صدام ونظرته الى السلطات الامريكية الثلاث ( التشريعية، التنفيذية والقضائية)
من كتاب ( لماذا غزا صدام الكويت) الذي جاء كمحاولة نظرية لاسباب غزو صدام للكويت، يذكر الدكتور مسلم بن علي بن مسلم ان صدام سأل صحافيا عربيا ( لم يذكر اسمه) عن كيفية قيام حكومة الولايات المتحدة بعملها، اخذ الصحافي يشرح بدقة نظام الضبط والتوازنات في حكومة الولايات المتحدة والفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ، عند ذلك سأل صدام :" مع من اذا يفترض بي ان اتعامل ؟ ". ويقول الدكتور مسلم عن حالة صدام :" البيانات من هذا القبيل تبرز، على الرغم من عدم اهميتها من ناحية سطحية، عدم معرفة صدام ، الاستثنائية، ان لم نقل الخطرة، بالنظام السياسي المعقد في اقوى دولة في الكرة الارضية، هي البلاد التي كان على وشك تحديها.
اما عن اطلاعه على قوانين معارضة الرئيس والعقاب عند الامريكان، فالكاتب الدكتور مسلم يذكر بان صدام سأل في احدى المرات، مراسلة تلفزيون أي. بي. سي (ديانا سوير) قائلا :" الا يعاقب القانون في بلدك اي شخص يهين الرئيس؟". فردت عليه بأنه لا وجود لمثل هذا القانون ولو اوجد، لكان مقدرا لنصف السكان ان يكونوا في السجن". اما صدام فجاء جوابه متسترا حيث قال لها:" ان الرئيس يعتبر في العراق، ومن قبل الناس ، رمزا يمثل شيئا ما". ولم يوضح صدام لها ولنا ما هو هذا الشيئ الما. لربما لانه لا يعرفه ايضا كما لم يعرف عن السياسة والقانون الامريكي شيئا والتعليق الاخير لكاتبة المقال التي تتمنى ان تكونوا قد تعرفتم معها على عقلية صدام من خلال هذا المقتطف في الكتاب الشيق الذي كتبه مشكورا الدكتور مسلم بن علي ونشرته دار الساقي عام 1995 في بيروت.
يتكون الكتاب من 235 صفحة، يشرح الكاتب فيها طبيعة وشخصية صدام العنيفة والدموية، منذ ولادته وظروف واسباب استلامه المناصب في حزب البعث المقبور، كما يشير الكتاب وبسرعة الى الحرب التي شنها صدام على الجارة ايران واسبابها، واخيرا يتطرق بتفصيل الى الحرب التي شنها صدام ايضا على الجارة الكويت، اسبابها وظروفها وتطوات النظام الدولي وقتها. الكتاب متوفر في المكاتب العامة في كندا لاهميته.