اسراء حسن
الحوار المتمدن-العدد: 7383 - 2022 / 9 / 26 - 16:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التأريخ العريق سند كبير لأي شعب إذ يضفي لهم مزايا استثنائية، هذا اذا كان عقل هذه الأمة حاضراً، و وعيها بحقائق هذا التاريخ مستيقظاً، وضميرها الحضاري متصلاً، أما إذا غاب العقل والوعي، وتبدل الضمير بتبدل القرون، فإن هذا التاريخ الممتد سيتحول إلى عبئ على حاضرها ومستقبلها.
في الأدبيات السياسية من حقنا ان نتسال عن مواطن الاستبداد أين هي؟ ، اعتقد أن موطن الاستبداد هو شخصية المستبِد لا شخصية المستبَد به ... فلا يوجد مستبِد يمكنه الاستبداد بأمة حرة، والأمة لا تتحرر بمجرد تخلصها من حاكم مستبد لتقف بعد هذا على أبواب المستقبل حائرة لا تعرف ماذا تفعل، فلا تجد مخرجاً من حيرتها تلك إلا أن تسلم قيادتها لمن يُستدعى من دنيا الأحلام - أو من دنيا الأوهام - خطاباً شعبوياً مجانياً يعد بمستقبل كأنه الأحلام، ثم لا يلبث هذا المستقبل الحلم أن يتحول إلى كابوس أشد إيلاماً للنفس من سابقه؛ وهكذا يعمق هذا الكابوس الجديد بمجيئه الصادم كل مشاعر اليأس فى نفس الشعب ، فتفقد إيمانها بأن ثمة أمل فى مستقبل يُخرِج الأمة من بؤسها المقيم... ولكن كيف يكون الخروج، إذا كان ثمة طريق للخروج؟!
أرى أن نبدأ بالخطوة الأولى وهي أن نهجر، هذا التفكير فى الإطاحة بالمستبد، فالمشكلة ليست فيه، وإنما هي فى الاستبداد ذاته، فلا يمكن للاستبداد أن يكون إلا إذا استبد صاحب الاستبداد بالعقل، والوعي ، والضمير، وبرؤية الإنسان للعالم ، وبكل أسف هذه المشكلة متجذرة في الشعب العراقي بعد رحلته التاريخية القاسية،
السؤال الحقيقى هل ستبقى هذه الامور قائمة على حالها ليتلقفها مستبد جديد، أم أنها ستثور على نفسها، وتنفض عنها غبار السنين، لتتمكن - وهي تغلق الأبواب وراء المستبد الراحل - من طرق أبواب مستقبل جديد لا مكان فيه لضرب المستبدين بالمستبدين، والخروج منها سالمين !!
#اسراء_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟