كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7403 - 2022 / 10 / 16 - 10:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الردح: مفردة مصرية شائعة، تعني سلاطة اللسان، وعلو الصوت، وتبادل الاتهامات، وتجاوز الأعراف والآداب والقيم. .
لكن اللافت للنظر ان القوى الدولية العظمى تبنت هذه الأيام سياسة (الردح العالي)، حتى صرنا نسمع الردح الروسي الموجه ضد أمريكا، واتهامها بافتعال الازمات الممهدة لغزو العراق ونهب ثرواته. وتعالت بالمقابل الردحات الأميركية الموجهة ضد روسيا، واتهامها بغزو سوريا وإبادة شعبها، ثم جاءت الردحات الصينية التي اتهمت امريكا بسرقة كنوز العراق من الذهب، وتعالت في الوقت نفسه الردحات الأمريكية ضد الصين واتهامها بالعنصرية واضطهاد الاقليات الاثنية. وتصاعدت حدة الحرب الكلامية بينهما حول جزيرة تايوان، وحول انتهاج سياسة الترهيب في جنوب شرق آسيا، وحول إلغاء جولات المشاورات بين ممثلي القوات البحرية الأمريكية والصينية لمناقشة قضايا الأمن في المحيط الهادئ. .
وتبادلت روسيا وامريكا الاتهامات بعد تصادم وشيك بين سفينتين حربيتين (أمريكية وروسية) في بحر الصين الشرقي، حيث اتهمت كل منهما الأخرى بممارسة سلوك خطر يفتقر للمهنية. وتصاعدت وتيرة الاتهامات بين فرنسا وبريطانيا على اثر حوادث غرق المهاجرين. .
لا شك ان هذا الردح المتبادل يقودنا إلى استنتاجات مخيفة حول تورط القوى العظمى في توفير أرضيات خصبة للصراع الدولي، وشهد العالم مؤشرات مرعبة تعكس تزايد الانتهاكات الدولية لحقوق الإنسان على نطاق واسع. .
كان العالم منشغلا قبل سنوات بتوازن القوى، فأصبح اليوم منشغلا بتوازن التهديدات، ثم جاءت سياسة (الردح الدولي) لتكشف المستور، وتفضح اللاعبون الكبار، ومساعيهم الحقيقية لزيادة قدراتهم التهديدية مع الدول الأخرى. وهذا يُفسر لنا الوضع القائم اليوم في كل القارات. بمعنى آخر ان تنبؤات الطقس السياسي المتقلب تشير إلى إحتمال هبوب موجات جديدة من زوابع الارهاب الدولي. .
والله يستر من الجايات. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟