عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع
(Ahed Jumah Khatib)
الحوار المتمدن-العدد: 7389 - 2022 / 10 / 2 - 02:32
المحور:
المجتمع المدني
مقدمة:
أن صياغة مصطلح المقاصد الشرعية وإن كانت متأخرة فإن الفكرة ترجع إلى بداية التاريخ الإسلامي، فالمصالح المرسلة عند الإمام مالك والاستحسان عند الإمام أبي حنيفة ليسا إلا مصطلحين يأخذان في الاعتبار المقاصد الشرعية، وإمام الحرمين الجويني كان أول من استخدم مصطلح المقاصد، وأخذه عنه تلميذه الغزالي، الذي قسم المصالح إلى خمسة أنواع:
1- حفظ الدين
2- النفس
3- العقل
4- النسل
5- المال
مشيرا إلى أنها مستنبطة من أحكام الشريعة. وجاء بعده شيخ الإسلام ابن تيمية فأدخل حفظ الأعراض مكان النسل في التقسيم المذكور آنفًا، وأشار إلى عدم انحصار المقاصد في دفع المضار وأنها تضم جلب المنافع أيضا. وبهذا يرى أن نطاق المصالح يتعدى الأمور الخمسة. وسلك تلميذه ابن القيم مسلكه، فأدخل العدل في المقاصد.
أما العالم الأندلسي أبو اسحاق الشاطبي، فبالرغم من استخدامه للمصالح الخمسة التي ذكرها الغزالي، لم يلتزم بترتيبه ولم يصرح بإمكانية الإضافة إليها أم لا. وقد أطنب في ذكر درجاتها من ضرورية وحاجية وتحسينية. ويقول إن المقاصد وإن كانت مستنبطة من الشريعة، فللعقل دور مهم في فهمها، ويرى أن هناك دائرة للاجتهاد يدخل فيها عامة المسلمين وذلك بعد ما فهموا الأحكام الشرعية ومقاصدها، فهم يستطيعون الاجتهاد في اختصاص عملهم وأمور دنياهم.
ويذكر الدكتور صديقي بعض المقاصد الاخرى على النحو الآتي: العز والشرف الإنساني، والحريات الأساسية، والعدل والقسط، وإزالة الفقر والكفالة العامة، والمساواة الاجتماعية، وعدم السماح بتوسيع الفرق الموجود في توزيع الدخل والثروة، والأمن والسلامة، والمحافظة على النظام، والتعامل والتعاون على مستوى العالم (إصلاحي, 2009).
مما تقدم, نرى ان المقاصد في مجموعها تضمن الامن الانساني في مجمله سواء اكان في حفظ النفس والدين والمال والعقل والنسل.
وقد اورد بلوافي في مراجعة كتاب شابرا بعنوان " الرؤية الإسلامية للتنمية في ضوء المقاصد الشرعية مراجعة كتاب: محمد عمر شابرا" ( نظرا لأن تقوية النفس البشرية تُعد أحد أهداف الشريعة الخمسة، فإن من اللازم بيان كيفية تحقيقه. ولهذا الغرض لا بد من تحديد حاجات البشر الأساسية التي ينبغي تحقيقها، ليس فقط لرفع مستوى تنميتهم وفلاحهم واستدامتهما، وإنما لتمكينهم أيضا من أداء دور استخلافهم على الأرض بفاعلية. وهذه الحاجات، التي يمكن الاصطلاح عليها بالحاجات التابعة للهدف الأساسي المتمثل في تقوية النفس البشرية، وردت الإشارة إليها على نحو صريح أو ضمني في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وفصلها الفقهاء في أعمالهم. وقد يتيح ضمان إشباع هذه الحاجات رفع المستوى الأخلاقي والبدني والعقلي، وتعزيز القدرات التقنية للأجيال الحاضرة والقادمة، ومن ثم يضمن استدامة الفلاح". وقد حدد المؤلف أربعة عشر مقصدا تابعا لهذا المقصد، كما هي موضحة في الرسمين المدرجين أدناه ثم راح يفصل في أهميتها وكيفية ارتباطها بتحقيق الرفاه الحقيقي للإنسان من خلال "الرؤية الإسلامية".
#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)
Ahed_Jumah_Khatib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟