أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن حاتم المذكور - مزروع انا بديرتي ...














المزيد.....

مزروع انا بديرتي ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1689 - 2006 / 9 / 30 - 06:53
المحور: حقوق الانسان
    


الروح المثقلة بجروح الوحشة , المحكومة بالغربة المؤبدة .. تنتظر على ابواب حلم العودة الهارب منذ اربعة عقود ثم تجده مقتولاً تحت اقدام الهاربين الجدد من ذلك الوطن الذي يعاد قتله’ تودع امنيتها الأخيرة , في ان تعود متكاءة على آخر نوبات سعالها , علّها تدرك هدفها الآخير في ان تسقط ميتة في اقرب بقعة من تراب الوطن ليكون كفنها ( شيلة الأم ) لتغتسل في عطرها آخر فردوساً تتمناه .
ما كنت ارغب’ ويفزعني ان اتصور نفسي مكافئاً بذبحي فاقد الرأس والأطراف بين اشلاء الأبرياء من ابناء وطني في زوايا اكوام القمامة ’ فضلات تركتها شهية الكلاب والقطط والغربان السائبة .
اتصل بي اخوتي من العراق .. قالوا :
كل شيء عندنا قد تغير... حالات الموت .. توقيتها .. مصادرها.. بشاعاتها .. كذلك طريقة مشينا والتفاتاتنا وانفعالاتنا وثقتنا ببعضنا وحتى اسباب اسهالاتنا وتقيئنا والتعبير عن شهواتنا .. استقر الخوف رمداً في عيوننا وتجمع الذعر في قلوبنا .. ان حالات انتظار الموت امراً مرعباً واصبح مألوفاً ..
مشتاقون .. لكن متّ هناك كما يموت البشر .. القتل والتمثيل والتقطيع فاجعة يومية تمثل في الشارع العراقي , لها ابطالها وجمهورها ومخرجيها ومموليها , لم يبقى الأن الا ان يقطع الأنسان العراقي ثم يطبخ او يقلى ويؤكل , هذا ان لم يحدث الآن فعلاً في اوكار المجاهدين .. فأننا ننتظره .
كل شي تمت سرقته , الثروات .. الأنسان .. القيم والتقاليد .. وحتى لا يسرقوك او يشتروك صوتاً او قلماً او يقتلوك ثم يمسحون اثار دمك بأذيال عمائمهم .. تجنب العودة .. انهم مصابين بلوثة الضمير .. مسلحين بالقسوة وموهبة التزوير واذا قررت العودة , فكن شهيداً اولاً .
في مؤتمر العشائر العراقية للمصالحة والغاء قانون اجتثاث البعث واعادة جيشه ومؤسساته واجهزته على رقاب الناس , افتقدت عشيرة الزيرج .. عشيرتي التي اعرفها جيداً .. تذكرت تاريخها وابناءها .. فعل ضمد الشرشاحي اول فلاح شيوعي في العراق , دحام منحوش , عاتي حسين , سالم سريح , وشنيشل حاتم والصابئة المندائيين نعيم زغير وبشير زغير واستاذ عدنان وغيرهم .
تذكرت الثوار مجهولي الأسم الذين يسهرون في مضايف الزيرج ثم يغادروها نهاراً حيث معاقلهم في الأهوار .
تذكرت والدي حاتم الحاج مذكور واعمامي فنجان العبل وعبد البتاري وعبد الرضا العاتي وغيرهم من قادة انتفاضة عشيرة الزيرج عام 1952 وتطبيقهم قانون ( الأرض لمن يزرعها ) ثم انتكاستهم وشهدائهم وسجنائهم .
تلك العشيرة الوطنية واليسارية لا يمكن ان يكون مكان ابناءها بين تلك الرموز الأصطناعية التي تكونت في بيئة المرحلة السوداء للتسلط البعثي , ولا يمكن لتاريخها الوطني ان يتلوث بأوحال مؤتمر المصالحة .
تذكرت عشيرتي واهلي وعيون الهور التي تحرس ديرتي .. تذكرت خشوع طيور الهور واسماكه وخنازيره البرية وهي تؤدي الصلات خلف امامها البرهان وهو يؤذن ويقراء الفاتحة كل مساء على ارواح اهلهم الراقدين منذ اكثر من خمسة الآف عام في التلال ( الأيشان ) في الطرف الآخر من الأهوار’تلك التي تشكلت من بيوت ومعابد وهياكل وثروات وانجازات الأمبراطورية السومرية لأجدادهم .
وروحي تتطلع الى هناك حيث العراق والأهل والديرة مر بها سرب من الطيور متجهاً نحو الجنوب حيث موطنها في جنة الأهوار .
روحي التي تعذبت وعذبتني بغربتها ’ تركت وصيتها امانة عند سرب الطيور العائدة , ربما تبحث عن رفاة بناتها وابنائها واحبائها في مقابرها الجماعية .. او لتعيد بناء ومواصلة حياتها وخياطتها لتاريخ اجدادها .. او استجابة لأستغاثة سيدها وامامها البرهان .. ربما هذا او ذاك .. لكن روحي تركت وصيتها لوعة على اجنحة الطيور .

مزروع انا بد يرتي :

يا طير روح الهلي ــــ الجانوا هلي وصحبتي
جانوا الليلي شمس ـــــ لو ما طفت شمعتــــي
كلهم جروحي بجت ــــ ملجومه من لوعتيــي
بالغربه ما خضرت ــــ مزروع انا بديرتـــــــي
...........
يا طير خذني الهلي ـــــ وذبني على شاطيهــــم
ارد اسهر ويه النخل ــــ وغفه بحضن فيهـــم
وصحــه على بوسة صبح ـــ وسمع سوالفهــم
طاريهم ويه النفــس ـــ يمشي ويجي بريتــي
منهم رضعنه الوفه ــــ ذوله هلي وديرتــــــي
.............
يا طير شوگي نزرع ــــ بجروح ملجومات
تابوت صبري نفجر ــــ ذاك العشگ ما مات
يا طير بالله لتفت ــــ تتوسل الدمعـــات
عدهن وصيـة حزن ــــ شايل عتب لهفتي
لعيون ذاك الوطــن ـــ بيه خضرت ديرتي
...........
روحي مجروحه وطن ـــ والفرح بيهه انطفه
ضحكات ذاك الوكت ــــ ذبلانه فوگ الشفه
صبري كضه من الصبرـــ لكن بگلبي وفـه
لو طال ليل الدرب ـــ امشي على ضيّ عزتي
ووصل حزن ونزرع ـــ فدوه الوجه ديرتـي
.........
رگــد حيلــي ـــ وما تشلــه خيوط غربــه
والفرج ماجه على موعد ــ صار للعفنين دربه
مــرّ سرابـــي ــ العمر مجبور على شربه
يا طير روح الهلي ـــ وحجيلهم قصتـــي
بالغربه عودي ذبـل ــــ وعروگي انا بديرتي



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأبصق في وجهي فقط ... ؟؟؟
- الأستاذ حمّزه الجواهري : فدراليات .. ولكن ؟
- ام الكوارث : معقدة جداُ ..
- دعوة لمن لا يستحقون وطنهم
- البديل الوطني الديموقراطي.. ما العمل.. ؟
- التيار الوطني الديموقراطي .. صعوبات جدية
- الجالية العراقية في المانيا : مبادرات ودلالات
- ماجد فيلي ... يعاتب الوطن عشقاً
- اليسار العراقي: رقع جديدة في ثوب عتيق
- العراق : بيضة في قبضة الأحتلال
- البعث ظاهرة عراقية ...من الذات يجب اجتثاثها .
- الجرح اللبناني ... والموت العراقي .
- نتبرع لكم ... وتتبرعون الينا . !!! .
- العراق ... لبنان .. واشكالية الموقف
- ايها الوطن الجميل : محنتنا عراقية
- مهازل اختنقت بها رئة الوطن
- اللعب على حبلي الوطن والأقاليم !!!
- 14/تموز: نهضة القيم الوطنية وكبوتها
- حكومات بالمراسلة !!! .
- وأخيراً .. تصالح المتصالحون !!!


المزيد.....




- أمريكا تعلق على إصدار-الجنائية الدولية- مذكرتي اعتقال بحق وز ...
- الخارجية الإماراتية: الشراكة مع روسيا وأوكرانيا ساهمت في نجا ...
- طواقم الدفاع المدني تنتشل 7 شهداء في محيط مخازن الأونروا برف ...
- الأمم المتحدة: 10 أطفال يفقدون ساقاً أو ساقين في غزة يومياً ...
- تحذير من تداعيات -حرب صامتة- بالضفة وحصيلة جديدة للاعتقالات ...
- الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق شويغو ورئيس أركانه
- الأونروا: نصف مليون شخص بغزة يواجهون معاناة شديدة لانعدام ال ...
- مبادرة لمراقبة الجوع: خطر المجاعة لا يزال قائما بشدة في أنحا ...
- الخارجية الأمريكية: نجري مراجعاتنا الخاصة بشأن جرائم حرب محت ...
- رئيس وكالة الأونروا: الوضع في غزة جحيم


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن حاتم المذكور - مزروع انا بديرتي ...