أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - !!عن ضرورة وجود الجماعات الدينية : ماهي الغاية ؟















المزيد.....

!!عن ضرورة وجود الجماعات الدينية : ماهي الغاية ؟


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1691 - 2006 / 10 / 2 - 09:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل هناك من ضرورة ملحة لوجود الجماعات الدينية بكافة أطيافها وتشكيلاتها السلمية والعسكرية المسلحة , أو التي تهتم بشؤن الدعوة والتبليغ أو التي تهتم بالشأن السياسي بوجه عام طارحة أولويات في العمل العام ومرحليات في الدعوة والإرشاد بداية من مرحلة الإعداد مروراً بمرحلة التكوين عروجاً إلي المرحلة العليا وهي التمكين , وهذه هي المراحل الثلا ث التي تبدأ أي جماعة دينية بها وتبتغي الوصول إلي مرحلة التمكين , وهذا التمكين ليس هو المرحلة النهائية علي المستوي القطري , وإنما يتعداه إلي المرحلة العليا للتمكين من إقامة دولة الخلافة الإسلامية التي يعتبرها بعض الفقهاء هي سادسة أركان الإسلام وأنه لن يكتمل إيمان المؤمن إلا إذا آمن بحتمية عودة الخلافة الإسلامية , وإعتقد بفرضية وجودها علي أرض الواقع بل وسعي وجاهد وناضل وناجز لعودتها حتي تعود الحاكمية العليا للشريعة الإسلامية وتكون هي صاحبة الشرعية العليا في العالم الإسلامي بديلاً عن الأنظمة القانونية الوضعية التي تبيح ما حرم الله وتحل ماحرم الله , والتي هي أنظمة من صناعة البشر بينما الشريعة الإسلامية صناعة إلهية ومن ثم لايجوز المقارنة بين ماصنعه الله وماصنعه البشر , فالبون شاسع والمقارنة كفر هذا هو المعتقد صاحب الدور الفاعل في إحياء فكرة الخلافة الإسلامية لدي المنتسبين للجماعات الدينية بوجه عام .
وحينما يكون هذا هو الهدف الأسمي والنهائي للجماعات الدينية حتي تكون للمسلمين المنعة والقوة والنصرة ليس علي المستوي المحلي أو الإقليمي بل يتعداه إلي المستوي الدولي متخطياً أيضاً تلك المرحلة إلي عالمية الدولة المتمثلة في دولة الخلافة الإسلامية .
وفي المأمول ليس هناك من يكره أن تكون أمته وأهل دينه وملته لهم شأن علي المستوي الدولي بل علي المستوي العالمي , ولايوجد من يكره أن يكونوا علي أعلي مستوي من القوة والنصرة والمنعة , وأن يكونوا أهل حضارة وصناعة وتقدم في جميع مجالات العلم والحضارة والتقدم والإنسانية .
ولكن من أين تتولد الأزمة أو المشكلة المعوقة لفكرة الخلافة الإسلامية والتي تشكل صداعا ًمزمناً في رأس المنتمين للجماعات الدينية ؟
الأزمة تبدأ من حال كون فكرة الخلافة الإسلامية فكرة دينية محضة تقوم علي أساس ديني له مرجعية دينية ,ومن لايسعي إلي إعادة دولة الخلافة الإسلامية فإنما آثم قلبه ومن هنا كان الإصرار علي العمل في حقل الدعوة الإسلامية تحت قيادة أمير من الأمراء الذي تتوجب له الطاعة فيكل الأمور ومن ثم يتعدد الأمراء وتتعدد الرؤي وتنتج الإشكاليات الناجمة عن التعدد الثقافي والبيئي والديني وتنشأ النزاعات وتنقسم الجماعات وتنشأ جماعات جديدة لها رؤية جديدة وهدف جديد وتتزايد الصراعات بين أبناء المجتمع المنتمين بعضهم لتلك الجماعات الدينية .
وفي يقيني أن الولايات المتحدة الأمريكية حينما وحدت الولايات الأمريكية تحت شعار دوله واحدة وعلم واحد وعلم واحد وعملة واحدة ووضعت دستور إتحادي يلتزم به كافة الولايات الأمريكية ولايجوز الخروج عليه أو مخالفة دساتير الولايات الأمريكية أو قوانينها لهذا الدستور الإتحادي العام مع ملاحظة أن كل ولايه لها الدستور الخاص بها وقوانينها الخاصة بها والتي لايمكن دستورها أو قوانينها أن تخالف الدستور الإتحادي , وفي السابق كان الإتحاد السوفيتي قبل تفكيكه إلي جمهوريات مستقلة , وحالياُ الإتحاد الأوروبي الذي تسعي دوله إلي تكوين الإتحاد الأوروبي وتوحيد عملته وقواته ودستوره وقوانينه وحرية السفر والتنقل بين دول الإتحاد بكل حرية ويسر برغم تعدد وتباين الديانات والثقافات واللغات والعادات والتقاليد والأعراف والتاريخ بل برغم وجود ميراث حقد من الماضي والجميع يسعي للتنازل عن هذا الميراث ويستعيض عنه بميراث الحب والتسامح والإنسانية حتي تتمكن دول أوروبا من إنشاء الإتحاد الأوروبي القوي الذي يؤمن بالمواطنة الأوروبية علي كامل أرض القارة الأوروبية بعيداًعن النزاعات العرقية والطائفية والدينية .
وكان من الممكن أن تسعي الدول العربية والإسلامية إلي مثل مايشابه هذه الوحدة أو الإتحاد أو الشراكة أو السعي لتكوين وإنشاء دولة الخلافة ولكن ليس علي أساس المرجعية الدينية وإنما علي أساس المنهج السياسي الذي ينضوي تحت لوائه جميع البشر الذين يستظلوا بظلال السماء العربية / الإسلامية وتكون الخلافة قائمة علي أساس المواطنة بين جميع الدول الأعضاء في الإتحاد العربي / الإسلامي ويكون البشر متساوون في الحقوق والواجبات ولافرق بين فرد وآخر ولاتفرقة بين المواطنين بسبب اللون أو الدين أو الجنس أو النوع وأن يكون المواطنين لهم دور في الحياة السياسية والمشاركات الإجتماعية في صناعة القرارات الوطنية والمصيرية دون إهمال أو تهميش لإرادتهم وآرائهم .
ولكن أعتقد أن معظم هذه الأفكار تصطدم مع أفكار الجماعات الدينية ذات المدلول المخالف في الفقه والفكر والثقافة ومن هنا يحدث الصدام بين الأفكار والتصورات ومن ثم يعجز الفكر الديني المشخوص في شخص من يتحدث بإسم الدين ويتم تكفير المخالف وتتأتي بوادر العزلة عن المجتمعات بعد تكفيرها ولعنها وتظهر ظواهر إجتماعية جديدة غير معهودة في المجتمعات العربية ذات التدين الفطري البسيط كظاهرة اللحي الطويلة والنقاب والإنعزال عن المجتمع مما يؤكد ويدلل علي أن الإنطوائي أو الإنعزالي يشكل قنبلة موقوته مستعدة للإنفجار في أي وقت والمصيبة لو تجمعت مجموعة من القنابل الموقوتة هذه وتلاقت إراداتها علي الإنفجار فيمكان معين وزمان محدد فمن هنا تأتي الكارثة وتتشكل المصيبة والأزمة !!
ولن تكون هناك خلافة دينية , ولا خلافة سياسية , وإنما الذي يفرض نفسه بقوة علي سطح المجتمعات العربية / الإسلامية هو مفاهيم العقيدة , وفقه العبادات فقط دون الإلمام بفقه المعاملات وتوسيع دائرته في الدعوة والحوار وكأن الدين جاء للعبادة فقط دون الإهتمام بالعبادات التي هي في الأساس : الدين المعاملة !!
فماهي الغاية إذاً من وجود الجماعات الإسلامية ؟
أعتقد أن الغاية هي إنتزاع شرعية الدولة وإستبدالها بالشرعية الدينية للجماعة لإقامة الدولة الدينية التي ستكون بادرة من بوادر الخلافة الدينية في الحكم والسلطة !!
فهل هناك من غاية غير هذه الغاية ؟!!
أعتقد الإجابة صعبة !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل جمال مبارك مواطن مصري !!؟
- الحائر
- معذرة !! : لا أريد جنتك: عن الدين والآخر
- عن مؤتمر الحزب الوطني : ماذا يريد مبارك الإبن ؟
- الدين والسياسة : دلالات تصريحات بابا الفاتيكان : هل هي دينية ...
- فقه التغيير: بين الرادع السياسي والرادع الإجتماعي
- هل أتاك حديث مصر ؟!!
- الحادي عشر من سبتمبر : إفرازات خيانات وإستبدادالأنظمة العربي ...
- رحيل الصنم : عن التعذيب ودولة الفساد
- الدين والعلم : ملامح أزمة
- في مصر : جرائم التعذيب والقتل والإعتقال : مسؤلية من ؟
- الحلم .. والورقة البيضاء
- !! تقسيم الإسلام : الشيعة والسنة : أين الإسلام ؟
- لبنان بعد الحرب : سياسة اللعب علي أرض الغير: هل ستنتهي ؟!!
- إلي الشعب المصري : من هو عدوكم الأول ؟
- بين المرضي والقتلي : تحريم الزهور ودية قتلي القطار ؟
- مابعد حرب لبنان : ماذا يدور في العقلية الإسرائيلية ؟
- الإخوان المسلمين : الجماعات الدينية : هل من رابط مشترك ؟
- مابعد حرب لبنان : ماذا يدور في العقلية
- عن خانة الديانة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود الزهيري - !!عن ضرورة وجود الجماعات الدينية : ماهي الغاية ؟