بيتر ابيلارد
الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:30
المحور:
الصحافة والاعلام
بالرغم من إنقطاعي عن كتابة أي شيء من فترة لكن أحيانا ما يقرأ أحدنا شيئا مستفزا يخرجه عن صمته.
والذي أخرجني عن الصمت هو خبر صغير غير مهم نشرته بي بي سي منذ دقائق، الخبر عنوانه "عودة أول سائحة فضاء إلى الأرض" ويبدأ الخبر مستفزة "هبطت أنوش الأنصاري، أول إمرأة مسلمة تنطلق إلى الفضاء"
هذه الجملة وشبهها تعودنا عليها في الصحافة المتخلفة في بلداننا والتي يجب أن تحدد ديانة أي شخص يقوم بأي عمل ما. وبغض النظر عن أهمية أو تفاهة هذا العمل فالمهم أن نذكر ديانته. ولكن لم نتعود على هذه النوعية من الصحافة خارج "الشرخ الأوسخ" أما الأن فقد نجحنا في أن ننقل العفن الإجتماعي الذي نتمتع به إلى باقي دول العالم.
فلا يهم كثيرا في الموضوع أنه يتكلم عن إمرأة تنفق عشرين مليون دولار لكي تقدي نزهة لمدة عشرة أيام، فهذه أمور جانبية لا تهم كثيرا.
أم ربما يقصد صحفيوا البي بي سي جيدا أن يذكرونا بأن تلك المرأة التي أنفقت 20 مليون وتريد أن تنفق مثلها لرحلة أخرى تنتمي إلى منطقة أكثر من نصفها من الجوعى ولا يطعمهم إلى الغرب الكافر، ربما وربما لا.
لكن السؤال المهم ما دخل ديانة الإنصاري برحلتها البذخية للفضاء، أو ما دخل تذكيرنا بديانة الأشخاص إذا لم يكن لهذا أي علاقة بعملهم. فهل ستختلف ركلة لاعب الكرة الفرنسي المسلم كثيرا عن ركلة اللاعب المسيحي، الملحد،... وهل ستختلف قبضة "الحاج" مايك تايسون عن غيره، وهل ستختلف عثية بذخ الأغنياء طبقا لديانتهم؟
أعتقد أن القسم العربي من الأذاعة البريطانية أخيرا أصبح يدار بنفس العقلية التي تدير إعلامنا غير المحترم ولن أتعجب كثيرا إذا ما اتخذت المحطة منحى أكثر تطرفا وأكثر تخلفا حتى تصبح صورة طبق الأصل من إذاعتنا الكريهة.
بيتر أبيلارد
#بيتر_ابيلارد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟