أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - لماذا خسرت ال سي أي أيه في دمشق وانتصرت في غربي كوردستان - الجزء الأول















المزيد.....

لماذا خسرت ال سي أي أيه في دمشق وانتصرت في غربي كوردستان - الجزء الأول


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7400 - 2022 / 10 / 13 - 10:58
المحور: القضية الكردية
    


عقد اجتماع مطول ضمن أروقة وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيين، وبحضور ممثل عن البيت الأبيض والسي أي أيه، قبل مرحلة التدخل المباشر في سوريا عام 2014م وكانت للأخيرة حضور ملفت، على خلفية نشاطاتها في سوريا منذ بداية الأحداث، وتدخلها غير المباشر لتغيير المسيرة السياسية حسب مصالحها الإستراتيجية في الشرق الأوسط.
ففي إحدى الحوارات، قدم أحد الذين قضوا قرابة سنتين ضمن الحوادث، رؤية حول مستقبل سوريا، وما يتوجب عليهم فعله، ونبه على أنهم لا يملكون حتى اللحظة استراتيجية واضحة حول ما سيكون عليه وضعهم عند التدخل العسكري، بعد فشلهم الاستخباراتي والسياسي في دمشق، وغياب الأصدقاء الذين سيعتمدون عليهم؟ في الوقت الذي تملك فيه المنظمات التكفيرية (داعش والنصرة ومجموعات القاعدة، والتي تحكمت في قيادة المعارضة السورية) إستراتيجية واضحة وصارخة، مبنية على إيمانهم بمحاربتنا ككفار، وإقامة الدولة الإسلامية، دستورها كتابهم، أي القرآن، وعلينا ألا ننسى أن البيئة الثقافية-الاقتصادية خصبة لتقبلهم كأسياد لإقامة نظام إسلامي-سياسي راديكالي في المنطقة، مع ذلك سندخل وسنحاربهم، وهدفنا القضاء عليهم، بدون وضوح رؤية. هل علينا أن نجازف قبل تحديدنا للقوة المحلية التي يؤتمن عليهم والذين يجب أن يتعاملوا معنا بمصداقية، فهل ونحن بهذه الحالة ومع الخسارة التي منينا بها في عام 2012م سنعيد تركيبة علاقاتنا مع القوى السورية، من هم هؤلاء وإلى أي مدى سندعمهم وسنتعمق علاقاتنا معهم؟
وعلى أثرها قدم اقتراح، متشعب الأبعاد، باهظ التكاليف، من أهم نقاطها: نشر قرابة مئة وخمسين ألف جندي وخبير وموظفي شركات ومنظمات إنسانية تابعة لهم، لبناء نظام ديمقراطي، ونشر ثقافة عصرية تقف في وجه المفاهيم التكفيرية والإسلام الراديكالي.
رفضت الفكرة من قبل الوزارتين، لضخامة التكاليف المتوقعة بالنسبة للمنطقة، والتي ستتجاوز سويات أهميتها لمصالح أمريكا، إلى جانب ما ستكون عليه ردة فعل الدول الإقليمية. وكرد فعل وبلا مسؤولية طرح البديل، على أن تسحق المدن (ذكر أسم الرقة كمثال) التي تسيطر عليها القوى التكفيرية، فكانت ردة الفعل من المسؤولين عنيفا، تم تلطيف الحوار، بطرح البديل الأخر، وهو أن يستمر الصراع ضد المنظمات، بالشراكة مع القوة التي ستعتمد عليها، بحيث لن تتمكن تلك المنظمات من الهيمنة على المنطقة، حتى ولو ظلت كخلايا نائمة لكن دون مستوى التأثير على الأمن الداخلي للدول الأوروبية وأمريكا.
توافقت الآراء حول القوى الكوردية كبديل بمصداقية عالية، بعد الفشل الذريع لمحاولتين واسعتي الأبعاد مع القوى العربية، عسكريا، والتي كانت تتضمن بناء معسكرات تدريب وتجنيد المهجرين السوريين، مع ورواتب مغرية، وتخصيص قرابة نصف مليار دولار سنويا من ميزانية وزارة الدفاع، وكان عراب الحالتين مع قوى المعارضة العربية وزير الدفاع الأمريكي الحالي، وللأسف وبدون معظم المصاريف السابقة تم التحالف مع الكورد، في مرحلة كانوا بأمس الحاجة إلى الدعم الأمريكي، من تمدد داعش المتسارع، في المنطقتين الكورديتين، وبقوة أربع فرق عسكرية عراقية حديثة التقنيات ودبابات فوج الملبية السورية التي سلمتها لهم بدون مواجهة، إلى التهديدات التركية الإيرانية وأدواتهما المستمرة، وتخلي روسيا عنهم.
تنفس الكورد الصعداء مع التحالف الأمريكي دون شروط مسبقة أو طلب أية مساعدات ثقافية أو سياسية أو اقتصادية، وعلى أسسها أستمرت العلاقة إلى اليوم، ومع الزمن ازدادت الحاجة الكوردية إلى قوى التحالف بدون شروط، على خلفية الصراع الكوردي الداخلي وتصاعد تدخل القوى الإقليمية ومحاولاتهم القضاء على المكتسبات التي حصلوا عليها بعد انتصارهم على داعش عسكريا.
وفي العودة إلى ما طرحه عضو السي أي أيه، نلاحظ أن المنظمات التكفيرية (داعش والقاعدة والنصرة) خسرت عسكريا ومعهم أحزاب الإخوان المسلمين سلطاتها، بعد صراع مرير وتضحيات جسام من قبل الكورد، لكنها تربح ثقافيا واجتماعيا، ولا تزال، مقارنة بالوجود الأمريكي والتي لا تزال متمسكة بالإستراتيجية الثانية، وإهمالها العرض الأول لعنصر المخابرات المركزية. يوما بعد أخر تمتد مفاهيم القوى الإسلامية التكفيرية، والراديكالي الإسلامي السياسي، وتتشعب ضمن معظم المجالات وخاصة الثقافية والاجتماعية.
الجميع يلاحظ أن المجتمع، بشكل عام وخاصة المكون العربي في المنطقة، يرفض يوما بعد أخر المفاهيم الحضارية، ويتقبل الأفكار الراديكالية وثقافة المنظمات التكفيرية، يمكن الحكم على هذا من خلال أبسط الأشياء، كلبس النساء، وحيث تزايد المحجبات حتى غير المتدينات، ونسبة الذين يؤمون الجوامع ويستمعون إلى الأئمة التكفيريين، والعامة الذين يحتشدون ويحتفلون بالمناسبات الدينية، كالتي تمت في مناسبة مولد الرسول، خاصة في السنوات الأخيرة، ومنها ما يجري في عاصمة إقليم كوردستان الفيدرالي، والتي لم يكن لها ظهور في السنوات السابقة لداعش، الإقليم الذي تضاعف فيه بناء المساجد أربع مرات خلال عشر سنوات، وجل خطبها تطفح بمفاهيم الإسلام السياسي-الراديكالي، وتزايد عدد نواب القوى الإسلامية في البرلمان، وهي ذاتها التي تدفع بالألاف من النساء على لبس الحجاب. إلى جانب المسيرات المناهضة بين شعوب المنطقة عامة، لكل ما ينشر ضد أوروبا وأمريكا واليهود من البعد الديني، بل وفي معظم دول الشرق الأوسط، كالتي تظهر بين فينة وأخرى في شمال كوردستان، أي التكفير والجهاد ضد الكفار وإسرائيل. وخير مثال على تمدد المنهجية المتطرفة التكفيرية، ما تم بحق الإيزيديين والمسيحيين في المنطقة والتي لا تزال مستمرة بأشكال مختلفة وهي أكثر من ظاهرة في منطقة عفرين-غربي كوردستان، المؤدية إلى تناقص عددهم من قرابة 25 ألف إلى أقل من ألف شخص، مع الاستيلاء الكامل على قراهم وممتلكاتهم وتدمير مراكز العبادة. كما ويتصاعد التمجيد بكل ما يصدر عن أنظمة الدول الإسلامية مهما كانت غارقة في الفساد والطغيان والدكتاتورية.
انتصرت أمريكا والدول الأوروبية في معظم ساحات المعارك لكنها خسرت في أيقاف المد الفكر الإسلام السياسي الراديكالي، وعجزت في تأمين الحماية لشعوبها. قضت على معظم قيادات التكفيريين، لكنها خسرت راحة شعوبها، وهنا لا نتحدث فقط عن موجات الهجرة، بل الأمان، إلى جانب غياب سهولة السفر والتنقل والرفاهية التي كانوا يتمتعون بها. حصرت أمريكا وأوروبا الدول والمنظمات الإسلامية وخاصة المتطرفة؛ اقتصاديا لكنها جاءت على حساب حركة مطاراتها وخطوط مواصلاتها البرية ومداخل دوائرها، هذا ما كان يتحدث فيه عنصر المخابرات المركزية، والتي يدركها معظم سياسييهم.
ظلت الأنظمة الشمولية الدكتاتورية كالأسد وإيران والطلبان وأردوغان مهيمنة، وانتصرت القوى الظلامية في نشر مفاهيمها، وبالمقابل خسرت الشعوب ثوراتها، مثلما خسرت المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي أيه) في سوريا بدءً من تاريخ 18 تموز عام 2012م وحتى بداية التحالف مع القوى الكوردية، أي لحظة قصفهم لداعش في مدينة كوباني، وكانت هذه بداية إعادة اعتبار (المخابرات المركزية الأمريكية) لذاتها في سوريا عامة، وللكورد دور لا يستهان به، إن كانت في غربي كوردستان أو جنوبه، تدركه معظم القوى السياسية الأمريكية والأوروبية وروسيا، ولربما هذه واحدة من الأسباب التي جعلت القضية الكوردية من البنود الرئيسة في معظم المحافل المعنية بالدول المحتلة لكوردستان، رغم أن الحراك الكوردي- الكوردستاني لايزال دون المستوى في البعدين السياسي والدبلوماسي على الأقل.

يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
12/10/2022م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقط نحن الكورد
- تفضيل مناهج البعث على المناهج الكوردية
- كيف تعقدت القضية الكوردستانية؟
- محاضرتي ضمن فعاليات مجموعة ريبين
- الائتلاف الوطني السوري ودعاية الخروج من تركيا قبل رأس السنة
- متى ولماذا ظهرت الدول العربية؟
- البعد القومي لدى العلامة (محمد كرد علي)-الجزء الأخير
- البعد القومي لدى العلامة (محمد كرد علي ) -3
- البعد القومي لدى العلامة (محمد كرد علي) 2/3
- البعد القومي لدى العلامة (محمد كرد علي)1/3
- من غياب المصداقية إلى التحريف الممنهج لتاريخ الكورد في الجزي ...
- من غياب المصداقية إلى التحريف الممنهج لتاريخ الكورد في الجزي ...
- من غياب المصداقية إلى التحريف الممنهج لتاريخ الكورد في الجزي ...
- من غياب المصداقية إلى التحريف الممنهج لتاريخ الكورد في الجزي ...
- من غياب المصداقية إلى التحريف الممنهج لتاريخ الشعب الكوردي ف ...
- من غياب المصداقية إلى التحريف الممنهج لتاريخ الشعب الكوردي م ...
- لا يزال الأمل قوي بكيان كوردستاني
- من هم الذين يقصفون الأراضي التركية من أطراف القرى الكوردية ح ...
- للتاريخ
- ماذا يقول قراء الفيس بوك لحراكنا الكوردي


المزيد.....




- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - لماذا خسرت ال سي أي أيه في دمشق وانتصرت في غربي كوردستان - الجزء الأول