ستكهولم
بثت وكالة رويتر جزءً أو بالأحرى مقطعاً مؤثراً الى حد الفزع والقرف، عن إعدام ثلاثة مواطنين عراقيين في حالة لم يسبق حدوثها على مر التأريخ.وهنا تبرز بعض التساؤلات المتعلقة بهذا التوقيت الذي اعتدنا عليه من خلال التنافس ما بين القنوات الفضائية حين تتسابق في البث وما يرافق ذلك من إبهام واستغراب لهذا السبق الذي لا يمكن تحقيقه إلا بصعوبة لا تتظافر ما لم تعززه بإسناد مؤسساتي عالي التقنية الأستخباراتية خاصة إذا كانت الوثائق على درجة من الحيطة والسرية التامة، كما وجدنا في أشرطة بن لادن ومجزرة حلبجة وأخيراً اللقطة الجديدة من أيام الانتفاضة في حيثياتها الإجرامية البشعة.ومما يثير الفضول لدى المشاهد هو كيف جرى تقطيع الفلم من يوم الانتفاضة حيث عرضت بعض اللقطات التي انتشرت في حينها وهي تظهر علي حسن المجيد وزمرته المجرمة وهم يرفسون الضحية قبل إعدامها، ولكن لم تعرض كل تلك المشاهد لحالة الإعدام بالصورة التي عرضتها علينا وكالة رويتر. وبالتالي يعود التساؤل عن التوقيت. قد يقال بأن ذلك أحد احتمالين الأول يقول أن الفلم قد عثر عليه مؤخراً بعد سقوط نظام الطاغية.إما في حالة نفي هذا الاحتمال فأنه يدخل في تساؤل ثان يقول لماذا أقتطع هذا الجزء منه ليظهر حالة إعدام غير عادية ومؤلمة ؟ .والاحتمال الثاني يدل على إن هذا الفلم كان في حوزة المعنيين بتلك المؤسسات المسؤولة والتي هي ذاتها الساكتة دهراً عن ضحايا حلبجة والأنفال والانتفاضة وأحداث أخرى سوف يأتي دورها لتنشر على الملأ جهراً من موضع الكشف عن برنامج (( سري للغاية )) الى آخر علني لأقصى الحدود .وهذا أمر ضروري أستوجب إشهاره لأن المتعارف عليه في وسائل الإعدام ولنقل إنهاء الحياة،وقد تنوعت وتفرعت ما بين رصاصة الرحمة والحقنة السامة والمس الكهربائي ،ثم ينتقل الأمر الى الشنق حتى الموت وبعده يأتي الإعدام الخفي بدس السم مثلما فعل الأمراء والخلفاء .وبالغدر والإذابة والثاليوم والاستنشاق …. وما بعده يأتي ما لم يكن في الحسبان على مر الزمن.. أن يدفن الحي وقد جرى ذلك قبلاً .وما هو من باب المستحيل أن يفجر البدن للفرد الإنسان ويبقى النذل الجبان.