أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد الداودي - الجامعات العربية.. أين هي؟














المزيد.....

الجامعات العربية.. أين هي؟


أحمد الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 09:20
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


أظهر التصنيف الأكاديمي لجامعات العالم أو ما يعرف باسم" تصنيف شانغهاي " الحضور الخافت أو لنقل الشبه المنعدم للجامعات العربية. وهذا إن دل فإنما يدل على التدني العلمي و الثقافي الذي بات حاضرا وبقوة في ساحاتنا ومنابرنا العلمية والفكرية وكذا مؤسساتنا التعليمية والثقافية. هذا المؤشر المتمثل في عدم بروز ولو جامعة عربية مع المائة جامعة المصنفة في العالم أصبح مصدر قلق يمكن أن تكون له عواقب وخيمة وكارثية على الأمة العربية. فالأمم على مر التاريخ و العصور تقدمت وارتقت بسبب العلم والمؤسسات العلمية. فما هي الأسباب الكامنة وراء هذا التدني الثقافي ؟ و أين نحن -الدول العربية- من التصنيفات العالمية ؟ يمكن أن يقول قائل أن العالم الغربي يقصد هذا الإقصاء من التصنيفات العالمية كما يعمل عمدا على تحطيم الإرادات العربية. فما لنا إلا أن نتساءل مع قائل هذا القول أين النخبة التي تغرد من داخل أسوار الجامعات العربية ؟ أين هم المثقفون ؟ وهذا سؤال يمكن أن تسأله على أي طالب عربي وسيكون الجواب بغياب المثقف من المنبر الفكري وكذا موت الجامعة العربية . لقد كانت من الأسئلة الجوهرية التي طرحت في الساحات الفكرية بالأمس وكتبت حولها أطروحات عدة هي : من هو المثقف؟ ما دوره؟ ... الى غيرها من أسئلة. أما اليوم فالسؤال المطروح هو أين هو المثقف؟ أين ذهب ؟ ألا زال حيا يرزق؟ أم أصبح جزءا من التاريخ يدرس في المدارس و الجامعات ؟

لقد كانت الجامعة بالأمس تمارس دورها بامتياز بحيث كانت تعرف ندوات وأمسيات علمية تساهم بقدر كبير في الدفع بطلاب العلم إلى البحث و الكتابة والنشر. أما الجامعة اليوم فأصبحت طللا من أطلال الماضي نتغنى بها, تحوي في ظلها أشباه باحثين (مع بعض الاستثناءات) ولجوا إلى التدريس إما عن طريق الرشوة أو عن طريق أحد المعارف.. هؤلاء لا يمكن أن تجد في جعبتهم ولا مقالة علمية أكاديمية فما بالك بمؤلفات علمية رصينة تساهم في الرقي والصعود بالجامعة إلى مصاف الجامعات البارزة و المرموقة عالميا. لو عدنا الى تصنيف شانغهاي سنجده يستند بشكل خاص على خمسة معايير موضوعية والتي تتمثل في:

عدد الخريجين والموظفين الحاصلين على جوائز نوبل والميداليات الميدانية
عدد الباحثين المتميزين الذين تم اختيارهم بواسطة شركة "كلاريفايت أناليتكس"
عدد المقالات الصادرة في الدوريات المتخصصة في الطبيعة والعلوم
عدد المقالات المجدولة في فهرس الاقتباس العلمي، أي فهرس الاستشهادات الموسعة والعلوم الاجتماعية
أداء المؤسسة لكل فرد.
ولو وضعنا هاته المعايير أمام المعطيات التي نتوفر عليها والتي نستقيها طبعا من الواقع التعليمي و الجامعي العربي لرأينا الأعطاب والعلل التي نعاني منها. فخد مثلا المعيار الثالث المتمثل في عدد المقالات الصادرة في الدوريات ستجد الفقر المعرفي و الثقافي الذي يعانيه باحثونا (طبعا هناك بعض الاستثناءات القليلة).

لقد غاب المثقف أو إن صح التعبير مات المثقف فماتت معه الجامعة, ذلك الصرح الذي كان بالأمس القريب مسرحا للنقاشات و السجالات العلمية و دارا للنشر والإبداع. فغدت اليوم مكانا للمصالح المادية و الدعاية السياسية واستغلال النفود من طرف أشباه أساتذة.

الواقع العربي أصبح ظاهرا للعيان مكشوفا لا يمكن أن يختبئ. كما أصبح يعيش أزمة قضية و أزمة هوية وأزمة ثقافة و... طالت نتائجها المثقف العربي الذي أصبح بدوره يقبع خلف أسوار جامعة ميتة لا تقدم للمجتمع سوى جحافل من الفاشلين هم ضحايا هدا المسمى مثقف و ضحايا نظام تعليمي فاشل لا يسمن ولا يغني من جوع.

هل أخطأ تصنيف شانغهاي؟ سؤال لنا أن نطرحه على أنفسنا ولنا في الجامعات التي صنفت في المراتب الأولى عبرة. فانظر تجد.



#أحمد_الداودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد الداودي - الجامعات العربية.. أين هي؟