صائب خليل
الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 09:33
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في موقع الحوار المتمدن كتب شمدين شمدين "في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف؟" قائلاً:
"العالم الإسلامي يستعد اليوم لاستقبال ضيف كريم ، ضيف يحرم في حضوره سفك الدماء والاعتداء على الأعراض"...."الصوم يعني الامتناع عن استهداف الأطفال والنساء وقطع الرؤوس وتفخيخ الأجساد" ..."علينا جميعا اخذ استراحة من القتل والفساد والقمع" ...."واليوم الناس تنتظر رمضان كي تستريح قليلا من صوت المدافع والرصاص ، فهل يشملهم رمضان بكرمه وعطفه ويتوقف كل هذا العنف ولو لشهر واحد ؟ أمنية نتركها وديعة لدى أصحاب الشأن وندعو الله أن يملأ قلوبهم بالعطف والحنان على هذا الواقع المر الذي نعيشه كمسلمين أولا وأخيراً" http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=76206
لكن العنف لم يتوقف ولم يخف ....
*******
1- روت عجوز قروية تبلغ الثمانين قائلة للصحافة إن مهاجمين أخرجوا أولادها الكبار الثلاثة سحلاً من بيتهم النائي المنعزل) وجزّوا رقابهم.
2- ..قال ان الضحايا يضربون خلال التحقيق حتى يشرفوا على الموت ثم تجزّ رقابهم عادة وتلقى جثثهم من مرتفع إلى...... او تدفن في مقابر سرية, وتحدث عن "فصائل الموت" .
3-: "لايقتل الناس من قبل كتائب الموت ويكتفى بقتلهم فقط – فرؤوسهم تقطع ثم تعلّق على أوتاد لتأشير حدود الأراضي. ولا تبقر بطون الرجال.... ويكتفى ببقرها فقط, فأعضاؤهم التناسلية تقطع وتحشى بها أفواههم. ولا تغتصب النساء ويكتفى بإغتصابهن فقط, فأرحامهن تنتزع من أجسادهن وتغطى بها وجوههن. ولا يكفي قتل الأطفال, إنهم يجرّون جراً على الأسلاك الشائكة حتى تتساقط لحومهم عن عظامهم والأباء والأمهات يجبرون على مشاهدة ما يجري..
4- عثر على جثث رجلين وصبي في موقع معروف ترمي فيه كتائب الموت ضحاياها, وكان الثلاثة معصوبي الأعين وأيديهم مربوطة خلف ظهورهم وآثار التعذيب بادية عليهم. وذكرت لجنة حقوق الإنسان غير الحكومية التي واصلت عملها رغم اغتيال مؤسسيها ومديرها, أنه تم العثور على ثلاث عشرة جثة في الأسبوعين السابقين وعلى اغلبها آثار التعذيب, ومن ضمنها إمرأتان علّقتا الى شجرة من شعرهما وقد قطعت أثداؤهما وصبغ وجهاهما بالأحمر.
5- امرأة فلاحة عادت الى بيتها ذات يوم فوجدت أمها وأختها وأطفالها الثلاثة جلوساً حول المائدة وقد وضع الرأس المقطوع العائد لكل منهم على المائدة بعناية أمام جسده, ورتبت اليدان فوق الرأس على نحو "كأن كل جسد كان يضرب رأسه بيديه". وقد وجد المغتالون, صعوبة في تثبيت رأس احد الأطفال الثلاثة, البالغ من العمر ثمانية عشر شهراً في مكانه, فدقوا اليدين على الرأس بالمسامير. وقد عرضت في وسط المائدة بذوق رفيع, طاسة كبيرة مليئة بالدماء.
******
نعم...أعلم انك تعرف تلك الصور الرهيبة...لكنك ربما لا تعلم انها ليست من العراق, ولم ترتكب هذه الجرائم اليوم, إنما في امريكا الوسطى و قبل عشرين عاماً, في الثمانينات!(*)
1- كان الحديث عن مثال لإستهداف الكونترا المدعومة من اميركا للحكومة المنتخبة (ساندينستا) والجريمة ارتكبها رجال كونترا يوم 28 اكتوبر 1989
الحديث كان لسيزار فيلمان خويا مارتينيز, الهارب من جيش السلفادور يخبر الصحفيين ومساعدي أعضاء الكونغرس في واشنطن عن أشتراكه في عمليات تعذيب وقتل تنتهي بإلقاء الضحايا في مياه المحيط الهادي تقوم بها مجموعة القوات الخاصة المسماة ( GC-2) بعلم اكيد من المستشارين الأمريكيين. وقد نفت ادارة بوش (الأب) هذه الإتهامات ولو انها اقرت بأنها "خطيرة جداً" وزعمت ان التحقيقات جارية. لكنها حاولت اخراس مارتينيز وترحيله الى السلفادور قبل ان تسبب معلوماته الكثير من الضرر.
2- أرتكبت في السلفادور من قبل الحرس القومي, وذكرها الأب سانتياغو الذي قتل فيما بعد
3- كانون الثاني 1988
4- رواها ً الأب دانييل سانتياغو, وهو قسيس كاثوليكي يعمل في السلفادور, في صحيفة اميركا اليسوعية واصفاً أعمال الحرس القومي السلفادوري التابع للحكومة المدعومة من الحكومة الأمريكية(**)
.
والآن هل هذا التشابه مجرد صدفة؟ وما العلاقة بين العراق وامريكا الوسطى التي تقع على الجانب الآخر من الكرة الأرضية؟ ربما لا تكون فكرة الصدفة مقنعة تماماً إذا علمنا بالوجود الأمريكي في البلدين, وإذا علمنا ان سفير اميركا في هندوراس كان متهماً بتنظيم الدعم لفرق الموت في بلدان اميركا الوسطى من سفارته, وان هذا السفير ليس إلا نكروبونتي! السفير الأمريكي السابق في العراق!
امسكت كتابي الذي كان ابي يقرأه (*), وفهمت لم قال انه لم يعد يستغرب اي شيء يحدث في العراق!
******
ملحق
قبل مجيئه للعراق كان نيكروبونتي سفيراً للولايات المتحدة في هيئة الأمم المتحدة, وقد قوبل ترشيح الرئيس بوش لنيغروبونتي لهذا المنصب حينها باحتجاجات واسعة من قبل منظمات حقوق الانسان وغيرها, حول دوره في دعم الارهاب في اميركا الوسطى.
كانت الاحتجاجات من القوة بحيث دفعت بمجلس الشيوخ الى التحقيق في الامر, وتأخير استلامه لمنصبه لمدة ستة اشهر. لكن ادارة بوش اصرت على ترشيحه, بل حاولت اسكات الشهود الذين يعرفون معلومات قد تهدد تعيينه. ففي 25 اذار, كتبت "لوس انجلس تايمز" تقريرا عن الابعاد المفاجئ لبعض اعضاء فرق الموت الهندوراسية, الذين كانوا يعيشون في الولايات المتحدة.
كذلك اشار الصحفي بيل فان الى ان نيغروبونتي, والذي رشح لتمثيل الولايات المتحدة في الامم المتحدة بعد اسبوع واحد فقط من هجمات 11 سبتمبر, كان مسؤولا عن تنظيم دعم ال (CIA ) لمرتزقة الكونترا والتي تسببت في مقتل 50 الف انسان, وقال انها مسخرة ان يرشح شخص متورط بمثل تلك الاعمال الوحشية, ليتحدث للمجتمع الدولي عن "محاربة الارهاب".
http://www.globalresearch.ca/articles/VAN111A.html
"نيغروبونتي: السجل الخطير لسعادة السفير" مقالة نشرتها في تموز 2004 على إثر تعيين نيغروبونتي سفيراً للولايات المتحدة في العراق.
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=20653
"الحكومة العراقية والشعب والمنظمات والمثقفين مدعوون الى الاسراع بافشال تعيين نيغروبونتي قبل فوات الاوان" هذا ما كتبته في آب 2004, في مقالة بعنوان: "نيغروبونتي:ارهابي خطر يجب طرده فورا" وتحتوي المقالة العديد من وصلات الإنترنيت لمقالات عن تأريخ نيغروبونتي:
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=21758
لكن, وكما كان متوقعاً, لم يهتم احد بالأمر ولم تحدث تلك المقالة وتلك التي سبقتها اية ردود فعل. وحسب علمي لم يكتب الكثير عن هذا الموضوع الخطير بالعربية, لكن كتاباً اخرين اعطوه اهتماماً اكبر.
من مقالة لـ ماكس فولر هو مولف كتاب "العراق : الخيار السلفادوري يصبح حقيقة" نقتطع ما يلي:
"هنالك شخصية محورية في عملية تطويرِ مغاوير الشرطةِ الخاصّة هي جيمس ستيل Steele James , هو ضابط سابق في القوات الخاصة الأمريكية ، دشن خبرته في القوات الأمريكية الخاصة في فيثنام ، قبل ان يتحول إلى إدارة المهام العسكرية الأمريكية في السلفادور في ذروة الحرب الأهلية في تلك البلادِ . كان حيمس ستييل مسؤولا عن اختيار وتدريب الوحدات الصغيرة (أَو فرق موت) التي تباهت بمسئوليتها عن إيقاع 60 % من الإصاباتِ في "حملة مكافحةِ التمرّد" في السلفادور . هؤلاء الضحايا كانوا بالأساس يعدون عشرات الآلاف من المدنيين العزل (المصدر مان ويرنك الحرب على السلفادور (Manwaring ) 1988 ص 8- 308)"
" هناك مساهم أمريكي آخر، هو ستيفن كاستيل Steven Casteel الذي سبق ذكره كأقدم مُستشارِ أمريكيِ في وزارةِ الداخلية ، يسخر من الاتهامات الخطيرة والموثقة لانتهاكات حقوق الإنسان ويزعم بانها محض " إشاعات ودسائس " ، وكاستيل هذا ، مثله مثل زميله ستيل كسب خبرته في أمريكا اللاتينية ، بالمشاركة في الحرب ضد "بابلو اسكوبار" بارون الكوكائين , وذلك أثناء حروب كولومبيا ضد المخدرات في التسعينات . هذا بالإضافة لعمله مع القوات المحلية في بيرو وبوليفيا"
"ان خلفية كاستيل، تكتسب مغزى خاصاً، لأن هذا النوع من التحري المخابراتي المساند، و إنتاج قوائم الموت، اصبح صفة مميزة للمشاركات الأمريكية في البرامج المضادة للتمردات"
" كتب ياسر الصالحي مراسل شبكة النايت رايدر (Knight Ridder ) بان شهودِ العيان ، إدّعوا بان العديد مِنْ الضحايا ، تم القبض عليهم مِن قِبل رجالِ يَرتدون بزات المغاويرِ الرسمية ، في سيارات تويوتا لاند كروز بيضاء ، تبرز علاماتِ الشرطةِ المميزة. . نُشِرت اخر مقالة له في 27 حزيرانِ 2005، وبعدها بثلاثة ايام، قتل ياسر الصالحي بيد قنّاص أمريكي في نقطة تفتيش روتينية".
"على أية حال، بدلاً مِنْ أنْ يَضعَ اللائمةَ مباشرة على اجهزة الدولة العراقيةِ الجديدةِ، إختارتْ شبكات الإعلام الرئيسية ان تحرف الاهتمام بعيدا مستخدمة عددا مِنْ الادوات الكتابية المعتادة. الأداةَ الأولى أَنْ تُوضع حالاتَ القتل هذه في سياق اطار واسع وثابت مِن " العنفِ والعنف المضاد الطائفيِ " ِ المُفتَرَضِ."
" اما اهم شيء في التغطية الاعلامية ، فهو التركيز بشكل او باّخر، بأنّ الحكومةَ ووزارةَ داخلية والشرطةَ هم بالكامل تحت السيطرةِ الطائفية الشيعبة."
"وبينما تستخدم كُلّ هذه الأدواتِ وبتشكيلات متنوعة في تفسير الظاهرة ، تغِيبُ من كل التقارير وبشكل مريب أيّ محاولة جدية لتمحيص الدور الذي تقوم به الدولة العراقية الجديدة او قوى الاحتلال ."
"منذ انتخابات 30 كانون الثاني ، وانتقال السلطة من الحكومة المؤقتة لاياد علاوي الى الحكومة الانتقالية لابراهيم الجعفري في ايار 2005 , بدأت جوقة الاعلام الرئيسية تعزف على نغمة سقوط السلطة في العراق بأيدي الاغلبية الشيعية , وتحديدا ادعت الجوقة الاعلامية ان وزارة الداخلية وقوات الامن أضحوا تحت سيطرة المجلس الأعلى وبان فيلق بدر يستحوذ الآن على سلطة هائلة داخل الوزارة حيث ان الوزير نفسه ،بيان جبر ، يوصف بكونه من اعضاء فيلق بدر , وبأن هذه السلطة تتجسد في سياسة اجتثاث البعث , هذه العملية التي تعطلت في زمن حكومة علاوي ولكنها تعتبر أساسية عند الحكومة الجديدة .الادارة الامريكية في الواقع عارضت هذه السياسة بشدة بحجة خسران الكوادر المخضرمة ( اي المفضلين لدى واشنطن ) بالأخص ضمن قوات الامن واجهزة المخابرات (Washington Post )"
"استمرار الجنرال رشيد فليح في الاحتفاظ بمركزه هو أمر جدير بالملاحظة , فرغم كونه شيعيا فهو كان المسؤول عن قمع الانتفاضة التي اعقبت حرب الخليج وبالذات في مدينة الناصرية , وبهذه الصفة يفترض ان يكون من أوائل المرشحين لأية سياسة اجتثاث بعث جدية . كذلك الحال بالنسبة لعدنان ثابت الذي احتفظ بمركز القائد الأعلى لكل القوات الخاصة لوزارة الداخلية"
"من الواضح اذن ان الغاية من الحديث او التلميح بان ميليشيات مبهمة تقوم باعمال الاعدامات والنزاعات الطائفية ووضع اللوم كله على السيطرة الشيعية على وزارة الداخلية ( مركز الفضائع حسب تشخيص بيتر بيومونت ) يهدف في الواقع لابعاد التهمة عن الولايات المتحدة من الجرائم الفظيعة ضد الانسانية . استخدمت الولايات المتحدة استراتيجيات تظليل مماثلة في كل صراعاتها ضد التمردات التي شاركت فيها . واكتسبت الاستراتيجيات هذه تسمية محددة تعرف ب : ( الانكار بمصداقية ) – (plausible deniability) "
"وفي حالة العراق تحديدا فان استراتيجية التظليل هذه مصممة ليس فقط للتستر على المدبرين الاستراتيجيين الحقيقيين لجرائم الابادة هذه ولكنها تبدوا كذلك موجهة نحو خلق ذات الاستقطابات الطائفية بالضبط التي تتبرقع بها هذه الجرائم."(***)
مايك وتني الكاتب الأمريكي يكتب في مقالته " ديمقراطية فرق الموت" قائلاً:
" في الحقيقة, لو ان اي منا شارك في وضع خطة البنتاغون لتهدئة الوضع في العراق, ربما سيفعل الشئ نفسه وخاصة ان دائرة الحرب تعمل فوق طاقتها, وعليه ان خطة ما يجب صياغتها لصرف انظار العراقيين من قوات الاحتلال الى الاقتتال الداخلي بينهم. الخيار الوحيد المتاح هو التحريض على العنف الطائفي لجعل الحرب الاهلية حتمية بحيث لايمكن تجنبها. هذا بالطبع هو وظيفة فرق الموت التي دربها الامريكان. (النيويورك تايمس اكدت ان فرق الموت التابعة لوزارة الداخلية العراقية تم تدريبها على يد القوات الامريكية)."
ويضيف:
" الاعلام يصر على ان تدمير المرقد هو بمثابة "نوع من حادث 9-11" سبب تصعيدا في اراقة الدماء. ولكن هل حقا كان هذا هو السبب؟ ام انه كان مجرد جزء من خطة شاملة سرية لا ثارة حربا اهلية."
" ان ما نراه من عنف طائفي مزعوم في العراق يتطابق مع ما شاهدناه سابقا في مناطق نفوذ "السي اي اي" كالسلفادور او نيكاراكوا. دك جيني ورامسفيلد ونيكروبونتي هم اللاعبون الاساسيون في تلك الصراعات. وعليه من المحتمل ان هؤلاء سيوظفوا، ما اكتسبوه من خبرة في مكافحة التمرد في تلك المناطق، في الحرب الدائرة حاليا في العراق وخاصة وحسب اعتقادهم ان تجربة السلفادور برهنت لهم على ان الجماهير في النهاية يمكن اخضاعها بالارهاب."
أما الهدف من مثل ذلك الإرهاب فيرى جومسكي : "إن هذا "القتل السادي يولد الرعب" فيكون هناك الكثير من العمال الخانعين الذين يسهل إنقيادهم, ولا تكون هناك شكاوى, ويكون من الممكن متابعة المشروع السياسي – الإجتماعي بلا قلق." ص 442
فالناس كما كتب برتراند راسل : " بحاجة الى أسباب مقنعة للتخلي عن حقوقهم"
إذن ...فبينما كنا نتلهى بحريتنا في الكتابة وتكوين الأحزاب واستيراد السيارات, كانت شبكة الإرهاب تضع اسسها وتجند المجرمين وبقايا النظام السابق والمخلصين لها من رموز النظام الجديد, إستعدادا لهذا اليوم. هذا اليوم الذي تتصاعد فيه تلك الإتهامات للميليشيات والطائفية بإرتكاب الجرائم العجيبة, خاصة من ضباط الجيش الأمريكي. ومن ناحية اخرى تبين الإحصاءات المتتالية إزدياد اقتناع الشعب بمسؤولية الجيش الأمريكي عن تلك الجرائم فبلغ من يريد انسحاب الأمريكان خلال عام 71%, بينما بلغ من يؤيد الهجمات على الجيش الأمريكي 61%, وهي نسب تقارن قوتها القانونية بقوة الدستور نفسه. هذا فيما تقف الحكومة مشلولة بشكل غريب, فلا هي تحقق في الميليشيات التابعة لإحزابها, ولا هي تحلها ولا هي بالمدافعة عنها.
في هذا الوضع الهلامي الحائر الفقير الى الحقائق المحددة والخالي من التحقيقات لأجل الوصول اليها يتخبط الناس كالسمكة الصينية التي اخرجت من الماء, فيشارك الجميع في القاء اللوم على "الطائفية" و"نزعة العنف" و "قسوة الناس" لتفسير كل هذا الكيان الهائل من العنف الغريب, مسهمين بذلك في زيادة الماء عكرة, كما فعل شمدين شمدين في مقالته التي اشرت اليها اعلاه.
ومن الغريب ان هناك نقطة لا تناقش ابداً. وهي ان الجهات الإرهابية في الميليشيات, إن صح وجودها, لن يضيرها حل تلك الميليشيات ابداً, ولا اساس للإفتراض ان تلك العناصر ستفقد تنظيمها وسلاحها وقدرتها على تنفيذ جرائمها, وأن السبيل الوحيد الى ذلك هو اكتشافها بشكل محدد وتوجيه الضربة ومحاسبتها بقسوة على جرائمها, وليس الإكتفاء الكسول بحل تلك الميليشيات. فماذا لو استمرت الجرائم بعد حل الميليشيات؟ إن هذه الحلول البلهاء المتجنبة لعناء التحقيق والإرادة لا تعد العراق إلا بالكارثة النهائية التي صارت اليها السلفادور حين وصفها الأب إغناصيو إلاكوريا, مدير الجامعة اليسوعية قبل اغتياله –بأنها "حقيقة واقعة ممزقة, ومصابة بجرح مميت"
(*) "إعاقة الديمقراطية: الولايات المتحدة والديمقراطية" البروفسور الأمريكي نعوم جومسكي, مركز دراسات الوحدة العربية
(**)Daniel Santiago, "The Aesthetics of Terror, the Hermeneutics of Death", America, 24/3/1990
(***) ترجمة مقالة ماكس فولر"استغاثة كاذبة عن ذئب" حول فرق الموت في العراق
http://www.albadeeliraq.com/showdetails.php?kind=dangerous&id=18
كاتب المقالة السيد ماكس فولر هو مولف كتاب "العراق : الخيار السلفادوري يصبح حقيقة"
Max Fuller is the author of ‘For Iraq, the Salvador Option Become Reality’ published by the Centre for Research on Globalisation
يمكن مراجعة النص الكامل للمقالة باللغة الانكليزية في هذا الرابط :
http://www.globalresearch.ca/index.php?context=viewArticle&code=FUL20051110&articleId=1230
#صائب_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟