أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ظافر شانو - البطريرك ساكو ونقد السياسيين والكتاب الكلدان .















المزيد.....


البطريرك ساكو ونقد السياسيين والكتاب الكلدان .


ظافر شانو

الحوار المتمدن-العدد: 7383 - 2022 / 9 / 26 - 22:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحبة وإحترام:

وجدت أنه من الحكمة أن يتجنب الشخص الكتابة في أمور تجلب له المشاكل وهو في غنى عنها, بالأخص عندما تكون مجاناً لوجه الله تعالى يُخاطب بها أشخاص لا يؤمنون بحرية الرأي! لكن من الواجب كفرد مسيحي يقتدي بقول الرسول بولس في رسالة فيلبي ( وبَعدُ، يا إخوَتي، فافْرَحوا في الرَّبِّ. لا تُزعِجُني الكِتابةُ إلَيكُم بالأشياءِ نَفسِها، ففي تكرارِها سلامَةٌ لكُم.) نجد هناك ما يستوجب طرح كلمة يرى فيها المعني فائدة للصالح العام, وعليه يجب أن تولد وترى النور ليطلع عليها الآخرين ولا مانع من تكرارها ولا يكتفي بها لنفسه, ومن بعدها الجميع أحرار بقبول الكلمة أو رفضها أو نقد محتواها.

غبطة نيافة الدكتور البطريرك الكاردينال مار روفائيل ساكو صرح مؤخراً بنصائح يُخاطب بها السياسيين والكتاب الكلدان!! نُشرت على الموقع الأعلامي الرسمي للبطريركية الكلدانية كمقال تحت عنوان ( البطريرك ساكو: للسياسيين والكتاب الكلدان: أفضل رد على المُتزَمّتين هو محبتكم ووحدتكم وتضامنكم ) نشره عنه السيد (إعلام البطريركية) المحترم في 23-09-2022, من الوهلة الأولى تتجلى فيه أفكار جماعة (بعد ما ننطيها) من جهة!! ومن جهة أخرى نجد أن غبطته يريد بنصائحه هذه أشراك أكبر عدد ممكن من السياسين والكتاب للدفاع عن أفكاره ودعمه لمواجهة منتقديه, وهذا ما أحسسته مخفي بين السطور! فلنتابع ما جاء فيه:

( ردّكم على المتزمّتين ينبغي أن يأتي بخطوات مدروسة ومنهجية حديثة وحكيمة. لا يليق بكم الانفعال والتجريح، والنزول الى مستوى هؤلاء المتزمتين المزعجين الذين لا يعرفون ابسط عبارات اللياقة والآداب..)!! كلام مهم يحتاج الى وقفة وتأمل في حال أعتبرنا ان كل ما يصدر من بنات أفكار غبطته حكمة ومنهجاً مدروسا يستحق التأمل! وعليه دعونا جميعا نفكر بصوت عال بكلام غبطته أعلاه من وجهة نظر محايدة, وعن نفسي سأشارك حضراتكم وجهة نظري الخاصة, بداية الشخصية العامة تكون معرضة للنقد وغبطتكم أحد هذه الشخصيات وعليك توقع النقد من أكثر من جهة, فهذا أمر طبيعي جداً فلا أحد منا معصوم!, وليس لزاماً على اتباعك أن يرددوا بعدك "آمين" على كل كلمة تقولها كما يفعل البعض وسنأتي على ذكر هذا البعض لاحقا, ندخل بالمفيد حيث أجد كلام غبطته هذا ما هو إلا إقرار منه بقصد أو بدون قصد أن من يخاطبهم غبطته (السياسين والكتاب) ما هُم إلا أشخاص يفتقرون الى الحكمة والمنهجية المدروسة وبأنفعال يستخدمون عبارات التجريح في ردودهم لمن يخالف غبطته الرأي ويخالفهم!! وهذ الأمر واضح جداً في عبارة غبطتة أعلاه!, ففي حال من كان يعتمد عليهم غبطته لا يجيدون آداب الحوار ويفتقرون الى الحكمة وأسلوبهم التجريح! فهذه ليست مشكلة منتقديه ليصفهم ب (المتزمتين المزعجين الذين لا يعرفون ابسط عبارات اللياقة والآداب)! فليس كل من ينتقده كما وصف!.

نأتي لما بعده من كلام غبطته وهو:
( أفضل رد عليهم هو محبتكم و تضامنكم ورص صفوفكم، وتنظيم بيتكم، ودراسة وضعكم، ومعالجة المشاكل الداخلية والعلاقات مع الآخرين، عن طريق العمل الجماعي وبعقلانية وليس بردود استفزازية كما يفعلون هم. اتركوهم وشأنهم! )!! بداية من الجيد أن تستفاد وتقتبس بتصرف غبطتكم من بعض كلامي المنشور سابقاً (الذي تعلمته بدوري من نصوص الكتاب المقدس) وتستخدمه في مقالاتك, لكن أرى هنا كل منا يستخدمه لغاية في نفسه! وقتها أنا أستخدمته لفائدة الكلدان والكنيسة عموماً, ماذا عنك؟ الله أعلم!. على العموم تأمُلنا كمسيحيين بنصائحك هذه تقودنا للتساؤل, أين أنت من تعاليم السيد المسيح في كلامك هذا؟ فما فهمته عن نفسي من كلامك هذا "أطردوا هؤلاء خارج الحضيرة"! (اتركوهم وشأنهم!) وأهتموا ببعضكم البعض وتوحدوا بالضد منهم!! أهكذا فهمت غبطة نيافة الدكتور البطريرك الكاردينال مار روفائيل ساكو تعاليم السيد المسيح؟ الذي خرج باحثا عن الخطاة فوجدهم وهو يسر برجوعهم, وهذا الكلام يشملنا جميعاً من بطرس الرسول الى آخر مسيحي سيولد على الأرض, لا بل على الرؤساء والقادة أن يأخذوه بجدية أكثر من غيرهم.

نأتي الى القسم الأخير من كلام غبطته وهنا تُسكب العبرات حيث يقول:


( لا يزال أمامكم الكثير. تفرَّغوا لتفعيل دوركم في قضايا اُمتكم ومجتمعكم وبلدانكم. إن تشكيل الهيئة السياسية الكلدانية خطوة جريئة الى الأمام. ادعموها معنوياً ومادياً إن أردتم أن يكون لكم حضور مؤثر في المجتمع ودورٌ في العملية السياسية في الانتخابات المقبلة والمشاركة في الحكومة. هذا يحتاج الى جهد جماعي وتضحيات!) كما هو واضح غبطته يستغل الفرصة ويوجه كلامه للسياسين والكتاب الكلدان ليشاركوه الإعلان عن مشروعه الجديد! وما أدراك ما السياسين والكتاب الكلدان!!
ابدأ كلامي بسؤال وهو: هل فعلاً لدينا سياسين وكتاب كلدان من الذين أشار اليهم صاحب البيان همهم الشأن القومي؟ الجواب بالتأكيد كلا! نستثني بعض الأشخاص والأقلام التي نجدها تخط أفكارها بهدوء دون هرج ومرج بعيداً عن التصفيق والتهليل هنا وهناك بين الحين والآخر, أما من يقصدهم غبطته فهو يريدهم كالأنعام يقودهم بمشاريع يفتتحها لهم بين الفترة والأخرى! في المُقابل هُم بمجاراته يحلمون بالقوة والسلطة! استهلها بالرابطة الكلدانية وتلاها بالبيت الكلداني وأخيراً طرح مشروع الهيئة السياسية الكلدانية الموحدة!! وأقترح عليه ليكون ختامها مسكاً أن يطرح غبطته مشروع (رابطة الجالغي الكلداني)! مع أحترامي الشديد لهذا الفن العراقي الراقي, يا أخي أرحم عقولنا يرحمك الله, ألم يمر على مسمعك قول الشاعر:
لقد أَسمعتَ لو ناديتَ حيّاً ولكن لا حياةَ لمن تُنادي ولو نارٌ نفحتَ بها أضاءت ولكن أنتَ تنفُخُ في رَمَادِ
الكلدان اليوم يبدعون بالطب بالهندسة بالتعليم بالنجارة بالصناعة بالتجارة وغيرها لكن عن أي سياسة وسياسين وكتاب كلدان تتحدث غبطتكم ومن تُناشد؟! أسمعها مني صريحة من يحيطون بك سوادهم الأعظم شلة من المتملقين والمنتفعين (اللوكية) بالعامية! أتنتظر من أمثال هؤلاء أعادة أمجاد أُمة الكلدان!! لا قيم الركاع من ديرة عفج! ماذا قدم ممثلي رابطتك الكلدانية وبيتك الكلداني للكلدان منذُ تأسيسهم لليوم كي تقدم هيئتك لهم؟؟ تراهم نفس الوجوه يجتمعون ويكلمون بعضهم البعض في غرف مغلقة ولا علاقة لهم بالكلدان ما خلا تشابة الأسم الذي يستخدموه عنوانا لدكاكينهم التي أسستها لهم (الله وكيلك)!. عن أي دور كلداني في قضايا الأمة تنشد؟ ونحن ينطبق علينا المثل القائل (أبويا ما يكدر بس على أمي!) إحدى المشاكل المهمة التي نواجهها اليوم ككلدان والتي تحرفنا عن المسار الصحيح هي نشوء جيل كلداني جديد يتغنى بالكلدانية كردة فعل! عن نفسي أشرت اليه في مقال قبل سبع سنين تحت عنوان (لولا اخوتي الاشوريين لما افقت من سباتي) تجدوه في الرابط أسف المقال, كل هم هذا الجيل هو الوقوف بالضد من أخوتنا الأصلاء! بتفرقة خبيثة نجح بزرعها الآخرين بلع طعمها اليافعين!! فهؤلاء الناشطين الجدد لا علاقة لهم بمن حاربونا وأضطهدونا ولليوم في وجودنا وهجرونا وطردونا من ارضنا الأم الى المجهول! بل كل همهم قال الآشوري فلان وتكلم الآثوري فلان وتبدأ سجالات ونقاشات بيزنطينيه بين الطرفين لا تغن ولا تسمن وتزيد الهوة بيننا! وأخيرا دخل على الخط أخوتنا السريان لتكتمل الخلطة وتنجح الخطة!, وهذا آخر ما كان يعوزنا! غير حاسبين أننا قطعنا شوطا كبيراً بالسير نحو الأنقراض الذي هو نتيجة طبيعية لهذا الفكر وسيشمل جميع أبناء بلاد الرافدين الأصلاء للأسف الشديد إذا أستمر الحال على ماهو عليه!.

كي لا أُشتت الموضوع وأُطيل, عزيزي غبطة البطريرك, الكتابة ليست حكرا على فئة معينة من البشر! فهي متاحة للكل, وسياسة تكميم الأفواه عفى عليها الزمن بالأخص في الدول التي تحترم مواطنيها, بنصائحك هذه أنت تطبق على الآخرين من الذين يعارضون أفكارك نظام تكميم الأفواه!! أم أنك ترى في كتاباتهم أنتهاك لحريتك بينما تتصور أن سلطتك وكرسيك يسمحان لك أن تقيد أفكار الغير؟؟ عزيزي عوض أن تضيع وقتك و وقتنا وتخرج لنا بين الحين والآخر ببيان تهاجم فيه منتقديك دون أن تُفند كلامهم, أطرح رأيك الخاص بما ينتقدوك به! وإن كنت ترى أن الأمر لا يستحق الرد! لاتنشر هذه الأسطوانة المشروخة فقد حفظناها عن ظهر قلب! فأنا عن نفسي لا أتذكر أنني قرأت لك يوماً رداً تناقش فيه أفكار منتقديك, سوى التجريح والتشهير بهم!!وبصراحة لا أتصور نفسي قاسياً في الحكم إذا قلت أنني لا أرى سوى متزمت واحد هنا في هذا المشهد لا غير! .

نصيحة مجانية صادقة أتوجه بها لغبطتكم كونكم راعي كنيستنا الكلدانية ومسؤول عن الرعيه ويهمني أمره أن ينصب أهتمامك على الكنيسة ورعيتها وتحفاظ عليها وعلى تراثها وديمومتها وتبتعد عن كل الأمور الأخرى التي لا علاقة للكنيسة بها, وتنأى بنفسك عن السياسة ودهاليزها وسياسييها فأنت لن تستطيع أن تخدم الله والمال في كل الأحوال, والأهم عليك تقبُل النقد البناء, فليس كل من ينتقدك يكرهك, فقد يرى الناقد في قول لك أو فعل ما لا يليق بموقعك كرأس الهرم للكنيسة الكلدانية, فالآخرين يروا في الشخص ما لا يراه في نفسه, تجاهل النقد الهدام وأستفد من النقد البناء, وأترجى من الجميع أن تكون كتاباتهم ونقدهم لفائدة الكلدان وكنيستنا بعيداً عن المصالح الشخصية, وأخيراً حجم مكانة (اللوكية) والمتنفعين المحيطين بك على الأرض وفي مواقع التواصل فلن ينالك منهم سوى الخراب, (أمشي وره اليبجيك, لا تمشي وره اليضحكك).

أختتم كلامي بقولك: (الكتابة رسالة نبيلة تهدف الى التعليم والتثقيف والتوعية، وفنٌ أدبي لإيصال البلاغ).

أتمنى أن أشهد هذا التغيير! تحياتي.



#ظافر_شانو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زفر واحد أم زفرين! صيامنا الى أين؟؟.
- أخوتي االناخبين العراقيين شاركوا في الأقتراع كي لا تُسرق أصو ...
- وحدة كنيسة المشرق ودور البطاركة الأجلاء كما يراها أحدهم.
- ما بين زكا العشار وغورباتشوف, مار ساكو قُل لنا ماذا تُريد؟.
- مواطن عراقي والفانوس!.
- غبطته و مواقع كشكول النفايات!.
- البطريرك ساكو وضمان عدم محاكمة الفاسدين!!
- السينودس الكلداني والوضع العام في العراق!!
- السؤال الذي يطرحه الكلدان: ماذا يمكن أن تقدم هذه المقالة الس ...
- عن أي رجال دين تتكلم غبطتكم؟
- تصحيح خطأ تسمية -قداسة بابا الكلدان-.
- مدرسة الحياة والخير والشر.
- هل سيهبّ المسيحيون العراقيون لاجتماعٍ يُناقش أوضاعَ مستشفى ا ...
- في عالم الانترنت هناك شخص ينداس وشخص ينباس وشخص يوضع على الر ...
- الحقوق والاكتراث مطالب البطريرك ساكو من الحكومه الجديده!.
- سالفه و رباط... الاستاذ أبو عليو...


المزيد.....




- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
- رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات ...
- مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب ...
- بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز ...
- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ظافر شانو - البطريرك ساكو ونقد السياسيين والكتاب الكلدان .