أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال إبراهيم - جورج طرابيشي وإشكاليات الديمقراطية في العالم العربي














المزيد.....

جورج طرابيشي وإشكاليات الديمقراطية في العالم العربي


جلال إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7387 - 2022 / 9 / 30 - 13:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في مقاربتهِ للديمقراطية في العالم العربي، يصفها جورج طرابيشي- بالإشكالية، لأنها عبارة عن مسألة يكتنف الإجابة عنها صعوبات وتبدو قابلة لأجوبة متعددة، بل ومتناقضة. والإشكالية على عكس المشكلة التي يمكن الإجابة عنها، بعد البحث والتقصي، بطريقة علمية أو برهانية.


في الساحة الثقافية والسياسية العربية، تُعد إشكالية الديمقراطية واحدة من أهم الإشكاليات المطروحة، حيث يراهن العرب عليها في نقلهم من حالة الضعف والتخلف، إلى واقع القوة والتقدم. وهنا ينتقد طرابيشي تحويل الديمقراطية إلى ايديولوجيا خلاصية جديدة “تتم تحويل الديمقراطية في المخيال العربي، بعد فشل الايديولوجيات القومية واليسارية الثورية، إلى كلمة (سمسم) بديلة لفتح مغارة الحداثة المستغلقة”.


منطق المعجزة الملازم لكل ايديولوجيا خلاصية، سيدفع طرابيشي إلى صياغة إشكالياته المتعددة حول المسألة الديمقراطية في العالم العربي. أولى هذه الإشكاليات تتمثل في “إشكالية المفتاح والتاج” التي يمكن توضيحها بطرح السؤال التالي: هل الديمقراطية هي المفتاح السحري الذي نفتح بهِ جميع الأبواب المقفلة، أم أن الديمقراطية هي التاج الذي يتوِّج التطور العضوي للمجتمع المعني وينهض مقياساً على تطوره؟


يشدد طرابيشي على أن الديمقراطية هي بذرة برسم الزرع، لا ثمرة يانعة برسم القطف. فحتى تنمو الديمقراطية تحتاج إلى عمل وشغل في النفس وفي تربة المجتمع. والجهد يكون مُضاعفاً عندما يتم استزراع بذرة الديمقراطية بالمثاقفة. وهو على النقيض تماماً بما تقترفه الايديولوجيا الخلاصية عندما تجعل من الديمقراطية ثمرة يانعة برسم القطف، لا تقتضي جهداً.


ومن أهم الإشكاليات التي طرحها طرابيشي حول مسألة الديمقراطية في الوطن العربي، إشكالية “مفتاح المفتاح” فقبل أن تكون الديمقراطية مفتاحاً لجميع الأبواب الأخرى، فإنها هي نفسها بحاجة إلى مفتاح. هذا التأكيد على مشروطية الديمقراطية لا يلغي دورها الفاعل كشرط من شروط الإقلاع، ولكنه يلغي توظيفها كمفتاح سحري لتحقيق معجزة النقلة الفجائية من واقع التأخر إلى مثال التقدم.


يعترض طرابيشي على اختزال المأزق الديمقراطي في العالم العربي في حاصل القطيعة بين الدولة والشعب، وانفراد الدولة بتقرير مصائر الشعب. وفي تشخيصهِ للمجتمع المدني العربي، الذي يرى طرابيشي أن نسميه (بالمجتمع الأهلي العربي) أنه يعاني من مرضين خطيرين يُعيقان إقامة ديمقراطية حقيقية، هما: الفئوية الطائفية واللوبوية الدينية. الأولى تؤدي إلى خلل خطير في تطبيق مبدأ التمثيل الديمقراطي، وإلى خلل أشد خطورة في اشتغال جدلية الأكثرية والأقلية. بينما الثانية تعمل على إعادة تديين مظاهر الحياة العامة والخاصة وفق أجندتها القائمة على التعصب والعنف. لذلك تصطدم هذه اللوبيات الدينية بمنظومة القيم الديمقراطية، وعلى رأسها حرية الفكر والاعتقاد.


الإشكالية الأخيرة التي يطرحها طرابيشي تتمثل في إشكالية “صندوق الاقتراع وصندوق جمجمة الرأس”. ففي مجتمع لم يُنجز تحديثه المادي والفكري ولم يستكمل ثورته التعليمية، فالديمقراطية لا يمكن أن تكون نظاماً للحكم بدون أن تكون نظاماً للمجتمع. ومع أنها-الديمقراطية-بالتعريف نظام للدولة، فإنها بالجوهر نظام للمجتمع المدني.

من هذا كلهِ نخلص إلى أن الديمقراطية هي ثقافة ومنظومة قيم متضامنة. وأن أهمية الديمقراطية ليس في صناديق الاقتراع وحدها، بل كذلك، في السلوك والعقل والوجدان. لأن الديمقراطية هي بالأساس ظاهرة مجتمعية، والمجتمع هو في المقام الأول نسيج من العقليات.



#جلال_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في الإسلام .. رؤية وإشكالات
- نظام دولي أعور
- النصوص الإسلامية في مناهج التعليم
- خطأ الدمج بين اليهودية والصهيونية
- عولمة الرأسمال أم عولمة الإنسان
- الغرب والإسلاموفوبيا
- حركات الإسلام السياسي والتطفل على الديمقراطية


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال إبراهيم - جورج طرابيشي وإشكاليات الديمقراطية في العالم العربي