فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7390 - 2022 / 10 / 3 - 12:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بينما كانت خطواتهم تسم الطريق كان الفجر يتسلل إلى كل بيت فكان الحب وكان السلام وكانت الجماهير تنحدر كالأمواج يكتبون ملحمة النصر .. من أين تحدر هذا السيل الجارف وكيف استوعبته شوارع بغداد وساحة التحرير جاؤوا يحيون ويستذكرون يوم تشرين الأغر .. نعم جاؤوا رغم الصعاب وفي الموعد المنتظر .. كأني أحس بخطواتهم من وراء الليالي وراء العذاب ورغم العثار وجهد السفر وألمحهم من خلال قسمات الوجوه يجيئون من كل فج ومن خلف كل جدار وطافوا مع الشمس مع يقظة الشمس يقتحمون الشوارع في روعة الانتصار في خطاهم وسام يزيحون ثقل السنين بإرادة الأبطال ويقتحمون رحى الانتظار .. بيرق النصر يرف على شرفات العراق كسيل تطامى الوى شموخ القدر إني أعرفهم بشموخ الجباه وسخط الجراح وعمق الغضون وطول السهر .. فأدرك أن المجيء مجيء الأبطال وإن الزمان الآن زمان الظفر وإن القلوب التي أثقلتها هموم القهر وشاخت لديها جذور السأم أطلت تغني وتشدو ليوم تشرين الأغر فمست وجوم الشفاه لكي تبتسم رأتهم الجراح فكنتم ضماد الجراح وكنتم عيون الضحايا وقد أقسمت أن لا تنام وكنتم إذا ران ليل كثيف الظلام وسُدّ الطريق أمام الزحوف أمام الجماهير وطوّح بالركب صوت الجبان وشق على المتعبين المسير ولاحت عيون الذئاب نذرتم دماء الشهيد فكان الطريق وكان الصباح والسلام وكنتم هداة المغذين في وحشة الدرب والموغلين إلى حيث يلتئم الشمل ونصحو على فجر يوم سعيد .. وكنتم رفاق الطريق برغم العثار لميلاد يوم جديد .. وكنتم شهود الحياة وصوت الضمير عندما يستفز الحياة عتو الجديد .. يبقون واقفين على صخرة المستحيل .. مع المستحيل على موعد حتى ينحني ويندحر .. وكنتم إذا التاع جرح سألتم جراحكم أن تنفجر .. وما كان للجرح لولا دماؤكم أن ينتصر.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟