أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نافع شابو - سقوط القسطنطينية -سنة 1453 - وانحسار المسيحية في الشرق













المزيد.....

سقوط القسطنطينية -سنة 1453 - وانحسار المسيحية في الشرق


نافع شابو

الحوار المتمدن-العدد: 7400 - 2022 / 10 / 13 - 23:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة
يقول الباحث ، في التاريخ الأسلامي ، الدكتور "بيل وورنر" في محاضرة بعنوان " خلاصة الحروب والغزواة في التاريخ ألأسلامي".
"أنّ الجهاد في ألأسلام ليس لهدف ديني ونشر الأسلام ، كما يدّعي المسلمون ، بل هو هذا الكم من القتل والمذابح بين ألمسلمين أنفسهم ، ولم ينجو محمد من القتل حيث مات مسموما .
وبعد موت محمد نشب الصراع الرهيب بين الصحابا والمسلمون حول الخلافة
ويضيف فيقول:
أنا اجزم أنَّ انهيار الحضارات الكلاسيكية لم يكن سببها القبائل "الجرمانية البربرية" بل اقول ان السبب ورائها هو الأسلام
تمَّ تدمير القسطنطينية(1453م من قبل محمد الملقب الفاتح ) بعد 700 سنة من الهجمات المتكررة عليها
ألأسلام لم يحقق نجاحا الا بالجهاد ولذلك لدينا عقيدة تحضُّ على الجهاد ، وانهيار الحضارات هو ألأثر الذي يتمخَّض عن هذه العقيدة.
مثال على ذلك تركيا :بيانات توضيحية ان نسبة المسلمين سنة 1300 في تركيا كانوا 0% ولكن بسبب الغزوات والجهاد الأسلامي اصبحوا سنة 2000 حوالي 100% وانعكست الآية بالنسبة للمسيحيين فكانوا سنة 1300حوالي 100% والآن سنة 2000 تقريبا 0% مقاربة للصفر .
مآسي الجهاد :
إجمالي القتلى 270 مليون خلال 1400 سنة
60مليون مسيحي 10 مليون بوذي 80 مليون هندوسي 120 مليون افارقة
أقرأوها وأبكوا أقرأوها وأبكوا . العقيدة تقوم بتشكيل التاريخ ، والتاريخ يُطلعنا
على حقيقة ألأسلام السياسي . ألأسلام السياسي عدو لكل الحضارات "الكافرة"(يقصد المسيحيين) . تعاليم مُحرّكة لمجرى التاريخ
لقد قيل لنا ان الحملات الصليبية هي المعادل ألأخلاقي للجهاد .ولذلك علينا ان نخجل وان نبكي وننتحب . حسنا الحملات الصليبية كانت دفاعية واستمرت 300 سنة وانتهت قبل 800 سنة . بينما كُلِّ الجهاد (الأسلامي) كان هجوميا واستمر 1400 سنة ، وما زال مستمرا حتى الآن".
ويتسائل الدكتور "بيل وورنر" فيقول

كيف نخاطب العقل (الغربي) عن الأسلام ؟
نحن لانعرف ألأجابة على السؤال : كيف تحوّلت شمال افريقيا من أقليم اوربي مسيحي الى اقليم عربي مسلم ؟ كيف حدث ذلك ؟ وهل هذا السؤال ذو اهمية ؟
كيف تحوَّل الشرق ألأوسط المسيحي الى ألأسلام؟ وهل هذا السؤال مهم ؟
لمعرفة كيفية بزوغ ألعالم الأسلامي علينا ان نسرع في رصد كيفية دخول ألأسلام الى عالمنا المسيحي ، وللقيام بذلك فقد دخل ألأسلام الى عالم الأمبراطورية ألبيزنطينية . نحن نعلم من خلال السيرة –حياة محمد – أنه أمضى اخر ايامه في قتل المسيحيين وقهرهم . لقد انطلقوا المسلمون من شبه الجزيرة العربية حاملين سيوفهم وراكبينا جمالهم واحصنتهم ليهاجموا المسيحيين والفرس .
هذه هي طبيعة ألأسلام الحقيقية . زبدة الحديث عن الأسلام هو " الدمار الشامل.(1)"
[لدراسات الحديثة تقول كان يطلق عليهم "سراسين " ويعني لصوص وقطاع الطرق ، او " هاجريين" أي أبناء هاجر(ألأمة) زوجة إبراهيم الخليل او كان يطلق عليهم "ألأسماعيليين " ولم يكن الأسلام قد ظهر في عهد محمد بل كانوا بدعة يهو- نصرانية أي تجمع الدين الأبراهيمي واليهودي والنصراني وليس المسيح].
يقول معروف الرصافي في كتابه "الشخصية المحمدية":
"تنقسم حروب ألأسلام الى ثلاثة اقسام :
القسم ألأول :حروب استئصالية ، كالحروب التي وقعت مع يهود المدينة فإنّها كانت نتيجتها استئصالهم ، إمّا بالقتل كحرب بني قريضة ، وإمّا بالجلاء كحرب بني النضير وبني قينقاع
والقسم الثاني : حروب إغتنامية أي لم يكن لها نتيجة سوى الغنيمة ، وأكثر الحروب التي وقعت في عهد محمد(والخلفاء) كانت من هذا النوع ، فالهدف هو توزيع الغنائم على مريديه وقواته بعد ان يأخذ 1/5 هذه الغنائم .
أمّا القسم الثالث من هذه الحروب كانت حروب انتقامية : كغزوة بني لحيان فمحد لم يخرج اليهم في هذه الغزوة الاّ لينتقم لأصحابه منهم كما ذكره الحلبي في السيرة النبوية . وقد قتل محمد حتى الأسرى شر قتل، وقطع أيدي وأرجل وسمّل أعين الناس . هذا ما نقرأه في كتب السيرة عن قصة العرنين".(2)
ماذا نستطيع ان نُسمّي حروب العثمانيين على العالم المسيحي وخاصة بعد ماسات "فتح" القسطنطينية وسقوط عاصمة الأمبراطورية البيزنطينية سنة 1453؟
في الحقيقة الأجابة هي انّ ما قام به العثمانيون بقيادة محمد الفاتح من جرائم بشعة بعد دخوله "القسطنطينية " عاصة الروم البيزنطينيين ، وكذلك ما قام به من مجازر وانتقام تقشعر لها ألأبدان لايمكن الا ان نضعها في صنف الأقسام الثلاثة لحروب ألأسلام . فالحروب العثمانية كانت حروب استئصالية (إبادة جماعية) او اجلاء . وكذلك هي حروب اغتنامية (الحصول على الغنائم) ، وحروب انتقامية من الشعوب المسيحية
السلطان محمد الثاني ، الملقّب "الفاتح" ، فتح "القسطنطينية "؛ ليحقق حُلم المسلمين عبر التاريخ.
ماذا يخبرنا المؤرخون عن ما فعلته جيوش محمد الفاتح عندما سقطت القسطينية ؟
باختصار: محمد الفاتح استباح مدينة القسطنطينية لمدة ثلاثة ايام وعمل فيها ما هو لطخة عار في تاريخ الأنسانية بارتكابه ابشع جرائم القتل وألأغتصاب والأذلال والقهر والأبادة الجماعية ، حيث دماء الشهداء كان يجري في الشوارع كالأنهار ، ولم ينجو من هذه المجزرة حتى ألأطفال . أستولى محمد الفاتح على كنيسة "آيا صوفيا " وحوّلها الى مسجد .
محمد الثاني العثماني لقَّبهُ المسلمون ب"محمد الفاتح " ليحقق حديث الرسول محمد"صلعم" الذي قال:
«لتفتحنَّ القسطنطينية، فلَنِعْمَ الأمير أميرها، ولَنِعْمَ الجيش ذلك الجيش» وهو وارد في مسند أحمد والتاريخ الكبير والصغير للبخاري ومستدرك الحاكم؛ وورد عند صحيح مسلم
ومحمد "الفاتح" حقّق أمنية "محمد" الغازي الذي قال في حديثه:
(اغزوا تبوك تغنموا بنات الاصفر ونساء الروم) رواه الطبري.(3)
يقول "علي الوردي" -المؤرخ العراقي الشهور -عن "فتح" القسطنطينية بقيادة محمد الفاتح :
"عند دخول الجيش العثماني القسطنطينية(1453 م) ، إنتشر القتل في كل مكان منها ، وكَثُر النهب وألأغتصاب . ومن الممكن القول أنَّ البسالة التي أبداها الجنود في الهجوم أنقلبت ألآن الى تلذُّذ وحشي واستباحة مطلقة . حوَّل هذا السلطان كنيسة آية صوفيا الى جامع وبدَّل اسم "ألقسطنطينية" الى "اسلامبول" اي مستودع الأسلام . ولكن هذا ألأسم لم ينتشر استعماله كثيرا بل راح محله اسم "استنانة" و "إسطنبول ".(4)
جاء في جريدة اليوم السابع
"في سياق آخر قال المؤرخ ادوارد شيبرد كريسى فى كتابه تاريخ العثمانيين الأتراك أن كل أهل القسطنطينية تحولوا إلى رقيق وعبيد وتم بيعهم جميعاً فى أدرنة وما حولها وذهب فى وصف السلطان وجيشه وصفاً مروعاً لا يمكننا عرضه فى هذا الموضع، وذهبت الموسوعة الأميركية نسخة 1980 مذهب اخف، وأكدت على أن السلطان قام باسترقاق كل مسيحى القسطنطينية، وباعهم فى المدن المجاورة بأبخس الأثمان، ويضيف جون هاسلب فى كتابه سقوط القسطنطينية ألى أنه قد تمت سرقة كنوز القسطنطينية كلها وتم افراغ القصر الامبراطورى من موجوداته وتم الاعتداء على الأميرات"
وعن تشريع "محمد الفاتح " لقانون التخلص من الأخوة لاجل مصلحة الدولة جاء في نفس المقال ما يلي:
"يمكن لأى من أبنائى، الذى سيهبه الله السلطنة، أن يتخلص من إخوته لأجل مصلحة الدولة"، وهو ما تقره أغلبية العلماء، هكذا نص "قانون نامه" الذى أقره السلطان العثمانى "محمد الفاتح"، القانون الذى وضعه لتسيير نظام الدولة من بعده، ومن هنا كانت بداية "مذبحة الأخوة الذكور"، أو لنكن أكثر دقة: بداية تقنينها، وهذا هو السلطان الذى وصف بالفاتح وتدافع عنه الجماعات الإرهابية الآن.
فقيام سلاطين بنى عثمان بقتل أخوتهم الذكور سبق عهد محمد الثانى المعروف بـ"الفاتح"، فالسلطان بايزيد الأول فور توليه الحكم، أمر بقتل أخيه يعقوب المعروف بالشجاعة والقوة، فقط لأنه خشى مطالبته بالعرش، وذكر بعض المؤرخين - ومنهم من ذكره فى سياق الدفاع عن هذا القانون الدموى - أن رأى "الفقهاء" العثمانيين فى المسألة كان أن "الفتنة أشد من القتل فنحن نأخذ أهون الضررين"(انتهى الأقتباس).(5)"!.
فأذا كان تشريع يسمح بقتل الأخ لأخوته مسموحا عند السلاطين العثمانيين فما بالكم من قتل المسيحيين "الكُفار" ؟
انحسار المسيحية في الشرق بعد سقوط القسطنطينية .
كان عصر "محمد الثاني" الملقَّب ب"الفاتح" هو بداية النهاية لأنحسار المسيحية من الشرق بسبب الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق المسيحيين والذي لاتزال اثاره مستمرة الى يومنا هذا .بينما بدأ عصر التنوير في اوربا بسبب هجرة العقول والفلاسفة والفنانين الى اوربا ليبدا عصر النهضة والحضارة التي
لازالت مستمرة الى يومنا هذا .

لقد قام العثمانيين بقيادة محمد الفاتح بابشع الجرائم بحق المسيحيين في القسطنطينية وغيرها من المناطق، ودخل الشرق الأوسط في عصر الظلام الدامس لحوالي 500 سنة، فقد انحسرت المسيحية في الشرق الأوسط بسبب الأبادات الجماعية التي ارتكبها الخلفاء العثمانين ، واخرها كانت ابادة الأرمن والآشوريين والسريان واليونان في تركيا خلال الحرب العالمية الأولى والتي راح ضحيتها من المدنيين أطفال ونساء وشيوخ اكثر من 2 ميلون انسان . ولكن في المقابل نشطت المسيحية في الغرب ، وكانت تاثيرها الحضاري على اوربا والعالم اجمع عظيما ، حيث سنرى بعد سقوط القسطنطينية وهجرة الأدباء والفانين والعلماء والمبدعين والعقول المستنيرة الى إيطاليا واوربا ليبدا عصر التنوير والأصلاح والصناعة والفن والأدب ، وعصر الطباعة وقامت الكنائس بتاسيس الجامعات والمعاهد واستمر هذا التقدم الحضاري في اوربا الى يومنا هذا، بينما دخل العالم الأسلامي ومنها الدول العربية في ظلام دامس حيث قضى العثمانيين على كُلّ مقومات الحضارة الأنسانية . اطلق على الخلافة العثمانية (ألأسلامية ) في القرن التاسع عشر ب"الرجل المريض" ، وساد التخلف والجهل في جميع المجالات سواء في مجال العلوم والآداب والثقافة والفن ، وشمل انحاء الشرق الأوسط ،حتى سقوط الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى (1914 – 1920)

جاء في كتاب "تاريخ الكنيسة" للمؤلف " أندرو ملر" عن موضوع بعنوان :"ألأستيلاء علي القسطنطينية" مايلي:
"حوالي سنة 1453 م ، وبعد حصار دام ثلاثة وخمسين يوما ، سقطت عاصة المسيحية الشرقية(القسطنطينية ) في أيدي الغزاة الأتراك(بقيادة محمد الثاني) . وقد أظهر ألأمبراطور الذي كان اسمه على اسم مؤسس القسطنطينية ، بسالة عظيمة اثناء الحصار ، فقد طرح اللباس الملكي وحارب في الميدان حتى سقط قتيلا هو والأشراف الذين كانوا يحيطون به ، وقد كان هو آخر سلالة قسطنطين الكبير وأخر امبراطور مسيحي للقسطنطينية . ومعظم السكان الذين بقوا بعد ذلك بيعوا كعبيد أو قُتلوا بحد السيف ، وحلّت محلَّهم خمسة آلاف أسرة تركية أحضرتها الحكومة العثمانية للسكن في المدينة (تغيير ديموغرافي). وأعقب ذلك من فظائع التخريب والقسوة وهتك ألأعراض ما يجلُّ عن كُلِّ وصف . أمّا كنيسة آيا صوفيا ألأثرية فقد جرّدوها من كل ما كانت تزدان به من نفائس العصور وألأجيال ، وكسروا كُلّ التماثيل
وكافة كنوز ألآداب اليونانية القديمة ، التي بلغ عددها حسب بعض المؤرخين مائة وعشرين ألفا من الكتب الخطيّة أحرقوها أو بدّدوها وبعد أن أرتكبوا فيها أشنع الفجور وألآثام حوَّلوها الى مسجد .
وقصارى القول كان الفتح تاما ، ونقل السلطان الفاتح محمد الثاني كرسي حكمه في الحال الى القسطنطينيّة ، الذي اتخذها من ذلك الوقت عاصمة جديدة لملكه .
على أنّ ذلك لم يُشبع أطماع العثماني الشرس التي لم تكن لترضي بأقلّ من إخضاع المسيحية جمعاء . والواقع أنّه يظهرمن فتوحاته السريعة وإنتصاراته المتوالية على الولايات المسيحية في الشرق أنّه لو لم يتداخل الموت وينقذ العالم من طاغية مثل هذا لكان من المحتمل أن تغلغل في فتوحاته الى قلب اوربا . وأيّة مدينة أو أيّة مملكة أو أية قوّة كانت تستطيع أن توقفه ؟. كُلّ اوربا كانت ترتعد ، وخاصة إيطاليا ،حتى أنّه قيل إنّ أخبار سقوط القسطنطينية عجَّلت بموت نيقولا الخامس ، لأنَّ الحزن والخوف كسرا قلب ذلك الشيخ المسن . ولكن السلطان الفاتح بعد أن أخضع وقلب إمبراطوريات وممالك ومدن لا عدد لها مات في سن الخمسين على أثر آلام في بطنه ، يحتمل إنّها نتيجة سم.
أحدثت أخبار هذه الكوارث والأهوال التي حدثت في الشرق رعبا في الغرب . ولكن الشيء الذي كان يهدد تقدم المدينة وإنتشار المسيحية حوّلته عناية الله الصالحة الكلية الحكمة لامتداد كليهما بطريقة مدهشة عجيبة .فسقوط القسطنطينية في أيدي العثمانيين دفع بالكثيرين من علماء اليونان الى الرحيل الى إيطاليا ، ومن هناك الى ممالك اوربية أخرى.
في ذلك الوقت كان البابا نيقولا الخامس المشهور بغرامه بالآداب يستخدم سلطانه وثروته في العمل على تقدمها وانتشارها ، وقد أحضر المهاجرون معهم كُلِّ ما استطاعوا ينقذون من الكتب ، وبذلك تجدَّدت الرغبة في إحياء اللغة اليونانية ، التي أصبحت في ذلك الوقت منتشرة انتشارا عظيما . وقد شاء الله أن يقيم من بين طلابها ودارسيها رجالا ذوي عقول مستنيرة وقلوب تقية مخلصة ، عملوا كثيرا على إعداد الطريق لحركة ألأصلاح العظيمة
اختراع الطباعة وتقدم صناعة الورق
في نفس الوقت كان الرب يجعل "كُلّ الأشياء تعمل معا للخير"روميا 8 : 28" ، بكيفية مدهشة وعجيبة ، فقد تم اختراع الطباعة وتقدم صناعة الورق ، فهذان العاملان الصامتان – فن الطباعة والورق- استختدمها الله لأن يسبقا صوت مبشريه . هذان الأختراعان الشقيقان تقدما تقدُّما عظيما في النصف الأخير من القرن الخامس عشر ،...إنّه لمن الجميل ان نقف هنا قليلا لكي نتأمّل في المشهد الذي حولنا ، لنرى اليد ألإلهية تجمع كُلِّ شيء لخير وصالح الجميع ، وإن كانت هذه ألأشياء بحسب الظاهر لا رابط بينها : سقوط إمبراطورية .. هروب بعض علماء يونانيين بكنوزهم ألأدبية والعلمية ...قيام نهضة فكرية في العالم الغربي بعد سبات عميق طويل ...اختراع الطباعة من حروف متحركة ..اكتشاف صناعة الورق ألأبيض من ألياف الكتان ..الخ.(6) (انتهى الأقتباس)
بعد غزو القسطنطينية عام 1453، ادعى سلاطين الدولة العثمانية أنهم الأباطرة الرومان الشرعيين، من بعد الأباطرة البيزنطيين الذين حكموا سابقًا من القسطنطينية. بناءً على
مفهوم حق الاحتلال، اتخذ السلاطين أحيانًا لقب قيصر الروم
بالتركية: kayser-i Rûm)
قيصر روما"، وهو أحد الألقاب المطبقة على الأباطرة
البيزنطيين في الكتابات العثمانية السابقة) وباسيليوس (اللقب الحاكم للأباطرة البيزنطيين). لقد أدى افتراض تراث الإمبراطورية الرومانية أيضًا إلى أن يزعم السلاطين العثمانيين أنهم ملوك عالميون، أي أنهم الحكام الشرعيون للعالم بأسره.
أكد السلاطين الأوائل بعد غزو القسطنطينية - محمد الثاني وبايزيد الثاني وسليم الأول وسليمان القانوني - أنهم أباطرة رومان وبذلوا قصارى جهدهم لإضفاء الشرعية على أنفسهم.... كان غزو القسطنطينية حلمًا للجيوش الإسلامية منذ القرن الثامن، ومن خلال حيازتها، تمكن محمد الثاني وخلفاؤه من الادعاء بأنهم ورثة الأباطرة الرومان.
تم استخدام ادعاء السلاطين العثمانيين بأنهم أباطرة رومان لتبرير التوسع في الأراضي الرومانية السابقة. في عام 1480، شن محمد غزوا فاشلاً لإيطاليا، وكانت الخطوة الأولى المقصودة في حملة للاستيلاء على روما نفسها(مركز المسيحية الغربي) .
في عهد سليمان، بلغت المطالبات العثمانية بالشرعية الرومانية ذروتها. كتب المؤرخ الإيطالي المعاصر باولو جيوفيو عن حصار سليمان (الملقّب بالقانوني) لفيينا عام 1529، وادعى أن سليمان كان يعتقد أن كل أوروبا الغربية كانت له حقًا لأنه كان الخليفة الشرعي لقسطنطين الكبير(التي سُمّيت القسطنطينية باسمه ).
في حروب سليمان ضد قوى أوروبا الغربية، كانت صرخة المعركة المشتركة :"إلى روما! إلى روما!". أثناء هجومه على جزيرة كورفو الإيطالية عام 1537، فكر سليمان، مثل محمدالفاتح من قبله، في غزو البر الرئيسي لإيطاليا للاستيلاء على روما. نظم سليمان عروضًا في القسطنطينية تم تصميمها بوعي على غرار انتصارات روما القديمة، كما شيد مسجد السليمانية، الذي كان يقصد منه أن يساوي روعة كنيسة " آيا صوفيا.(7)"
جاء في الحديث عن الرسول نقلا عن عبدالله بن عمر بن العاص :
"بينما نحن حول رسول الله (صلعم ) نكتب إذ سئل رسول الله: أي المدينتين تفتح أولاً قسطنطينية أو رومية؟ فقال(صلعم ): مدينة هرقل تفتح أولاً يعني قسطنطينية"..
ويشرح علماء المسلمين هذا الحديث بالقول:
في هذا الحديث "الشريف"بشارتان لهذه الأمة(ألأسلامية ) بفتح القسطنطينية وقد فتحت، والثانية بفتح روما عاصمة إيطاليا، وهي قادمة بعون الله تعالى.(8)".
في الذكرى 567 عام لفتح القسطنطينية ، قال رجب طيب اردوغان :
"أقدم التهاني بمناسبة الذكرى الـ 567 لفتح إسطنبول"!!!(كان اسمها قسطنطينية وليس اسطنبول ). واعتبر اردوغان هذا الفتح بانه أحد أعظم الانتصارات في التاريخ، والذي أغلق عصرا وفتح عصرا آخرا
وعقب خروجه من المقبرة ، بعد زيارته لضريح محمد الفاتح ،صرحّ أردوغان للصحفين قائلا: إنّ جامع "آيا صوفيا" عاد إلى أصله، حيث أصبح مسجداً مرة أخرى، وسيستمر في خدمة المؤمنين كمسجد بإذن الله.(9)" انتهى الأقتباس"
هل قول اردوغان ان سقوط القسطنطينية عاصمة الكنيسة الشرقية هو بداية
عصر وفتح عصر اخر اكثر تقدما في الحضارة الأنسانية من سابقه ؟
شهادة التاريخ يثبت أنّ الأنحلال والتخلف والأنحطاط والحروب أصبحت سائدة في الخلافة العثمانية سواء في الشرق كما في الغرب حيث فقد المسلمون ارض " الأندلس" أي اسبانيا - بعد ثمانية قرون من الأحتلال الأسلامي لأسبانيا - عام 1492م ، أي بعد فترة وجيزة من سقوط القسطنطينية . وفقد المسلمون أراضي شاسعة سواء في الأندلس او في شرق اوربا (دول البلقان واليونان)
امّأ قول اردوغان انّ جامع"آيا صوفيا" عاد الى اصله أي عاد "جامع" ، فهذا كذبٌ وافتراء ،لأنّ "أيا صوفيا" كانت كنيسة وحوّلها محمد الفاتح الى جامع بعد ان طلى الأيقونات والرسوم على جدران الكنيسة وحطّم الكثير من الأعمال الفنيّة والتماثيل .
هل اردوغان بهذا التصريح يخاطب ذوي العقول المتنورة من المسلمين الذين يعرفون حق المعرفة كذبه ودجله، ام هو يستهزء بعقول عامة المسلمين وسذاجتهم وجهلهم للحقائق التاريخية التي كتبها المنتصرون ؟
على كُلّ انسان ان يراجع التاريخ الموروث بالأطلاع على حقائق التاريخ
دون تحيّز وذلك من مصادر متنوّعة ، حتى لو كانت تلك المصادر من ما يعتقد انّ من كتبه هم اعدائه ، وإلاّ فهو سيكون ضحيّة التظليل والخداع، لأن "التاريخ يكتبه المنتصرون ". .
ويا للأسف فإن شعوب الدول العربية والأسلامية لاتزال تقاتل باستماتة من اجل الحفاظ على تراثها التاريخي دون أن تسمح بالدراسات النقدية لهذا التراث،لكي يعرفوا الحقائق والوقائع التاريخية ويعيدوا تصحيح الأخطاء التي وقع فيها اجدادهم ويتعلموا الدروس و العبر من هذا التاريخ لبناء الحاضر والتخطيط للمستقبل ، كما يحدث في الدول المتقدمة حضاريا . أنّ الغزوات الأسلامية عبر التاريخ لم يكن هدفها نشر الدين الأسلامي بقدر الحصول على الغنائم ،سواء كانت هذه الغنائم المال او الأراضي او النساء او العبيد وحتى الأطفال . كما انّ هذه الغزوات انتهكت واستولت على حُرمات ومقدّسات للديانات الأخرى وخاصة اليهودية والمسيحية والهندوسية.

المصادر
(1)
راجع الموقع التالي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=614100
(2)
كتاب معروف الرصافي " الشخصية المحمدية "
(3)
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686756
(4)
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675489
(5)
جريدة "اليوم السابع " محمد الفاتح أم القاتل.. قتل أخيه وذبح ملايين البشر أبرز جرائم الغازى العثمانى
(6)
كتاب تاريخ الكنيسة للكاتب "أندرو ملر".
(7) ويكيبيديا
https://ar.wikipedia.org/wiki/
(8)
راجع احاديث فتح القسطنطينية وروما موقع اسلام ويب
https://islamweb.org/ar/fatwa/144833/
(9)
راجع الموقع التالي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686756



#نافع_شابو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضات الشعوب ألأيرانية على الثورة الأسلامية ونظام - ولاية ...
- جدلية العقل والأيمان – الجزء الثالث –هل يتّفق العقل مع الأيم ...
- جدلية العقل والأيمان – الجزء الثاني – إجابة على أسئلة وجودية
- جدلية العقل والأيمان - الجزء الأول
- قفزة (طفرة ) من الجامد الى الحي - بين نظرية الصدفة او العشوا ...
- تعقيد الخلية الحيّة دليل على بصمة الله الخالق
- نشوء الحياة وتطورها بين المفهوم العلمي والمفهوم الأيماني
- ليلة القدر هل هي ليلة نزول القرآن أم ليلة ميلاد المسيح ؟
- برهان –الوعي - : لغز العقل دليل على انّ العلم يشير الى مصمم ...
- الأسلام ودين ابراهيم -الحنيفية-
- قصة الكتاب العربي المسيحي الذي حوله محمد إلى مصحف
- عندما يستخدم الدين والقومية - وسيلتين خادعتين- لتحقيق مآرب و ...
- عندما يشوّه - حُكّام الدول- -صورة الله- بحروبهم الدموية.
- حُرّاسُ الدين أم -محاكم التفتيش-والتحكم بمصير جُهلاءِ الدين ...
- هل يعرف اخي المُسلم أنَّ المّسيح صُلِبَ - بشهادة القرآن - وم ...
- ماذا يعني أنَّ إبراهيم كانَ حنيفا مُسلِماً ؟ ولماذا المسلمين ...
- الله - الكون - الحياة . الجزء الثاني :علماء من مختلف الأختصا ...
- الناسخ والمنسوخ أكبر جريمة حدثت في التاريخ ألأسلامي !!!
- الله - الكون – الحياة . الجزء الأول :اسئلة وجودية تحتاج الى ...
- -الله موجود، وهذه براهينه العلمية- – الكتاب الذي احدث ضجة في ...


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نافع شابو - سقوط القسطنطينية -سنة 1453 - وانحسار المسيحية في الشرق