|
مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسماليّة و مقاربتها لمذهب الفرديّة و الشخصيّة الخصوصيّة – النقطة الرابعة من الخطاب الثاني من كتاب : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 7399 - 2022 / 10 / 12 - 22:27
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسماليّة و مقاربتها لمذهب الفرديّة و الشخصيّة الخصوصيّة – النقطة الرابعة من الخطاب الثاني من كتاب : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ...
الماويّة : نظريّة و ممارسة عدد 42 / جوان 2022 شادي الشماوي الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة : ضروريّة و ممكنة ... خطابات ثلاثة لبوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعيّ الثوريّ ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة
( ملاحظة : الكتاب برمّته متوفّر للتنزيل من مكتبة الحوار المتمدّن ) ------------------------------------------------------- مقدّمة الكتاب 42 في مستهلّ هذه المقدّمة ، نعرّج قبل كلّ شيء على الثلاث نقاط المسترسلة في العنوان الذى إصطفيناه للكتاب 42 ، العدد 42 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فقد عمدنا إلى ذلك عمدا عامدين بحثا منّا عن تجنّب التعسّف على الواقع الموضوعي و إضافة مرغوب فيها إلى ضروريّة و ممكنة . الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة بالفعل ضروريّة و ممكنة كما ترشح ذلك أعمال بحثيّة علميّة مستندة إلى التحليل الماديّ الجدليّ العميق للمجتمع و تناقضاته و إمكانيّات و مسارات تطوّره في عصر الإمبرياليّة و الثورة الإشتراكية و المصالح العميقة للجماهير ليس فقط في الولايات المتّحدة بل عالميّا أيضا ، أي المصالح الأساسيّة للإنسانيّة . و هذا ما تبيّنه بجلاء أعمال بوب أفاكيان ، خطاباتا و بحوثا و دستورا ، التي يقوم عليها هيكل هذا الكتاب و فصوله . إلاّ أنّ هناك بُعدٌ آخر لا يزال غائبا بصفة ملموسة ألا وهو بُعدُ المرغوبيّة بمعنى أن تكون هذه الثورة فضلا إلى ضرورتها و إمكانيّتها مرغوب فيها جماهيريّا و شعبيّا . القيادة و الحزب الطليعي و البرنامج و الإستراتيجيا و طريق الثورة و ما إلى ذلك متوفّرين في الأساس كعنصر ذاتيّ و الوضع الموضوعيّ متفجّر و قابل للتفجّر اكثر و يحتمل حلّين راديكاتليّين ، كما يقول بوب أفاكيان ، إمّا حلّ رجعيّ و إمّا حلّ ثوريّ يمكن إنتزاعه إنتزاعا – حين ينشأ وضع ثوريّ تستغلّه الطليعة الشيوعيّة لتقود الجماهير الشعبيّة لصناعة التاريخ بالإطاحة بالنظام و الدولة القائمين و بناء نظام و دولة جديدين و غايتهما الأسمى الشيوعيّة على الصعيد العالميّ - شرط أن تصبح الثورة الشيوعيّة مرغوب فيها من قبل الجماهير الشعبيّة التي ينبغي أن يرتقى وعيها الطبقي و الشيوعي فتغدو ثوريّة و تبذل قصارى جهدها لإنجازها . و هذه المرغوبيّة في الثورة الشيوعيّة – الإشتراكية حاليّا في هذا البلد الإمبريالي – هي محور نضالات الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة و مهمّته المركزيّة راهنا . و خطابات بوب أفاكيان و كتاباته تتنزّل في هذا الإطار . قبل سنوات في العدد التاسع من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " الذى إخترنا له من العناوين عنوان " المعرفة الأساسيّة لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ( من أهمّ وثائق الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ) "، صغنا مقدّمة عرّفنا بفضلها بإختصار بهذا الحزب و بالصراعات العالميّة حينها و نعتقد أنّ بضعة فقرات من تلك المقدّمة لا تزال مفيدة اليوم في التعريف بهذا الحزب بشكل مقتضب : " الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية حزب ماركسي - لينيني - ماوي تأسّس أواسط السبعينات من القرن العشرين و تعود جذوره إلى الستينات و السبعينات أي هو نتيجة الصراع الطبقي فى الولايات المتحدة الأمريكية و الصراع الطبقي على النطاق العالمي لا سيما النضال ضد التحريفية المعاصرة عالميا و الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين و تأثيرها المزلزل عالميا كثورة داخل الثورة و قمّة ما بلغته الثورة البروليتارية العالمية فى تقدّمها نحو الشيوعية. تأسّس الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي فى خضمّ صراع طبقي محتدم فى البلاد و عالميّا سنة 1975 و جاء ثمرة نضالات عدّة مجموعات ثورية أهمّها " الإتّحاد الثوري" و إمتدادا لنضالات الستينات و السبعينات على شتى المستويات ، على أنّه تحوّل نوعي بإعتبار تبنّى المبادئ الشيوعية الثورية الحقيقية ووسائل النضال البروليتارية الثورية و غاية الثورة البروليتارية العالمية ، تحقيق الشيوعية من خلال الثورة المسلّحة المتبوعة بالحرب الأهلية لتحطيم دولة البرجوازية الإمبريالية و إرساء دولة إشتراكية كقلعة من قلاع الثورة البروليتارية العالمية تعمل على السير صوب تحقيق الشيوعية على النطاق العالمي . وقد شهد هذا الحزب فى مساره عدة صراعات الخطين منها نذكر على وجه الخصوص الصراع الكبير حول الموقف من الصين بعد إنقلاب هواو - دنك عقب وفاة ماو تسى تونغ سنة 1976 حيث عدّ البعض من القادة و الكوادر أنّ الصين لا تزال على الطريق الإشتراكي فى حين أكّدت الأغلبية إستنادا لدراسات على مختلف الأصعدة أنّ الصين شهدت تحوّلا من صين إشتراكية إلى صين رأسمالية و بالتالى وجب القطع معها و فضحها عالميّا . و خرج الخطّ الشيوعي الثوري الماوي منتصرا ما جعل أنصار دنك سياو بينغ يستقيلون من الحزب أو يطردون منه . و مثّل ذلك حدثا جللا بالنسبة للبروليتاريا العالمية إذ أنّ الحزب الشيوعي الثوريّ الأمريكي وقد حسم الموقف لصالح الشيوعية الثورية و الماوية و الدفاع عن إرث ماو تسى تونغ و الثورة البروليتارية العالمية صبّ جهوده نحو إعادة البناء الثوري للأحزاب و المنظمات بإتّجاه الإعداد للموجة الجديدة من الثورة البروليتارية العالمية على شتّى المستويات. و للتاريخ نذكّر بأنّه بمعيّة الحزب الشيوعي الثوري الشيلي صاغا مشاريع وثائق كانت بمثابة أرضية منذ 1981 لتوحيد الماركسيين - اللينينيين الحقيقيين [ الماويّين ] بدعم هام من الحزب الشيوعي لسيلان لتنتهى هذه النضالات و النقاشات التي شملت الكثير من المنظمات و الأحزاب الأخرى عبر العالم إلى تشكيل الحركة الأمميّة الثوريّة على قاعدة الندوة الثانية و بيان 1984 و إلى إصدار مجلّة " عالم نربحه " منبرا فكريا للنواة السياسية الساعية لإعادة بناء قيادة عالمية جديدة للحركة الشيوعيّة العالميّة. و بموجب تطوّر الصراعات الطبقية عالميّا و بفعل الصراع الداخليّ للحركة الأمميّة الثورية حصلت قفزة نوعيّة أخرى فى 1993 بإعلان تبنّى الحركة جميعها للماركسية - اللينينية - الماوية علما للثورة البروليتارية العالميّة ... " ( إنتهى المقتطف ) و حدث إنشقاق صلب الحركة الأمميّة الثوريّة التي نشطت موحّدة من 1984 إلى تقريبا 2006 و إنقسمت الماويّة إلى إثنين ( أنظروا كتاب " الماويّة تنقسم إلى إثنين " ، العدد 13 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ) و أنتج الحزب الشيوعي الثوري أعمالا عدّة خائضا صراع الخطّين داخل الحركة الماوية و الحركة الشيوعيّة العالميّة تجدون أهمّها في عدّة كتب بمكتبة الحوار المتمدّن وهي موثّقة في فهارس كتب شادي الشماوي كملحق لهذا الكتاب 42 . و إلى ذلك لزاما علينا أن نذكر أبرز كتابين مطوّرين للماركسية – اللينينيّة – الماويّة : الخلاصة الجديدة للشيوعية / الشيوعيّة الجديدة لمهندسها بوب أفاكيان " إختراقات الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة خلاصة أساسيّة " ( الكتاب 35 ) و " الشيوعية الجديدة – علم وإستراتيجيا و قيادة ثورة فعليّة ، و مجتمع جديد راديكاليّا على طريق التحرير الحقيقي " ( الكتاب عدد 38 ) . و من يتطلّع إلى التعرّف على بوب أفاكيان فعليه ، على سبيل المثال لا الحصر ، بسيرته المعروضة في هذين الكتابين . و نكتفى بهذا مدخلا و ندعو القرّاء للتمعّن مليّا في مدي أهمّية ظفر ثورة إشتراكية هدفها الأسمى الشيوعيّة على الصعيد العالمي و تحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد في قلب الغول الإمبريالي الأمريكي ، بالنسبة للحركة الشيوعية العالميّة و للبروليتاريا العالميّة و لجماهير الإنسانيّة ... و محتويات هذا الكتاب 42 ، العدد 42 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فضلا عن هذه المقدّمة : الفصل الأوّل - الخطاب الأوّل : لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة I - وحدها ثورة فعليّة بوسعها أن تحدث التغيير الجوهريّ الذى نحتاج إليه ؛ إضطهاد السود و غيرهم من ذوى البشرة الملوّنة إضطهاد النساء و العلاقات الجندريّة الإضطهاديّة حروب الإمبراطوريّة و جيوش الاحتلال و الجرائم ضد الإنسانيّة شيطنة المهاجرين و تجريمهم و ترحيلهم و عسكرة الحدود تحطيم الرأسماليّة – الإمبرياليّة للكوكب - كيف يمكننا أن ننجز حقّا ثورة ؛II ملاحق الخطاب الأوّل (4) ( حسب التسلسل التاريخيّ و هي من إقتراح المترجم و قد سبق نشرها ) -1- بصدد إمكانية الثورة - ردّ جريدة " الثورة " - رفع راية بعض المبادئ الأساسيّة : - إستنتاجات جديدة و هامّة : * بعض النقاط الحيويّة للتوجه الثوري - معارضة للموقف الطفولي و تشويهات الثورة - 2-" بصدد إستراتيجيا الثورة " - مقاومة السلطة و تغيير الناس من أجل الثورة : - التعلّم من رئيس حزبنا ، بوب آفاكيان ، و نشر معرفة و تأثير قيادته ذات الرؤية الثاقبة ، و الدفاع عن هذا القائد النادر و الثمين و حمايته : - ترويج جريدة حزبنا " الثورة " بأكثر قوّة و شمولية : - 3 - مزيد من الأفكار عن " بصدد إمكانية الثورة " - 4 - كيف يمكننا الإنتصار – كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة - لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة - ما نحتاج القيام به الآن - كيف يمكننا أن نلحق بهم الهزيمة الفصل الثاني - الخطاب الثاني : أمل من أجل الإنسانيّة على أساس علميّ و القطيعة مع الفرديّة و الطفيليّة و الشوفينيّة الأمريكيّة 1- لا أمل مقابل لا ضرورة مستمرّة 2- مشكل الفرديّة / الأنانيّة - الفرديّة الخبيثة و الفرديّة الغافلة - الفرديّة ، هراء الانتخابات البرجوازية و وهم " التقدّم بلا ألم " - الطفيليّة و الشوفينينّة الأمريكيّة و الفرديّة - سياسات الهويّة و الفرديّة - الفرديّة و " اللامبالاة " 3- المصالح الخاصّة و المصالح العامة – التمييز بين المصالح الطبقيّة و أعلى مصالح الإنسانيّة 4- مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسماليّة و مقاربتها لمذهب الفرديّة و الشخصيّة الخصوصيّة 5- وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ الحياة و الموت من أجله ؟ - كسر قيود الفرديّة الطفيليّة 6- لا ضرورة مستمرّة و الأمل على أساس علميّ : عالم مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير ممكن حقّا ، لكن ينبغي النضال من أجله ! هوامش الفصل الثالث - الخطاب الثالث : شيء فضيع أم شيء تحريريّ حقّا : أزمة عميقة و إنقسامات متعمّقة و إمكانيّة حرب أهليّة مرتقبة – و الثورة التي نحتاج بصفة إستعجاليّة ؛ أساس ضروريّ و خارطة طريق أساسيّة لهذه الثورة ... ملاحق الخطاب الثالث ( 5 ) 1- ثورة حقيقيّة ، تغيير حقيقي نكسبه – المزيد من تطوير إستراتيجيا الثورة - النضال ضد الفاشيّة الآن و النضال المستقبلي الشامل - إلحاق الهزيمة ب " التطويق و السحق " و التقدّم بالنضال الثوري - " عدد من جريدة الثورة خاص بالجولة الوطنيّة تنظّموا من أجل الثورة – ماي 2019 : 5-2-6 : 5 أوقفوا ؛ 2 خياران و 6 نقاط إنتباه 2- سنة جديدة ، الحاجة الملحّة إلى عالم جديد راديكاليّا – من أجل تحرير الإنسانيّة جمعاء 3- بيان و نداء للتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة هذه الثورة ليست مجرّد " فكرة جيّدة " – إنّها عمليّا ممكنة 4- هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة - أوّلا ، بعض الحقائق الأساسيّة - لماذا يعدّ هذا الزمن زمنا تصبح فيه الثورة ممكنة حتّى في بلد قويّ مثل هذا - ما يجب القيام به لإغتنام هذه الفرصة النادرة للقيام بالثورة - خاتمة 5- لماذا العالم مضطرب جدّا و ما الذى يمكن فعله لتغييره تغييرا راديكاليّا – فهم علميّ أساسي - مثال توضيحي لهذه العلاقات و الديناميكيّة الأساسيّتين : لماذا لا يزال السود مضطهَدين بعدُ بخبث ؟ - يتوفّر الآن أساس تحرير كافة الناس المضطهَدين و كافة الإنسانيّة - من أجل التغيير الجوهريّ للمجتمع ، ينبغي إفتكاك السلطة - هذه الثورة ممكنة و الحاجة إليها ملحّة الفصل الرابع - دستور المجتمع البديل : دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا ( مشروع مقترح ) تقديم : حول طبيعة هذا الدستور و هدفه و دوره يشمل هذا الدستور مدخلا و ستّة أبواب : الباب الأوّل : الحكومة المركزية . الباب الثاني : الجهات و المناطق و المؤسسات الأساسية . الباب الثالث : حقوق الناس و النضال من أجل إجتثاث الإستغلال و الإضطهاد كافة . الباب الرابع : الإقتصاد و التطوّر الإقتصادي فى الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا . الباب الخامس : تبنّى هذا الدستور . الباب السادس : تنقيحات هذا الدستور . ---------------------------------------- بمثابة الخاتمة : التنظيم من أجل ثورة فعليّة : سبع نقاط مفاتيح ملحق الكتاب 42 : فهارس كتب شادي الشماوي -------------------------------------------------------------------------------------------------- ++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
أمل من أجل للإنسانيّة على أساس علميّ و القطيعة مع الفرديّة و الطفيليّة و الشوفينيّة الأمريكيّة بوب أفاكيان – جريدة " الثورة " عدد 621 ، 11 نوفمبر 2019 https://revcom.us/avakian/hope-for-humanity-on-a-scientific-basis/index.html
المحتويات :
1- لا أمل مقابل لا ضرورة مستمرّة 2- مشكل الفرديّة / الأنانيّة - الفرديّة الخبيثة و الفرديّة الغافلة - الفرديّة ، هراء الانتخابات البرجوازية و وهم " التقدّم بلا ألم " - الطفيليّة و الشوفينينّة الأمريكيّة و الفرديّة - سياسات الهويّة و الفرديّة - الفرديّة و " اللامبالاة " 3- المصالح الخاصّة و المصالح العامة – التمييز بين المصالح الطبقيّة و أعلى مصالح الإنسانيّة 4- مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسماليّة و مقاربتها لمذهب الفرديّة و الشخصيّة الخصوصيّة 5- وجهات نظر متباينة بشأن معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ الحياة و الموت من أجله ؟ - كسر قيود الفرديّة الطفيليّة 6- لا ضرورة مستمرّة و الأمل على أساس علميّ : عالم مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير ممكن حقّا ، لكن ينبغي النضال من أجله !
هوامش ------------------------------------------------------------------------------------ يمثّل النقص الحقيقي في أمل تحقيق حياة أفضل في هذا العالم عائقا ثقيلا يشدّ إلى الأسفل و يخنق و يتسبّب في جراحات عميقة لجماهير الإنسانيّة ، بمن فيها الشباب المحتشدين في غيتوات و الأحياء الشعبيّة لهذه البلاد و كذلك في سجونها المكتظّة، الشبيهة بقاعات التعذيب . و منتهى الفرديّة الذى يلقى التشجيع عبر المجتمع وهوس التركيز على " الذات " قد عزّز الحجب الكثيفة أمام عيون الناس ، حاجبا قدرتهم على التعرّف على إمكانيّة إيجاد عالم مختلف راديكاليّا و أفضل ، يتجاوز الحدود الضيّقة و الخانقة لهذا النظام ، بكلّ فظائعه الحقيقيّة فعلا . هذه هي المسائل الكبرى التي سأتناولها بالحديث هنا . ... 4- مقارنة بين وجهة نظر الشيوعيّة و مقاربتها و وجهة نظر الرأسماليّة و مقاربتها لمذهب الفرديّة و الشخصيّة الخصوصيّة
أوّلا ، لنتفحّص التناقض بين الرأسماليّة – الإمبرياليّة و النفاق البرجوازي ، أو " مديح " الفرد و سحق مليارات الأفراد في ظلّ هذا النظام . مثلما أشرت إلى ذلك في " تأمّلات و جدالات " : " هذه نقطة أكّدت عليها في " القيام بالثورة و تحرير الإنسانيّة " (*) حيث ( قرابة نهاية الجزء الأوّل ) تتمّ الإحالة على الخطاب العظيم لمقترحى و مدّاحى النظام الرأسمالي بشأن حقوق الأفراد ، و مع ذلك هذا النظام يسير ، و ليس بوسعه إلاّ أن يسير ، تماما و دون مبالغة أو مقارنة مبالغ فيها – غارسا في الوحل حياة ملايين و حتّى مليارات الأفراد ، بمن فيهم مئات ملايين الأطفال ، بشر فردانيّتهم و طموحاتهم الشخصيّة لا تساوى شيئا في السير العملي لهذا النظام " .(27) هنا من الضروري أن نقطع خطوة إلى الوراء و ننظر في التغيّرات التي نجمت عن الثورة البرجوازيّة و المجتمع الرأسمالي في ما يتّصل بالفرد بوجه خاص ، لا سيما في تعارض مع المجتمع الإقطاعي . ففي المجتمع الإقطاعي للناس مكانة محدّدة منها نادرا ما يقدرون على الفرار ، إن تمكّنوا أبدا من ذلك – و كلّ هذا يقع توطيده بعقائد الكنيسة و مفهوم الحقّ الإلاهي للملك و ما إلى ذلك – في حين أنّ الثورة البرجوازية و سير المجتمع البرجوازي قد كسر و مزّق الكثير من هذه القيود الخاصة ضمن قطاعات مختلفة من السكّان ( و هذا أيضا ما يُشير إليه ماركس في موقفه الذى ذكرت من " الغرندريس " حول تطوّر علاقات التبادل المميّزة للرأسماليّة ). و قد أعطت الرأسماليّة تعبيرا أكبر بكثير لدور الناس كأفراد حتّى ، و هذا أكثر جوهريّة ، و هم جزءا من مختلف الطبقات و المجموعات الإجتماعيّة المتباينة ( رجال و نساء ، قوميّات أو " أعراق" مختلفة و ما إلى ذلك ). و مع الثورة البرجوازية و ظهور الرأسماليّة كنظام مهيمن ، حصل تحرير حقيقي للفرد من بعض القيود ، القيود الحقيقيّة جدّا التي فرضتها الإقطاعية لقرون ، " بالمواقع المأمور بها إلاهيّا " لشتّى فئات الشعب . و قد كان هذا مكسبا عمليّا للثورة البرجوازيّة لا بدّ من الإقرار به . و في الوقت نفسه ، هناك واقع الجماهير الشعبيّة في ظلّ حكم الرأسماليّة – الإمبرياليّة و ديناميكيّة هذا النظام و علاقاته ، وهي جوهريّة بالنسبة له و تشمل ، و ليس بوسعها إلاّ أن تشمل ، دوس الأفراد و سحقهم – و بصورة خاصة في مرحلة الرأسمالية – الإمبريالية ، هذه ظاهرة عالميّة ، تشمل مليارات البشر . و كما ألمحت إلى ذلك في " إختراقات ..." : " متحدّثا عن الحركيّة الإجتماعيّة التي ترفع عادة كأحد أهمّ مظاهر المجتمع الرأسمالي ، أشار ماركس في أحد أعماله الكبرى الأخرى ، الغرندريس ، إلى أنّ الأفراد يمكن أن يغيّروا موقعهم الإجتماعي و الطبقي داخل مجتمع مثل هذا لكن جماهير الشعب لا يمكن أن تتخلّص من علاقات الإنتاج و العلاقات الإجتماعيّة الإضطهادية إلاّ عبر الوسائل الثوريّة – بالإطاحة و إلغاء النظام القائم على و المجسّد لهذه العلاقات . " (28) و كما أكّدت على ذلك في عدد من الأعمال ( بما فيها " الشيوعية و ديمقراطية جيفرسون "(29) وأيضا " إختراقات ...") يوجد الفراد داخل إطار إجتماعي – داخل مجتمع ( أي تنظيم إجتماعي للناس ) أساسه هو العلاقات الإقتصاديّة ( أو علاقات الإنتاج ) و العلاقات الاجتماعية المتناسبة التي تحدّد الإطار الأساسي لكيفيّة سير المجتمع و ما هي السيرورات السياسيّة التي ستوجد، و الهياكل و المؤسّسات و الأفكار و الثقافة السائدتين. و يشكّل كلّ هذا كيف أنّ الناس – مجموعات الناس و كذلك الأفراد – يتفاعلون مع بعضهم البعض و كيف ، " عفويّا " يفكّرون في الأشياء . و على عكس الكثير من المفاهيم المنتشرة عن " الطبيعة الإنسانيّة " و بالخصوص ، المفترضة " الطبيعة الإنسانيّة غير المتغيّرة و غير القابلة للتغيّر "- لا وجود لشيء من قبيل طبيعة إنسانيّة غير متغيّرة . بالأحرى ، مثلما شدّد ماركس ( في " بؤس الفلسفة "(30) )- كلّ تاريخ الإنسانيّة يجسّد التغيّر المستمرّ ل " طبيعة الإنسان " مع تغيّر المجتمع الإنساني ، لا سيما عبر الثورات التي تغيّر جوهريّا نظام العلاقات الإقتصاديّة و العلاقات الإجتماعيّة المناسبة لها و البنية الفوقيّة السياسيّة و الإيديولوجيّة ( السيرورات السياسيّة و الهياكل و المؤسّسات و ما يتناسب معها من أفكار و ثقافة ). و تنهض هذه الثورات على أساس التناقضات الجوهريّة و الأساسيّة للنظام القائم ، و التي هي " مبنيّة في أساس " النظام المعطى و لا يمكن حلّها أو تغييرها جوهريّا في إطار هذا النظام . و هذه الثورات تقودها مجموعات من الناس تقرّ بالحاجة إلى و بإمكانيّة تغيير المجتمع لإجراء تغيير كبير ، نوعي ، في هذه التناقضات بما يُفضى إلى نظام مغاير راديكاليّا . مع الثورة البرجوازية ، مثلا ، أساس الثورة يكمن في التناقضات الأكثر فأكثر حدّة في المجتمع الإقطاعي ، و قد وُجدت قوى صعدت ضمن المجتمع الإقطاعي أقرّت بهذه التناقضات ( بدرجة أو أخرى بوعي ) و مضت تعمل على تغيير الأشياء و نهضت لتلبية الحاجة إلى الثورة تحقيقا لذلك . هكذا تعمل فعليّا الديناميكيّة في العالم الواقعي . و هذا هو أساس الثورة البروليتاريّة – الشيوعيّة – التي ، وهي تعالج التناقضات الجوهريّة و الأساسيّة المبنيّة في أساس المجتمع الرأسمالي ، يمكن أن تنجز تغييرا في المجتمع الإنسانيّ ، عبر العالم ، و من نوع جديد و غير مسبوق راديكاليّا ، واضعة نهاية ليس لحكم مجموعة معيّنة ( أو طبقة معيّنة ) فقط من مستغِلّى و مضطهدِى جماهير الإنسانيّة ، بل لكلّ الإستغلال و الإضطهاد ، محقّقة تحرير الإنسانيّة ككلّ من كافة الأنظمة و العلاقات المجسّدة للإستغلال و الإضطهاد . و على هذا الأساس الجديد تاريخيّا - و بالتغيير المستمرّ للمجتمع في هذه الظروف الجديدة راديكاليّا – ظروف الشيوعيّة ، أساس الفكر الفردي كظاهرة إجتماعيّة هامة سيكون قد أُلغي و تمّ تخطّيه ، بينما سيظلّ أساس الشخصيّة الخصوصيّة يتّسع بلا هوادة ليجد تعبيرا عنه في " التعاضد " الإيجابي ( التعزيز المتبادل للعلاقات الإيجابيّة ) مع الطبيعة التعاونيّة الجوهريّة للعلاقات بين البشر. و لنذكر نظرة أخرى ثاقبة إلى اقصى حدّ أعرب عنها ماركس : لا يمكن للحق أن يعلو فوق الهيكلة الإقتصاديّة للمجتمع و الثقافة المتناسبة معها . و لوضع هذا في إطار النتيجة المباشرة الإيجابيّة ن، إن أمكن القول : الحرّية مشروطة دائما و مرتهنة جوهريّا بالأساس المادي الكامن – نمط الإنتاج ( أي علاقات الإنتاج المتناسبة مع طابع قوى الإنتاج ). و أكثر من ذلك ، في المجتمع الشيوعي ، يقع بإستمرار تغيير هذا الأساس المادي لأجل التحرير المتصاعد للبشر ككلّ من قضاء معظم أوقاتهم في إعادة إنتاج المتطلّبات الماديّة للبقاء على قيد الحياة . و مع حدوث هذا ، و مع تحرّر الناس من ما وصفه ماركس ( في " نقد برنامج غوتا " ) (31) بالإلحاق العبودي للفرد بتقسيم العمل ، مع مضيّ الأمرين اليد في اليد ، فإنّ المزيد من مدى المبادرة الفرديّة و الحرّية الفرديّة سيتّسعان ، مرّة أخرى ، داخل العلاقات التعاونيّة العامة و روح المجتمع. ------------------------------------------------------------------
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسيّ – اللينينيّ – الماويّ ) :
...
-
الرهانات الكبرى في أوكرانيا و التهديد بحرب نوويّة و مصالح ال
...
-
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : قد
...
-
الفرديّة الخبيثة و الفرديّة الغافلة – النقطة الثانية من الخط
...
-
فضح الأكاذيب و كشف الحقائق – حول وفاة ميخاييل غرباتشاف ، الق
...
-
لا أمل مقابل لا ضرورة مستمرّة – النقطة الأولى من الخطاب الثا
...
-
الجذور العالميّة لإضطهاد النساء و النضال العالمي ضدّه
-
لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( م
...
-
لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( ج
...
-
لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة ( ج
...
-
تُسجن و تُعذّب النساء الإيرانيّات لمقاومتهنّ الحجاب الإجباري
...
-
مقدّمة الكتاب 42 : الثورة الشيوعيّة في الولايات المتّحدة الأ
...
-
حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق
...
-
حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق
...
-
حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق
...
-
حوار مع بوب أفاكيان [ حول قضايا حارقة : البيئة و الهجرة و حق
...
-
نحتاج إلى النقاش النزيه و ليس إلى الهجمات اللامبدئيّة : مزيد
...
-
ردّا على - بيان ضد - لننهض من أجل الإجهاض - -: دفاعا عن تحري
...
-
الحاقدون الذين - لا يرغبون في السماع عن بوب أفاكيان - يخبرون
...
-
روبار ماككاي يُشيطن بشكل تضليليّ بوب أفاكيان و يمحو الثورة و
...
المزيد.....
-
رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يسائل
...
-
إضراب عاملات وعمال شركة “سينماتيكس” (SINMATEX) للخياطة في بر
...
-
-14 مليون بطل ووسام خالد-.. كيف كرّم السوفييت أبطالهم؟
-
المزارعون في جنوب أفريقيا: بين أقصى اليسار الأفريقي وأقصى ال
...
-
مئات المتظاهرين في فرنسا احتجاجا على استهداف الصحافيين في غز
...
-
بالفيديو.. -البيسارية- الشهادة والشهيدة على جرائم الاحتلال ا
...
-
الحفريات الحديثة تدحض أسطورة حول حتمية وجود فجوة كبيرة بين ا
...
-
توجهات دولية في الحرب التجارية الضروس
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 600
-
العدد 601 من جريدة النهج الديمقراطي
المزيد.....
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
-
قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024
/ شادي الشماوي
-
نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم
...
/ بندر نوري
-
الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية
/ رزكار عقراوي
المزيد.....
|