًا مع التّاريخ ويعلن للعالم أنّ الحياة مقاومة وأنّ المقاومة حياة وأنّه لا يأس مادام هناك قوًى حيّة ترفض أن تموت وتنشر النّور وسط العتمة مهما طال زمانها فهي زائلة لا محالة. يوم 25 جويلية، لم يكن نهاره عاديّا ولم يمر ليله ككلّ اللّيالي، فقد أجّجت نهاره القائظ حرارة احتجاجات الجماهيرالشعبية التي هاجمت مقرّات حزب النهضة وحلّ ليله بمظاهر الابتهاج والفرح إثر قرارات غلق مقر البرلمان وتجريد أعضائه من الحصانة وتجميد نشاطهم وحلّ الحكومة، وهى التي اتّخذها رئيس الدّولة استجابة للمطالب المرفوعة خلال الاحتجاجات الشعبيّة، فلاحت بعد ظلمة الأعوام العشرة بشائر فجر جديد حين أزيحت الرّجعيّة الدّينيّة وحلفاؤها عن السّلطة السياسيّة فشعر الشّعب بأنّه تخلّص من كابوسها. ولئن مثّل يوم 25 جويلية بداية ظرف جديد في تونس تقوم على محاربة الفاسدين والمضاربين وناهبي الثّروة وكلّ من أجرم في حقّ الشعب والوطن فاستقبلها الشعب بالتّرحاب واعتبرها الثّوريون خطوة إيجابيّة في مسيرة الصّراع ضدّ القوى الرّجعيّة تجعل الشعب طرفا رئيسيّا في التناقض بينه وبين أعدائه وقد دعا الثوريون إلى دعم تلك القرارات وتطويرها في سبيل تحقيق المطالب التي رفعتها انتفاضة 17 ديسمبر الشعبيّة، فإنّه، وبالمقابل، اعتبرت الرّجعيّة الدينية تلك الإجراءات انقلابا محاولةً تأليب أنصارها ضدّ رئيس الدّولة لكنّها فشلت فعادت إلى وكرها خائبة ولجأت إلى أسلوب المخاتلة محاولة كسب ودّ بعض القوى العالمية والإقليميّة تحت ذريعة ضرب قيس سعيد المسار الديمقراطي وخرق الدّستور.. وليس غريبا أن تتبنّى بعض الأطراف الليبرالية واليساريّة الانتهازيّة نفس الموقف تحت ذريعة احتمال العودة إلى الدكتاتورية والاستبداد رافعة شعار الحريات والديمقراطية لتبرّر هذا الموقف المعادي للشعب. وقد عملت هذه الأطراف مجتمعة على كسب مساندة القوى العالميّة عبر التصريحات والبيانات وتنظيم بعض التظاهرات من أجل محاصرة رئيس الدّولة وإجباره على التّراجع عن قراراته. لكن حسابات هذه القوى تسقط يوما بعد يوم في المياه الرّاكدة ويغمرها الطين بينما تزداد ثقة الكادحين بانّ تونس تسير نحو غد أفضل، غير أنّ هذا الغد لا يمكن أن يأتي إذا ما لم يهبّ الثوريون في كلّ مكان من البلاد إلى شنّ كفاح مستمر ضدّ الرجعيين والانتهازيين وداعميهم في الخارج وشحذ همم الجماهير وتنظيمها من أجل تحقيق الشّعب لسلطته على وطن مستقلّ فعليّا ينعم فيه الكادحون والكادحات بثمار كدحهم. لقد انكشف زيف ديمقراطية الرّجعيّة، فلننهض من أجل إرساء ديمقراطيّة الشّعب ! --------------------------------------------------------------------- النّهضة والدستوري الحرّ: صراع الدّيكة احتدم الصراع، قبل 25 جويلية 2021، ظاهريا بين اليمين الديني ممثّلا في حزب حركة النهضة وائتلاف الكرامة من جهة والحزب الدستوري الحرّ من جهة أخرى، وقد تمظهر هذا الصّراع الزّائف في مسرحيّات سيّئة الإخراج قدّمت على خشبة مقرّ البرلمان بباردو من خلال الاعتصام الذي نفّذه الحزب الحرّ بقيادة عبير موسي التي احتلّت مقعد رئيس المجلس في البداية ومكتبه في فترة لاحقة مع تبادل الاتهامات بين هذه الأطراف التي ادّعى كل طرف منها تعرّضه للعنف اللفظي والمادّي من قبل الطرف الآخر. وأصبح بذلك مقرّ البرلمان مسرحا للبكائيّات وتبادل العنف وإطلاق الشتائم والسباب والتهديد والوعيد وتعطلت بذلك أعماله في العديد من المناسبات ورفعت جلساته عندما يختلط الحابل بالنابل وتعمّ الفوضى والغوغائيّة. لقد انتقل هذا الصراع من داخل أسوار المجلس إلى خارجه ثمّ إلى الشارع بمناسبة فضّ اعتصام الحزب الدستوري الحرّ أمام مقرّ هيئة علماء المسلمين بتونس العاصمة. فما هي طبيعة هذا الصراع وكيف يمكن التعامل معه ؟ للإجابة عن هذه التساؤلات سنتعرّض في البداية إلى الاتّهامات المتبادلة بين طرفي الصراع والتي ستقودنا حتما إلى الكشف عن حقيقتهما. لقد اتّهم حزب حركة النهضة وائتلاف الكرامة الحزب الدستوري الحرّ بكونه مرتبط بقوى إقليميّة عربيّة وعالميّة وبالتحديد الإمارات العربيّة وفرنسا وأنّ رئيسة هذا الحزب عبير موسي تنقل كل ما يحدث داخل قبّة المجلس عن طريق البث المباشر وعبر الفيديوهات إلى حلفائها وأنّ هذا العمل هو نوع من الجوسسة. بينها يتّهم الحزب الدستوري الحر حزب النهضة وحليفه ائتلاف الكرامة بارتباطهما بقطر وتركيا وأمريكا. وما يؤكّد صحّة هذه الاتهامات المتبادلة مضامين مشاريع تلك اللوائح المقدّمة من طرفي هذا الصراع للمجلس للتداول بشأنها غير أنّها لم تجد التأييد الكافي لتمريرها، فلائحة الحزب الحر الدستوري التي عرضت في أواخر شهر ماي 2020 تضمنت إعلان المجلس رفضه لأيّ تدخّل خارجي في ليبيا من شأنه ضرب وحدة ترابها والمساس من سيادتها وهي موجّهة بالأساس إلى تركيا التي عقدت صفقة مع رئيس الحكومة الليبية فائز السراج تخصّ التنقيب عن النفط بعد أن دعّمت تواجدها بالقطر الليبي، وقد تصدّى لها نواب النهضة وائتلاف الكرامة بكل عنف. بينما دعت اللائحة المقدمة من طرف ائتلاف الكرامة في 10 جوان 2020 إلى مطالبة الدولة الفرنسية بإعلان اعتذارها الرسمي والعلني عن كلّ الجرائم التي ارتكبتها في حقّ الشعب التونسي زمن الاحتلال ولم تحز على موافقة 54 نائبا فقط من جملة الحضور بينما تمّ رفضها من قبل الحزب الدستوري الحر وحزب تحيا تونس. لقد أكّد لنا هذا الصراع بأنّ اليمين الديني واليمين الليبيرالي مرتبطان وثيق الارتباط بالأنظمة العربيّة العميلة والقوى الإقليميّة والاستعماريّة وتعتبر بذلك أحزاب عميلة لا ولاء لها إلاّ للقوى المعادية للشعب والوطن، وما صراع كتلها داخل البرلمان سوى صورة مصغّرة للصّراع الإمبريالي المحموم على القطر وثرواته تسعى من خلاله كل كتلة إلى الحفاظ على مصالح حلفائها. وبمعنى آخر تتسابق هذه الكتل الممثلة لهذه الأحزاب العميلة إهداء ثروات الشعب وتقديمها لأعدائه على طبق من ذهب عربون وفاء لها مقابل المحافظة على مركزها السياسي وتدعيمها إن أمكن ذلك وتوفير الحماية لها. كما تؤكّد لنا بما لا يدع مجالا للشكّ أنّ هذا الصراع لا يعكس تناقضا جوهريّا بين أطرافه بل هو تناقض ثانويّ سرعان ما يختفي في مواجهة غضب الجماهير الكادحة. إنّ الشيء الإيجابي الوحيد الذي يهمّ هذه الجماهير من هذا الصراع هو انكشاف بعض الحقائق الخفيّة المرتبطة بالأساس بالعمالة والتي كانت تتستّر عنها هذه الأحزاب اليمينيّة بشعارات "ثوريّة" ترفعها لا من باب الاقتناع المبدئي بها بل لغاية الاستهلاك والتضليل. ولسائل أن يسأل هنا، لماذا طغى هذا الصراع على الساحة السياسيّة ؟ تقودنا الإجابة عن هذا السؤال إلى مزيد التعمّق في الكشف عن طبيعة هذه القوى ومدى ارتباطها بمشاغل الجماهير الكادحة من عدمه وهل هي قوى ثوريّة كما تدّعي أم أنّها كما اعتبرناها منذ البداية بكونها رجعيّة وعميلة وأن الصراع الدائر بينها هو صراع رجعي لا يهمّ الكادحين في شيء. لنتناول في البداية بالتحليل طبيعة الحزب الدستوري الحرّ، هذا الحزب الذي بني على أنقاض التجمّع المنحلّ الذي عانى منه الشعب الويلات واكتوت بنيرانه الجماهير الكادحة والتي أمعن في استغلالها وتفقيرها وتجويعها وهو المتسبّب الرئيسي في كلّ المآسي التي حلّت بها طوال حكم الجنرال بن علي وفي تردّي الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي وغيرها. فحكم "السابع من نوفمبر" كان همّه الوحيد فتح أبواب القطر على مصراعيها لحلفائه الإمبرياليين لنهب ثرواته مقابل الحفاظ على مركزه في السلطة. ورغم ما قدّمه الجنرال من خدمات وتنازلات لصالح أسياده ودفاعه المستميت عن مصالحهم دفعه في العديد من المناسبات إلى مجابهة الجماهير الشعبيّة الغاضبة بالحديد والنار (الحوض المنجمي سنة 2008 على سبيل الذكر)، تمّت التضحيّة به في الأخير عندما انتهت صلوحيّته وأصبح ورقة محروقة وغير قادر على ضمان أو المحافظة على مصالح حلفائه الذين كان يدين لهم بالولاء فاستبدلوه بوجوه جديدة تمثلت في رموز الإسلام السياسي وضربوا بذلك عصفورين بحجر واحد حاولوا من خلاله الإيهام، من جهة أولى، بأنّ الانتفاضة انتصرت وحققت أهدافها "بهروب بن علي" وإيقافها، من جهة ثانية، خوفا من تطوّرها وتجذّرها الذي يمثل خطرا على مصالحها الآنيّة والاستراتيجيّة ولتمهيد الطريق لبديلها الثاني وتوفير الظروف الملائمة لتدعيم موقعه في السلطة. إنّ كلّ المؤشّرات تفيد بأنّ الحزب الدستوري الحرّ لن يحيد على سياسة التجمّع إذ منذ وصوله إلى البرلمان لم يتقدّم بأيّ مبادرة تشريعيّة من شأنها رفع الظلم والحيف عن الجماهير الشعبية ولم ترتفع أصوات نوابه في يوم ما دفاعا عن حقّ هذه الجماهير في العيش بكرامة، وفي المقابل عبرت رئيسته عن معاداتها للمنظّمة الشّغيلة وللعمل النقابي بل ذهب بها الأمر إلى السعي إلى تمييع إحياء ذكرى الأول من ماي من خلال كرنفال السيارات الذي ادّعت وأنّه يمثّل طريقتها في الاحتفال بهذه المناسبة العماليّة الأمميّة وهو ما ينمّ عن الحقد الطّبقي الدفين الذي يكنّه هذا الحزب للكادحين الذين انتفضوا ضدّ وليّ نعمته وجرّدوه من بعض صلوحيّاته. لنعد إلى حركة النهضة ولنبحث في البداية عن أسباب ترشيحها من قبل القوى الاستعمارية ودعم موقعها في السلطة وبالتحديد أمريكا باعتبارها اللاعب الرئيسي. علينا أوّلا الرجوع إلى سيناريو الانقلاب في نوفمبر1987 والذي خطط للقيام به يومي 07 و08 نوفمبر وتمّ إعطاء الأولويّة في تنفيذه لليمين الليبيرالي من داخله وفي صورة فشله في إنجاز المهمّة يوم 07 تسند نفس المهمّة للبديل الثاني المتمثّل في اليمين الديني يوم 08 من نفس الشهر، إذن فمسألة التعويل على الإسلام السياسي في الحكم لم يكن من قبيل الصدف أو وليد اللحظة بل تمّ إدراجه ضمن حسابات القوى الاستعماريّة منذ مدّة طويلة، كما تمّ التحضير له وانتظار الظروف الملائمة لتمكين هذا البديل من الوصول إلى السلطة والسيطرة على دواليب الدولة بعد أن تمّ تسهيل رجوع العديد من رموزه من بلدان الإقامة وما رافق ذلك من تهليل وتكبير عند استقبال الغنوشي مثلا بالمطار، كما تمّ إصدار العفو التشريعي العام حتى تتمكن رموز الإسلام السياسي من المشاركة في الحياة السياسيّة والترشح للمناصب السياديّة مع ما رافق ذلك من دعاية واسعة ومتواصلة وتقديمهم للجماهير الشعبيّة على أنّهم "الناس اللي تخاف ربّي" و"أكثر الناس اللي تظلموا من طرف بن علي" و"أنّ من جرّب الظلم والقهر في السابق لن يكون ظالما عند وصوله إلى السلطة". لقد استغلّت النهضة ترسانتها الدعائيّة والإعلاميّة والتي تكوّن مجمل عناصرها في أمريكا في استقطاب المزيد من الأنصار ودفعتها رغبتها الملحّة في الوصول إلى السلطة إلى تقديم العديد من الوعود الكاذبة وغير القابلة للتحقيق مثل تشغيل مئات الآلاف من المعطّلين على العمل، غير أنه سرعان ما تمّ اكتشاف زيف هذه الوعود حال تمكّن الإسلام السياسي من السلطة والسيطرة على دواليب الدولة. وإلى جانب تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي وازدياد وتيرة التجويع والتفقير والتهميش إبّان حكم اليمين الدّيني، لم تختلف ممارساته القمعيّة على ممارسات نظام السابع من نوفمبر بل ربّما تجاوزتها خاصّة مع إطلاق العنان للتكفيريين الذين حاولوا بكلّ الطرق السيطرة على الحياة العامّة للجماهير الكادحة والحدّ من حريّاتها الفرديّة والعامّة والتي ردّت الفعل في العديد من المناسبات ممّا تسبّب في أزمات سياسيّة تمّ التعامل معها في البداية بتغيير الحكومات نتج عنها انحسار شعبيّة الإسلام السياسي بعد أن اكتشفت الجماهير أنّ الذين "يخافون الله" لا يتورعون عن ممارسة الخداع والمخاتلة وأنّ كلّ الوعود التي أطلقوها لكسب الأنصار إبّان الحملات الانتخابية البلديّة والتشريعيّة والرئاسيّة كانت كاذبة ولم تكن سوى طرق خسيسة لاستدراج الناخبين إلى صفّهم لأنّ غايتهم الحقيقيّة هي السيطرة على السلطة بالقدر الذي يضمن مصالحهم ومصالح حلفائهم وليس لخدمة الكادحين الذين تحاول النهضة (الإسلام السياسي) بكلّ الطرق الخبيثة استعمالهم كجسر للعبور نحو السلطة. في ظلّ هذه الازمة، ولإخفاء هذه الحقائق بحثت الرّجعيّة الدينية عن طوق للنجاة وجدته في اختلاق خلاف وهمي مع اليمين الليبيرالي ممثّلا في الحزب الدستوري الحؤّ لتلهيّة هذه الجماهير بصراعات هامشيّة ولحرف نضالاتها اليوميّة عن مسارها الصحيح فتطوّر هذه النضالات من شأنه أن يهدّد كيان هذه الأطراف اليمينيّة المتصارعة والحلّ الوحيد الذي يقيها هذا الخطر هو توجيه ردود الفعل الجماهيريّة الوجهة الخاطئة أي دفعها إلى الاصطفاف حول أحد أطراف هذا اليمين عوض التصدّي له وبالتالي جرّ الجماهير المفقّرة والمهمّشة لتكون حطبا يسعر لهيب نار الصراع الدائر بين هذه القوى اليمينيّة الرجعيّة العميلة التي تتّفق فيما بينها في عدائها لتطلّعات الجماهير الكادحة نحو التحرّر والانعتاق. فبهيمنة شقّ من هذا اليمين على السلطة لا يمكن لنا الحديث لا عن السيادة الوطنيّة ولا عن التحرّر لأنّها في مجملها قوى مهمّتها الرئيسية والتي وجدت من أجلها تتمثّل في توفير الظروف الملائمة لاستمرار هيمنة الاستعمار بشكله غير المباشر على القطر لمزيد نهب ثرواته وتجويع شعبه والسيطرة عليه. إنّ مهام التحرّر لا يمكن أن تنجز إلاّ بالنضال ضدّ القوى اليمينيّة دينيّة كانت أم ليبيراليّة وهو الطريق الصحيح لدحر القوى الاستعماريّة التي تبسط سيطرتها بمختلف الطرق على الشعب والوطن بتسهيل من عملائها، فلينين العظيم علمّنا أنّ النضال ضدّ الإمبرياليّة يمرّ حتما عبر النضال ضدّ الرجعيّة المحليّة. من هذا المنطلق نعتبر وأنّ اصطفاف البعض ممّن يسبغون على أنفسهم صفة الثوريّة خلف هذا اليمين أو ذاك يعدّ خطأ فادحا لأنّه سيؤدّي بالضرورة إلى تقويّة طرف من أطراف هذا الصراع على الطرف الآخر والذي سيستغل الفرصة لمزيد تركيز سلطته وتوسيع نفوذه لتركيع الجماهير ومزيد السيطرة عليها وتوجيهها حسب مصالحه لا غير. إنّ الموقف الصحيح تجاه هذا الصراع هو تجنيد هذه الجماهير ورصّ صفوفها وتنظيمها وتوجيهها إلى مزيد الدفاع عن مصالحها بعد فكّ ارتباطاتها مع الأطراف اليمينيّة من خلال الكشف عن كل تلك الحقائق التي كانت مخفيّة والتي كشفها ما يدور بينها من صراع واهم. ولنا في التاريخ القريب أمثلة في ذلك لعلّ أهمّها اصطفاف الجبهة الشعبيّة وراء نداء تونس ومؤسسه الباجي إبّان اعتصام الرحيل (صيف 2013)، وحال وصول هذا الحزب (نداء تونس) بأغلبيّة لم يكن يتصوّرها إلى الحكم وصعود مؤسسه إلى كرسي الرئاسة، رمى بحلفائه جانبا والذين وفروا له الظروف الملائمة للظهور والتّمدّد وهرول للتّحالف مع حركة النهضة بتعلّة أنّ طبيعة المرحلة تقتضي ذلك والحقيقة أنّ القوى الاستعماريّة هي التي عملت على تجسيد ذلك حتّى يظلّ التحالف الكمبرادوري الإقطاعي هو الذي يسطر على السلطة ممّا يعني وأنّ التحرّر الفعلي لن يكون لا عبر الانتخابات ولا من داخل البرلمان ولا من خلال الاتفاقات والحوارات اللاوطنية وإنّما عبر الثورة الوطنية الديمقراطية المتحولة إلى الاشتراكيّة والتي يتمّ بمقتضاها تغيير السلطة تغييرا جذريّا بعد الإطاحة بالكمبرادور والإقطـــــــــــاع والقضاء بصفة نهائيّة على الهيمنة الاستعماريّة. ----------------------------------------------------------------------------------- تـــونس: وزيران يتبادلان باقات الورود على جثث ضحايا الوباء في الوقت الذي تمارس فيه الحكومة عمليّة اغتيال جماعي لهذا الشعب من خلال سياستها المرتبكة في مجابهة وباء كورونا، يتبادل الوزيران (الذي طار والذي حطّ مكانه) باقات الورود حفاظا منهما على بروتوكولات "التداول السّلمي على المناصب" ويلتقطان الصّور بهذه المناسبة التي سيخلّدها التونسيون في التاريخ الأسود لهذه الحكومة والنظام القائم. إنّهم فعلا يلهون بمصائب الكادحين والكادحات ويتلهّون بقضايا لا علاقة لها بواقع هذا الشعب ويريدون إلهاء الجماهير بها (قرارات وزير الصحة شعبويّة، هل أعلم وزير الصحة وزارة الداخلية بالتلقيح المفتوح أم لا ؟ هل تمّ توفير الجرعات الكافية ليومي التلقيح المفتوح ؟ الانطلاق في التلقيح المفتوح ثمّ تعليقه، فتح تحقيق في كذا وكذا، إقالة وزير صحة وتعيين وزير بالنيابة...) في مقابل ذلك لا زال الموت يحصد الأرواح ولا توجد أيّ مؤشّرات عن تحسّن مرتقب في الوضع الوبائي عكس ما بشّر به رئيس الحكومة رغم الهبات والمساعدات التي تدفّقت على الدّولة في الأيّام الأخيرة من الشّرق ومن الغرب وهذا يؤكّد أنّ المسألة لا تتعلّق بوفرة التلاقيح او عدمها ولا بوفرة الأكسجين أو قلّته وإنّما بالسّياسة الرّعوانيّة التي تعتمدها الحكومة بأكملها هذا إن كانت هناك سياسة متّبعة فعلا في هذا القطاع الصحي كما في غيره من القطاعات التي تهمّ الفئات الشعبية الواسعة كالصحة والنقل والتعليم ومختلف الخدمات الأخرى. إنّ هذه الحكومة، كما سابقاتها، ومن ورائها هذه الدّولة لا يهمّها موت القليل أو الكثير ما دام ذلك لا يخلخل الكراسي من تحت معالي الوزراء.. لكنّ هذا الاطمئنان الذي تعوّد عليه هؤلاء الحكّام لن يطول وبركان الغضب الشعبي آت لا محالة طال الزّمان أو قصر. ----------------------------------------------------------------------------------- التلقيح كما الموت مجاني ومفتوح للجميع.. ما قامت به الحكومة هو أنّها فتحت الباب أمام السكان الذين لم يصابوا أو لم يموتوا بالفيروس قبل العيد ليتحقّق لهم ذلك يوم العيد وبعده. أمّا رئيس الحكومة، وفي إطلالته البرقيّة التلفزيونية ليلة العيد، فقد تنبّأ بأنّ الوضع الوبائي ستخفّ وطأته في الأيام القريبة، وهنا يطرح السؤال التالي: أهذا غباء أم استغباء ؟؟؟ فأيّ مؤشّرات سمحت له بالوصول إلى هذا الاستنتاج وهو كبير العالمين بدقائق السياسة التي تتّبعها حكومته في هذا المجال ؟ إنّها فعلا محاولة يائسة لاستغفال واستغباء الجماهير والضّحك على ذقونها من خلال محاولة بيع أوهام كاذبة لا يصدّقها سوى المغفّلون والمصفّقون لتلك السياسة، والحال أنّ الزّمن لم يمهله سوى سويعات قليلة ليدحض "بُشراه" ويفنّد استنتاجه، فتلك الأيّام المفتوحة للتلقيح التي أعلن عنها تحوّلت في أولى ساعاتها إلى أيّام مفتوحة للموت. فقد انتشرت مشاهد التزاحم والتدافع والتجمّعات المهولة للسكان الذين تسابقوا للظفر بجرعة من التلقيح الذي وعد به معالي رئيس الحكومة في كلمته.. وتدفّقت أنباء سوء التنظيم أو غيابه في مراكز التلقيح المفتوحة وأنباء نفاذ الجرعات في مراكز أخرى وتحوّلت بعض التجمّعات إلى احتجاجات.. وكان ما كان ممّا دفع برئاسة الحكومة إلى "تعليق" هذه الأيام المفتوحة وإقالة وزير الصحة.. ----------------------------------------------------------------------------------- تونس، 25 جويلية 2021: مسار الاحتجاجات الشّعبيّة -انطلاق الاحتجاجات وتوسّعها: منذ الصّباح يتحوّل شارع بورقيبة وسط مدينة تونس إلى ثكنة للأمن من خلال أصناف مختلفة من الآليات. الجماهير الغاضبة في عدد من الجهات تتحدّى الحصار الأمني وتصعّد من أشكال احتجاجها: في تونس، مواجهات مع البوليس قرب البرلمان في ساحة باردو والجماهير تتجمع من جديد أمامه والبوليس يتراجع إلى الوراء. في القيروان، محاصرة مقر النهضة واقتلاع لافتته. في صفاقس المتظاهرون يتجمعون امام مقر البلدية. في سوسة، مظاهرة وتجمع امام الولاية .في توزر، حرق مقر حركة النهضة واتلاف محتوياته. مظاهرات في نابل والكاف. والشعار الغالب في هذه المظاهرات: "حل حل البرلمان"، "الشعب يريد حل البرلمان"، وإجماع في صفوف المحتجّين على المناداة باستقالة المشيشي ومحاسبة الغنوشي. - إعلام صامت: القنوات التلفزية التونسية تلتزم الصمت ولا تنقل ما يجري من مظاهرات. الإعلام العربي والعالمي أيضا. بينما قامت بعض الإذاعات التونسية ومواقع التواصل الاجتماعي بتغطية مباشرة للأحداث. -النّهضة في مرمى غضب الجماهير: اقتحام مقرات النهضة في سوسة والمنستير والقيروان وتوزر ومحاصرة مقرها في صفاقس. وفي سيدي بوزيد محاولة خلع مقرّها وتمّ اقتلاع اللافتة وحرقها. استعمال مكثف للغاز المسيل للدموع في صفاقس ضد المتظاهرين، عمليّات كرّ وفرّ. في الاخير المتظاهرون يصلون الى مقر حركة النهضة ويقتلعون لافتتها ويسدّون بها الطريق أمام عربات البوليس. منطقة الربض تتحول إلى ساحة مواجهة مفتوحة، دخان كثيف، ومواطنون يختنقون في منازلهم . - قمع المحتجّين: تونس: تجدّد المواجهات قرب البرلمان. يبدو أن الأوامر صدرت بتفريق المتظاهرين باستعمال العصي والغاز، يحدث ذلك في نفس الوقت في مدن مختلفة. في حيّ الرّبط بصفاقس تستمرّ المواجهات العنيفة بين المتظاهرين والبوليس الذي قام بإطلاق الرصاص الحي في الهواء والمتظاهرون يحرقون مدرعة ورواج خبر عن استشهاد امرأة بسبب الغاز المسيل للدموع.
----------------------------------------------- بيان : خطوة إيجابية هبّت جموع واسعة من الجماهير الشعبية إلى التظاهر يوم 25 جويلية 2021 في ولايات مختلفة، مُستغلّة دعوات مجهولة الهوية السياسية للتظاهر وأعطتها طابعا سياسيا وطنيا واضحا من خلال شعارات معادية للنظام الحاكم، مُنادية بحلّ البرلمان، مهاجمة مقرّات حركة النهضة الإسلامية التي اقتحمت بعضها وأشعلت النيران فيها وقد واجهتها قوات الشرطة بالقمع ولكنّها لم تنجح في السيطرة عليها وإنّـما زادتها اتّساعا، وفي انسجام معها اتخذ رئيس الدولة قرارات تقضي بتجميد عمل البرلمان وتجريد نوابه من الحصانة وإقالة رئيس الحكومة وقد وجدت ترحيبا من قبل الشعب الذي خرج إلى الشوارع معبّـرا عن ابتهاجه، وفي علاقة بذلك نعبّر عما يلي: أولا: نحيّي المظاهرات الشعبية و ندعم شعاراتها الوطنية. ثانيا: تمثل قرارات رئيس الجمهورية خطوة إيجابية في اتجاه تخليص الشعب من سلطة الإسلام السياسي وحلفائه الذين أغرقوا البلاد في الفساد والفقر والمرض والارتهان للإمبريالية والمحاور الرجعية العربية والإقليمية . ثالثا: ندعو الى حماية تلك القرارات وقطع الطريق أمام الساعين الى العودة الى ما قبلها . حزب الكادحين،26 جويلية 2021. النهضة تتذوّق مرارة قرارات 25 جويلية قرّر يوم الأربعاء 1 سبتمبر 2021، رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي تجميد عضوية عماد الحمامي في الحزب و إحالته على لجنة النظام. وفسّرت الحركة في بلاغ نشرته اليوم على صفحتها على الفايسبوك هذا القرار بـ"تكرّر تجاوزاته لسياسات الحركة". وهذا يدلّ أنّ الازمة السياسية مازالت تعصف بهذه الحركة من الدّاخل بسبب التّداعيات التي لحقتها من الإطاحة بها من الحكم إثر قرارات 25 جويلية 2021. فقد سبق أن حلّ راشد الغنوشي المكتب التنفيذي لحزبه ثمّ عيّن القوماني على رأس إدارة للأزمة، وفي ذلك اعتراف بأنّ الأزمة تعصف بالحركة نتيجة الضّربة التي لم تقدر على استيعابها بإزاحتها من السّلطة السياسيّة. ورغم هذا الاعتراف من داخل الحركة نفسها بواقع الأزمة التي ضربتها، فإنّ الانتهازية المعادية لقرارات 25 جويلية ولقيس سعيّد لم تجد من عذر تعلّل به اصطفافها في الخندق المعادي للشعب غير انّ "النهضة هي المستفيد الأكبر من قرارات سعيّد"، وهو ما يثبت الدّور التّخريبي الذي تلعبه الانتهازية بوقوفها إلى جانب الرّجعيّة الدّينيّة افي معاداتها لقرارات 25 جويلية والإجراءات التي لحقتها. ومازاد في افتضاح أمر الانتهازية هذه المرّة هو أنّ اصطفافها في الخندق الرّجعي يأتي في ظلّ تصاعد الحقد الشعبي ضدّ حركة النهضة وحكومتها وحلفائها، وهو ما يؤكّد أنّ دور هذه الانتهازية والإصلاحية لم يتغيّر عبر التاريخ من خلال مراوحتها بين الاصطفاف إلى جانب الرجعية الدينية أحيانا والارتماء في أحضان الرجعية الليبرالية في أحيان أخرى. ولئن خسرت الرّجعية الدينية موقعها السياسي في حكم البلاد، فإنّ استمرار الاخطبوط الاقتصادي الذي زرعته طيلة هذه السنوات في مختلف القطاعات وكذلك في مختلف ميادين الحياة والذي أدّى إلى حالة الخراب والدّمار وانتشار مظاهر البؤس الاجتماعي سيجعل من النهضة وحلفائها قادرة على تجاوز أزمتها. ولذلك، فإنّ محاسبة هذه الحركة ورموزها على سياساتها المعادية للشعب والوطن طيلة سنوات حكمها وتفكيك عصابات المال والفساد والتهريب والجريمة التي تعاملت معها وكشفها وفضحها هي ضروريّة وملحّة ولا تتوقف على المستوى القانوني فحسب. ----------------------------------------------------------------------------------- إنّهم نمور من ورق فلنجعل الأرض من تحتهم تحترق ! راكم زعماء عصابات الفساد والتهرّب ثرواتهم من نهب عرق الكادحين ومن الاستيلاء على ثروات الوطن دون ان يقدّموا له شيئا وأصبحوا يصولون ويجولون في حقل السّياسة مثل نمور شاهرين مخالبهم وأنيابهم في وجه الشعب طامعين في الصّعود إلى أعلى المناصب.. مضت الأعوام ودارت الأيّام وتحوّل هؤلاء إلى فئران تختبئ في جحور وأخرى تجتاز الحدود خفية ليتمّ القبض عليها وتحويلها إلى المحاسبة.. الأخوان القروي ولطفي علي وسليم الرّياحي وأمثالهم الذين شبعوا من جوع الكادحين والكادحات وأثروا من نهب ثروة الوطن هم نمور من ورق فلنجعل الأرض من تحتهم والسّماء من فوقهم تحترق. ----------------------------------------------------------------------------------- أخفّ الضّرريْن ألزم قيس سعيّد يوم 27 أوت 2021 الجمعية المهنية التونسية للبنوك والمؤسسات المالية في اجتماعه بممثّلي المؤسسات بتخصيص مبلغ قدره 160 مليون دينار أي ما يناهز 2 % من إجمالي الفوائض الخام المحصّلة خلال سنة 2020 لدعم قطاعي الصحّة والتعليم. هذا الإجراء الذي أقدم عليه رئيس الدّولة يتنزّل في إطار تنفيذه لمبدأ مساهمة رؤوس الأموال في الإنفاق على المؤسسات العموميّة وهو يعلم أنّ أصحاب البنوك هم تجّار أموال كبار يحقّقون أرباحا ثقيلة على حساب حرفاء مؤسساتهم من مختلف الطّبقات الاجتماعيّة وخصوصا الطّبقات المفقّرة، وهو يدرك أيضا أنّ أصحاب المؤسسات الماليّة يشكّلون عصابات تتحكّم في القطاعين الاقتصادي والمالي وأنّ إعلان الحرب عليهم له انعكاسات خطيرة على وضع متأزّم بطبعه وقد يؤدّي إلى شلل تامّ بالبلاد، ولذلك استدرجهم إلى تنازل بسيط على جزء محدود من أرباحهم لينتفع به قطاعا الصحة والتعليم العموميين وهما القطاعان الأكثر ارتيادا من الطّبقات الشّعبيّة. إنّ ما انتزعه الرئيس من أصحاب المؤسسات الماليّة رغم محدوديته هو من حقوق هذا الشّعب المنتج وليس منّة من أحد وما على السلطة المسؤولة إلاّ تعميم هذا الإجراء على مختلف الشركات والمؤسسات الاقتصاديّة الخاصّة وسنّ ضريبة قارّة عليها. ويظلّ هذا الحلّ وقتيّا ومجديا وليس من اليسير أن ترفض هذه المؤسسات مثل هذه القرارات لأنّ رياح التغيير الثوري إذا ما هبّت لن تغفر لأولئك المستكرشين وستهاجم الجماهير المفقّرة تلك المؤسسات وتنتزعها من أصحابها غير الشرعيين وتؤمّمها وحينها سيندم أولئك المستكرشون عن رفضهم لـ"أخفّ الضّرريْن". ----------------------------------------------------------------------------------- نوّاب أم نـــوائب ؟ لم يجمع البرلمان المغلق منذ مساء 25 جويلية 2021 بين جدرانه نوابّا للشعب وقد قلنا قبل كلّ انتخابات أنّ أغلب من سيدخلون ذلك القصر (قصر باردو) هم من سيفوزون بفضل المال والإعلام الفاسديْن وبفضل التجارة بالدّين وبغيرها.. ورغم ذلك يصرّ العديد على تسميته "مجلس نواب الشعب" غير قابلين الجدل حول تلك الانتخابات التي هرولوا إليها معتبرينها اختزالا للدّيمقراطيّة الفعلية مصبغين عليها سمات الشفافية والنزاهة حتّى كادوا يغطّونها برداء القداسة السياسيّة التي يُحرّم التشكيك فيها ومقاطعتها.. لم يكن ذلك المجلس سوى حديقة لعديد من النّوائب التي ألقيت على الطبقات المفقّرة التي لم تقف غالبيتها العظمى في صفوف أمام الصناديق أيام كرنفالات الديمقراطية المغشوشة.. وظلّت هذه النّوائب تكدّس الأموال بألف طريقة وطريقة وتستولي على الأراضي وتقتني القصور والفيلات والسيارات الفاخرة... من خلال سرقتها للقمة الفقراء الذين ازداد تفقيرهم من قبل أولئك النواب الذين ما فتئوا يتكلّمون باسم الشعب ومثلما كان الدين سلعة متداولة يمينا ويسارا صار الشعب وقضاياه أيضا أصلا تجاريّا استولى عليه أولئك وصاروا يعرضونه أينما حلّوا متمتّعين بحصانة قضائيّة شرّعوها لأنفسهم من خلال دستور سنّوا فصوله على مقاسهم ليكونوا أعلى من قوانينهم وخارج دائرة المحاسبة من أيّ كان. هؤلاء النوّاب لم يكونوا سوى نوائب ألقت بها القوى الاستعمارية العالمية والرّجعيات الإقليمية على هذه الأرض لتتنافس من أجل بيع الوطن واضطهاد الطّبقات الشعبيّة الكادحة واستغلالها عكس ما أرادوا تصويره لنا... وها أنّ أرصدة وممتلكات بعض أولئك النّواب التي بدأت تتكشّف تؤكّد أنّ ذلك المجلس لم يكن يضمّ نوابا وإنّما نوائب ! إنّ الثوريين، والكادحين خصوصا، نبّهوا، منذ الوهلة الأولى، ودائما، إلى تلك الأوهام التي حرفت بها القوى الاستعمارية والرجعية والأطراف الانتهازيّة انتفاضة الجماهير الشعبيّة عن مساراتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسيّة وحوّلتها إلى مطالب سياسويّة وحقوقيّة، وقاطعوا تلك الهيئات التي شُكّلت تحت مسمّيات عديدة والكرنفالات الانتخابيّة مؤكّدين أنّها لن تؤدّي إلاّ إلى مزيد التفريط في الوطن ومزيد الاضطهاد لجماهير الشعب الكادحة ومزيد تخريب البلاد وتدميرها.. وهذا ما حصل.. ولم نكن يوما على وهم. ----------------------------------------------------------------------------------- فضيحة سياسيّة ثقيلة أن يقوم حزب يساري وجمعيات حقوقية بتدبيج البيانات دفاعا عن الانفصاليين الجزائريين حلفاء الصهيونية فتلك فضيحة كبرى يتطلب غسلها الرجوع عنها بنقد الذات... ربّما ما يفسر السقوط فيها هو فقر في الفكر والمفهوم وكسل في القراءة... ربما أيضا أنّ تلك القوى كانت ضحية التضليل فقد أخرج المضللون حكاية سليمان بوحفص لحشد الرأي العام حولها وفي حال النجاح يخرجون حكاية نبيل القروي فهما سياسيان لا يجوز تسليمهما... وبطبيعة الحال إذا ما رفضت تونس التسليم سترفض الجزائر أيضا... ربما فضلا عن التضليل هناك مال وضغوط.. كما العداوة المجانية والمضحكة لقيس سعيد... الالتزام بقضايا الشعب والوطن وتحكيم الحكمة ودراسة كل قضية قبل إصدار موقف.. كلّها سبل تحول دون الوقوع في فضيحة مستقبلا.. للتّذكير، فإنّ جمعيّات حقوقيّة، وحزب العمّال وحزب المسار سليل الحزب الشيوعي التحريفي أصدرت بيانات إثر انتشار خبر تسليم بوحفص للسلطات الجزائريّة. هؤلاء، وباسم حقوق الإنسان والحريات الفردية والعامّة، لم يعد من همّ لهم إلاّ الدّفاع عن "الإنسان" في المطلق مهما كان موقعه ومهما كانت قضيّته، هؤلاء، وخصوصا دعاة اليسار منهم لم تعد تهمّهم قضايا تحرّر الشعوب والأوطان والطّبقات المضطهَدة. لأصحاب هذه الفضيحة الثقيلة عبارة معبّرة نطق بها هذا اللّاجئ السياسي الذي تهافتوا على إصدار بيانات المساندة له والاحتجاج على من سلّمه: هذا ما ختم به فرحات مهنا رئيس حركة " الماك " (حركة استقلال منطقة القبائل) إحدى حواراته مه الصحيفة "الاسرائيلية" جيروزالام بوست أثناء زيارته للكيان: "الحرّية للقبائل.. والخلُود لإسرائيل". سليمان بو حفص من القياديين في هذه المنظمة الانفصالية ويبدو أن ذلك كان له دخل في طرده من تونس وترحيله الى الجزائر فالرئيس التونسي معروف عنه رفضه للتطبيع واعتباره خيانة عظمى متماهيا مع الموقف الشعبي . المعترضون على تسليم أبي حفص إلى الجزائر التي تتهمه بالإرهاب عليهم أيضا الاعتراض على تسليم نبيل القروي الى تونس فهو رئيس حزب سياسي الخ...
----------------------------------------------------------------------------------- فيضانات أوروبّا: رأس المال الجشع هو سبب الكارثة أدّى نزول الأمطار بصفة فجئيّة وبكميات كبيرة خلال مدّة زمنيّة قصيرة في بعض بلدان أوروبا الغربية ومنها ألمانيا وبلجيكيا إلى حدوث فيضانات ضربت عديد القرى والمدن خاصة المناطق الواقعة قرب المجاري المائيّة. وقد خلّفت هذه الفيضانات خسائر مادية كبيرة خاصة في المنازل والممتلكات وشبكات النقل... كما أودت بحياة اكثر من 150 من السكان وفقدان المئات الآخرين. واعتبرت هذه الامطار فجئيّة لانّ البلدان الاوروبية لم تتعوّد على نزول أمطار صيفية بكميات كبيرة. غير أنّ صفة الفجئيّة ناتجة عن التغيرات المناخية المتراكمة التي يشهدها كوكب الارض منذ عقود وهي تغيّرات منجرّة عن الاحتباس الحراري الذي أدّى إليه التلوّث الذي تتسبّب فيه المنشآت الصّناعيّة خصوصا في البلدان الرّأسمالية ممّا يؤدّي إلى حدوث تغيرات في العوامل المؤثرة في المناخ وهو ما يساعد على استمرار سنوات الجفاف لمدّة اطول من المعهود من جهة وعلى حدوث فيضانات من جهة أخرى. إنّ ما تشهده بعض بلدان اوروبا الغربية اليوم من كوارث طبيعية وضحايا بشرية هو نتيجة لجشع رأس المال المعادي للطبيعة وللإنسان. ---------------------------------------------------------------------------------------- الــوطن الــعربي تونس-ليبيا: داعش تحاول نقل أسلحة إلى تونس أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، مساء يوم الجمعة 3 سبتمبر 2021، القبض على إرهابي تابع لتنظيم "داعش" جنوب غربي البلاد. وبحسب البيان تمكنت وحدة المهام الخاصة للواء طارق بن زياد "من إلقاء القبض على الإرهابي العجيلي علي العجيلي الحسناوي التابع لتنظيم داعش وذلك بعد رصد تحركاته وجمع المعلومات الهامة حول نشاطه الإرهابي". وأوضح البيان أنه كان بحوزة الإرهابي العجيلي "أسلحة متعددة الأنواع وذخائر وأجهزة عسكرية". والعجيلي كان مرتبطا بالإرهابي عبد المنعم الحسناوي المكنى بأبو طلحة الليبي، أحد أبرز قادة التنظيمات الإرهابية جنوب غربي ليبيا الذي قتل في عملية نوعية للجيش الليبي مطلع عام 2019، وفق ما أورده البيان. وكانت مهمة الإرهابي المعتقل "تأمين نقل التموين والأسلحة والذخيرة بين تمركزات التنظيمات الارهابية في الجنوب الغربي... وكان يجهز لنقل ذخائر وأسلحة وإرهابيين إلى دولة مالي والجزائر وتونس. -------------------------------------------- فلسطين المحتلّة: مقتل قنّــاص صهيوني أعلن الكيان الصّهيوني عن مقتل قنّاص على الجدار العازل في غزّة بعد إصابته في الرّأس يوم 21 أوت 2021 خلال المواجهات الدّائرة في هذه الحدود بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال. وكانت المواجهات ادّت في نفس الفترة إلى استشهاد فلسطينييْن اثنين وإصابة العشرات برصاص قوّات الاحتلال الصّهيوني. الحريّــة لخالدة جرار سهى جرار ابنة الرفيقة خالدة جرار عضوة المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، سهى توفيت فجأة بسكتة قلبية، أمّها في السجن لقضاء عقوبة تدوم سنتين، بقي منها شهران، هي التي دخلت السجن مرات ومرات، حزب الكادحين يشارك القوى الثورية عبر العالم الحملة من أجل إطلاق سراح الرفيقة خالدة جرار للمشاركة في وداع ابنتها سهى. المجد للمقاومة والموت للاحتلال. لبنان: الديمقراطية الطّائفيّة تنطفئ الديمقراطية الطّـائفية المملاة إمبرياليا والمدعومة من قبل الرّجعيّات الإقليمية والعربية لم تخلّف إلاّ الدّمار والخراب لشعب لبنان العربي.. لقد مثّل "اعتذار" رفيق الحريري عن تشكيل حكومة في لبنان بداية انطفاء ديمقراطية الطّوائف التي تحمل أسباب وعوامل ذبولها في داخلها لكنّ هذه العوامل كانت الرجعيات والامبريالية العالمية تحاول إخفاءها منذ زمن طويل وقد مثّلت حلاّ مؤقّتا للأوضاع المتفجّرة في حقبة زمنية معيّنة، لكنّ اليوم لم تعد تلك "الديمقراطية" التي يقتسم فيها ممثّلو الطوائف كعكة السّلطة بالتوافق في ما بينهم ومع القوى الخارجيّة، لم تعد ناجعة في ظلّ الظروف الجديدة خصوصا زمن احتداد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية داخليا وتعقّد التحالفات وتغيّرها خارجيّا. وقد أثبت تفاقم الأزمة السياسيّة للحكّام في لبنان أنّ ديمقراطية الطوائف فاشلة ! وحدها ديمقراطية الطّبقات الشعبيّة قادرة على تحقيق آمال الشعب والسيادة الفعليّة للوطن. ----------------------------------------------------------------------------------- انباء المقاومة والحرب الشعبية في العالم البيرو وقعت ثلاث مواجهات مسلّحة بين مقاتلي الحزب الشيوعي البيروفي (الدرب المضيء) والقوات العسكرية الرجعية وقد جُرح خلالها ضابط كبير في الجيش وثلاثة مقاتلين ماويين واكتشف الجيش مواقع للثوار تم اخلاؤها قبل وصوله اليها، المواجهات وقعت في بداية هذا الشّهر في منطقة أياكوشو. جدير بالذكر أن العمليات المسلحة التي يقوم بها الثوار الماويون لم تتوقف منذ سنوات وهى تتطور في الريف البيروفي بشكل خاص وقد تعرض السجناء الثوريون من النساء والرجال الى مذابح مروعة ولا يزال الأمين العام للحزب الرئيس غونزالو يقبع في السجن وهو المحكوم بالحبس مدى الحياة. كولمبيا: - نسويّـات ثوريّـات يهاجمن مركزا للبوليس: في كولومبيا اغتصب البوليس فتاة عمرها 15 عاما فهاجمت النسويات الثوريات مركز القمع بقنابل المولوتوف . - الشرطة تقتل المزارعين بالرّصاص: قامت يوم الاثنين 2 أوت 2021 الشرطة في مقاطعة كوكا الكولمبية بإطلاق الرصاص على مجموعة من الفلاحين الفقراء الذين أقدموا على السيطرة على مساحات من الأرض التابعة لبعض كبار الملاكين. وقدّ أدّى قمع حركة الفلاحين إلى مقتل المزارع ايبار سمير كمايو بعد إصابته برصاص الشرطة. وإثر ذلك صعّد صغار الفلاحين من احتجاجاتهم فهاجموا مقرّات الامن والسلطات المحليّة وقاموا بإحراقها. - الثوار يهاجمون مركزا للشرطة: ردا على القمع الذي تعرضت له المظاهرات الشعبية مؤخرا في كولمبيا، قام يوم 30 أوت 2021 ثوّار جبهة حرب العصابات في المدن (كاميليو توراز راسترابو) بتنفيذ هجوم على أحد مراكز الشّرطة أدّى إلى سقوط 14 جريحا من عناصر البوليس الرجعي. وتنتمي جبهة حرب العصابات في المدن (كاميليو توراز راسترابو) لجيش التحرير الوطني في كولمبيا. الهند: الرجعيّة تقتل المناضل سوامي: ستان سوامي، مناضل عمره 84 سنة قتلته الرّجعيّة الهنديّة في سجونها بسبب دفاعه عن حقّ أقليّة الأديفازي المضطهَدة في كفاحها ضدّ سياسة التهجير والتفقير والتقتيل التي تتّبعها حكومة مودي. المجد والخلود للشّهداء ! النّصر لكفاح الشعوب والأمم والطّبقات المضطهَدة ! مواجهات عنيفة بين قوّات البوليس والمزارعين المحتجّين: أدّت احتجاجات صغار الفلاحين في مدينة كارنال الهنديّة يوم السبت 28 أوت 2021 إلى حصول اشتباكات عنيفة مع قوّات البوليس ممّا انجرّ عنها سقوط عدد من الجرحى في صفوف المحتجّين. وكان الفلاحون الفقراء قد قاموا بغلق عديد الطّرقات التي تربط المدينة بالمناطق الأخرى وهو ما أدّى إلى حصول شلل واضطرابات عديدة في حركة السير والنقل. وتأتي هذه الاحتجاجات بالتزامن مع اجتماع يعقد في المدينة برئاسة رئيس الحكومة الهنديّة وهي تتنزّل في إطار سلسلة من الاحتجاجات ينظّمها الفلاحون في الهند ضدّ سياسة الحكومة الرّجعيّة في القطاع الفلاحي. الثوّار الماويّون يصفّون مخبرَيْن: قامت مجموعة من الثوار الماويين في إحدى قرى ولاية بهار الهنديّة يوم الأربعاء 25 اوت 2021 بإلقاء القبض على عنصرين كانا يتعاملان مع قوات الجيش والامن الرّجعيّة وتمّ إعدام العنصرين المخبريْن والانسحاب من موقع العمليّة. ويشنّ الثوّار الماويون في الهند عمليّات ضدّ الميليشيات التي يزرعها النّظام الرّجعي في مناطق عديدة مقابل إغراءات مالية كبيرة بهدف تعقّب نشاط مقاتلي الحزب الشيوعي الهندي (الماوي)، وقد تمكّنوا في ظرف عامين من تصفية اكثر من 20 مُخبرا. الثوار الماويون يقتلون 3 عناصر من القوات الرجعية: قتل نائب قائد شرطة الحدود الهندية التبتية، بالإضافة إلى عنصر من القوات شبه العسكرية وكذلك نائب المفتش المساعد، في كمين نصبه المتمردون الماويون في منطقة نارايانبور. وقع الهجوم يوم الجمعة 20 أوت 2021 بولاية تشاتيسجاره بالقرب من معسكر لإحدى كتائب الجيش الرّجعي حيث تعرّض لإطلاق الرّصاص من قبل عدد من المقاتلين الماويين. وقد غنم المهاجمون بندقية كلاشنيكوف وسترتين مضادتين للرصاص وجهاز راديو. الفلبين: الجيش الرّجعي يقتل مقاتلا ماويّا ويأسر اثنين جرت يوم الخميس 14 جويلية 2021 في منطقة برانغاي مواجهة مسلّحة بين عدد من مقاتلي جيش الشعب الجديد، الجناح العسكري للحزب الشيوعي الفلبيني، والجيش الرجعي وأسفرت عن مقتل عنصر وأسر عنصرين آخريْن من المقاتلين الماويين. وتشنّ الدّولة الفلبينيّة حربا رجعيّة ضدّ الشعب وقواه المكافحة وفي طليعتها الحزب الشيوعي (الماوي) معتمدة على مساعدة عسكريّة وتقنية من الإمبريالية الأمريكيّة وأعوانها. بينما يبدي جيش الشعب الجديد مقاومة وصمودا عنيديْن لهذه الحرب الرّجعيّة وهو يواجه النظام الذي تتحالف فيه البرجوازية الكمبرادورية والبرجوازية البيروقراطية والإقطاعية مستندة إلى الدّعم الإمبريالي العالمي عن طريق حرب شعبية طويلة الامد من أجل القضاء على هذا النظام وتركيز نظام الديمقراطية الجديدة والاشتراكية، لذلك لم تنجح الحرب الرجعية في كسر إرادة الشعب وطليعته الثورية. الشعراء يموتون أيضا في الغابات وهم يقاتلون صاحبة الصورة شاعرة فلبينية اسمها كريمة لورينا تاريمان، لا أعرف من أين ورثت ذلك الاسم العربي الجميل، ولدت كريمة سنة 1979، في الثامنة عشرة دخلت الجامعة طالبة صحافة، هناك انخرطت في الحياة بكامل تفاصيلها وأولها الكفاح... اهتمت بقضايا الفلاحين الفقراء وذهبت الى الريف للقيام بتحقيقات ..كانت في الوقت ذاته تكتب شعرا.. حتى أعترف لها بالتميز بين جيلها عبر الفلبين كلها. اعتقلوها.. تعلمت أن طريق الفلاح إلى الحرية هي الثورة. انخرطت في جيش الشعب الجديد فالكلمة والبندقية رفيقان عندما يكون هناك ظلم. الجمعة 20 أوت 2021 قاتلت كريمة ببطولة الشعراء المكافحين، رفقة مجموعة صغيرة من ثوار حرب العصابات وسط الغابات لمدة تزيد عن نصف ساعة... استشهدت بمعية مقاتل آخر، خسرت القوة العسكرية التي هاجمتهم بغتة جنديا أيضا ... على الأطراف كان غيفارا وزاباتا وعبد الكريم الخطابي وماو وروزا وغسان كنفاني وفهد العراقي وفيالق الكومونيين والفدائيين حاضرين، مرسلين القبلات، مع كل طلقة نار خرجت من فوهة بندقية كريمة لورينا تاريمان. قبل استقبالها عنوانا في سجل الخالدين. جنوب أفريقيا: احتجاجات اجتماعيّة وعشرات الشهداء شهدت عديد المدن في جنوب أفريقيا احتجاجات شعبيّة عنيفة واجهتها السلطات بالقمع الوحشي عن طريق قوات البوليس والجيش. وتحتجّ عديد الفئات الاجتماعيّة المسحوقة والمهمّشة بسبب انتشار البطالة وارتفاع معدّل الفقر خصوصا مع الاجراءات الحكومية المتزامنة مع تفشي وباء كورونا وبسبب سياسات الحيف الاقتصادي والاجتماعي للدّولة ضدّ عدد من المناطق ومن الأحياء. كما أثار حبس الرئيس السابق جاكوب زوما غضبا في بعض المناطق. وقد استهدفت الجماهير الغاضبة المقرّات الحكومية والمؤسسات الاقتصادية والمحلات التجاريّة. وهذه بعض الإحصائيات حول اعداد القتلى في عدد من المدن: -جوهنزبورغ 26 -فونيكس 20 - مدن مقاطعة كوازولو-ناتال 91. ---------------------------------------------------------------------------------- الحزب الشيوعي الفلبيني يحيّي شهداء جيش الشعب الجديد ندعو الشعب الفلبيني وجميع القوى الثورية إلى رفع قبضتهم وتحية 19 شهيدًا من دولوريس، المقاتلون الحمر من جيش الشعب الجديد الذين لقوا حتفهم في غارة جوية نفذتها القوات المسلحة الفاشية الفلبينية المدعومة من الولايات المتحدة. في 16 اوت الماضي في بارانغاي أوسمانيا، بلدة دولوريس، مقاطعة سمر الشرقية. كانوا من أفضل أبناء وبنات الشعب الذين كرسوا حياتهم لقضية التحرر الوطني والديمقراطية. إن موتهم يؤثر بشدة على قلوب العمال والفلاحين في جميع أنحاء البلاد وجميع الشعوب المضطهدة في العالم بأسره. تحزن الجماهير على خسارة محاربيها وخدمها، لكن في الوقت نفسه، يلهمنا استشهادهم للقتال بقوة وتفان أكبر لخدمة الشعب وقضيته الثورية. ستبقى ذكرى شهداء دولوريس إلى الأبد. كان المقاتلون الحمر الذين سقطوا جزءًا من وحدة قوامها 50 فردًا من جيش الشعب الجديد الذين كانوا في المنطقة للقيام بأعمال سياسية وعسكرية واقتصادية وتعليمية وثقافية وطبية بين جماهير الفلاحين. كانوا يجرون تحقيقًا في الظروف الاجتماعية والاقتصادية لجماهير الفلاحين في المنطقة بهدف معالجة احتياجاتهم ومشاكلهم. كما هو الحال مع وحدات جيش الشعب الجديد الأخرى في المنطقة، كانوا يقومون بحملة مستمرة لزيادة وعي الناس بوباء كوفيد -19 لمنع العدوى من الوصول إلى مجتمعاتهم الداخلية حيث لا توجد مرافق طبية. كان هناك أيضًا فريق من الأطباء في المجموعة الذين تم تعيينهم لإجراء عملية جراحية في المخيم لمريض يعاني من فتق وإجراءات طبية أخرى. جماهير الفلاحين في المنطقة، التي أهملتها الدولة الرجعية لفترة طويلة، كان من الممكن أن تستفيد من الخدمات الطبية وخدمات طب الأسنان، ومحو الأمية وغيرها من الخدمات التي كانت وحدة جيش الشعب الجديد على استعداد لتقديمها. لا شك أن مقتل شهداء دولوريس خسارة كبيرة، ومع ذلك، فهي انتكاسة مؤقتة ولا تلغي الاتجاه العام للأمام لحرب الشعب. في الواقع، في فيسايا الشرقية وبقية البلاد، يواصل الجيش الشعبي الجديد اتخاذ خطوات واسعة في تجنيد مقاتلين جدد من الحمر، وبناء المزيد من الوحدات، وتوسيع مناطق عملياته، وبناء جبهات حرب عصابات جديدة، والدفاع عن الشعب ضد القمع المسلح للقوات المسلحة الفلبينية، وتصاعد التكتيكات للقيام بهجمات لضرب الوحوش الفاشية. ستتم، في الوقت المناسب، إعادة تنظيم وحدة حرب العصابات في جيش الشعب الجديد في دولوريس مع مجندين جدد لمواصلة العمل الذي تركه أبطالهم الذين سقطوا. من المقرر أن يحبط جيش الشعب الجديد هدف دوتيرتي المعلن المتمثل في سحق الثورة المسلحة قبل انتهاء فترة ولايته. لن يصمد جيش الشعب الجديد بعد دوتيرتي فحسب، بل سيخرج بالتأكيد أكثر تماسكًا وتصميمًا على القتال من أجل الشعب الفلبيني وتعزيز النضال ضد الإمبريالية والإقطاعية والرأسمالية البيروقراطية. يجب أن ندين القوات المسلحة الفلبينية لاستخدامها القنابل الجوية والهجوم الجوي والقصف المدفعي. هذه الأسلحة زائدة عن الحاجة، ويشكل نشرها استخدامًا غير متناسب للقوة. "القنابل الذكية" التي قدمتها الولايات المتحدة للقوات المسلحة الفلبينية هي في الحقيقة غبية ولا يمكنها تمييز المسلحين عن غير المسلحين، بين المقاتلين والمدنيين. تمت إدانة القنابل الجوية على نطاق واسع لأنها تسببت في مقتل عدد كبير من المدنيين في أفغانستان وباكستان واليمن وفلسطين وسوريا وأماكن أخرى حيث تم استخدام هذه القنابل من قبل الإمبرياليين الأمريكيين، في حالة تفجير دولوريس، فشلت قنابل القوات الميلحة الفلبينية في التمييز بين الأطباء والمرضى وغيرهم من الأفراد غير المسلحين الذين لم يكونوا في وضع يسمح لهم بالقتال. يلجأ المتوحشون الإرهابيون الجبناء لنظام دوتيرتي - الولايات المتحدة إلى القصف الجوي والهجوم في مواجهة عجزه عن محاصرة وهزيمة قوات حرب العصابات التابعة لجيش الشعب الجديد التي تتمتع بدعم لا حدود له من الجماهير. يجب حظر هذه الأسلحة الإرهابية لأنها تسبب خسائر فادحة في الأرواح بين الأشخاص غير المسلحين، وتعرض حياة المدنيين للخطر، وتؤذي الآلاف من الناس، وخاصة الأطفال، وتضر بالبيئة والممتلكات وتدمرها. يجب أن تستمر وحدات جيش الشعب الجديد في استخلاص الدروس، وتحسين تكتيكات حرب العصابات، ورفع القدرات السياسية والعسكرية للمقاتلين الحمر، وزيادة انضباطهم، وتعميق وتوسيع نطاق الدعم لإبقاء العدو أصمًا وأعمى لهزمه وجعل استخدامه المكثف للأسلحة عديم الفائدة. سيثبت التفوق العسكري للعدو في النهاية أنه غير فعال ضد التفوق السياسي لجيش الشعب الجديد وإتقانه في حرب العصابات والظروف المادية والاجتماعية. سيقدّر الشعب الفلبيني والحزب والقوى الثورية إلى الأبد تضحيات شهداء دولوريس، سوف يعمل استشهادهم دائمًا على إلهام الجماهير والمقاتلين الحمر لمقاومة الإرهابيين الفاشيين ومحاربة مضطهديهم ومستغليهم والدفاع عن حقوقهم وتعزيز قضية التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية. ربما نكون قد فقدنا عددًا من المحاربين الرائعين، ولكن من المؤكد أن أعدادًا أكبر ستظهر لتحل محلهم كمقاتلين جدد من الجيش الأحمر في جيش الشعب البطل. الحزب الشيوعي الفلبيني، 24/8/2021 ----------------------------------------------------------------------------------- إيطاليا: المناضلة ناديا ليوس في العزل بالسّجن ناديا ليوس في العزل بالسجن بعد قرار المحكمة بأنها كانت قائدة في الألوية الحمراء من أجل تأسيس الحزب الشيوعي المقاتل. ناديا عمرها الآن 62 عاما وهي في السجن منذ سنة 2003. ----------------------------------------------------------------------------------- الحرية للرّفيق غونزالو: حملة عالميّة من أجل فرض إطلاق سراح غونزالو زعيم الحزب الشيوعي البيروفي (الدرب المضيء) المسجون منذ 1992 والبالغ من العمر 86 سنة. هذه الحملة دعت إليها عديد الأحزاب الشيوعية الماويّة في العالم وهي تتزامن مع تأزّم الحالة الصحيّة للرّفيق غونزالو نظرا لمنع الرّعاية الصحية عنه ولعزله في سجن انفرادي لمدة 29 عاما تحت مستوى سطح البحر. ----------------------------------------------------------------------------------- بيانات سياسيّة بيان انعقد هذا اليوم وعلى عجل مؤتمر استثنائي غير انتخابي للاتحاد العام التونسي للشغل وقاطعه طيف من المناضلين النقابيين من قطاعات عمالية مختلفة وكان الهدف منه تنقيح النظام الداخلي، وهو ما حصل، بما يمهد الى التمديد للقيادة الحالية، وفي علاقة بذلك يعبر حزب الكادحين عما يلي : أولا : يمثل المؤتمر المذكور انتهاكا للديمقراطية داخل الاتحاد وتنكرا لمقررات المؤتمرات السابقة ولنظامه الداخلي وخاصة الفصل عشرين. ثانيا : ينبه الحزب إلى مخاطر سياسة الاستبداد بالرأي وذهنية الاستئثار بالمواقع والارتزاق من النقابة وتحويلها إلى تجارة، على صورة الاتحاد باعتباره منظمة جماهيرية عريقة كان لها ولا يزال دورها الهام في كفاح الشعب. ثالثا: يدعو إلى التمسك بالاتحاد ومواصلة الكفاح من داخله ضد البيروقراطية وخدمها من اليساريين الانتهازيين والتصدي إلى دعوات الانسلاخ منه التي لا تخدم غير الرجعية الدينية التي تجد في أزمة الاتحاد الحالية فرصة مناسبة للنيل منه والتشكيك فيه. حزب الكادحين، تونس 8 جويلية 2021 ----------------------- بيان أممي مشترك دعما لفلسطين تتطلب الأحداث الأخيرة في فلسطين المرتبطة بالعنف الاستعماري الإسرائيلي في المسجد الأقصى وحيّ الشيخ جراح في القدس، دعمًا دوليًا أكبر للقضية الفلسطينية بجميع الأشكال الممكنة والضرورية. لقد أصبح كفاح الشعب الفلسطيني رمزا للمقاومة ضد القمع والظلم الاستعماريين لجميع شعوب العالم. وبعد أكثر من سبعة عقود من قيام "الدولة" الصهيونية الاستعمارية التي زرعت في فلسطين بمساعدة الإمبريالية من أجل السيطرة على ما يسمّى الشرق الأوسط، فإن النضال من أجل تقرير المصير الوطني للشعب الفلسطيني لم يتوقف أبدًا. لم تنجح السياسة الاستعمارية القاسية المتمثلة في الطرد القسري، ومصادرة الأراضي الزراعية والمنازل، والسجن التعسفي حتى للقصّر، وبناء الجدران، واستحالة الوصول إلى الموارد المائية، والمجازر والحروب، في فرض الاستسلام على الفلسطينيين، بل انها على العكس أدت الى ولادة أجيال جديدة من الوطنيين المقاتلين. تهدف إسرائيل إلى محو فلسطين من الخريطة والقضاء على الفلسطينيين باعتماد الأساليب النازية، مثل توفير اللقاحات حصريا لليهود واستثناء الفلسطينيين، مما يؤدي إلى إبادة جماعية مخطط لها. في هذا السياق العام، وخلال المرحلة الأخيرة من الأزمة السياسية الداخلية الإسرائيلية التي أعقبت الانتخابات، هاجمت الحكومة المنتهية ولايتها، خلال شهر رمضان المقدس عند المسلمين، عدة مرات المؤمنين الذين يصلون في ساحات المساجد بينما كانت عصابات المستوطنين الصهاينة تعتدي على حي الشيخ جراح في القدس قبل القرار المحتمل بطرد عائلات من منازلها لصالح المستوطنين أنفسهم. لكن كفاح ومقاومة عائلات حي الشيخ جراح المتحدة مع كفاح المؤمنين المصلين في باحة الأقصى أشعل السهل مرة أخرى! وبالفعل، فإن قمع هذه المظاهرة أثار الغضب والسخط في أطراف فلسطين الأربعة وفي العالم كله: ففي كثير من البلدان كانت هناك مظاهرات تضامن، في تونس والعراق واليمن، ومن قبل عمال الرصيف في إيطاليا وإسبانيا، وقاطعت جنوب إفريقيا عمليات تحميل وتفريغ السفن الإسرائيلية. وتجاوز متظاهرون أردنيون خطوط الشرطة واقتحموا الضفة الغربية، في حدث غير مسبوق، لتقديم العون للمتظاهرين في القدس. وأخيرًا، في 18 ماي / أيار 2021، أدّى إضراب عام تاريخي إلى شل فلسطين بالكامل. كل هذا بينما كانت قوات المقاومة المسلحة العاملة في غزة، بعد أن وجهت إنذارا لإسرائيل لوقف العنف ضد المتظاهرين، قد بدأت في نهاية الأمر بضرب إسرائيل بالصواريخ بشكل متواصل. إنّ الموقّعين على هذا البيان: *يحيّون بفخر كفاح النساء والشباب والشعب الفلسطيني قاطبة في جميع المدن والقرى : من غزة إلى الضفة الغربية وعبر الأراضي المحتلة الفلسطينية وفي المدن ذات الأغلبية الإسرائيلية، حيث المظاهرات واختراق الحواجز، وتبادل إطلاق النار مع الغزاة. وفي كل هذه المعارك الأخيرة، كانت النساء حاضرات في جميع جبهات الكفاح، في المظاهرات والإضرابات العامة والمقاومة المسلحة. *يجب تأكيد أنّ النضال التحرري ضد الاستعمار لا يمكن أن يتم إلا بكفاح الشعوب المسلح، وهو ما أثبته بالفعل وعلى نطاق واسع تاريخ نضال الشعوب. لهذا نوجه التحية إلى المقاومة التي شهدت تطورا مهما في مواجهة الهجوم الإسرائيلي الأخيرـ لقد تم تنظيم تلك المقاومة من خلال غرفة عمليات عسكرية مشتركة مكونة من 12 منظمة مقاومة. ويندد الموقعون : *بالتعاون الشهير المحزن بين فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية من جهة والكيان الصهيوني من جهة ثانية والذي يستمر منذ عام 1993 مع اتفاقيات أوسلو الاستسلامية (التي تعترف بشرعية المحتل) وأدّت مؤخرًا إلى موجة من الاعتقالات ضد المعارضين السياسيين في فلسطين. *بخيانة الدول العربية، حيث تعمل الأنظمة الرجعية، بلا استثناء، على خدمة الإمبريالية، وتدير ظهرها لعقود من الزمن للقضية الفلسطينية، بدءًا من أولئك الذين قاموا رسميًا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بمباركة أمريكية. *بتواطؤ البلدان الإمبريالية التي تلتقي فيها كل القوى الممثلة للبرجوازية الإمبريالية لدعم إسرائيل "من أقصى اليمين إلى ما يسمى بـ "اليسار". في هذه المرحلة، ندعم قوى المقاومة على الأرض، لكننا في الوقت نفسه نعبّر عن الحاجة إلى خط استراتيجي جديد لقيادة الكفاح في فلسطين: طريق الحرب الشعبية طويلة الأمد بقيادة ماركسية لينينية ثورية. الحزب الشيوعي الماوي في فلسطين الذي يوجه بوعي واستراتيجيا كفاحية نضال الجماهير المستمر والمنتشر بكافة أشكاله (إضرابات، عمليات مسلحة، أنشطة سياسية، إلخ) بهدف الخروج من المأزق الحالي الذي تعيشه القضية الفلسطينية، جراء التأثير السلبي لبعض الرجعيين والأيديولوجيات الرجعية التي وضعت يدها على المقاومة كالإسلام السياسي والاصلاحية المسلحة البرجوازية الصغيرة السكتارية. ومثلما استلهمت شعوب العالم خلال عقود من الزمن الدروس من عزيمة الفلسطينيين واصرارهم على الكفاح، يجب على الفلسطينيين استلهام الدروس من التجارب الثورية الأكثر تقدمًا اليوم في العالم: الحروب الشعبية في الهند والفلبين، ثورات الديمقراطية الجديدة في سيرها نحو الاشتراكية التي تعول حصريًا على القوة اللامتناهية لشعوبها وعلى نضال الشعوب والبروليتاريا في العالم. عاش النضال البطولي للشعب الفلسطيني ! فلسطين حرة موحدة ومستقلة من النهر الى البحر ! الى الامام نحو الحرب الشعبية في خدمة كفاح التحرير الوطني وثورة الديمقراطية الجديدة! عاش التضامن الأممي بين الشعوب، عاشت الأممية البروليتارية ! ـــــــــــــــــــــــــــــــ حزب الكادحين ـ تونس . الحزب الشيوعي في النيبال (الثوري الماوي. الحزب الشيوعي في تركيا ـ الماركسي اللينيني (TKP-ML) الحزب الشيوعي الماوي ـ إيطاليا . حزب العمال ( الماركسي اللينيني ) ـ اسبانيا. صوت العمال ـ ماليزيا . ----------------------------------------------------------------------------------- في الذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني العظيم ذات يوم تنضمّ الطبقة العاملة الفلبينية إلى البروليتاريا الصينية والشعب الصيني في الاحتفال بالذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني الذي كان يومًا ما عظيمًا وصحيحًا من خلال إعادة تأكيد تمسكنا بالماركسية اللينينية الماوية وضرورة شن ثورة اشتراكية لإنهاء جميع أشكال الاستغلال والاضطهاد ورفض التحريفية الحديثة واستعادة الرأسمالية في الصين. بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه، نتذكر انتصارات الحزب الشيوعي الصيني في الثورات الديمقراطية الجديدة والاشتراكية حتى عام 1976 تحت قيادة ماوتسي تونغ ونكشف عن الظروف الخطيرة للعمال والفلاحين منذ أن استولى التحريفيون المعاصرون على قيادة الحزب الشيوعي الصيني الذين حولوا الحزب إلى حزب البرجوازية الكبيرة ورأسماليي الدولة الاحتكاريين. يمكن تقسيم تاريخ الـ 100 عام للحزب الشيوعى الصينى أساسًا إلى قسمين: من تأسيسه عام 1921 إلى 1976 ؛ ومن عام 1976 فصاعدًا. في الـ 55 عامًا الأولى، رسم الحزب الشيوعي الصيني المسار الصحيح للثورة الديمقراطية الجديدة، وقاد الطبقة العاملة، وبنى التحالف بين العمال والفلاحين، ووحد الشعب الصيني، وشن حربًا شعبية طويلة الأمد، وقاد الشعب الصيني بنجاح إلى النصر في عام 1949 حيث نالت الصين التحرر من الهيمنة الإمبريالية وأطاحت بالدولة شبه الاستعمارية وشبه الإقطاعية لكبار الملاكين العقاريين وكبار البرجوازيين. أسس الحزب الشيوعي الصيني الصحيح حكومة ديمقراطية شعبية تحت قيادة بروليتارية، وأكمل الإصلاح الزراعي في حوالي خمس سنوات وشرعت الصين في التحول الاشتراكي للزراعة خطوة بخطوة من خلال تجميع الإنتاج وإنشاء الكوميونات التي في ظلها توضع الأرض تحت الملكية الجماعية وتُدار الثروة الفائضة بشكل جماعي للاستثمار في التنمية الاقتصادية الشاملة وضمان الاحتياجات الاجتماعية للشعب. ابتداءً من أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، انطلق الحزب الشيوعي الصيني من التنشئة الاجتماعية الأساسية للاقتصاد وقاد الشعب الصيني في تقوية الأساس الصناعي للبلاد والقضاء على البطالة. في القفزة العظيمة للأمام، قادت الدولة المركزية عمليّة بناء الصناعات الثقيلة بينما تم إنشاء الإنتاج الصناعي الخفيف من خلال الجهود اللامركزية لأجهزة الدولة الإقليمية والكومونات. تصرفت جماهير الفلاحين بالملايين كآلة عملاقة تحفر وتغير وجه الريف الصيني، وترفع الإنتاج من خلال العمل الجماعي المقترن بالعلم والابتكار التكنولوجي. وارتفعت مستويات معيشة الشعب مع توسع الدولة في الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية وتجاوز الأمراض وسوء التغذية والأمية. وحتى السبعينيات، حققت الصين تطورات غير مسبوقة في الصناعة والتصنيع. طوال فترة البناء الاشتراكي، قام الحزب الشيوعي الصيني بنشر التعليم الاشتراكي وإطلاق الثورة الثقافية لزيادة الوعي الطبقي للعمال وتوسيع الديمقراطية من أجل تحويل علاقات الإنتاج ورفع الإنتاج وإحداث ثورة في البنية الفوقية، خاصة خلال الثورة الثقافية البروليتارية العظمى، حيث تم حشد العمال لقيادة وتحسين العمل الجماعي في المصانع من خلال لجان ثورية ضمت كوادر الحزب والمنظمات الجماهيرية والخبراء الفنيين. قاد الحزب حملات للقضاء على الفساد البيروقراطي والهدر من خلال رفع العزم الاشتراكي ويقظة العمال وإشراكهم في شؤون الدولة. ومن خلال التكامل مع الصناعة والزراعة، حقق العلم والتعليم اختراقات مهمة في البحث والابتكار لزيادة الإنتاج. وتم تطوير وتعزيز ثقافة ثورية جديدة تمجّد بطولة الشعب. بقيادة الرئيس ماو، عمل الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني على تقوية وتوطيد دكتاتورية البروليتاريا والنضال بقوة ضد التحريفية الحديثة ومحاولات عكس انتصارات البروليتاريا والشعب. لقد عززت الأممية البروليتارية ووسعت دعمها للنضالات ضد الإمبريالية في جميع أنحاء العالم. لمدة عشر سنوات منذ عام 1966، خاض الشعب الصيني والبروليتاريا الثورة الثقافية البروليتارية العظمى في صراع قوي لهزيمة محاولات التحريفية الحديثة للاستيلاء على قيادة الحزب الشيوعي الصيني وقلب انتصارات الثورة الاشتراكية. لقد أثبتت صحة نظرية ماو عن الثورة المستمرة في ظل دكتاتورية البروليتاريا من خلال شن ثورات ثقافية لمحاربة التحريفية الحديثة، وتعزيز الاشتراكية ودفعها ومنع استعادة الرأسمالية. استغل التحريفون المعاصرون بقيادة دينغ شياو بينغ نقاط الضعف والقصور في الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى من خلال تقسيم اليسار والتواطؤ مع الوسطيين للقيام بانقلاب مضاد للثورة بعد وفاة ماو عام 1976. وقاموا باعتقال وسجن أو اغتيال أنصار الماوية والثورة الثقافية وتم إعادة تأهيل القادة الرئيسيين للتحريفية الحديثة بما في ذلك ليو شاوشي وتعيينهم في مناصب رئيسية. من عام 1976 فصاعدًا، سوف يتدهور الحزب الشيوعي الصيني وسيتحول بالكامل ويهيمن عليه رأسماليو الدولة واعوانهم من الرأسماليين في القطاع الخاص. تحت ستار بناء "الاشتراكية ذات الخصائص الصينية"، قام التحريفون المعاصرون بتفكيك الكومونات والتجمعات الزراعية، وأجبروا غالبية الفلاحين على تدبير أمورهم بأنفسهم في مزارعهم الفردية الصغيرة مما أدى إلى فقدان الأرض وانتشار الجوع الجماعي والفقر. باسم الكفاءة، تم إقصاء العمال وأجبروا على العودة إلى العبودية والعودة إلى كونهم مجرد أدوات ثانويّة في الآلة الرأسمالية وأصبح اتخاذ القرار بشأن إدارة المصنع المملوك للدولة حقًا حصريًا "للكوادر" والمديرين الذين مارسوا الحق في فصل العمال أو فرض حصص أو منح مكافآت.أصبح العمال الصينيون يُجبرون على الكد في ظل ظروف صارمة من انضباط المصانع حيث لا يُسمح لهم بتنظيم نقابات حقيقية ويُحظر عليهم القيام بالإضرابات. تم تفكيك دكتاتورية البروليتاريا واستبدالها بدكتاتورية البرجوازية الاحتكارية للدّولة واستولى رأسماليو الدولة، وهم من البيروقراطيين الحكوميين وكبار موظفي الحزب الشيوعي الصيني، على الثروة الاجتماعية التي نشأت خلال فترة البناء الاشتراكي واستخدموها كرأس مال لمراكمة رأس المال الخاص. لقد تعاونوا مع الإمبرياليين الأمريكيين وغيرهم من الرأسماليين الاحتكاريين الأجانب لإخضاع العمال الصينيين لأجور منخفضة للغاية وأشكال إجمالية من الاستغلال في مصانع خطوط التجميع في مناطق تجهيز الصادرات وإطعام الشركات الرأسمالية العملاقة المملوكة للدولة وتوسيع الاقتصاد الرأسمالي وتطوير التكنولوجيا ووسائل الإنتاج، وبالتالي التسبب في تفاقم أزمة فائض الإنتاج الرأسمالي العالمية. منذ الانقلاب الدينغي المضاد للثورة عام 1976، تمت إزاحة جميع كوادر وأعضاء الحزب الشيوعي الصيني الذين دعموا المؤتمر الشعبي العام والخط الاشتراكي البروليتاري للرفيق ماو من الحزب الشيوعي الصيني، واغتصب أنصار أكبر تحريفييْن ورأسمالييْن، ليو ودينغ، القيادة على كل المستويات. لقد سُمح للرأسماليين الحكوميين والخواصّ بأن يصبحوا كوادر وأعضاء في الحزب الشيوعي الصيني منذ عام 1978. وهكذا، فإن الأمر مجرد مسألة وقت أن تتخلص البرجوازية الاحتكارية في الصين من العلم الشيوعي وتتخلى عن ادعاءاتها الاشتراكية والشيوعية، خاصة عندما يعيد الشيوعيون تأكيد القيادة الصحيحة ويكتسبون دعم البروليتاريا والشعب. يستمر الرأسماليون الاحتكاريون على رأس الشركات المملوكة للدولة والشركات الخاصة المفضلة في تجميع ثروة أكبر وأكبر بالتواطؤ مع كبار الرأسماليين الأجانب. فمن 388 في العام الماضي، يوجد الآن 626 ملياردير صيني يجمّعون بينهم 2.5 تريليون دولار، أي أقلّ بقليل عن 724 ملياردير في الولايات المتحدة. ومن بين أكبر 2000 شركة في العالم هناك 291 شركة صينية، تليها الولايات المتحدة بـ 591، واليابان اكثر، وأكبر البنوك الصينية (البنك الصناعي والتجاري الصيني، بنك التعمير الصيني، البنك الزراعي الصيني، بنك الصين) هي أكبر الشركات في العالم من حيث الأصول. وسّعت البرجوازية الاحتكارية للدولة الاقتصاد الصيني على حساب العمال والفلاحين، فانتشرت بطالة هائلة بين العمال ويتعرّض الفلاحين في الريف للتهجير الاقتصادي وتتوسّع العشوائيات الحضرية بشكل هائل وتتزايد خصخصة التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية. لقد تخلّى الحزب الشيوعي الصيني عن القضية العالميّة للبروليتاريا، وبدلاً من ذلك، فإن الصين اليوم تشارك في تصدير رأس المال والربا الدولي ومصائد الديون للبلدان النامية وفي توسيع المجالات الدولية للاستثمار والنفوذ وفي نشر القوات العسكرية في الخارج والعدوان المسلح خارج أراضيها. ويستخدم رأس المال المالي للتأثير على السياسة الاقتصادية وتوجيهها والتحكم في موارد البلدان الأصغر، لقد داست الدّولة الصينية على السيادة الفلبينية من خلال بناء جزر اصطناعية في المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة للبلاد لإقامة منشآت عسكرية والمطالبة بالموارد البحرية والمعدنية. إن انتقاد ماو للاتحاد السوفياتي في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي باعتباره إمبرياليًا اشتراكيًا- بكلمات إمبريالي في الأفعال - يمكن تطبيقه الآن على الصين وعلى الحزب الشيوعي الصيني نفسه. فعلى الرغم من خطاب "الاشتراكية"، أصبحت الصين قوة إمبريالية وقحة تهدف إلى فرض أهدافها القومية المتطرفة على البلدان الأصغر والأضعف واستغلال العمالة الرخيصة ونهب موادها الخام لتغذية الآلة الصناعية العملاقة وتجميع الأرباح الفائقة. إنّها منخرطة في منافسة مع الولايات المتحدة في السعي لتقسيم العالم لصالحها. في جميع أنحاء العالم، يخوض العمال والشعوب أشكالًا مختلفة من النضال وسط الأزمة المستعصية للنظام الرأسمالي العالمي. إنّ القوى الثورية البروليتارية مصممة على بناء الأحزاب الشيوعية باعتبارها الطليعة المتقدمة للبروليتاريا من أجل توفير القيادة في الحقبة الجديدة القادمة من الانبعاث العالمي للثورات الاشتراكية والديمقراطية الجديدة. تمامًا كما هو الحال في بقية العالم، فإن الظروف في الصين مواتية دائمًا لإيقاظ العمال والفلاحين الصينيين لشن نضالات ثورية. إن البروليتاريين الثوريين الصينيين ملزمون بإعادة تأسيس أو بناء حزب شيوعي جديد قائم على الماركسية - اللينينية - الماوية وقيادة الطبقة العاملة الصينية والكادحين للعودة إلى طريق الثورة الاشتراكية والأممية البروليتارية. احتفلوا بالذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني العظيم ! لنتذكر الأعمال الثورية للحزب الشيوعي الصيني ونبذ دوره في التحريفية الحديثة واستعادة الرأسمالية ! عززوا الأحزاب الشيوعية ودشّنوا انبعاث الثورات الاشتراكية والديمقراطية الجديدة ! عاشت البروليتاريا والشعوب المضطهدة ! عاشت الماركسية - اللينينية – الماوية ! الموت للإمبريالية ! عاشت الأممية البروليتارية ! الحزب الشيوعي الفلبيني، 1 جويلية 2021 --------------------------------------------------------------------------- ملفّ:أفغانستان، من احتلال الأمريكان إلى إرهاب طالبان في أفغانستان، سرعان ما تمكّنت حركة طالبان الإرهابية الدّينيّة من بسط سيطرتها على كامل البلاد التي كانت لمدّة عشرين سنة تحت الاحتلال المباشر لجيوش الإمبريالية الأمريكية وعدد من القوى العالمية المتحالفة معها بدعوى محاربة الإرهاب، بينما لم يحرّك النّظام الذي نصّبته القوى المحتلّة الجيش الذي كوّنته ودرّبته تلك القوى. لم تكن تلك الاحداث السّريعة التي شهدها هذا البلد من وحي اللحظة، وإنّما هو نتاج لعقود طويلة من الصّراعات ومن العلاقات بين القوى الامبريالية والرّجعيّات الأفغانية، وهي صراعات وعلاقات متحوّلة لم يفرضها مصير الشعب والوطن الافغاني فحسب وإنّما الخارطة الجغراسياسيّة الإقليميّة لتلك المنطقة وللعالم بأسره. لفهم هذه المسائل وغيرها، فهما شيوعيّا، نقدّم مجموعة من النصوص والبيانات للحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني الصّادرة في الفترة القصيرة الأخيرة. الحرب الشعبية ضد الحرب الرجعية قبل عشرين عاما، قام المحتلون الإمبرياليون، بقيادة الإمبريالية الأمريكية المحتلة، بغزو أفغانستان بوحشية، وفي النهاية احتلوا أفغانستان، وقتل الآلاف من العزّل والمضطهدين وأصيب آلاف آخرون في هذا الهجوم الوحشي العدواني. وسارت القوات الجهادية الرجعية المحلية، مع ميليشياتها سيئة السمعة، على خطى الإمبرياليين المحتلين، وتصرّفت كقوات المشاة المحتلين، فتلطخت أيديهم بدماء الشعب الأعزل في البلاد، وشاركوا في النهب الدموي للامبرياليين المحتلين. لقد تم غزو أفغانستان تحت شعارات خادعة مثل "محاربة الإرهاب" و"تحرير المرأة من أسر طالبان في العصور الوسطى" و"الديمقراطية". ورقص المستسلمون، غير الراضين بقمصانهم، ووصفوا الاحتلال بأنه "شرارة أمل في عيون الشعب الأفغاني المظلوم الدامعة". ومنذ بداية الاحتلال، حدّدنا موقفنا ضد العدوان والاحتلال وأعلننا أن تلك الشعارات ما هي إلا غطاء للعدوان والاحتلال والقهر الكامل للوطن وشعبه. في الوقت نفسه، أكّدنا أنّ غالبية الأصوليين الغارقين في ظلام العصور الوسطى (أحزاب جهادية) كانوا يحظون بدعم لا يتزعزع من قبل المحتلين الإمبرياليين وتجمّعوا تحت جناحهم وبقي عدد قليل فقط من هؤلاء الأصوليين في صراع مع المحتلين. لقد صرّح الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني مرارًا وتكرارًا أنه كلما اتفق الاصوليون الرجعيون مع مصالح المحتلين الإمبرياليين، وخاصة المحتلين الأمريكيين، فإنهم مستعدون لتجميع كل مؤيديهم السابقين والحاليين تحت سقف واحد وتجاهل كل تلك الشعارات. وأكدت هذه الحقيقة عدة جولات من محادثات الاحتلال الأمريكي مع طالبان وتوقيع "اتفاق سلام" بينهما. بعد "توقيع اتفاقية السلام" بين الأمريكيين وطالبان، صرّح الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني صراحة: "استسلمت طالبان للإمبريالية الأمريكية المحتلة". وقد اتخذت أجهزة المخابرات موقفاً وأعلنت أن هذه الحرب كانت حرباً محدودة الأهداف، ولا حتى حرب مقاومة رجعية جزئية، بل حرب من أجل المزيد من التنازلات على طاولة المفاوضات. يدعو حزبنا كل القوى الوطنية الثورية والديمقراطية ألاّ تترك نفسها فريسة خداع الأطراف المتحاربة في الوضع الراهن، بل أن تحاول إدانة هذه الحرب باعتبارها حربا أهلية رجعية وفضح الشخصيات الخائنة التي تختبئ تحت غطاء الدفاع عن الوطن. فلتتحول هذه الحرب إلى حرب مقاومة وطنية شعبية وثورية. شعب أفغانستان المضطهَد ! الحرب التي تدور رحاها الآن في أفغانستان، والتي يقتل فيها الآلاف ويصابون ويشوهون كل يوم وتشرد الآلاف، هي حرب أهلية رجعية تدور رحاها على طاولة المفاوضات للحصول على مزيد من التنازلات. فقط الضحايا الرئيسيون لهذه الحرب هم الشعب الأفغاني المضطهد معاناة شعب أفغانستان ! إن القوى الرجعية الجهادية، التي تثور اليوم تحت اسم "جبهة المقاومة الشعبية" وتحاول حشد الشعب تحت مسمّى "الدفاع عن الكرامة والشرف والأرض"، هي قوى محلية وإجرامية لا علاقة لها بمصالح البلاد العليا، وهم الوجه الآخر للمحتلين، يريدون فقط تأمين مصالحهم الخاصة والحفاظ على الثروات التي يحلمون بها. إنهم مجبرون على حمل السلاح من أجل الحفاظ على مصالحهم، وعليه فإنهم يلجؤون إلى خداع الناس لإرسالهم إلى المذابح. يدين الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني الحرب الحالية باعتبارها حربا أهلية رجعية تهدف إلى تأمين مصالح الإمبريالية وإخضاع البلاد وشعبها قدر الإمكان، ويعتبر أنّ من واجبه ومهمته توعية الجماهير وفضح الرجعيين. يعمل الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني بجد لتعطيل بناء إمارة ظلامية والانتقال إلى حالة المقاومة الوطنية الشعبية والثورية. ولذلك، يدعو جميع القوى الماوية الثورية والوطنية والديمقراطية إلى العمل الجاد لفضح القوى الرجعية (أطراف الحرب الحالية) حتى لا تقع الجماهير المضطهَدة في البلاد أكثر في خداع الرجعيين وتسقط ضحية لمكرهم. نكرّر أنّ الحرب الحالية ليست حربًا من أجل المصالح العليا للبلاد، ولكنها حرب أهلية رجعية تُشنّ لصالح الرجعيين الداخليين وأسيادهم الدوليين، فضلاً عن مزيد من إخضاع البلاد وشعبها. لذلك، من واجب ومهمة جميع القوى الماوية والوطنية أن تفهم الحاجة الملحة للنضال الحالي لتعزيز الوحدة والعمل بجدية أكبر لتحويل الحرب الأهلية الرجعية الحالية إلى حرب مقاومة وطنية شعبية وثورية، الحرب الشعبية في أفغانستان. الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني 4 أوت 2021
إعلان حول سقوط النظام العميل وانهياره والمهام الملحّة للشيوعيين أنفق المحتلون الإمبرياليون بقيادة الإمبريالية الأمريكية حوالي 1 تريليون دولار في بناء وإنشاء النظام الدمية وقوات الأمن على مدى السنوات العشرين الماضية من احتلالها. وبالرغم من كل النفقات شهدنا الانهيار المفاجئ والسريع للنظام العميل وجيشه ضد هجمات طالبان. أذهل السقوط السريع للنظام العميل العالم بأسره. كما لعبت دول المنطقة المحيطة، وخاصة الإمبريالية الروسية والإمبريالية الاجتماعية الصينية، دورًا في الانهيار السريع للنظام العميل. لكن المحتلين الأمريكيين يخططون لتنظيم نظام طالبان وفقًا لمصالحهم من خلال نشر 7000 جندي جديد في أفغانستان. يدرك الأمريكيون جيدًا أن الإمبريالية الروسية والإمبريالية الاجتماعية الصينية لا يتنازلان عن مصالحهما في أفغانستان. إن الإعلان عن عدم إخلاء السفارتين الروسية والصينية من أفغانستان ودعم كلا البلدين لطالبان هو إشارة تحذير للإمبرياليين الأمريكيين المحتلين. لذلك فإن المحتلين الأمريكيين يخططون للعب دور رئيسي في إعادة بناء نظام طالبان وتشكيله. ولهذا السبب، لم تكتف القوات العسكرية الجديدة للمحتلين الأمريكيين بعدم اتخاذ أي إجراء من أجل منع قوات طالبان من دخول كابول، بل ساعدت أيضًا في وصولهم ودخولهم دون انقطاع إلى القصر الرئاسي. وبالتالي، وبعد عشرين عامًا، تم رفع الراية البيضاء لنظام طالبان مرة أخرى فوق البلاد، مما يشير رسميًا إلى عودتهم إلى السلطة. قبل عشرين عاما، غزا المحتلون الإمبرياليون، بقيادة الإمبريالية الأمريكية المحتلة، أفغانستان تحت شعارات خادعة "محاربة الإرهاب" و"تحرير النساء من أسر طالبان"، وبالتالي احتلوا أفغانستان بسقوط "الإمارة الإسلامية". في وقت واحد، مع احتلال البلاد، أدان الحزب الشيوعي الماوي في 22 جوان 2002، في بيان بعنوان "الطوارئ اللويا جيرغا" أو "مظاهرة سخيفة للامبريالية المعتدية ودميتهم الرّجعية" احتلال البلاد وفضح الأهداف الشريرة للإمبرياليين المحتلين. واعتبر الوطنيون والقوميون هذا الاحتلال العدواني علامة طيبة وأعربوا عن امتنانهم للمحتلين الإمبرياليين و"الأمم المتحدة" ووصفوا الاحتلال بأنه "بداية أمل في عيون الأمة الأفغانية الجريحة الدامعة". وأعلنوا جميعا: "الآن بعد أن أزيل مهد وحشية طالبان والأعشاش الرئيسية للفساد والإرهاب الجامح من حضن الوطن الأم وبداية الأمل تتدفق في عيون الأمة الأفغانية الجريحة الدامعة". "يمكن لتيارات وطنية وتقدمية حقيقية، بمثل هذا الدعم التاريخي الكبير واندماجها مع التيار العام لشعبنا المسلم، أن تفتح أبواب السعادة والازدهار والتقدم والتحرير الواحدة تلو الأخرى". أعلن الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني صراحة أن قضية الاستسلام للاحتلال الإمبريالي هي خيانة وطنية. لقد قلنا أن المحتلين الإمبرياليين يعتمدون على أكثر الناس خيانة في العصور الوسطى وخيانة، وفي الواقع فإن أعظم الإرهابيين في العالم هم الإمبرياليون الذين تربطهم علاقات وثيقة بالإرهاب الدولي. لكن أولئك الذين استسلموا يحاولون تبرير وإظهار أن المحتلين الإمبرياليين هم ضد الإرهاب ولكنهم في الحقيقة هم مؤسسو الإرهاب. كان تحليل الحزب الشيوعي (الماوي) لأفغانستان للإمبريالية واحتلال البلاد تحليلاً صحيحًا وماركسيًا لينينيا ماويًا. وقد ثبتت صحة التنبؤ الذي تم من خلال التحليل بعد عشرين عامًا اليوم، وكشف عمليا النقاب عن الادعاءات الكاذبة التي وردت في ظل شعارات "محاربة الإرهاب" و"تحرير المرأة من براثن طالبان" التي اقترحها المحتلون ولم يكن النظام الدمية أكثر من شعار سخيف ومخادع استخدم كغطاء مخفي لاحتلالهم للبلاد. سعت إمبريالية الاحتلال الأمريكية، تحت ستار هذه الشعارات الخادعة، إلى فرض هيمنتها على العالم، خاصة في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وجنوب آسيا. أراد المحتلون الأمريكيون، بأطماعهم، السيطرة على المنطقة عبر أفغانستان التي كانت لها موقع استراتيجي خاص، لكنها لم تنجح في تحقيق تلك الطموحات بسبب صعود منافسيها الاستراتيجيين (روسيا والصين) في المنطقة. لطالما أصرّ الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان على أنه كلما اقتضت ذلك مصالح المحتلين الإمبرياليين، وخاصة الإمبرياليين الأمريكيين، فإنهم على استعداد للتخلي عن جميع شعاراتهم ووضع كل مرتزقةهم السابقين والحاليين تحت مظلة واحدة ما يسمى بالحكومة الإسلامية الشاملة. تظهر ألعاب الإمبريالية الأمريكية التي تُلعب خلف الكواليس بوضوح أنهم يريدون تأمين مصالحهم في المنطقة من خلال طالبان. لهذا السبب، لم يتمكنوا من إنقاذ النظام الدمية من انهيار مؤكد لأن المحتلين الأمريكيين كانوا يدركون جيدًا أن الإمبريالية الروسية والإمبريالية الاجتماعية الصينية وإيران وباكستان قد سهلت حركة طالبان وسعت إلى الإطاحة بالنظام العميل. أثار الانهيار السريع للمدن والمحافظات هذا الأمر. لذلك، ساعد المحتلون الإمبرياليون الأمريكيون طالبان في الوصول إلى القصر الرئاسي. عندما حسنت طالبان علاقاتها مع الإمبريالية الاجتماعية الصينية والإمبريالية الروسية، ووصلت الإمبريالية الأمريكية إلى طريق مسدود عسكريًا في الحرب في أفغانستان، لم يكن أمام الإمبرياليين الأمريكيين خيار سوى التنازل مع طالبان لتأمين مصالحهم في المنطقة. كانت هذه السياسة الرجعية للإمبريالية الأمريكية هي التي أدت إلى سقوط النظام العميل في غضون أيام. لقد أظهرت عشرون سنة من الاحتلال أن الأشخاص الذين يدعون إلى الاستسلام وأولئك الذين استسلموا قد بذلوا قصارى جهدهم لخدمة المحتلين الإمبرياليين والنظام العميل. من العوائق الرئيسية في إطلاق حرب المقاومة الثورية والمواطنين والشعوب (حرب الشعوب) والنهوض بها، عمل ما يسمى بالحركة اليسارية، وخاصة "منظمة تحرير أفغانستان" و"منظمة التحرير الشعبية الأفغانية". يتوقع الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان أن تقوم المنظمتان بفحص ماضيهما بشكل صحيح وعلمي ومنطقي والتعامل معه بشكل نقدي، ليكون مفيدًا في طريق وحدة الحركة الماوية في البلاد. في التعاملات بين المحتلين الأمريكيين مع طالبان والرجعيين، سيبقى احتلال البلاد عند مستوى أدنى، ومن ناحية أخرى، فإن فرض شريعة النظام الإسلامي في أفغانستان سيكون أكثر صرامة من ذي قبل، والسلام الشامل في البلاد. أفغانستان تبدو غير مرجحة. بعد سقوط نظامهم الدمية، حاول الإمبرياليون المحتلون أن يوحدوا كل القوى المتدهورة والوسطى تحت اسم "السيادة الشاملة". نعتقد أنه مع ظهور نظام ما بعد الاتفاق ("النظام الشامل") الذي ستلعب فيه طالبان دورًا رئيسيًا، فلن يكون هناك سلام قائم على المصالح العليا للجماهير الكادحة في أفغانستان واستقلال البلاد، ويبدو أننا سنواصل النضال والسعي الجاد من أجل الإطاحة الكاملة بالنظام وطرد أنصارهم الإمبرياليين. مع انهيار نظام أشرف غني الدمية، حدث على وجه التحديد تحول في التناقضات الرئيسية. لذلك، يجب علينا الترحيب بالوضع الجديد وتعديل نهج حملتنا وفقًا لذلك. في الوضع الحالي للنضال الملح، يجب ألا نغفل المهمة العاجلة للنضال. مهمتنا العاجلة في الوضع الحالي هي كشف الحرب الاستخباراتية للمحتلين الإمبرياليين الأمريكيين ودول المنطقة، بما في ذلك روسيا والصين، التي تحاول التّأسيس للنظام العميل، بعد الاتفاق، او ما يسمّى بالنظام الشامل الذي يمثله الإمبرياليون. يدعو الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني جميع الماويين والقوى الوطنية الديمقراطية والثورية في أفغانستان إلى فهم الحاجة الملحة للنضال الحالي والمضي قدمًا نحو وحدة جميع الماويين وجميع القوى الوطنية الديمقراطية والثورية. وسيبذل الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني قصارى جهده في هذا الصدد والتوجيه.
عاشت وحدة كل القوى الماوية وكل القوى الوطنية الديمقراطية والثورية في البلاد! المضي قدما نحو إطلاق ومضي قدما في حرب المقاومة الشعبية الثورية والوطنية! الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني،19 أوت 2021 انهيار النظام الدمية، الهزيمة المخزية للإمبريالية الأمريكية وصعود أصولية طالبان إلى السلطة تم تحديد الموعد النهائي لانسحاب قوات الاحتلال الإمبريالية في 31 أوت، لكن النظام الدمية في كابول انهار في 15 أوت. على الرغم من التصريح المستمر للمسؤولين الأمريكيين بأن "لحظة سايغون" لن تتكرر، أصبحت لحظة كابول أسوء. في اليوم الذي سقطت فيه كابول في أيدي طالبان، كان يتمركز آلاف الأفراد العسكريين الأمريكيين في مطار كابول يسعون لإخلاء السفارة الأمريكية. وبينما كانت طالبان تنتظر على أبواب كابول، كان الدبلوماسيون الأمريكيون وغيرهم من الدبلوماسيين الغربيين يتوسلون إليهم لانتظار انتقال "سلمي" للسلطة. دخان كثيف قاتم يتصاعد من السفارة الأمريكية والسفارات الغربية الأخرى من حرق الوثائق "الحساسة". يحاول الإمبرياليون الأمريكيون الآن بإصرار التقليل من شأن هزيمتهم المخزية في أفغانستان. إنهم يؤكدون أن مشروعهم في أفغانستان كان له تركيز رئيسي على هزيمة القاعدة، وهو ما تم إنجازه بوفاة أسامة بن لادن في عام 2011. بايدن وأتباعه يقللون من أهمية أهدافهم في بناء الدولة، وقد ولّت شعارات بناء مؤسسات الدولة الحديثة التي تحترم "حقوق الإنسان وحقوق المرأة"، وهو ما يعبّر عن الفشل ويُلقي بايدن باللوم على شعب أفغانستان الذي، وفقًا لوجهة نظره الإمبريالية والعنصرية، غير قادر على العيش في وئام. ويحاول الإمبرياليون الأمريكيون إخفاء دورهم في خلق 40 عامًا من الأزمة والفوضى في أفغانستان. تظهر الكارثة الأمريكية في أفغانستان، أكثر من أي شيء آخر، أنّ الإمبرياليين نمور من ورق. لكنّ هذا النمر الورقي هو حقًا في مرحلة تدهور وانحطاط. تُظهر هذه الكارثة تراجع هيمنة الامبريالية، والتأثير المتقلب لدبلوماسيتها، وعدم فعالية قدرتها العسكرية الهائلة والمكلفة . أدركت الولايات المتحدة فشلها في أفغانستان بنهاية رئاسة بوش. كانت إدارة أوباما تناقش مسألة تقليص خسائرها والانسحاب من أفغانستان. ومع ذلك، اختارت إدارة أوباما، تحت ضغط من البنتاغون والمجمع الصناعي العسكري، على ما يبدو، زيادة القوات الأمريكية لهزيمة طالبان. كان تشكيل "قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية" العنصر الأهم والأكثر تكلفة في مشروع "إعادة الإعمار الوطني" الذي قامت به قوات الاحتلال في أفغانستان. بحلول جانفي 2015، أنهت قوات الاحتلال الأمريكية "عملية الحرية الدائمة"، وهو اسم الحرب الإمبريالية الأمريكية في أفغانستان، وسلّمت مسؤولية الحرب إلى قوات الدفاع الوطني الأفغانية. ومع ذلك، استمر احتلال البلاد، على الرغم من أن قوات الاحتلال ابتعدت عن ساحة المعركة البرية وقدمت فقط الدعم الجوي واستمرت في توفير التدريب لقوات الدفاع والأمن الوطنية. ومع ذلك، استمر تمرد طالبان وأوقع خسائر فادحة في صفوف قوات الدفاع الوطني الأفغانية. تم تجنيد قوات الدفاع الوطني الأفغانية من الفقراء والعاطلين عن العمل واستخدمت كوقود للمدافع لمشروع بناء دولة برجوازية كمبرادورية، تم تنفيذه في ظل الاحتلال الإمبريالي. وأشار بايدن إلى أنّ قوات الدفاع الوطني الأفغانية كانت تعد 350 ألفًا مقابل 75 ألفًا لطالبان، وذلك في مؤتمر صحفي أعلن فيه انسحاب القوات الأمريكية في أفريل. كما أشار بايدن إلى أن القوات الأفغانية كانت أفضل تسليحًا وتجهيزًا. وهكذا، افترضت حكومة الولايات المتحدة أن قوات الدفاع والأمن الأفغانية ستكون قادرة على الصمود دون دعم جوي أمريكي. لكن ما فاتهم هو أن هذه القوات كانت قوة مرتزقة تفتقر إلى الالتزام والإرادة السياسية للقتال. اشتهر النظام العميل بالفساد، ووصف آخر رئيس هرب، وزارة الداخلية، التي كانت تسيطر على معظم الاتحاد، بأنها "القلب النابض للفساد". اعتبر جميع المسؤولين الحكوميين من الأعلى إلى المشاة أن موقفهم هذا يوفّر لهم فرصة للحصول على شيء ما. عندما تم سحب الدعم الجوي الأمريكي، انهارت قوات الدفاع الوطني الأفغانية بسرعة، وسلّمت مواقعها إلى طالبان وهربت، وكان من الواضح أنهم غير مستعدين للقتال والموت من أجل دولة تنتمي إلى الطبقة البورجوازية الكمبرادورية التي كانت تعيش مثل الفراعنة. كانت مؤسسات الدولة عبئاً ونظام قمع للجماهير، وكان الشعب يحصل على القليل من الخدمات، لكنه كان يعاني الكثير من فسادها ووحشيتها. كانت هذه الحالة جيدة فقط لطغمة الأغنياء، ويبدو أن هناك منافسة بين النخبة السياسية لمعرفة أي قصر هو الأكبر، أو أي شخص يتجول، من المنزل إلى المكتب، على سبيل المثال، مع أكبر عدد من سيارات الدفع الرباعي المضادة للرصاص والحراس المسلحين ؟ هذه الطبقة الحاكمة التي كانت تخدم الإمبرياليين الأمريكيين في العشرين سنة الماضية كانت تتكون من معسكرين. كان هناك معسكر من التكنوقراط المتعلمين في الغرب والذين كانوا المفضلين لدى صانعي السياسة الغربيين، كان لديهم نصيب الأسد من السلطة السياسية. يعد هروب الرئيس أشرف غني مثالاً جيدًا على المعسكر الأول لأنه قبل مجيئه إلى أفغانستان في عام 2001، كان أستاذًا في جامعة جون هوبكنز. ويُعرف المعسكر الثاني للنظام بأمراء الحرب. ساعد أمراء الحرب الإمبرياليين الأمريكيين في غزو أفغانستان، لقد عملوا كجنود مشاة للاحتلال الإمبريالي الأمريكي. كلا الجناحين كانا فاسدين ومعاديين للشعب وخاضعين لأسيادهم الإمبرياليين. كان هدفهم الفوري والأساسي توسيع ثروتهم وكانت المؤسسات الحكومية مجرد آلية للثراء. بالطبع، كان نصيب كلّ جناح من المسروقات متناسبًا دائمًا مع قوته السياسية ووزنه السياسي. على سبيل المثال، نهب كرزاي ونائبه فهيم وأعوانهما حوالي مليار دولار من بنك كابول، وهو بنك خاص؛ كان مجرد تحويل للأموال الحكومية إلى عدد قليل من الأفراد. في السنوات العشرين الماضية، استحوذت الطبقة الحاكمة على عدد كبير من الأراضي المملوكة للدولة. كان تراكم رأس المال من خلال نزع الملكية - مثل تحويل ملكية الأراضي العامة إلى ملكية خاصة - غير مسبوق في تاريخ البلاد. كانت جاذبية الثروة والسلطة للطبقات الحاكمة غير مسبوقة في تاريخ البلاد. الجماهير التي كان هؤلاء الرجعيون يحاولون إقناعها بهذا العرض الفخم للثروة والسلطة كانت بالطبع مبالغًا فيها، لكنهم كرهوها أيضًا. كما شجعت مثل هذه السياسة على إساءة استخدام السلطة والفساد وطبيعتها. لذلك، كان النظام فاسدا من الأعلى إلى الأسفل، حتى جنود الحكومة كانوا يسرقون الذخيرة والنفط والغاز ويبيعونها - في أغلب الأحيان لأعدائهم من قوات طالبان. إنّ أزمة النظام الدمية في كابول لها نفس طبيعة أزمة الإمبريالية الأمريكية، وهي أزمة الشرعية. كان النظام الدمية يفتقر إلى الشرعية، كان نظامًا في خدمة الاحتلال الإمبريالي، حتى أنه لم يكن يتمتع بالشرعية في نظر جنوده. وقد عرف الجنود أنهم هناك من أجل الحصول على دخل، كما لم يصدقوا الشعارات الفارغة للنظام العميل، كانوا يعلمون أن كبار ضباط النظام العميل لا يؤمنون بشعاراتهم. فكان انتصار طالبان السريع ممكنا بسبب فساد وتعفن النظام الدمية. لإنقاذ النظام الدمية، بدأ الإمبرياليون الأمريكيون عملية الدوحة للسلام. كان الهدف من عملية الدوحة تحقيق السلام بين النظام العميل وطالبان وإدماج طالبان في الحكم السابق. وقد أجرى الإمبرياليون الأمريكيون مفاوضات مطولة مع طالبان متجاوزين النظام. من الواضح الآن أن الجهود الدبلوماسية الأمريكية في الدوحة كانت فاشلة تماما. لقد عززوا فقط هيبة طالبان، وقدموا لها مقبولية دولية، وزادوا من حدة أزمة شرعية النظام الدمية في كابول. مع سيطرة طالبان على كابول، لا نشهد فقط هزيمة للجهود العسكرية الأمريكية ولكن الأمر الأكثر وضوحًا هو الفشل الدبلوماسي الأمريكي. لم تستطع الولايات المتحدة حتى منع طالبان من السيطرة على العاصمة إلى حين مغادرة آخر القوات الأمريكية، والذي كان من المفترض أن يكون في 31 أوت. في أول مؤتمر صحفي لهم في كابول، قال المتحدث باسم طالبان إنهم في عملية التشاور حول الشكل الدقيق للنظام السياسي المستقبلي. يبدو أن السرعة المطلقة في انتصارهم قد فاجأتهم وليس لدى طالبان فكرة ومخطط دقيق للنظام السياسي المستقبلي وما يصرون عليه هو أن النظام المستقبلي سيكون "إسلاميًا". والآن بعد أن انتصرت طالبان في الحرب بمساعدة قوى أجنبية رجعية خاصة باكستان، فإنهم سيفرضون شكل نظامهم السياسي على البلاد. ومع ذلك، أصبحت طالبان الآن عالقة بين التزاماتها الأيديولوجية بإعادة تأسيس الإمارة الإسلامية ومطالبها بالحصول على اعتراف دولي. هذا التوتر يمكن أن يؤدي الى إشعال الصراع الداخلي ضمن حركتهم. وتدرك طالبان أن نظام حكمهم، الذي يسمونه "الإمارة الإسلامية"، وهو نظام حكم يحكمه مجلس ملالي يرأسه زعيم ديني أعلى، لا يحظى بشعبية كبيرة وألمح المتحدث باسم طالبان إلى أنهم يتشاورون، ويمكن أن يكون لديهم اسم مختلف لنظامهم. من خلال الرغبة في تسمية نظامهم بشيء آخر غير الإمارة الإسلامية، تُظهر طالبان مرونة سياسية واستعدادًا للتكيف مع المصالح الإمبريالية والقوى الأخرى للطبقات الحاكمة، وربما تقاسم السلطة السياسية معهم. ومع ذلك، فإن طالبان لديها الآن احتكار العنف. فالنظام السياسي الناشئ، بغض النظر عن عنوانه، سيكون نظامًا دينيًا تهيمن عليه حركة طالبان. ستكون دكتاتورية الطبقة البرجوازية الكمبرادورية المطبقة بسوط ثيوقراطية صارمة. وستعزز الثيوقراطية الاضطهاد الاجتماعي للمرأة والأقليات الدينية والقومية. ستكون الشوفينية القومية والجندرية في ظل هذه الثيوقراطية أكثر قتامة. وهكذا، يجب على المعسكر الثوري أن يستعد للنضال القادم. والآن بعد أن أصبح التناقض الأساسي هو بين شعب أفغانستان وطبقات الكمبرادور البرجوازية والإقطاعية وأسيادها الإمبرياليين. كما سيستمر التناقض ضمن المعسكر الرجعي، وعلى الرغم من تناقضاتهم، فإن النظام شبه المستعمر / شبه الاقطاعي في أفغانستان سيكون خاضعًا للإمبرياليين، ومع تراجع نفوذ الإمبرياليين الأمريكيين في المنطقة، سيكون النظام الجديد أقرب وخاضعًا للإمبرياليين الروس والإمبرياليين الاشتراكيين الصينيين... ولا شك أن الإمبرياليين الأمريكيين وحلفائهم سيستمرون أيضًا في التدخل في شؤون الدولة والمنطقة. ستظل أفغانستان ودول أخرى في المنطقة ساحة للتنافس بين الإمبرياليات التي من شأنها أن تزيد من حدة التناقضات بين مختلف المعسكرات الرجعية. ومع ذلك، فإن الإمبرياليين الأمريكيين سوف يدعمون الكمبرادوريين والاقطاعيين تحت سلطة طالبان. جماهير الشعب تكره طالبان، لذلك، يحاول الكثير من الناس الخروج عن سلطتها. إنّ الطبيعة الرجعية لطالبان ستزيد من نفور الجماهير، وتدفعها إلى الرد ومقاومة سياساتها الرجعية، المعادية للشعب. يجب أن يستعد المعسكر الثوري للتحديات والأوضاع القادمة. سيكون النظام الجديد الناشئ مزيجًا قاتلًا من القمع الطبقي والجنساني والقومي - ضامنًا للعلاقات الاجتماعية شبه الإقطاعية وشبه الاستعمارية البالية القائمة على القهر والاستغلال. يجب على الحزب الشيوعي (الماوي) في أفغانستان أن يسعى جاهدا للعب دوره في تقوية المعسكر الثوري وتقديم بديل كفاحي. الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني 20 أوت 2021 ---------------------------------------------------------------------------------------- عودة طالبان وتداعياتها على أفغانستان يمثل سقوط كابول في يد طالبان نهاية مأساة وبداية أخرى لشعوب أفغانستان وكأن أفغانستان أرض كوارث متكررة وشعبها محكوم عليه بمعاناة لا تنتهي. والآن يتغلغل الخوف وعدم اليقين والارتباك في المجتمع. لقد أزالت المخاوف بشأن المستقبل القاتم كل أمل وحماس بين الناس. ويعاني معظم السكان من الفقر المدقع، وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين شرّدتهم الحرب يتضورون جوعاً، ترك العديد من الشباب مدارسهم وكلياتهم وجامعاتهم وتوجهوا إلى إيران، على أمل الوصول إلى أوروبا عبر تركيا. تقطعت السبل بالعديد من العائلات على الحدود الباكستانية الأفغانية، وأولئك الذين وصلوا إلى المدن الباكستانية يخيمون في المساجد وصالات الزفاف والفنادق وفي الهواء الطلق. والإمبرياليون الذين تسببوا في هذه المأساة الكبرى لشعب أفغانستان، هم أنفسهم منشغلون بإصلاح هزائمهم أو تعداد انتصاراتهم. طالبان منتشية بانتصارها واستيلائها على السلطة، وهي منهمكة في صراع داخلي على غنائم الحرب وتقسيم السلطة السياسية، فبعد عدة أيام من احتلال كابول، لم تتمكن طالبان من إقامة حكومتها، وهذا يشير إلى أنهم يواجهون تحديات سياسية خطيرة. تحاول فلول القوات المسلحة التابعة للنظام العميل بشكل أساسي إنقاذ أرواحهم وهم مختبئون، وقد غادر البعض البلاد، وتجمّع البعض في بنجشير (المحافظة الوحيدة التي لم تغزها طالبان). والبعض يتبعون عبد الله وكرزاي ويستغلون عفو طالبان عنهم. انهار النظام الدمية في غضون أسابيع قليلة، وكشف المهزلة التاريخية لمشروع بناء دولة عميلة للإمبريالية. إن انهيار النظام الدمية ليس فقط هزيمة للنظام، ولكن أيضًا هزيمة سياسية وعسكرية وأيديولوجية كبيرة للإمبريالية الأمريكية وحلفائها. ولكي يبرئوا أنفسهم من الإذلال، يلوم السياسيون البرجوازيون في البلدان الإمبريالية بعضهم البعض على عدم كفاءة جيوشهم في أفغانستان. لكن هذه الجهود اليائسة لن تؤدي إلى أي تبرير، والهزيمة الأخلاقية والأيديولوجية والسياسية الثقيلة للإمبرياليين الأمريكيين لا يمكن إصلاحها. لقد انهارت العديد من الأنظمة العميلة عندما سحب أسيادها دعمهم، لكن الانهيار السريع للنظام العميل في أفغانستان كان دراماتيكيًا وغير متوقع. إنّ هزيمة الإمبريالية الأمريكية في أفغانستان مثل هزيمة الاتحاد السوفياتي وبريطانيا في هذا البلد، ومثل مصير أشرف غني ومثل مصير نجيب الله وشاه شجاع. يسعى الإمبرياليون الأمريكيون للاحتفاظ بوجودهم في مطار كابول لأغراض الاستخبارات والتجسس. ولا يزال مطار كابول والمجال الجوي الأفغاني محتلين من قبل الإمبرياليين الأمريكيين وحلفائهم. وتجري الآن مساومات خلف الكواليس بين طالبان والإمبرياليين الأمريكيين، والاجتماع بين نائب زعيم طالبان الملا بردار ورئيس وكالة المخابرات المركزية مؤشر على هذه الحقيقة. إن انسحاب موظفي الأمن والاستخبارات والسياسيين الأمريكيين من كابول يعني نهاية الاحتلال العسكري لأفغانستان، لكنه لا يعني نهاية نفوذ الإمبريالية الأمريكية والإمبرياليين الآخرين في أفغانستان. صدم الانتصار السريع والمفاجئ لطالبان شعب البلاد. تُظهر المشاهد الصادمة لأشخاص يتدفقون نحو المطار، ويهربون إلى إيران وباكستان ودول آسيا الوسطى، خوفا من نظام حكم طالبان. لم تكن لدى شعب أفغانستان أوهام هذه المرة لأنه يعرف جوهر طالبان، لهذا السبب تحاول طالبان الظهور بمظهر تصالحي لكسب رضا الشعب وتقليل خوفه. إنّ "العفو العام" لطالبان والوعد بتشكيل حكومة "شاملة" لم يهدّئ مخاوف الطبقات الوسطى والمثقفين وموظفي النظام السابق. وقد تم إقصاء النساء والأقليات القومية من الساحة السياسية، وتعرضت حرية الإعلام لمزيد من التضييق، تمّ إغلاق ثمانين بالمائة من وسائل الإعلام ومُنعت النساء من العمل في الخارج إلّا في المرافق الصحية. رغم كل هذا، اجتذبت وعود طالبان الطبقات الكمبرادورية البرجوازية والإقطاعية الرجعية وبعض مسؤولي النظام السابق. لا تحاول طالبان فقط اجتذاب مسؤولي النظام السابق، ولكنها تحاول أيضًا كسب دعم الإمبرياليين الأمريكيين وحلفائهم وتقديم نفسها على أنها مقبولة، لكن لن يخفي ذلك وجهها القبيح عن الجماهير. أظهر بعض التكنوقراط الذين كانوا ينتمون في السابق إلى النظام العميل استعدادهم للعمل مع نظام طالبان. إن العناصر الشوفينية البشتونية أكثر حماسة في تقديم الدّعم لطالبان، فمن وجهة نظرهم، ستدعم إمارة طالبان الإسلامية شوفينية البشتون وهيمنتهم على الدولة. لكن العناصر غير البشتونية في النظام العميل هي أكثر خوفًا ونفورًا من طالبان، ومع ذلك، فإنهم سيعملون على مضض مع نظام طالبان، إذا سمحت لهم طالبان بمكان في سلطتها. إن عمليات البيع هذه، التي تدعي "تمثيل" الجنسيات المضطهدة، لا تهتم إلا بنصيبها في الحكومة، سواءً كان ذلك في النظام الدمية السابق أو في إمارة طالبان الإسلامية. تتحدث طالبان عن تشكيل حكومة "شاملة"، كانت قد وعدت بها على مدار العشرين عامًا الماضية الأنظمة العميلة كرزاي وأشرف غني. فسّر البعض ذلك على أنه إشارة إلى أن طالبان قد تغيرت. لا شك في أن طالبان قامت في السنوات العشر الماضية بتغييرات في دبلوماسيتها مع الدول الإمبريالية ودول المنطقة، وفي طريقة تعاملها مع المعارضة الداخلية والشعب الأفغاني. ولكن كما قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، لم يحدث أي تغيير في أيديولوجية طالبان ومعتقداتها الأساسية. على الرغم من أن طالبان أقامت، في العقد الماضي، علاقات مع القوى الإمبريالية والرجعية واكتسبت خبرة في هذا المجال. خاصة بعد فتح مكتبها في قطر وإقامة علاقات مع دول العالم، واكتسبت مهارات ويقظة دبلوماسية. من ناحية أخرى، خلال هذه الفترة، زاد عدد السكان الحضر، وتضخم حجم العمال والسكان المتعلمين، وطالبان مجبرة على تلطيف سلوكها للحفاظ على العلاقات مع هذه الدول وجذب المساعدات الإمبريالية، ومن ناحية أخرى، ومنع هجرة العقول للكادر السياسي والإداري من البلاد. لا يمكن لطالبان، مثل النظام السابق، تغيير حالة اقتصاد البلاد، وبالتالي تعزيز الأسس الاقتصادية لحكومتها. لقد ورثت من النظام السابق اقتصادا يعتمد على المساعدات الإمبريالية وبيروقراطية فاسدة. سبب آخر لاعتماد طالبان على المساعدات الخارجية هو الافتقار إلى الدخل المحلي الكافي وتدمير الزراعة والصناعة. لا يمكن لطالبان الاعتماد على ابتكار وإبداع الجماهير، وبالتالي لن تختلف جوهريًا عن النظام السابق. في السنوات العشرين الماضية، كان الشعار الرئيسي لطالبان هو إنهاء الاحتلال الأجنبي وتشكيل حكومة قائمة على الشريعة الإسلامية والآن بعد أن أتيحت لها الفرصة، سوف تبني حكمًا دينيًا شوفينيًا، قائمًا على قراءة متشددة ومتطرفة للإسلام، من شأنها أن تسن قوانين دينية تقيّد بشكل كبير الحريات الفردية والاجتماعية والسياسية والثقافية. سيتم قمع النساء والعمال والنشطاء الاجتماعيين السياسيين والأحزاب والجماعات السياسية والشيوعيين. تسعى طالبان إلى فرض الشلل السياسي والثقافي على المجتمع، إنها تسعى إلى الطاعة الكاملة لحكمها. سوف يعمل الملالي كمرشد فكري وأخلاقي وسياسي للمجتمع المتذمر. لن يُسمح للأحزاب العلمانية بالعمل، حتى الأحزاب الإسلامية والجهادية الأخرى لن يُسمح لها بالنشاط وقمع الحقوق والحريات من شأنه أن يؤدي إلى مقاومة طالبان. طالبان في مواجهة الشباب والعاملين المثقفين لديها نهج متناقض، فمن ناحية، تحتاج إلى قدراتهم وخبراتهم في المجالات الإدارية والسياسية، ومن ناحية أخرى، فإن ضيق أفق طالبان سيخلق عقبات خطيرة. قد تكون الشوفينية العرقية سمة أساسية أخرى لنظام طالبان. وتحت ستار الوحدة الإسلامية ترفض طالبان مطالب القوميات المضطهدة وتصفها بأنها مناهضة للإسلام. على الرغم من أن طالبان، هذه المرة، لديها بعض الأوزبك والطاجيك والشيعة الهزارة في صفوفها، إلا أن هذا لا يمنع طالبان من تركيز السلطة السياسية في أيدي الطبقات الحاكمة البشتونية، مما سيؤدي بالتالي إلى مزيد من العداوات الاجتماعية والانقسامات العرقية. التحدي الآخر الذي يواجه طالبان هو الانقسامات الداخلية بين الفصائل المختلفة، والتي لها أيضًا بُعد عرقي. كان نظام أشرف غني قد ركز سلطته في أيدي البشتون الغلجاي الشرقيين، وهو ما كان أحد عوامل الاحتكاكات الداخلية. هناك عدة فصائل داخل طالبان، الفصيلان الرئيسيان هما شورى كويتا بقيادة الملا هيبة الله، وشورى بيشاور بقيادة سراج الدين حقاني. لكن تم ذكر الفصائل التي يقودها الملا منصور والملا يعقوب. لذلك، فإن التحدي الأكثر إلحاحًا الذي يواجه طالبان هو الخلافات بين مجموعات طالبان المختلفة من جهة، والاختلافات بين الرتب الصغرى والقيادة من جهة أخرى. الفصيل الرئيسي بقيادة الملا هيبة الله هو الدراني وخلافاتهم مع فصيل حقاني بزعامة سراج الدين حقاني وخليل حقاني وهم غلجي، واضحة. لذلك، فإن معنى الحكومة "الشاملة" في المقام الأول يتعلق بتقسيم السلطة بين فصائل طالبان المختلفة، لأن الجسم الرئيسي لقيادة طالبان ينحدر من أقاليم قندهار وهلمند وأوروزغان. التحديات الأخرى التي تواجه طالبان هي تقاسم السلطة مع الجماعات العرقية والجنسيات الأخرى. تجمعت بعض القوات المسلحة التابعة للنظام السابق في بنجشير تحت قيادة أحمد مسعود (نجل الراحل أحمد شاه مسعود) التي تريد نصيبًا في السلطة السياسية، كما تنتشر بعض القوات المسلحة الأخرى التابعة للنظام العميل في جميع أنحاء البلاد مع معداتها. ونزع سلاح هذه القوات مشكلة أخرى تواجه طالبان. وقد كشف الانفجار المروع في مطار كابول عجز طالبان عن توفير الأمن. خارجياً، تتعرض حكومة طالبان لضغوط من القوى الإمبريالية والرجعية، ولا تزال قضية اعترافها بنظام طالبان مسألة غامضة. وكان وزير الخارجية الباكستاني في زياراته لدول وسط آسيا وإيران يسعى للحصول على موافقة هذه الدول على الاعتراف بحكومة طالبان. الاعتراف العالمي بحكومة طالبان لن يغير جوهرها، وبغضّ النظر عن أي شيء، فإنّ نظام طالبان سيكون ثيوقراطيًا ومعاديًا للإنسان وسيتعارض مع مصالح الجماهير الكادحة في أفغانستان. لن يتحقق تحرير الجماهير إلا من خلال ثورة ديمقراطية جديدة من شأنها أن تسقط الإمبريالية والطبقات البرجوازية الكمبرادورية والإقطاعية. باختصار، أظهرت هزيمة الإمبريالية الأمريكية في أفغانستان إفلاسها العسكري والسياسي والأيديولوجي والأخلاقي، ومهزلة مشروع بناء الدولة الذي فرضته الإمبريالية. سيساعد هذا على نبذ الأوهام وتطوير وتعزيز روح المقاومة والنضال بين الجماهير. إن الطبيعة الثيوقراطية والعنيفة لنظام طالبان ستجذب حتما جماهير الشعب للانضمام حتما إلى صفوف النضال السياسي ضدهم. لذلك يجب تحديد وتحليل الفرص والتحديات التي تواجه الحزب والنضال الثوري بشكل صحيح والاستعداد وفقًا لذلك لمواجهة التحديات الجديدة وتوجيه المشاعر المناهضة لطالبان لدى الجماهير في خدمة تعزيز النضال الثوري. الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني 28 أوت 2021 -----------------------------------------------------------------------------------
في بلاد العجائب بقلم فاروق الصياحي يحكون في بلاد العجائب عن ألف ناهبٍ وناهبْ لم تكفهم تربتها وما فوقها فنهبوا ما تحتها.. وما في سمـائها ومـائها ليفتحوا لهم ألف حساب في مصارف ما وراء البحار... *** يحكون في بلاد العجائب عن ألف ناهبٍ وناهبْ ملأوا جيوبهم والسّلال والحقائب.. وقالـــوا: " هذه الأرض والسّماء والماء لم نجنِ منها سوى المتاعب لم يتبقّ لنا فيها لا حاضر ولا مستقبل سنتركها لكمْ لتقتسموا ما فيها من نِعمْ أمّا نحن، إنّا مغادرون بعيدا إلى أهل الكرمْ لنقتسم هناك ما كتب اللّه لنا.. من غنائم أو من مصائب ! " *** يوم الرّحيل بكى البعض حزنا على من فارقوهم بينما آخرون أخفوا دموعهم واختفوا فيما بكى آخرون كثر فرحا وهتفوا: "اِرحلوا.. بلا عوده ! " وانتظروا.. انتظروا أن تزول الألوان السّوداء عن صباحاتهم وصفحاتهم عن نهايات قصص الحبّ وعن العلاقات بين الأقاربْ وظلّوا ينتظرون.. كم أسبوعا، كم شهرا كم ربيعا وصيفا وسنة..
#حزب_الكادحين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جريدة طريق الثورة، العدد 66
-
جريدة طريق الثورة، العدد 67
-
ما العمل ؟ افتتاحية العدد 70 من طريق الثّورة
-
حرب الشعب العربية ضد حرب الابادة الصهيونية .
-
بيان : حول تدخل الامبرياليين الأمريكيين في تونس.
-
أمّي لا تبكي من أجلي قصيد من داخل الزنزانة لسايبابا*
-
نداء من الثورة الهندية
-
نشرة أنباء الحرب الشعبيّة والكفاح في العالم
-
الماوي الايطالي : الإمبريالية الإيطالية في تونس.
-
ما العمل ؟ افتتاحية العدد 69 من جريدة طريق الثّورة
-
تــونس: تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعيّة
-
عاش عيد العمّال الأحمر ! البيان الأممي المشترك لعيد العمّ
...
-
تونس: معارك أخرى فاشلة لمنظومة ما قبل 25 جويلية
-
ما العمل ؟ افتتاحية العدد 68 من طريق الثورة
-
بيان حول الحرب في أوكرانيا .
-
ما العمل ؟ افتتاحية العدد 67 من طريق الثورة
-
بيان . قمع الانتفاضة في السودان لا ينفع الرجعية .
-
لجنة مساندة السجين السياسي سايبابا تطالب بالإفراج عنه
-
جنوب أفريقيا: مجزرة ضدّ الطّفولة بسبب الختان !
-
17 ديسمبر مِلك للشّعب المكافح
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|