كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7404 - 2022 / 10 / 17 - 00:02
المحور:
المجتمع المدني
تحولت منصات التواصل عندنا إلى جامعات مفتوحة لمن هب ودب، ليلتحقوا في صفوفها بأسمائهم الوهمية وعناوينهم الكاذبة، ومن دون تحديدات للعمر والهوية والقومية والتحصيل الدراسي. فالكتابة فيها مشاعة لمن يجيد الكتابة، ومن لا يجيدها.
ولهذه الجامعات عناوين ومواقع وتقنيات متعددة ومتشعبة، ولها منافع ومساوئ، لكن مؤشرات منافعها ومساوئها تتباين من بلد الى آخر، ومن حاضنة بيئية إلى أخرى. لذا يتعين على العلماء والأدباء والمثقفين وأصحاب الدرجات الخاصة، عدم الالتحاق بها، أو التردد عليها، أو الكتابة على جدرانها بأسمائهم الصريحة، لأنهم سيكونون هدفاً للطعنات والشتائم واللعنات. .
كانت عندي صفحة بإسمي الصريح، وكانت لدي رغبات في التحاور وتبادل الآراء في شتى المواضيع والمشاريع، لكنني وعلى الرغم من إرتفاع تعداد المتابعين (22000 متابع)، وجدت نفسي مضطرا لتخصيص ساعات من وقتي من أجل حذف التعليقات التي وصلتني على شكل وخزات مشحونة بالأحقاد المكبوتة، الامر الذي دفعني لتغيير واجهة الصفحة، وحذف صورتي، والتراجع والاختباء وراء المختصرات الرمزية، فاختفت هجماتهم، وانخفضت نسبة لعناتهم، حتى تلاشت تماماً. لكن هذه الخطوة لا تعني توقفي عن الكتابة، فما زلت أكتب بإسمي الصريح في موقع (الحوار المتمدن)، حيث وصل تعداد القراء هناك إلى أكثر من مليون قارئ من شتى البلدان. .
وبالتالي فان نوافذ التثقيف والتوعية صارت شبه مشلولة على صعيد منصات التواصل المحلية، والاغرب من هذا كله، ان بعض المشاهير والوجهاء الذين احتفظوا بأسمائهم الصريحة في جامعات التراشق، أعلنوا الانضمام إلى جوقة هواة الاساءة للغير. وذاع صيتهم بين صفوف الاميين وأصحاب العقول المعطوبة، فاختلط الحابل بالنابل، وتساوى العالم والجاهل، والعاقل والمجنون، وتسلل الذباب الالكتروني بما يحمله من نفايات وملوثات إلى باحات تلك الجامعات، ودوراتها الضالعة في تطوير فنون التسقيط والتسفيه والتشويه. . . .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين.
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟