أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بشار إبراهيم - الفلسطيني بين الواقع والرمز














المزيد.....

الفلسطيني بين الواقع والرمز


بشار إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1691 - 2006 / 10 / 2 - 06:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


إحدى سوءات الفلسطينيين أنهم سرعان ما يركنون إلى الأفكار، والرموز، والمقولات.. ولا يمارسون تجاهها أية ممارسة نقدية!..
هل ذلك بسبب الثقافة الريفية، والعقلية التقليدية الدينية المحافظة؟.. أم هي تجليات البعض من أمراض الشتات التي كان لابدَّ أن تصيب الفلسطيني، غير المحصَّن، وغير المدجّج بثقافة نقدية، أو بمؤسسات ديمقراطية؟..
في حوار شخصي، وثنائي، مع أحد أفراد السلطة الفلسطينية، مطلع العام 2001، حول انتفاضة الأقصى ومشروعها، قال باعتداد: «الآن خطة الانتفاضة إسقاط شارون، بعد أن أسقطنا بارك»!..
في خلاصة الحوار، قلتُ له جازماً: «من المهم فعلاً أن تتمكّن الانتفاضة من إسقاط شارون أو باراك، ولكن من المهم أكثر أن تستطيع الانتفاضة إسقاط وزير فاسد واحد، أو أن تحطِّم رمزاً مصطنعاً واحداً، على الأقل»..
الفلسطينيون يركنون إلى الأفكار والرموز والمقولات، ولا يمارسون أي فعالية نقدية تجاه ذلك.. ربما بسبب الكسل الفكري والثقافي، وربما هي إحدى نتائج تجربة الثورة الفلسطينية، التلقينية..
وهنا مكمن الخطر!..
هل رأيت في التاريخ ثورة تلقينية؟.. بل كيف يمكن أن يلتقي مفهوما الثورة والتلقين؟.. وكيف يمكن للثورة أن تلقّن شعبها؟..
ابحث عن السرّ في حقيقة أن الثورة الفلسطينية هي الثورة الوحيدة في العالم التي كانت تصرف على شعبها؟..
ابحث في السرّ الذي جعل الثورة الفلسطينية تنتج جنرالات (لواء، عميد، عقيد..) أكثر ربما مما أنتج جيش الاحتلال نفسه.. بالنسبة والتناسب!..
الثورة الفلسطينية هي الوحيدة في العالم التي جعلت من مهندس، يملك الآن شركة بحجم وطن، وهي الثورة الوحيدة التي جعلت من ضابط صغير في أحد الجيوش العربية، يملك الآن أكثر من رئيس أركان ذاك الجيش، وهي الثورة الوحيدة التي جعلت من معلم صف ابتدائي، يملك الآن أكثر من وزير تربية..
الثورة الفلسطينية، هي الوحيدة في العالم، التي أنتجت قادة ورموز يتمتعون بصلاحيات مطلقة، لا يتمتع بها حتى قياصرة الرومان، وديكتاتوريات العرب..
الفلسطيني هو الوحيد الذي أنعم عليه قدره بقيادات سلخت من عمره أربعين عاماً، دون أن يفكر ذاك الفلسطيني لحظة بالقول لها: «هاأنذا قدمت آلاف وآلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين.. فلماذا لم ننتصر؟..»
حقاً.. لماذا لم تنتصر الثورة الفلسطينية؟.. فلا حررت وطناً، ولا أعادت لاجئاً..
أحدهم قال: غريب أمر الفلسطيني.. إنه يبدي شجاعة لا نظير لها في القتال، ليس منها شيء أبداً، في مجال نقد أي من رموزه أو أفكاره أو مقولاته.. خذ (عرفات، أو حبش، أو جبريل، أو حواتمة.. أو حتى سمير غوشة، وأبو العباس)..
«أسيادكم في الجاهلية، وأسيادكم في الإسلام».. «قادة في الحرب، وقادة في السلم».. والفلسطيني يحضر بدمه دائماً.. يقولون له: «تحرير كامل التراب الفلسطيني».. فيستشهد.. ثم يقولون له: «تحرير نصف، أو ربع، أو خمس فلسطين».. فيستشهد.. وحتى عندما يقولون له: «رابين شريك في السلام».. يستشهد..
يرفعون «شعار التحرير».. ويبنون مئة فصيل ثوري للتحرير.. وسيتباهى كل فصيل بعدد الشهداء الذين قدمهم على درب «التحرير».. ويتبارون على نيل التمويل المالي، من هذا البلد أو ذاك، وتكديس الأرصدة.. لنكتشف بعد أربعين سنة أننا لم نتقدم على طريق التحرير قيد أنملة..
ومن ثم يرفعون شعار «العودة».. فيبنون مئة لجنة للعودة.. تتبارى في نيل التمويل، وانتظار الدعوات للمؤتمرات الدولية..
وستصبح «الدولة المستقلة».. بمثابة الحلم والهدف.. على الرغم من أنها تقوم على جثة حيفا وعكا ويافا والناصرة واللد والرملة..
كأنما الفلسطيني صار من عادته أن يعبد الأصنام، دون أن يفكّر لحظة بتحطيمها، أو التهامها إذا جاع، على الأقل كما كان يفعل الجاهليون..
مشكلة الفلسطيني أنه لا يعرف كيف تُخترع له الرموز، وبالتالي لا يعرف كيف يتخلّص منها، على الرغم من انكشافها وافتضاحها..



#بشار_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظاهرة الوردة للسينما العربية المستقلة
- عندما يصبح الانتظار لعبة الفلسطينيين
- العالم كما يراه بوش
- إياد الداوود في ضيافة البندقية
- أسئلة السينما العراقية المعاصرة
- المخرج محمد ملص في جديده: (باب المقام).. أين المشكلة؟..
- عندما يصبح ال «انتظار» لعبة الفلسطينيين
- سينما الأصوات الصامتة في سوريا
- جديد مجلة «الوردة»: وماذا لو فاق أبو زهدي؟..
- تعاونية عمان للأفلام.. سينما الشباب في الأردن
- الفلسطيني يحضر بموته.. رحيل المخرج مازن غطاس
- عدنان مدانات.. بحثاً عن السينما
- هموم شباب لبنان في صورته السينمائية
- أسئلة شباب السينما المصرية المستقلة
- ثلاث سنوات على حاجز سوردا
- السينما المستقلة في سوريا
- مشاهد من الاحتلال في غزة1973
- ألمودوفار في سينما الرغبات
- فلسطينيات بعيون إسرائيلية
- عطش.. الذات الفلسطينية.. في المرآة السينمائية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بشار إبراهيم - الفلسطيني بين الواقع والرمز