أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - خطاب الرئيس في الأمم المتحدة ما الجديد؟















المزيد.....

خطاب الرئيس في الأمم المتحدة ما الجديد؟


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7378 - 2022 / 9 / 21 - 06:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


خطاب الرئيس في الأمم المتحدة... ما الجديد؟!
منذ أنَّ قدم ياسر عرفات غصن الزيتون في الأمم المتحدة عام 1974 والذي خاطب به صوت فلسطين لأول مرة بصوتٍ فلسطيني قائلًا:" لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي"، حيث خاطب عرفات الأمم المتحدة التي تعتبر هيئة بروتوكولية يجتمع زعماء ومندوبي العالم ليضعوا العالم أمام مسؤوليته في الكثير من القضايا الرئيسية والجدلية، ورغم مرور 48 عام على حضور عرفات اجتماع غصن الزيتون إلَّا أَّن الشعب الفلسطيني لم يحقق أيّ شيء، ولم تحقق له هيئة الأمم المتحدة أيّ شيء سوى أنها سجلت في أجندتها التاريخية الاستماع للصوت الفلسطيني من صوت ثائر فلسطيني كانوا ينظروا له كإرهابي.
يذهب الرئيس محمود عباس بعد يومين إلى الأمم المتحدة في عادة شبة دائمة ليخاطب العالم أجمع من على منبر الأمم المتحدة ليسمع الصوت الفلسطيني من جديد أمام الجرائم والإعتداءات شبه اليومية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، وفي ظلَّ استمرار حالة التنكر للحقوق الفلسطيني بعد مرور 74 عام من الإحتلال، وتنكره لأيّ حقوق وسط صمت وخذلان عالمي عمدي، وبرعاية الأمم المتحدة والقوى الخمس المنتصرة بالحرب العالمية الثانية أعضاء مجلس الأمن الدائمون.
وفي ظل حالة الجدل الفلسطيني الداخلية وانتظار لخطاب الرئيس محمود عباس سواء من المؤيدين أو المعارضين، فإنَّ الرفاهية الفلسطينية في الإندفاع للأمام محدودة، ولا يوجد لدى السياسة الفلسطينية رفاهية المناورة أو الإندفاع، فماذا يتوقع من الرئيس عباس أنَّ يطرحة أو يقدمه أمام الأمم المتحدة لتغيير المعادلة الفلسطينية؟
أولًا: حل السلطة الفلسطينية:
منذ عام 1993 وتوقيع اعلان مبادئ أوسلو نفذت السلطة الفلسطينية كل ما التزمت فيه أمام العالم، وما جاء بإتفاقيات أوسلو ورغم ذلك لم تقدم دولة العدوان أكثر من زيادة سياسات التغول والتنكر معًا بل والتغول في الجغرافيا والسياسية الفلسطينية، واستمرار وتيرة الإعتداءات على الجغرافيا الفلسطينية والمقدسات الفلسطينية، وإدارة الظهر للحقوق الفلسطينية، وانتهاج نفس السياسة رغم تتابع العديد من الحكومات الصهيونية منذ مقتل رئيس الوزراء الراعي لإتفاق أوسلو اسحق رابين، وسط صمت الأمم المتحدة والأسرة الدولية، وعليه الحدّ من التحركات الفلسطينية، والحدّ من منح السلطة مساحات للحراك بل أنها قيدتها وحجمت دورها ومنحت الفرصة للكثير من القوى لتهميش دور السلطة، وتكسير عظامها حتى أصبحت سلطة ضعيفة هشة تخضع لإبتزاز العدو من جهة والدول المانحة من جهة أخرى، ولمصالح الدول الإقليمية من جهة ثالثة، وعليه فإنَّ السلطة لم تعد تمتلك أيّ بدائل سياسية أو وطنية يمكن من خلالها التقدم بها أو المناورة بها، وكذلك عجزها عن أتخاذ أيّ خطوات آحادية الجانب، وعليه فهذا الخيار يطرح سؤال كبير ما هو البديل الذي يمكن أنّ يحل مكان السلطة الفلسطينية ومؤسساتها؟ فالرعاة الدوليون، ودول الإقليم لن تسمح للسلطة الفلسطينية بحل نفسها وذلك لأنّ هذه القوى لا تريد أنّ تحمل أعباء الشعب الفلسطيني، وإعادة العبء والحمل لها ولدولة العدو الصهيوني.
ثانيًا: إعلان الدولة الفلسطينية:
في عام 1988 وقف ياسر عرفات في الجزائر ليعلن للعالم دولة فلسطين في دورة المجلس الوطني، ليضع العالم أمام مسؤولياته، ويوقع اتفاق أوسلو كخطوة في إنفاذ هذه الدولة، ونقل فعلها من الفعل الورقي إلى الفعل الجغرافي، وعليه تحقيق جزء من طموحات وحقوق الشعب الفلسطيني، ولكن كانت أحلام وطموحات عرفات تتبخر على صخرة التعنت الصهيوني، والتنكر الصهيوني للحقوق الفلسطينية، وعليه هذا الخيار أصبح مطروحًا أمام الرئيس محمود عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة في الثالث والعشرون من هذا الشهر، ولكن هذا الخيار أيضًا غير مُلح ومُستبعد في ظل نفس المبررات التي لن تسمح للسلطة الفلسطينية وللرئيس محمود عباس اتخاذ أيّ خطوات آحادية الجانب، وهو ما يعني اختراقًا وخرقًا لأوسلو الذي لم يعد منه إلا إلتزام السلطة به وبمدخلاته، ومن هنا فإن هذا الخيار لن يكون أحد الخيارات المستباحة للرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة.
ثالثًا: حمل المظلومية الفلسطينية:
كالعادة وما درج الرئيس محمود عباس عليه في خطابته وتصريحاته الأخيرة، فهو يقدم المظلومية الفلسطينية بشكل سياسي احترافي كما فعل في تصريحات الهلوكوست في ألمانيا، ومن هنا فالمتوقع من خطاب الرئيس محمود عباس أن يقدم المظلومية الفلسطينية بشكل أقوى حدة مما هي عليه سابقًا، وبطريقة تعيد للعالم الجدية بطرح قضية الإعتداءات والتغول الصهيوني، والتنكر للحقوق الفلسطينية، ومواجهة العالم بازدواجيته التي يتعامل بها مع القضايا العالمية المهمة والهامة.
بعد الاستعراض المبسط لاحتمالات الفعل الفلسطيني المتوقعة من خطاب الرئيس محمود عباس يبقى لنا أنّ نسأل أنفسنا، ونسأل فصائل النّظام السياسي وعلى رأسه فتح وحماس ماذا يقدم لكم العالم - إنّ استطاع- في ظل حالة التيه والإنقسام الجيوسياسي الذي يمارس عنوة ضد الشعب الفلسطيني من فصائله ونظامه السياسي والتي نتاجها نظام سياسي في غزة هش وضعيف ويعاني من ويلاته الشعب الفلسطيني من أوضاع سياسية واقتصادية معقدة، وتفشي مظاهر الفقر والبطالة والعوز، مع اضافة عوامل الهجمات التي يشنها العدو الصهيوني من حروب ومعارك وتدمير للبنى التحتية الفلسطينية، وللإنسان الفلسطيني، وكما الحال في غزة فهو ينطبق على مدن وقرى الضفة الغربية التي تخضع لتغول واعتداءات يومية من العدو الصهيوني، وخلافات قاسية ومعقدة بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة، ويعاني منها الشعب الفلسطيني من ويلات باتجاهين الأول العدو الصهيوني والثاني ضنك الحياة والخلافات السياسية الفلسطينية - الفلسطينية.
خلاصة الأمر أنّ التعويل على خطاب الرئيس محمود عباس هو أحد ضروب التفاؤل المشروع لنا فلسطينيًا، ولكنه معقد ومجهول سياسيًا في ظل حالة غياب أيّ مساحات للحراك الفلسطيني السياسي أو حرية القرار والتقرير في المصير الفلسطيني، وهذا ينطبق على كل النّظام الفلسطيني، فالخيارات وإنّ كانت محدودة جدًا أمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس فهي شبة منعدمة أمام السلطة الحاكمة في غزة (حماس).
ملاحظة: هناك قوى اقليمية تلعب بالساحة الفلسطينية وتحاول فرض إرادتها على الشعب الفلسطيني من خلال نشر مفاعيل الفوضى، ومفاعيل إشعال الفتنة بين مكونات النظام الفلسطيني، فالخاسر هو الفلسطيني المطحون في دهاليز اللامعلوم وطنيًا، وعليه فكل الحلول المطروحة هي بيد شعبنا الفلسطيني الذي يجب أنَّ يضطلع بمسؤولياته وممارسة الضغط على النّظام الفلسطيني للعودة إلى الوطن.
د. سامي محمد الأخرس



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة الناعمة(ثورة الملح)
- روسيا والعقيدة القيصرية
- لماذا الضفة؟
- إيران في المنطوق السياسي الفلسطيني (الجزء الثاني)
- إيران والمنطوق السياسي الفلسطيني (الجزء الأول)
- خليل العواودة انتصر ونحن هزمنا
- العراق دروس وعبر
- صاروخ العباس
- وحدة الساحات ماذا بعد؟!
- جولة مرت وهدنة معتادة
- النفاق العالمي بين الشعبين الفلسطيني والأوكراني
- استراتيجية النزاع بين العدو الصهيوني والحق الفلسطيني
- زيارة بايدن مأزق أم مدخل لتحالف؟
- نصف قرن ونيف... هل نقول إننا حتمًا لمنتصرون؟!
- حرية تقتلع بالأظافر
- قراءة الواقع شذوذ فكري
- معركة فلسطنة الحزبية وهوية م ت ف
- فلسفة الإنتصار ترسمها وحدة القرار
- ما بعد معركة القدس
- معركة القدس نتائج سياسية وإرادة عسكرية


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - خطاب الرئيس في الأمم المتحدة ما الجديد؟