|
الإعلام الرقمي، الخصائص ، التحديات ، الفرص
قاسم المحبشي
كاتب
(Qasem Abed)
الحوار المتمدن-العدد: 7398 - 2022 / 10 / 11 - 12:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لكل فعل وسلوك إنساني معيار وتقييم أخلاقي بوصفه خيرا مفضلا أم شرا مرذولا وإذا كان سلوك الحيونات محكوما بالفطرة والغريزة منذ كينونتها الأولى فإن الحالة تختلف في المملكة الإنساني المتطورة والمتغيرة باستمرار إذ لا توجد أعراف وتقاليد وقيم أخلاقية ثابتة تصلح لكل زمان ومكان تقوم حياة الناس الاجتماعية وتتشكل الجماعات والمجتمعات البشرية وتنمو وتستمر وتستقر وتزدهر في سياق اجتماعي تاريخي ثقافي علائقي تفاعلي يتكون من أربعة انساق أساسية؛ فاعل، فعل، علاقة ، بنية، ) وما ينجم عنها من مظاهر وظواهر وأشكال ورموز وقيم وتمثلات يعاد صياغتها وبناؤها باستمرار في خضم عملية ممارسة الفاعلون الاجتماعيون لحياتهم المتعينة ماديا ومعنويا واقعيا وافتراضيا بمختلف صيغ وصور وأنماط تمظهراتها العلائقية ؛ بين أنا _ أنت ، ذات _ أخر _ نحن _ هم وغير ذلك من اشكال العلاقات الاجتماعية المتغيرة باستمرار والتي لا تدوم على حال من الأحوال وتجلياتها المختلفة والتي بدونها يصعب الحديث عن الظاهرة الاجتماعية بوصفها ظاهرة قابلة للرؤية والدراسة والفهم.وكلما تغيرت شروط الحياة الاجتماعية للناس تغيرت علاقاتهم وقيمهم ومعاييرهم القيمية. فكيف السبيل للعيش والتفاعل وقد تغير العالم بفضل ثورة الاتصالات والمعلومات وهيمنة الإعلام الرقمي الإعلامية.إذ إن الإعلام الرقمي صار ركيزة من الركائز الأساسية للحياة المعاصرة في ظل المتغيرات المتسارعة في مختلف مناحي حياة المجتمع اليوم تجعل مفاهيم الإعلام الرقمي والإعلام التقليدي موضع تساؤل: إذ كيف نُعلّم طُلابنا نظريات ومناهج وموضوعات قد عفا عليها الزمن قبل أن يتركوا مقاعد الدراسة في الكليات.لذا علينا مواكبة سرعة التغيرات الاجتماعية والثقافية والعلمية في العالم المعولم الذي يشهد انفجار الثورة العلمية والتقنية الرقمية على نحو لم يسبق له مثيل منذ آدم حتى الآن أقصد إن المعارف العلمية والقيم التربوية في عصر العولمة وانكماش الزمكانية تعيش حالة من التغيير والتبدل بوتيرة متسارعة في بضع ساعات فقط. ويذهب بدر مصطفى " وفقًا لبعض التقديرات، اعتبارًا من عام 2019، هناك 3.84 مليار مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم؛ أيّ ما يقرب من ثلث سكان العالم. من بين هؤلاء، يمتلك 1.55 مليار شخص حسابات و/ أو يستخدمون الفيسبوك Facebook للتواصل الاجتماعي. كما يستخدم حوالي 800 مليون شخص برنامج فيسبوك ماسينجر Facebook Messenger للتواصل مع بعضهم بعضًا. وبالمثل، يستخدم 320 مليون شخص تويتر شهريًا للتواصل و/ أو للحصول على معلوماتهم اليومية، ويستخدم 900 مليون مستخدم حول العالم الواتساب WhatsApp. هذا الاستخدام الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي يجعلها فاعلًا مركزيًا في الثقافة المعاصرة لا يمكن بأي حال تجاهل تأثيره على المستويين المعرفي والوجودي" ذلك هو السؤال الذي تصدت له الدكتورة سهير عبدالسلام في ندوة الجمعية الفلسفية المصرية المنعقدة في كلية التربية بجامعة عين شمس بعنوان ( الإعلام الرقيمي والمسؤولية الأخلاقية) فما هو الإعلام الرقمي؟ وكيف نفهم خصائصه ووظائفه وممكناته؟ واليكم خلاصة مداخلتي: الإعلام الرقمي هو خلاصة الثورة المستمرة التي شهدها ولازال عالمنا الراهن؛ ثورة المعلومات وثورة الاتصالات وثورة الحاسبات الالكترونية والإنترنت الذي وحد كل تلك الإنجازات التقنية في إطار بات يطلق عليه اسم (الإعلام الرقمي) كما سوف نوضح. إذ يمكن تعريف الإعلام الرقمي بوصفه: مجموعة من الأساليب والأنشطة الرقمية الجديدة التي تمكننا من إنتاج ونشر المحتوى الإعلامي وتلقيه، بمختلف أشكاله من خلال الأجهزة الإلكترونية (الوسائط) المتصلة بالإنترنت، في عملية تفاعلية بين المرسِل والمستقبِل. بحيث تكون جميع الوسائل والأدوات المستخدمة في إنتاج المحتوى الإعلامي من صحافة وأخبار وغيرها من الأدوات ومصادر المعلومات هي بشكل رقمي ومخزنة على وسط الخزن الإلكتروني وظهور المرحلة التفاعلية وتتميز بوجود نوع من التحكم الانتقالي من جانب أفراد الجمهور في نوعية المعلومات التي يختارونها، أي ان الفرد يمكن أن يكون رئيسا لتحرير المجلة التي يختارونها، مثل الفيس بوك والمدونات بأنوعها والفديوتيكس والتلفزيون الرقمي، أي أصبح الجمهور مشاركا في وسائل الإعلام بدلا من أن كونه متلقيا في الإعلام التقليدي. لا شك أن وظائف الإعلام الجديد قد تنوعت واكتسبت أبعادا جديدة، إذ يرصد بعض الباحثين أربع عشرة وظيفة أو مهمة رئيسة أو فرعية لوسائل الاتصال الجديدة وهي: “مراقبة الناس والتعلم منهم، توسع آفاق التعرف على العالم، توسيع التركيز والاهتمام، رفع معنوية الناس، خلق الأجواء الملائمة للتنمية، يساعد بصورة غير مباشرة على تغيير الاتجاه، يغذي قنوات الاتصال بين الأشخاص، تدعيم الحالة الاجتماعية، توسيع نطاق الحوار السياسي، تقوية المعايير الاجتماعية، تنمية أشكال التذوق الفني والأدبي، يؤثر في الاتجاهات الضعيفة ويقويها، يعمل مدرسا ويساعد في جميع أنواع التعليم، وقد وّلد تطور الحاجات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمعات المختلفة”. من نافل البيان إن خطاب الإعلام الجديد بما هو تعبير عن مجموعة تكنولوجيات الاتصال التي تولدت من التزاوج بين الكمبيوتر والوسائل التقليدية للإعلام، والطباعة والتصوير الفوتوغرافي والصوت والفيديو، قد أحدث ثورة كاملة في عالم الناس الراهن بما يمتلكه من وسائل وأدوات وسائط وطرق جديدة كلية في مجال التواصل والاتصال فعلى صعيد البنية التقنية لمؤسسة الإعلام الجديد يمكن تمييز أربعة عناصر أساسية هي: أولا: شبكة الإنترنت أو ما يسمى بالشبكة العنكبوتية بمختلف تطبيقاتها بوصفها الملمح الثوري الأبرز في الإعلام الجديد، فضلا عن كونها رمز التجديد والجّدة ليس في مجال الميديا الجديدة فحسب بل وللحضارة الراهن، حضارة الموجة الثالثة كما ذهب الفين توفلر. ثانيا: الأجهزة المحمولة، الجوالات بمختلف أنواعها وتطبيقاتها بما في ذلك أجهزة قراءة الكتب والصحف. ثالثا: منصات الإعلام التقليدية بعد أن أعيد تجديدها وتطويرها وتأهيلها بما يتسق مع استراتيجيات الإعلام الجديد ووظائفه وأهدافه ومنها الصحافة والراديو والتلفزيون والسينما والقنوات الفضائية المتصلة بالأقمار الصناعية، إذ بات ربع عدد الأقمار الصناعية (13000) حول العالم في خدمة الإعلام الجديد، حيث بلغ عدد القنوات التلفزيونية الفضائية في العالم حوالي (31500). رابعا: الإعلام الجديد القائم على منصة الكمبيوتر ويتم تداول هذا النوع إما شبكياً أو بوسائل الحفظ المختلفة مثل الاسطوانات الضوئية وما إليها وتشمل العروض البصرية وألعاب الفيديو والكتب الالكترونية وغيرها. وهكذا يمكن القول إن الإعلام الجديد وتأثيره اليوم قد بلغ كل مكان يقطنه الإنسان في كوكب الأرض عبر ومن خلال شبكة هائلة من الوسائط والطرق والأدوات والقنوات المتزايدة التطور والاضطراد بوتيرة متسارعة بما تتسم به من خصائص وسمات بالغة الجدة والحداثة منها: 1 – الحرية الإعلامية: بمعنى حق كل فرد إنساني وحريته في امتلاك القدرة الإعلامية واستخدمها بكل الوسائط الممكنة بدون رقيب أو حسيب، وبذلك سقطت نظرية (حارس البوابة) التي سادت مجال الإعلام التقليدي في العصور الحديثة، إذ بات بإمكان الأفراد التعبير عن ذواتهم وأصواتهم في الفضاء التواصلي العام بوصفهم فاعليين إيجابيين، وليس مجرد متلقين سلبيين. 2 – التفاعلية: بمعنى القدرة على الاستجابة أو المبادرة التي يقوم بها المستخدم مقارنة بما يقدمه المصدر، على عكس الإعلام التقليدي، حيث كان المستهدفون غير فاعلين بل مفعول بهم، كمتلقين سلبيين للرسائل الآتية من المرسل، مع الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي انتقل المستهدفون إلى فاعلين إعلاميين ومتفاعلين إيجابيين، في عملية حوارية تبادلية حية ومباشرة، كما هو الحال في عملية المحادثة المباشرة بين الأشخاص وجه لوجه. 3 – اللاتزامنية: بمعنى تحرر الفاعلين الإعلاميين من السياق الزمني المحدد سلفا إذ بات بمستطاعهم التفاعل مع العملية الاتصالية في الأوقات المناسبة لهم وبحسب ما تقتضيه حاجاتهم وظروفهم، سواء كانوا مستقبلين أو مرسلين. 4 – المشاركة والانتشار: بمعنى ما ينطوي عليه الإعلام الجديد من ممكنات وآفاق واسعة للمشاركة والانتشار في بث ونشر وتبادل المنشورات على أوسع نطاق من المستهدفين الاجتماعيين لأي فرد يمتلك الوسائط والأدوات الإعلامية الجديدة، حتى وإن كانت بسيطة. 5 – الدينامية والمرونة: بمعنى القدرة على الحركة والسرعة والتحديث والتبديل والتحويل وادماج المواد المنشورة في أكثر من وسيلة وطريقة (النصوص، والصوت، والصورة الثابتة، والصورة المتحركة، والرسوم البيانية ثنائية وثلاثية الأبعاد) فضلا عن قدرة الأفراد على ممارسة فعل التواصل والاتصال من أي مكان كانوا وأثناء حركتهم عبر التليفون المحمول، تليفون السيارة، التليفون المدمج في ساعة اليد، آلة تصوير المستندات وزنها عدة أوقيات، وجهاز فيديو صغير، وجهاز فاكسميل، وحاسب آلي نقال مزود بطابعة. 6 – العالمية: بمعنى أن الإعلام الجديد يفعل في فضاء تواصلي عالمي عابر للثقافات واللغات والمكان والزمان. 7 – الحفظ والتخزين: يتيح الإعلام الجديد للفاعلين الاجتماعيين القدرة على حفظ وتخزين منشوراتهم او مستندات غيرهم واسترجاعها متى شاؤوا، في وسائط متنوعة وفعالة. 8 – التربية والتعليم: إذ أتاحت وسائط الإعلام الجديد لكل المستهدفين من مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية إمكانية التعلم والتعليم والتدريب والتثقيف الذاتي عبر ومن خلال البرامج والمنشورة التي تضخها على مدار الساعة، وهذا ما يسميه اولفين توفلر بـ(تحول السلطة).وهناك عدد واسع من الأبعاد والممكنات التي ينطوي عليها الإعلام الجديد لا يتسع المجال لحصرها، بل نكتفي بالاتفاق مع فرانك كيلش، إن ثورة الانفوميديا قد غيرت العالم وغيرت حياتنا معه. إذ ان التغيرات المتسارعة في مختلف مناحي حياتنا الراهنة قد جعلت كثيرا من اعتقاداتنا ومفاهيمنا عن الحياة والتاريخ والعلم والحضارة وعن التربية والتعليم التقليدية موضع تساؤل: إذ كيف نعلّم التلاميذ بينما هناك نظريات ومناهج وموضوعات يكون قد عفا عليها الزمن قبل أن يترك التلاميذ مقاعدهم في المدرسة؟!.وفِي هذا يرى أحد علماء التربية الأمريكان: “أننا نعيش لحظة تاريخية فارقة تجعل التغييرات في نفوس وأذهان الأشخاص عاجزة عن ملاحقة سرعة التغيرات الاجتماعية والثقافية والعلمية والاقتصادية والإعلامية المتسارعة في العالم المعولم الذي يشهد انفجار الثورة العلمية والتقنية الرقمية على نحو لم يسبق له مثيل من آدم حتى الآن”، بمعنى أن العلاقات والأفعال والممارسات والأشياء والمعارف العلمية والقيم التربوية في عصر انكماش الزمان والمكان عصر العلم والميديا الجديدة تعيش حالة من التغيير والتبدل بوتيرة متسارعة في بضع ساعات فقط، ومن بين كل مجالات الحياة التي تشهد متغيرات عاصفة يأتي الإعلام والإعلام الجديد في المقدمة. وأن العالم بوجود الإعلام الجديد لم يعد يدار بالأسلحة أو الطاقة أو المال، بل إنه صار يدار بالأرقام والرموز الصغيرة… وأن هناك حربا تحدث الآن… إنها ليست من يملك رصاصاً أكثر أو أسلحة فتّاكة، إنها حول من يسيطر على المعرفة بمعناها الواسع، علم ونظريات ومناهج ومعلومات وثقافة وإعلان وأخبار: ماذا نسمع أو نرى، كيف نقوم بعملنا؟ وكيف نفكر؟ فماذا يمكننا قوله للعالم؟ وماذا نمتلك من طاقة معرفية علمية مفيدة قادرة على المنافسة؟ ختاماً نقول: إن الإعلام الجديد وأدواته وخصائصه المتزايد النمو والاتساع في الفضاء الرقمي بات سيفا ذا حدين؛ إذ بقدر ما لهذا النجاح من آثار إيجابية على تقديم وإيصال المعارف دون حواجز ودون قيود، بقدر ما له العديد من الآثار السلبية على حياة المجتمعات المستهلكة التي لا تمتلك ثقافة علمية وتقنية راسخة للتعامل مع قيم وأدوات العلم والتقنية المعاصرة.ولما كان الإعلام الجديد هو جزء أساسي من تطور الحضارة الإنسانية المعاصرة في عصر العولمة وما بعد الحداثة فمن المؤكد أن تطوره وازدهاره سيستمر في تصاعد متزايد ولا بديل لذلك وبغض النظر عن كل السلبيات والأخطار المصاحبة لهذا التطور، إذ من الصعب أقناع العالم الكف عن استخدام الإعلام الجديد في تدبير شؤون حياته الراهنة بعد أن باتت شديدة الاعتماد عليه في مختلف مناحي الحياة، فلا مندوحة لجميع سكان هذا العالم (دولا وشعوبا ومؤسسات وأفرادا) من التفكير والبحث الجاد عن خيارات بديلة لجعل العالم أكثر أمنا وأمان وذلك باتباع استراتيجيات إعلامية رشيدة كفيلة بفك الاشتباك الاسود بين الإرهاب الجديد والإعلام الجديد، أما كيف يتم ذلك؟ فنقترح المداخل الآتية:
1_ مدخل الإعلام العلمي: يضع الإرهاب الجديد بما هو ظاهرة اجتماعية العلوم الإنسانية والاجتماعية أمام تحديات منهجية ونظرية بالغة الخطورة والأهمية، إذ مازال المشتغلون في العلم الإنساني في حيرة من أمرهم تجاه مشكل الإرهاب ومداراته الفاجعة، ومازال سؤال الإرهاب فاغر فاه متعطشا للفهم والمعرفة العلمية العقلانية الممكنة، فما هو الإرهاب؟ وماهي العوامل والشروط التي تنتجه؟ وكيف نميز بين الإرهاب وغيره من الأفعال العنفية الأخرى؟ وما الذي يدفع انسانا بكامل قواه العقلية إلى تفجير ذاته وتفجر الاخرين؟ وماهي سيكولوجية الإرهاب؟ وماذا بوسع الأسرة والمدرسة ودور العبادة والمجتمع والدولة فعله كي يكف الشباب والشابات عن انتهاج هذه الطرق المهلكة؟ وغير ذلك من الأسئلة الشائكة التي تقع في صميم عمل الفاعلين الأكاديميين في حقل الدراسات الاجتماعية والإنسانية. ويستطيع الإعلام الجديد لعب دوره في ذلك من خلال اتاحت المجال للمشتغلين في العلوم الإنسانية والمهتمين لمناقشة هذه الأسئلة في الوسائط الإعلامية المختلفة بشفافية وفتح نوافذ للحوار العلمي العقلاني الجدير بالقيمة والاعتبار في هذا الشأن.وبذلك يتكامل الجهد الإعلامي مع الجهد العلمي في البحث والتوعية والنشر والتنوير. 2_ مدخل الإعلام البديل (إعلام السلام): اثبتت المقاربة الإعلامية للظاهرة الإرهابية في السنوات القريبة الماضي بانها تزيد من مدى شيوعه واشتعاله وانتشاره بدلا من التقليل منه ومحاصرته، وذلك ناجم عن أسباب كثيرة منها (عدوى العنف ) وقدرته على استثارة الغرائز العدوانية عند شرائح واسعة من الجماعات المحبطة “فلئن كان الشعور بالإحباط أحياناً ذا عواقب إيجابيّة إذ يمكنه، على سبيل المثال، دفع الأفراد للتغلّب عليه وتحقيق تطلّعاتهم؛ إلاّ أنّه قد يؤدّي أيضاً إلى الشعور بالاستياء والاعتقاد بأنّهم يستحقّون أفضل ممّا هم عليه، وهو ما يمكن أن يخلق قوّة مدمرّة. وقد يغدو الأمر أكثر خطراً حين تتجمّع هذه الإحباطات الفرديّة وتلهم حركة دعويّة يمكن أن تكون عنيفة بفعل حركة المقاومة التي قد تجابهها من النظام الاجتماعي السائد”ويقترح الباحثان يوهان غالتونغ وجاك لينش، التمييز الدقيق بين طريقتين للأعلام والعنف، (منحى ” العنف النصر” أو منحى “النزاع السلم”.
3_ مدخل الإعلام الثقافي: ينطلق هذا المدخل من فكرة كيف يمكن للإعلام ان يساعد في جعل الثقافة بيئة أمنة وقادرة على تنمية وتخصيب قيم وشروط التعايش الاجتماعي الإنساني بين الناس، إذ ان الثقافة في جوهرها الإنساني التاريخي الإبداعي بوصفها ذلك الكل المركب الذي يشكل تفكيرنا وخيالنا وسلوكنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وهي فضلا عن ذلك أداة لنقل السلوك ومصدر دينامي للتغيير والإبداع والحرية وتهيئة فرص الابتكار والمنافسات والمبادرات الفردية، وهي مصدر للطاقة والإلهام والتنوع والاختلاف والشعور بالهوية والانتماء. فالثقافة هي ما يبقى بعد نسيان كل شيء.
#قاسم_المحبشي (هاشتاغ)
Qasem_Abed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المؤسسات العامة بوصفها شبكات حماية للمجتمع
-
تأملات في نهاية عالم كنا نعرفه
-
فلسفة التاريخ في القرن التاسع عشر
-
في معنى التاريخ وفلسفته
-
في فلسفة التاريخ النقدية
-
الإنسان مبدع العلوم وموضوعها
-
حينما لا تجد الذات من يعينها
-
حوار عام عن الديني والفضاء العمومي مع الأستاذ الدكتور بن شرق
...
-
من سؤال الإنسان إلى سؤال التاريخ
-
الكائن والكينونة والاسطورة
-
ما يشبه الحوار حول مشروع تدريس الفلسفة للأطفال مع صالح الوائ
...
-
أزمة التربية والتعليم في عالم سريع التغيير
-
في فلسفة اللغة والثقافة والهوية
-
الفلسفة وسياقاتها واسئلتها
-
مجتمع الأقارب ومجتمع الغرباء الغائب
-
قلق التربية في عالم متغير
-
الثقافة والحضارة علاقة تكاملية
-
الحرية المتخيلة والعدالة الغائبة
-
المفاهيم المجردة والسياقات المختلفة
-
الجزء المختفي من جبل الجليد
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|