أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - احتفاليات لا تجسد عظمة المحتفى به !














المزيد.....

احتفاليات لا تجسد عظمة المحتفى به !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7401 - 2022 / 10 / 14 - 23:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ترجع عادة تخليد مناسبة المولد النبوي في المغرب إلى عهد حكم الموحدين ما بين 500 و620هـ ، الذين خصصوا للمناسبة احتفالات ذات طابع ديني اجتماعي لمواجهة ثأتير الاحتفال بعيد ميلاد المسيح على المسلمين، الاحتفالات التي أضحت مند ذلك الحين من أهم المظاهر الدينية الأصيلة ، وأبرز تقاليد التراث الشعب المغربي ، الذي درج على إحيائه عامة المغاربة ، كما ساكنة حيّنا الشعبي فاس الجديد التي استحضرت قبل أيام – كعادتها المتوارثة - هذه المناسبة العظيمة على نفوسهم ، إلا أنه لوحظ وللأسف، أن الإحتفال كان هذه المرة مطبوعا بروح فاترة ، حيث لم يوازي الاستحضار– على غير العادة -مقدار تفانيهم في حب المحتفى به رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وحب آل بيته ، وتمسكهم بما يذكرهم به من المثل العليا للإسلام ومعانيه السامية ، ولم يماثل قدر عظمته وإجلاله في نفوسهم وتقديرهم لأبعاد آفاقه التي بدلت مصير البشرية ، وارتقت بثوابتها الثقافية وقيمها الإنسانية والدينية وحثها على مراجعة الذات وسلوكياتها التربوية الروحية والأخلاقية.
فعلا كم هو مؤسف أن تستحضر هذه الذكرى العظيمة التي ليست مجرد شعيرة دينية وحسب ، بقدر ما هي رحلة وجدانية بين العقل والروح ، بنفس الفتور الذي تُستحضر به صغائر الذكريات الاجتماعية ، ويُتعاطى مع عظمة ما أحدثته من اضطرابات مهولة في عروش الظلم والعبودية والفواحش والانحلال والعقائد الحيوانية، بنفس الإهتمام الباهت الذي نوليه لبسيط الأحداث الروتينية المطمورة في أقباء أيامنا التافهة ، وبنفس الطقوس الاحتفالية التي لا معنى لها أو عبرة ، والتي لا تليق بعظمة صاحبها، والتي لا تتعدى تناول طبق من السميد بالعسل ، وإعادة مشاهدة فيلم "رابعة العدوية" أو فلم "الرسالة" ، والاكتفاء بترديد اللازمة الفموية "الصلاة على النبي الكريم" دون انتصار لدين الله ، ولا تجديد لبيعة رسوله محمد ، ولا إحياء لتاريخ العزة والكرامة والإنسانية ومكارم الأخلاق وقيم الخير والاحسان والعدل ، التي جاءت بها رسالته الخالدة .
فما أجمل ما كنا نستشعره من احتفالات المولد النبوي الشريف ، الذكريات عطرة ، والعبر خالدة ، والحضور صادق ، والانفعال المعبر عن الفرح البهي والحبور الشجي ، الذي عرفناه ونحن صغار ، قبل أن تغزو العتامة العقول والقلوب ، و تستهدف القيم الأخلاقية والثوابت الثقافية ، وقبل أن تسيئ للرموز والمناسبات ، وتشوه أثرها على حياة الناس وإثرائها لكافة مجالاتها الفنية والإبداعية ، وما أفرزته من تفرد مغربي ، تظهر عبقريته من خلال الفنون التراثية المجسدة لملامح المسالك الروحية والطقوس العريقة الموثقة للاحتفاليات الشعبية المغربية بالمولد النبوي ، والتي من جملتها أمسيات السماع الصوفي والمديح النبوي التي يتم إحياؤها عبر ربوع البلاد في إطار مهرجانات وحفلات تقام برعاية المؤسسات الدينية الرسمية والمدنية والشعبية ، بأهم المدن المغربية ذات الثقل التاريخي والإشعاع الروحي من قبيل مدن فاس وطنجة وتطوان وسلا ومكناس ، وغيرها من المدن التي يشكل فيها السماع والمديح جانبا هاما من التراث الموسيقي والغنائي الزاخر الذي تميز المغاربة بالمحافظة عليه وتوارثه عبر الأجيال المتعاقبة منذ قرون خلت ، بشتى أنواعه من تلاوة وتجويد وترتيل لكتاب الله وأذكار وإنشاد والأشعار وأمداح لرسول الله محمد ، وديانة محمد ، وللعوالم المحمدية العطرة ، التي دأب ملوك المغرب على رعاية إحياء أمسياتها بحضور مجموعات المنشدين، قبل أن يتسع نطاقها إلى الفضاءات العائلية والزوايا المغربية التي برع في أداء أمهات القصائد الصوفية من قبيل البردة والهمزية للبوصيري، والألفية لابن رشد البغدادي، والمنفرجة لابن النحوي وغيرها من فنون السماع والمديح النبوي التي يمتد عمرها قرونا طويلة، خصوصا خلال الفترات التاريخية التي عرفت نوعا من التشدد الديني ضد الممارسة الموسيقية، حيث ظل الباب مفتوحا أمام الإنشاد الديني في الزوايا، وهو ما ساهم في حفظ الطبوع والإيقاعات التي عبرت من الأندلس إلى المغرب ، واحتضنته الجمعيات المهتمة ووتثقت متونه ووطدت أسسه العلمية الموسيقية وجددت آفاقه الشعرية والإيقاعية وأهلّت حملة مشعله من الفتيان والفتيات ..
وكل مولد نبوي وانتم بالف خير.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجاب إيران وقميص عثمان.
- الدين المعاملة
- إغتناء المتسولين على حساب -فاعلي الخير- !
- شر الناس من بفسوقه يضر نفسه والناس
- التعلق الغريزي باللذات 1
- إذا تعاطى الحاكم التجارة فسد الحكم وفسدت التجارة !
- يوم النظافة العالمي.
- عندما يشتاق الإنسان لنفسه !
- مكره أخوك لا بطل !
- ليس هناك أصعُب من أن تقوم بشيء أنت مجبر عليه !
- ولا يحق المكر السيئ إلا بأهله.
- الخيانة آفة تفتك بالمجتمعات وتدمر ما بينها من علاقات !
- وستبقى الصحراء مغربية!
- الخيانة لا يمكن أن تكون موقفا سياسيا
- هموم الامتِحانات والاختِبارات !
- المزايد بالقضية الفلسطينية لترميم المواقع السياسية !
- الوقاحة هي ان تنسى فعلك وتحاسب غيرك على فعله !
- لا أحد يموت قبل أوانه وإن أصيب بكورونا!
- تحجر العقول اخطر من تبرج الأجسام !
- -الهاشتاغ Hashtag -والحملة الاستنكارية ضد الغلائ الفاحش !


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - احتفاليات لا تجسد عظمة المحتفى به !