مخططات المغرب لإفشال قمة الجامعة العربية المزمع عقدها بالجزائر

علي لهروشي
كاتب
(Ali Lahrouchi)

الحوار المتمدن-العدد: 7397 - 2022 / 10 / 10 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سلمت الجزائر الدعوات الرسمية للحكام العرب لحضور أعمال الدورة العادية الـ31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المقرر عقدها بالجزائر في الأول والثاني من نوفمبر المقبل ، حيث توجه في هذا الصدد وزير العدل الجزائري عبد الرشيد طبي إلى المغرب يوم الثلاثاء 27 شتنبر 2022لتسليم دعوة الحضور للمغرب ، ولم يستمر لقائه مع السلطات بالمغرب أكثر من نصف ساعة نظرا لتوتر العلاقات بين الجزائر و النظام العلوي الحاكم بالمغرب ، حيث غادر وزير العدل الجزائري على التو مقر الخارجية المغربية في اتجاه مطار الرباط سلا عائدا إلى بلاده. وقد تسلّم دعوة المشاركة في القمة العربية ما يسمى بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة
وكما هو معروف فإن المغرب يعرف توترا داخليا لم يسبق له مثيل ، حيث نشب صراع داخل القصر الملكي بين أفراد العائلة الملكية حول أحقية من سيتولى كرسي العرش ، و قد انتقل هذا الصراع ليشمل المؤسسة العسكري و الأمنية و المخابرات التي يتحكم فيها ويسيرها الأمراء و الأميرات ، وهو ما أدى إلى اغتيالات و اعتقالات و فرض الإقامة الجبرية ، و تسريح ، و طرد و إقالات عدد كبير من الجينيرالات و الضباط خاصة بعد المرض الذي أصاب الملك المفترس محمد السادس ، و الذي فر من المغرب في اتجاه فرنسا للمكوث بقصوره الفرعونية هناك لقضاء الأيام المعدودة المتبقية من حياته ، حيث أن هناك تسريبات تؤكد على أن الملك المفترس قد طلب من طاقمه الطبي تنفيذ الموت الرحيم في حقه للتخلص من الألم الحاد الذي يلم به ، لكن ذلك الطقم نصحه بعدم الإجراء لهذا الحل الذي لا يقر به القانون الفرنسي ، و الذي يعتبر ارتكاب جريمة في حق المريض من قبل الطبيب.
إن الدعوات الرسمية موجهة لملوك و رؤساء الدول العربية قصد الحضور لإنجاح الدورة للعمل على تقيم الوضع العربي ، و الوقوف عند نقط ضعفه ، واتخاد قرارات حول تنفيذ خطط معينة ، و العمل على تذويب الخلافات العربية العربية ، و كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية في ظل طغيان الكيان الصهيوني. لكن هل تحقق هذه الدورة أمال الشعوب العربية في التصدي الجماعي للطغيان الإسرائلي في المنطقة ، خاصة في ظل تخاذل بعض الدول التي طعنت الفلسطينين من الخلف خاصة و كل العرب و المسلمون عامة بتطبيعها العلني مع الكيان الصهيوني الإسرائلي ؟
إن البحث عن الجواب عن هذا السؤال هو الذي سيخيم لا محالة عن أعمال الدورة المزمع عقدها بالجزائر في بداية الشهر المقبل ، ففيما سيُحاول المطبعون مع الكيان الصهيوني تبرير تطبيعهم ذلك و زلتهم التاريخية " أي جريمتهم البشعة تلك " ، فإن غير المطبعين أي الرافضين للتعامل مع الكيان الصهيوني من المخلصين للقضية الفلسطينية و العربية و الإسلامية مثل الجزائر سيضطرون لمحاولة عدم إحراج المطبعيين إنقاذا لإنهاء الدورة ال 31 .
و في هذا الصدد قد حاول المغرب إفشال إنعقاد هذه الدورة منذ الإعداد لها بمحاولة ثنيه لبعض الدول العربية التي يعتبرها صديقة بعدم قبول دعوة الجزائر للحضور مبررا ذلك أحيانا بالصراع العربي العربي ، وبعدائه لجارته الجزائر ، و أحيانا بعدم نضج المرحلة ، وعدم استقرار الوضع الدولي ، لكن كل محاولاته تلك باءت بالفشل ، إذ عبرت العديد من الدول العربية عن تلبيتها دعوة الحضور رغم دسائس و مؤامرت المغرب ، لكن السؤال المطروح هل سيظل المغرب مكتوف الأيدي لترك هذه الدورة تمر بسلام ؟
إن مخطط المغرب هو عرقلة و إفشال إنعقاد هذه الدورة خاصة لأن الجزائر هي التي تحتضنها من جهة ، ثم أن صيت و صوت ، ونجم الجزائر بدأ يعلو و يتفوق سياسيا ، واجتماعيا ، و دبلوماسيا و استراتيجبا على المغرب ، و هو ما لم و لن يقبله هذا الأخير أي المغرب ، لذا حاولت المخابرات المغربية مؤخرا تمرير بعض الرسائل المشفرة عبر إعلامها المستأجر و المرتزق مفادها أن المغرب سيحضر أشغال دورة الجامعة العربية ال 31 المنعقدة بالجزائر في شخص اليهودي الصهيوني أندري أزولاي ، و في هذه الحالة ستجد الجزائر نفسها أمام أمرين أحلاهما مُر ، الأمر الأول : هو أن تقبل هذا الحضور ما يعني نجاح المغرب في فرضه حضور الموساد الإسرائلي بطريقة مباشرة و مكشوفة بتلك القمة العربية ، أما الأمر الثاني هو رفض حضور اليهودي الصهيوني أندري أزولاي ، و في هذه الحالة سيجند المغرب كل القوى الصهيونية و الماسونية بالعالم لإتهام الجزائر بالعنصرية و معاداة ما يسموه بالسامية.
و هو ما يفرض على الجزائر حاليا اليقظة و إلإستعداد لكل الاحتمالات خاصة و أنها مستهدفة من قبل المغرب الجار الذي ينفذ أجندة و إملاءت الصهاينة بمنطقة شمال إفريقيا.
هولندا

#علي_لهروشي (هاشتاغ)       Ali_Lahrouchi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات