أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - قضايا الراهن والطريق نحو سودان السلام والديمقراطية














المزيد.....

قضايا الراهن والطريق نحو سودان السلام والديمقراطية


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7387 - 2022 / 9 / 30 - 18:22
المحور: الصحافة والاعلام
    


(رأي خاص)

هنالك نقاشات حادة وجادة تدور في المنابر الإعلامية؛ تتركز حول الإضطرابات السياسية والأمنية وتصاعد الخلافات بين المكونات الوطنية إلي حد جعل خطاب الإقصاء والإستعلاء وإستعداء الآخر مسألة ملازمة للعملية السياسية السودانية.

يتحول خطاب الإستقطاب من خانة إستعطاف الجماهير لمناصرة توجهات سياسية محددة إلي مربع مهاجمة قضايا طيف واسع من جماهير الريف والمدن المريفة مثّل حملة "أنا متضرر من سلام جوبا"؛ فالذين دفعوا أثمان باهظة في حرب الدولة الإنقاذية ضدهم يستحقون السلام والإستقرار، ويجب أن لا تساق القوى السياسية المستنيرة والجماهير خلف هذه التوجهات المضادة للسلام.

هنالك تقاطعات لمصالح سياسية وتجاذبات وملاعنة بين من يرون أنهم أوصياء بامتياز تاريخي يخول لهم البت في أمور البلاد دون سواهم، ومن يناهضون المفاهيم الإستعلائية في مسار التحرر باعتبارهم جزء أساسي من المجتمع والدولة السودانية والحراك السياسي، وهذا الصراع لا يفيد السودان إنما تستفيد منه القوى الظلامية والنظام البائد.

لقد أصبح الطرف الأول من هذا التصور لا يفرق بين السلام كقضية إستراتيجية وقضية حقوق ومفتاح بناء دولة الرعاية الإجتماعية والديمقراطية والنهوض الإقتصادي وبين الصراع السياسي مع حركات الكفاح المسلح؛ فالسلام من أهم مداخل البناء والتطور وهو إستحقاق لطيف واسع من سكان السودان ولا يتعارض مع ما تسعى إليه القوى الآخرى، لكن هنالك من ينظرون لقضايا السودان بعين واحدة.

لنأخذ مثلاً العلاقة بين قضايا الحريات السياسية والمدنية والديمقراطيات والمساواة بين الجنسين وغير ذلك؟، وقضايا عودة النازحيين واللاجئيين قضايا الأرض والحواكير والزراعة والرعي وإعمار ما دمرته الحروب وتحقيق التنمية المتوازنة وما إلي ذلك؟، وكل هذه القضايا ترتبط ببعضها ولكن تختلف أولويات الهامش الواسع عن غيرهم، ويجب إحكام الربط بين قضايا الريف والمدينة في التخطيط لبناء السودان الجديد.

إتفاقية جوبا لسلام السودان: تم توقيعها بين حركات الكفاح المسلح وحكومة السودان، وقد حققت مكاسب إنسانية وسياسية وإقتصادية وأمنية للمجتمعات في مناطق الحروب من بينها الإعتراف بالتنوع الثقافي والديني وتقاسم السلطة والثروة والحكم الذاتي في سودان موحد والترتيبات الأمنية لإنهاء ظاهرة تعدد الجيوش وتمهيد مسار هيكلة المنظومة العسكرية والمدنية والقضائية وفتح طريق العودة للملايين من النازحيين واللاجئيين والإستمرار في تحسين العلاقات الدولية مع شركاء السودان وضمان التمثيل العادل للسودانيين من كافة الأقاليم/ولايات في البعثات الدبلماسية.

لقد عبر الموقعيين علي إتفاقية جوبا لسلام السودان عن أن ما تم الإتفاق عليه هو المتاح في حين أن السلام لا يكتمل إلا بضم الذين لم يتوصلوا لقرار الدخول في عملية السلام، ومن المستحسن تشجيعهم للذهاب إلي عملية السلام؛ لكن الخطاب المضادة للسلام في الإعلام المعارض لحركات الكفاح المسلح لا يشجع الآخرين علي التفكير في خوض تجربة قد تكون من الخطر بمكان.

لم تكن الحملات المضادة غريبة ولا جديدة علينا ولم تمنع الموقعيين علي السلام من التذكير بأن السلام يمثّل رؤية إستراتيجية لبناء دولة السيادة والعدالة والإجتماعية والتنموية وعلاقات جيدة ومتزنة مع العالم الخارجي، ونحن نعمل لتحقيق ذلك رغم العثرات والعقبات التي نواجهها سواءً في تنفيذ الإتفاقية أو الحملات الشعواء من دعاة الحرب أو مسألة تهيئة البيئة الوطنية لدعوة أولئك الذين ينتظرون علي الرصيف البعيد للدخول في السلام.

إن تفاقم الأزمة السودانية أنتج أمامنا سيناريوهات سياسية وأمنية مختلفة، ونتوقع الذهاب إلي واحدة من هذه الخيارات لحل الأزمة الوطنية الحالية:-

أولاً. تجميع المبادرات السياسية المطروحة من قبل المكونات السياسية والمدنية والدينية والأهلية والمجموعات النسوية والشبابية بغرض إجراء مقاربة للقضايا محل التوافق والتباين لإنتاج عملية سياسية متكاملة وذات حيوية ومصداقية تمكن الخروج من هذا الوضع المأزوم.

ثانياً. الدخول في عملية حوار سودانوي مباشر بين أطراف الأزمة طبقاً لخارطة طريق وإجراءات تمهيدية متفق عليها بين الأطراف السودانية بتسهيل من الآلية الثلاثية ودعم من الرباعية الدولية بغية إنتاج حل سياسي شامل للسودان.

ثالثاً. التمسك بتنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان كمسألة إستراتيجية ودعوة كل الحركات المسلحة للتوقيع علي السلام بدلاً عن الدعوة لإلغاء أو تجميد الإتفاقيات الموقعة مع الدولة.

رابعاً. إذا عجز السودانيين عن الحل فيجب التفكير خارج الصندوق من أجل فتح مسار جديد لحوار سياسي سودانوي منتج يحقق التحول نحو دولة السلام والديمقراطية والتنمية والمواطنة المتساوية بلا تمييز.

خامساً. الأنفراد بالحل لا يحقق التوافق المطلوب إنما يساعد علي تعمق الأزمة في ظل التحديات السياسية والإقتصادية والأمنية وبدلاً عن بحث حل خارجي بامكان السودانيين أن يحلوا قضاياهم دون إقصاء ويتطلب ذلك الإعتراف بالجميع.

سادساً. يجب مناقشة مبادرة الجبهة الثورية خاصةً فيما يخص الحوار الممرحل والمستمر والتوافق علي حكومة ذات مهام وصلاحيات محددة يشارك فيها كل الأطراف الوطنية.

30 سبتمبر - 2022م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الشعبية: تبعث برقية عزاء لأسرة الرفيق ضحية سرير توتو
- الحركة الشعبية: في تشيع الفنان عبدالكريم الكابلي
- اليوم العالمي للسلام وأسئلة السلام في السودان وافريقيا
- لمحة من تجربة حوارية
- الحركة الشعبية - بيان للرأي العام
- قضايا السلام والتحول السياسي الديمقراطي
- تعليقاً لإجتماعات المجلس القيادي القومي
- الذكرى الـ(6) لرحيل القائد وليام قوبيك
- بيان: الحركة الشعبية - ولاية سنار
- تعليق حول إنتخابات دولة أنغولا
- زيارة وفد السودان لجنوب السودان
- ساليف: مقطع جديد من لحون الوحدة
- حلقات تحرير الرؤية والتنظيم
- تعليقاً للمعادلة السياسية ومعضلة الإستعلاء والإستعداء
- تعليقاً حول متطلبات إصلاح خط الدولة وتصحيح الخطاب السياسي
- تعليقاً حول رسائل القائد مالك عقار وتطورات المشهد السياسي ال ...
- تعليقاً حول إنعقاد الإجتماع الفني للحوار المباشر ومواقف الجب ...
- تعليقاً حول الراهن السياسي وتصريح القائد مالك عقار
- زيارة القائد/ جيمس واني إيقا للخرطوم
- تعليقاً حول حوار الأسافير بخصوص الحوار السوداني


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - قضايا الراهن والطريق نحو سودان السلام والديمقراطية