محمود الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 09:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا شك أن مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة العربية المعول عليها في إحاث أي تغييرات في المنطقة العربية وذلك لصالح الشعوب والجماهير العربية أولاً . فمصر هي الدولة الرائدة في المنطقة العربية بما لديها من شعب وتاريخ وحضارة وعلم وثقافة وفن ودين , وهذا علي المستوي العربي , والجميع ينظرون إلي مصر علي أساس أنها هي المحرك الأساسي والدينامو صاحب الحركة الأولي في دفع كافة الحركات التغييرية في المنطقة العربية , ولكن أين مصر الآن ؟
مصر الأن هي الخارجة من حركة التاريخ والمخاصمة للجغرافيا العربية علي جميع المناخات السياسية والتوجهات العربية التي ماتت وخرجت من إطار التاريخ وأصبحت في حالة المخاصمة الجغرافية هي الأخري بسبب خروج مصر من التاريخ ومخاصمتها للجغرافيا .
وحالة العزلة التي تعيش فيها مصر عربياً ودولياً وإفتقاد دورها بعد أن لعبت جميع الألعاب المخططة لها من الصهيونية / الإمبريالية العالمية قد ساعت علي خروج العرب من التاريخ وتفعيل دورها ودور الدول العربية في المخاصمة الجغرافية والقبول بدور المحلل السياسي لقوي الصهيونية العالمية والإمبريالية العالمية .
وكان أن ضاعت تلك الدول بريادة مصر في صناعة الضياع العربي إقليمياً ودولياً لدرجة أصبح معها القرار العربي ليس غائباً بل مفقوداً بإرادة مصرية / عربية في جميع الأمور والقرارات التي تمس المصالح المصرية والعربية علي السواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
وكان أن تأثرت الشعوب والجماهير بحالة الضياع هذه بسبب حالة الضياع السياسي والإقتصادي وتحللت المجتمعات العربية وتاهت هويتها بين الهويات التي ترتمي في أحضانها بالرغم من أنها تلفظها وترفضها وتملي عليها شروطها اللعينة وحينما ينفذ الأمر يذداد التركيع أمام سلطة إصدار تلك القرارات التي تؤثر في السيادة الوطنية والأمن القومي المصري / العربي .
ومن هنا كان إنفصال السلطة عن الشعب ووجود حالة من حالات العداء الشديد بين حكام الدول العربية وبين الشعوب العربية التي تريد زوال تلك الحكومات وضياع عروشها المتهاوية إلا من الفساد والسرقة والسلب والنهب المنظم لتك الأوطان
وكان أن إذدادت سلطات الفساد في بطشها وفسادها وتسلطها علي الشعوب بإستخدام حزمة من القوانين السيئة التي تكرس لبقاء سلطات الفساد وإستمراريتها في الحكم والسلطة , بسبب إستشعار تلك الحكومات والأنظمة بمدي إستفحال حالة الكراهية المزمنة بين الحكام وبين الشعوب , ومصر ليست ببعيدة عن هذه الحالة بوجه عام .
ومن هنا كان لابد للقوي السياسية والأحزاب والنقابات ومؤسسات وهيئات المجتمع المدني من وقفة أما طغيان السلطة الحاكمة المستبدة التي ضيعت مفهوم الوطن وإستذلت المواطنين وضيعتهم وسرقت مقدراتهم الوطنية ونهبت حقوقهم وكبلتهم بالمزيد من الإلتزامات التي تنعدم بالمواجهة أمامها الحقوق المسلوبة .
فماهو دور الأحزاب والقوي السياسية ؟
وما هو دور النقابات ؟
وماهو الدور الذي يمكن أن تقوم به مؤسسات وهيئات المجتمع المدني ؟
وماهو الدور الذي يمكن أن يناط بالأقباط ؟
وماهو الدور الذي يمكن أن تقوم به جماعة الإخوان المسلمين ؟
وماهو الدور الذي يمكن أن يناط با لكتاب والمثقفين والمفكرين والأدباء والفنانين وأساتذة الجامعات والكاريزمات السياسية والإجتماعية وغيرهم الكثير ؟
وعلي وجه خاص ماهو دور الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية ؟
أعتقد أنه من المتوجب علي كافة القوي الوطنية التي تم ذكرها أن يكون لها دور في إحداث التغيير السلمي الآمن في المجتمع المصري والخروج بالمجتمع المصري من حالة الأزمة إلي حالة الإنفراجة من الأزمة دون تكلفة من فواتير الدم وإتلاف المنشآت والهيئات والمؤسسات المملوكة في الأساس للشعب المصري والمستولي عليها من سلطة الفساد العام في مصر وإحتكارها علي أنها مملوكة لتلك السلطة الفاسدة , أو إحداث حالة من حالات الإقتتال الداخلي بين سلطة الفساد التي تريد الإبقاء علي الوضع الفاسد الراهن حفاظاً علي مكتسباتها منه في مواجهة الجماهير الغاضبةالتي سرقت أحلامها وتحطمت أمالها وعاشت حالة اليأس العام من أي إصلاح والسير في إتجاه الصالح العام للشعب والجماهير المسلوبة إرادتها والمنهوبة خيراتها والمسلوبة حقوقها .
فما الذي يمكن أن تفكر فيه تلك القوي في إحداث هذا التغيير الذي يمكن أن نسميه بالعصيان المدني السلمي الآمن ؟
هل من لقاء يمكن أن يجمع كل هذه القوي علي ورقة عمل يطرح فيه المصير الوطني المصري ويبحث مستقبل مصر وكيفية الخروج بمصر من الأزمة المعاشة علي جميع الأصعدة ؟
هل سيتخلي كل الفرقاء عن العداءات التاريخية المتوهمة والإلقاء بكل الأطروحات الإيديولوجية العفنة من أجل مصلحة الوطن المصري وأن المصلحة المصرية ستكون هي أساس الإجماع الوطني فقط ؟
هل سيتم الإتفاق مع حزب التجمع والإخوان علي ذلك ؟
وهل سيقبل الإخوان المسلمين بمايتم الإتفاق عليه من القوي الوطنية ؟
وهل اللبراليون سيتفقون مع اليسار ؟
وهل مؤسسات وهيئات المجتمع المدني صاحبة الدعم والتمويل الداخلي والخارجي ستتوافق مع إرادة القوي الوطنية وتتناسي أي تأثير خارجي أو داخلي من أجل المصلحة الوطنية المصرية ؟
وهل حركة كفاية التي تمثل الوعاء الجامع لكل القوي والتيارات السياسية والدينية ستقبل بأي طرح يتم الإتفاق عليه من خلال تجمع القوي الوطنية والسياسية والدينية خاصة وأنها من الممكن أن تكون صاحبة الطرح التغييري ؟
وهل الأقباط سيتوافقون مع الإخوان في الطروحات التي يمكن أن يتم تبادلها والإتفاق عليها بالرغم من أن الأقباط يستشعرون أنهم بين فكي الرحي والممثلين في الحزب الوطني والإخوان المسلمين ؟
ثم ماهو الذي يمكن ان يتم الإتفاق عليه مرحليا ً لمواجهة طوفان الحكومة المدججة بالأسلحة والذخائر وجنود الأمن المركزي والحراسات الخاصة وقوات الحرس الجمهوري وفرق الصاعقة والكاراتيه وكافة الأجهزة الأمنية التي تخدم علي بقاء النظام في الحكم والسلطة إلي أبد لانعلم له نهاية !!
هل يمكن الإتفاق علي إنشاء لجنة رئاسية أو مجلس حكم إنتقالي والإعلان عنه وتعريف الشعب المصري به وبالأعضاء المكونين له والغرض من تكوينه وإنشاؤه ؟
ومن ثم إعطاء السلطة الحاكمة مهلة زمنية من الوقت لإحداث التغييرات الدستورية والقانونية المطلوبة أو رحيل سلطة الفساد والسماح بالإنتقال السلمي للسلطة للمجلس الرئاسي المؤقت في خلال مهلة زمنية تجري فيها تلك التعديلات والتغييرات الدستورية والقانونية ويتم فتح باب الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية , والسير علي طريق الديمقراطية والحرية ودولة المواطنة ؟
هل سيوافق الإخوان المسلمين تلك القوة الفاعلة في المجتمع المصري ؟
أم أن الإخوان لهم رؤي أخري وينتظرون أن تسقط التفاحة في حجر المرشد العام للإخوان المسلمين وحده ؟!!
أعتقد أنه لابد من الإجتماع وتوجيه الدعوة لكافة القوي السياسية والإجتماع تحت مظلة الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية صاحبة الوعاء الوطني الجامع لكل القوي السياسية والتيارات الدينية الممثلة في المجتمع المصري.
أم أن حركة الإخوان المسلمين سترفض الطروحات التي يمكن عرضها في أسلوب وطريقة التغيير التي يمكن أن يتفق عليها الإجماع الوطني الممثل لكل القوي السياسية والدينية والوطنية ؟
أعتقد أن الإخوان سيرفضوا تلك الطروحات وينتظروا سقوط التفاحة في حجر المرشد العام للإخوان المسلمين وسوف يتباحثون الأمر فيما بينهم في مكتب الإرشاد إلي أن تتأتي الفرصة لإيجاد حالة من حالات التفاوض مع سلطة الفساد مقابل السماح لجماعة الإخوان المسلمين بحرية الحركة والدعوة وتحقيق بعض المكاسب للدعوة مما يمكن لهم التوسع في الرقعة الدعوية حتي يمكن لهم الوصول إلي مرحلة التمكين التي لم يحن أجلها بعد وإلي أن يصل موعد مرحلة التمكين يكون المجتمع المصري قد إذدادت أزماته ويسلم بالأمر الواقع ومن هنا تسقط التفاحة الناضجة في أرضية الفساد والإستبداد والظلم الإجتماعي والقهر , ولكنها تسقط حسبما يظن الإخوان في حجر المرشد العام للإخوان المسلمين !!
أرجو أن تتم الدعوة لهذا الإجتماع بين القوي السياسية جميعها دون إهمال قوة من القوي أو كاريزما أو شخصية عامة لبحث ودراسة الحالة المصرية المأزومة بالفساد العام والإستبداد وسرقة الحكم والسلطة , علي أن تتم الدعوة علي خلفية العصيان المدني , ومن هنا سيعلم الشعب المصري من معه ومن عليه ومن هو الخائن ومن هو العميل ومن هو صاحب المصلحة , ومن هم الأبواق الفارغة ؟
والمنوط به توجيه الدعوة بلاشك هي الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية !!
فمن سيفعل هذا النداء ؟
ومن سيرفض ؟
ومن سيستكين ؟
ومن سيلبي النداء؟
محمود الزهيري
[email protected]
#محمود_الزهيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟