منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 31 )

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7397 - 2022 / 10 / 10 - 13:31
المحور: سيرة ذاتية
    

كنت في التسعينيات من هواة رياضة رفع الأثقال، ففي الوقت الذي كان فيه رئيس المهندسين البحريين ماجد حميد الأسدي (أبو بهاء) مسؤولا عن صيانة وتشغيل الباخرة (الشروق)، كنت في إحدى المرات رئيسا للادلاء البحريين، على متن الباخرة نفسها. وبينما كنت منهكاً ومتعباً في ممارسة رياضتي الصباحية المفضلة، شاهدت أحد قضبان سياج المقدمة في وضع غير صحيح، فحاولت استخدام قوتي البدنية في تعديل اعوجاجه، لكني فشلت، ولم أقدر على تحريك السياج بوصة واحدة. فجاء رئيس المهندسين (ماجد) واعاد السياج إلى وضعه الصحيح من دون ان يبذل أي جهد. فقد كان قويا ويتمتع بلياقة عالية، ربما بسبب تعامله اليومي مع الآلات والأدوات والمحركات الكبيرة، وربما لاهتمامه بتنفيذ أعمال الصيانة الشاقة بنفسه، معتمدا على قوته البدنية، وعضلاته المفتولة. .
كنا نعمل معه على متن سفينة واحدة، لكننا لا نكاد نراه الا عند الساعات المحددة لتناول الطعام. .
كنا نسميه (الرجل الحديدي)، الذي لا يكل، ولا يمل، ولا يتهرب من أعمال الصيانة اليدوية. على الرغم من ان معظم أقاربه (رحمهم الله) كانوا يتربعون على اعلى المناصب والمراتب في الموانئ، كان خاله (الفريق عبد الجبار الأسدي) وزيرا للنقل والمواصلات، وكان والده (ابو ماجد) من رموز شعبة اللحام في المسفن، لكن المهندس (ماجد) ظل ماجداً كريماً متعففاً متواضعا بسيطا، فلم يتكبر على زملاءه، ولم يبحث عن مكان مريح يلوذ به خارج نطاق الاعمال البحرية الصعبة . .
التحق بعد تخرجه عام 1976 بالساحبة (ميسلون)، ثم عمل على متن الحفارة (الصمود)، وانتقل بعدها إلى الساحبة (مهيجران)، ثم عمل على الناقلة (دوكان)، ثم الحفارة (المربد) ثم باخرة الادلاء الشروق. .
وفي عام 2000 تقدم بطلب إحالته إلى التقاعد قبل بلوغه السن القانونية، ثم فتح لنفسه جبهة جديدة للعمل الشاق في عرض البحر على متن السفن والناقلات التابعة للشركات العراقية والخليجية، فكانت تلك الشركات هي التي تتسابق في البحث عنه لكي يعمل لديها، فقد سبقته سمعته الطيبة، واخلاقه العالية، ومهاراته الهندسية الفريدة، ثم انتقل للعمل في البحار والمحيطات خارج الرقعة الجغرافية لحوض الخليج العربي، في رحلات مكوكية من سفينة إلى أخرى، ومن ميناء الى آخر، مستعينا بمواهبه الهندسية، وبنيته الجسمانية، ومواظبته على الصلاة في اوقاتها، وقراءة القرآن في منتصف الليل. .
كانت كابينته عبارة عن صومعة تتكدس فيها الخرائط والجداول والمخططات، وتتراكم فيها اجهزة القياس، بترتيب وتنظيم متقن. .
كانت علاقته بالمرشدين البحريين علاقة مبنية على الود والاحترام المتبادل، ذلك لأنه امضى معظم خدمته الفعلية على متن محطة الادلاء البحريين. .
نسأل الله القدير ان يمد في عمره، ويمن عليه بالصحة، ويكتب له السعادة والراحة والامان. . .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات