أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم سليمان - عندما علمت انني وهابي















المزيد.....

عندما علمت انني وهابي


ابراهيم سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 08:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل كنت اعلم أنني وهابي .. ؟ لم اعلم أنني بهذا القبح .. ! كنت أظن أنني مسلم .. وإذا بي وهابي ..! هل الوهابية دين ..؟ كنت طول عمري وهابي ولم اعلم .. ! الآن فقط علمت أنني وهابي بعد أن مضى ربع عمري أو أكثر .. ! وليتني لم اعلم ..! أهلي والناس الذين حولي لم يسمعوا بالوهابية .. لم يعرفوها .. والمتعلمين منهم ينكرونها ويغضبون من التلفظ بها .. ! باعتبار أسمها بدعة ..! الآن علمت لماذا نحن مختلفين .. لماذا أول شيء يلفت نظرنا خارج الحدود هو ( البدع ) و ( الشركيات) .. هو القبور والمزارات .. هوا لتدخين .. والمرآة .. المرآة الحرة التي تنظر في عينك ولا تبالي .. المرأة التي تعمل في كل المجالات وتقود السياره .. حتى أطفالنا يتساءلون عندما يذهبون إلى البحرين .. فقط البحرين يصابون بصدمة حضارية .. لأنه بلد غير وهابي ..! دخلت عالم ألنت .. ووجدت الوهابية كما لم أظن .. صدمت من هول وحجم الكراهية ضد منطقتي نجد .. وضد أهلي وثقافتي .. وحجم الاحتفال والفرح بحديث قرن الشيطان العنصري الغريب المحير ! .. تساءلت هل نحن بهذه القسوة .. بهذه الوحشية .. اكتشفت أننا عصاة ومخالفين وخارجين عن إجماع المسلمين .. وان من يتهمنا بالهرطقة ليس الشيعة فقط ولكن السنة أيضا ..! هل نحن كذلك .. هل نحن نكره الرسول ..هل أولئك الذين ارتكبوا المجازر في جنوب العراق وفي الحجاز وغيرها كانو ضالين ؟ .. هل أجدادي نازيون ..؟!
أينما ذهبت من اندونيسيا إلى المغرب , لا أحل بمدينه أسلامية إلا وأطوف على مزاراتها , انتشي حينا بغموض الأحوال واستمرار اللغز الكبير .. وارى صور البؤس العقلي واندحار الوعي أمام العجز والضعف والاستبداد ..استبداد الحكومات واستشراء الظلم يدفع الجموع إلى المقامات وطلب الشفا عات .. كل ما زرت مزارا أو مقاما لأحد أولياء الله الصالحين .. و كلما رأيت جماهير المؤمنين تتسول الكرامات و المساعده من المقام , تخطر ببالي مدننا وقرانا الخالية من هذه( البدع والظلالات ) .. بل الخالية حتى من التزيين للمساجد خشية الوقوع في المحظور .. كل ما شاهدت تلك المزارات تذكرت تاريخا من الهجوم على بلادنا واتهامها بالهر طقه والزيغ .. واسأل نفسي من هو المهر طق ومن هو العاقل .. بل من هو العاقل ومن هو المجنون ..؟وما دام العصر هو عصر العلم والتعليم .. ومنجزات العلم و حلول التكنلوجيا لمشاكل الحياة صارت حقيقة لا جدال فيها .. ومادام أن العصر وأهله يتنافسون في الحديث عن العلمية ومعاييرها واعتماد العلم مرجعا في الحياة ..أقول لنفسي ولأولئك الفرحين بحديث قرن الشيطان وعنصريته ..! على رسلكم .. فمن هو الأقرب إلى نبض العصر والى روح العصر .. هل هو من يتسول عند الأضرحة المعجزات أم من يرفض هذا التسول .. من هو الأقرب إلى بيئة المختبر والمعمل والبحث العلمي و التكنلوجيا ؟ من هو الأقرب إلى بيئة السحر والخرافة والأساطير ؟ ومن هو الأقرب إلى روح العلم و العصر .. هل هو التوسل والتشفع أم عبادة الله مجردا بلا وسائط .. و التجريد هو أرقى صور العقل التي تتجلى في الرياضيات والمنطق .. والعلوم ألبحته هي علوم مجرده أساسا .. مليئة بالرمز وبعيده عن المثال الحي المجسم .. من هو الأقرب إلى إنسان العقل المجرد .. من يتواصل مع الله مجردا ..أم من أوصلته عهود الاستبداد إلى أن يتوسل بإنسان ميت لا حول له ولا قوة بل لا وجود ..؟ إن جوهر الوهابية أو بؤرتها الأساسية في ظني هو محاربة الأضرحة و المزارات ومنها تشعب الخوف من البدع وطال مجالات أخرى في الحياة وتحول إلى عقدة أو فوبيا للشرك وفوبيا للبدعة أفسدت حياتنا .. الوهابية واضحة بسيطة فلا ركام من الممارسات الطقوسيه .. لا موالد ولا مهرجانات مزحومة بالغوغائيين .. هدوء وصمت ورقي .. الوهابية هي قفزه من المستوى ألعرفاني .. من ألحاله اللاواعية إلى الوعي .. الوهابية هي طمر ألخرافه .. دفن ركام الغيبيات .. تخليص الواقع من القوى البدائية نحو نور العقلانية .. لكن السياسة أسأت لها أكثر مما يبدو على السطح .. بل أنني أرى أن الشيخ محمد بن عبدا لوهاب لم يكمل المهمة .. هو عمل نقله إلى الأمام في التخلص من الطقوس الدينية الزائدة .. فكلما خفت وقلت التكاليف والممارسات الغيبية كان هذا أرقى وأكثر تقدما .. لكنه كان يجب أن ينقل الإسلام خطوات أمامية أكثر وابعد لولا التعصب والجهل الذي سيطر ولازال على العالم الإسلامي .. فقد خلصنا من طقوس ودروشه وذكر و أذكار وأوراد ودفع أموال بلا فائدة , وكأن الإسلام تنقصه العبادات حتى نضيف له المزيد من العبادات و المواسم الدينية التي يستصعب الإنسان المعاصر القيام بها .. الوهابية كما أظن قد خلصتنا من كثير من الممارسات والواجبات الزائدة كواجب الطاعة والشكر لإنسان مات وشبع موت أو إنسان ولي أو تقي و لا تربطني به إلا صلة الكراهية له لأنه يلزمني أن افسد روتين حياتي وان اذهب لأخضع وأتوسل واهين نفسي وهو لم ولن يستطع أن يساعدني بأي شيء مطلقا .. فلا يوجد في الوهابية لا ليلة النصف من شعبان ولا ليلة الإسراء ولا راس السنة ولاذ كرى ألبعثه ولا موالد ولا أشياء كثيرة تنتمي لعهود السحر والدين الاسطوريه .. الوهابية نظفتنا من عشرات وربما مئات من الشخصيات البشرية النجسة المدعية الطهر والقداسة والتي في الواقع الصحيح هي كائنات بشريه لا تختلف عن أي شخص يسير في الشارع يممتلئ بنوازع الخير و الشر والطمع والرغبات الأرضية والجنسية لان كل بشر هو عجينة من الرغبات والعقد المتولدة من عدم إشباع بعضها .. فوق ذلك تطالبنا هذه الكائنات الارضيه ويطالبنا المجتمع الغيبي معها أن نصلي لها ونقدسها , وان نملاء حياتنا ذهابا وإيابا لها , خاصة ونحن في هذا العصر الذي كثير من الناس يتكاسلون عن الواجبات الأساسية التي تقدم ل الله الحقيقي والكعبة الحقيقية .. كثيرون وأنا أو لهم يتثاقلون ويتململون في أداء الواجب لخالق العالم نفسه حتى تأتي لنا كائنات أرضيه مليئة بالشهوات لتطلب مني أن أقدسها واركع واسجد لها ..! شكرا يا ابن عبد الوهاب .. لأنك ريحتني شخصيا من التذلل لغير الله ومن تضييع وقتي في ملاحقة الجموع من زاوية إلى زاوية .. لكنك لم تكمل الرسالة التي أفسدتها السياسة .. لم تكمل المهمة .. ليتحرر الإنسان من أضرحة ومزارات وقباب حية تعيش بيننا .. وأقول لمن يبكي على مجازر الأمس التي ارتكبها الأجداد ..تمهلوا .. فنحن في عصر العلم ..والدين في القلب .. بل حتى القلب صار يضيق به في هذا العصر الذي حول الدين من القلب إلى الجيب ! .. أقول لأصحاب الفرح بتحويلنا إلى شياطين .. دعوا الخلق للخالق .. وللنظر للمستقبل فقط بأخوة ..
وعودة إلى وهابيتي التي اكتشفتها فقد لاحظت إن كثيرين من أبنائها المستنيرين يحاولون الفكاك منها وإنكار تأثيرها عليهم ولكن من واقع التجربة أقول إنها مثل الدم تجري في العروق فلا أستطيع أن امنع نفسي من رؤية (المنكرات و البدع و الشركيات ) أينما ذهبت خارج المملكة .. أينما ذهبت لا تخطيء عيني البدعة رغم كل الزند قات التي أحياها ..!! كما اكتشفت أيضا منى خلال مراقبة الفتاوي والمواعظ أن الوهابية مع الأسف اقل إنسانيه مما يجب ولا يشهد لها بنصر إنساني يخرجها من قوقعة الوساوس ألفقهيه العقيمة وان تنتصر للإنسان الفرد الضعيف وكأنها بقبليتها شبه العنصرية أيدلوجيا للأقوياء فقط .. أنها لا تفضح الظلم والسرقات و الانتهاكات ضد الإنسان طفلا أو أمراه أو فقيرا أو مشردا أو ضعيفا أو مهاجرا أو لاجئا .. هل هي أيدلوجية القلة التي تمسك مفاتيح الكنوز وسلاح القوه .. ؟ أم هي ايدلوجيه شعبيه تلبي متلطبات الشعوب وتنظر في حل أزماتهم الحياتية وتحديات العصر ومشاكله ..؟؟ المشاهد اليوم من خلال أدبياتها الكثيرة إنها جعلت المواطن العادي البسيط هدفا وعدوا تطارده و تكفره وتفسقه وتبدعه وتلومه وتهدده بالويل والثبور .. وسلت سيف القوه في وجهه باسم تنفيذ أحكام الله ! فتدحرجت الرؤوس وقطعت الأيدي والأرجل وصلب من صلب وجلد من جلد بلا ادني تردد أو تفكير أو مراجعه .. ولم اعرف لها موقفا شعبيا واحدا في نصرة الإنسان العادي الإنسان الضعيف وهذا يقود إلى التساؤل لماذا لم تنتشر الوهابية خارج موطنها انتشارا كبيرا يتناسب مع طهريتها ونقائها وقد مرت عليها قرون ؟ ..هل هي محليه ؟ .. أم هي خاليه من الجاذبية بسبب روحها القبلية و القتالية و ضعف جوانبها الإنسانية ؟؟ .. أم لبعدها عن هموم الواقع وحربها ضد الإنسان الفرد العادي المجرد من القوه أم تزمتها وحرفيتها المرهقة .. الغريب انه حتى بعد وفرة المال والثروة النفطية والسيطرة الإعلامية الكبرى كان نجاحها الملاحظ هو فقط مع الفئات الساخطة في العالم العربي والإسلامي .. التي تحول بعضها إلى أعمال الإرهاب الإسلامي ومن الغريب أيضا أن المنشقين والمتمردين على الوهابية ليست لهم قضايا شعبيه كذلك فلم يرفع شعارا إنسانيا وشعبيا واحدا .. بل إن المنشقين هم انشقوا لأنهم يرون تقصيرا في قمع واضطهاد الفرد المواطن .. فلا يعجبهم مثلا أن يترك إلى حال سبيله بل يرون انه قد انتشر الفسق والبدع بين الناس والتي تنصب على المواطن المسكين فهم يريدون أن يجردوه من حريته في الاتصال بالعالم عبر الجوال والانترنت والفضائيات و حرية السفر والتعبير والرأي .. والخ من( ضوابط شرعيه ) حسب نظرتهم..



#ابراهيم_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة والقسوة الدينيه
- متاجرة الاسلاميين بقضية الرسوم ثم بكلام البابا
- قناة المجد هي التي حطمت حياتي..!! بعرضها للمردان
- طبقية الحجاز .. وعنصرية نجد
- الضوء الذي أنار دواخلنا يوم ارتطمت طائرة ببرج التجارة ..
- لدينا أصعب الطرق للدخول إلى الجنة ..


المزيد.....




- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...
- قائد الثورة الاسلامية: ينبغي صدور أحكام الاعدام ضد قيادات ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم سليمان - عندما علمت انني وهابي