|
: وجهة نظر :: دعوة الم يحن الوقت لعقد مؤتمر توحيدي لوحدةالاحزاب الشيوعية العالمية؟
نجم الدليمي
الحوار المتمدن-العدد: 7375 - 2022 / 9 / 18 - 22:55
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
اين دور الاحزاب الشيوعية، القيادات الشيوعية اليوم في البلدان الرأسمالية المتطورة ومنها في دول الاتحاد الأوروبي، من هذه الازمة العامة والشاملة التي عصفت وتعصف في هذا النظام الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية، ان هذا النظام الطفيلي عاش ويعيش اليوم ازمة عامة وشاملة يمكن الاطاحة بهذا النظام المتوحش والعدواني لو كانت هناك فعلاً قيادات شيوعية ثورية مبدئية ومخلصة وحاسمة وحقيقية،ولكن بعض هذه القيادات في فخ ما يسمى بالشيوعية الاوروبية، والبعض وقع اسيرا لما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية، وتحولت بعض هذه القيادات في هذه الاحزاب الشيوعية، الى قيادات ليبرالية-اصلاحية بامتياز بدليل لم تستطيع اليوم من ان تحرك الشارع السياسي وتقود الطبقة العاملة من اجل تحقيق الهدف الرئيس وان الظروف الموضوعية جاهزة لذلك ولكن الظرف الذاتي.... ؟. وهذا ايضاً ينطبق على غالبية الاحزاب الشيوعية واليسارية في بلدان اسيا وافريقيا ورابطة الدول المستقلة ودول اوربا الشرقية سابقاً. انظروا ما تحققه القوى الشيوعية واليسارية في اميركا اللاتينية اليوم، مثال حي وملموس على ذلك النجاح وفي الغالب تم ويتم تحقيق الانتصار بشكل سلمي.
سؤال مشروع؟
اين يكمن الخلل في ذلك؟ هل توجد ازمة فكرية لدى الحركة الشيوعية العالمية؟ وان وجدت مثلاً لماذا لم يتم معالجة هذه الازمة الفكرية؟ ومن المسئول عن هذه الازمة من الثمانينات من القرن الماضي ولغاية الان؟ واذا تذكرنا نضال هذه الاحزاب الشيوعية خلال فترة الخمسينيات - السبعينيات من القرن الماضي، كان لها دوراً مهماً وكبيرا في تحريك الشارع السياسي واضعاف دور ومكانة الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وتحررت عشرات الدول من النير الاستعماري - الامبريالي في البلدان النامية مثلاً.
هل تدرك قيادات الاحزاب الشيوعية واليسارية سبب تراجع دورها السياسي والتاريخي والطبقي والاممي على الصعيد العالمي اليوم ؟ هل ستستمر هذه القيادات على نفس هذا النهج الغير مالوف؟ ام ان يبادر حزب شيوعي او عدة احزاب شيوعية للدعوة لعقد مؤتمر عالمي للأحزاب الشيوعية واليسارية العالمية من اجل احل تدارس الوضع الغير مالوف لدى الاحزاب الشيوعية العالمية وخاصة في عملها وتنظيمها الداخلي ناهيك عن ضعف دورها ومكانتها داخل بلدانها ، وكذلك على الصعيد الإقليميوالدولي . نعتقد، يتطلب من القيادات الشيوعية المخلصة من ان تضع لها استراتيجية واضحة الاهداف والمعالم تكون دليل ومرشد عمل لجميع الاحزاب الشيوعية العالمية مع الاخذ بنظر الاعتبار ظروف كل حزب شيوعي ، وتحديد اهم المهام الاستراتيجية والانية كبرنامج عمل وكل حزب شيوعي يضع برنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري على ضوء الاستراتيجية العامة للحركة الشيوعية العالمية.التي يتم اقراها بعد عقد المؤتمر العالمي للأحزاب الشيوعية. ان مبادئ استراتيجية وتكتيك الاحزاب الشيوعية العالمية تعتمد بالضرورة على الاعتماد والالتزام بالنظرية الماركسية -، اللينينية التي تشكل الاساس المبدئي والمنهاج العملي لنشاط وعمل الاحزاب الشيوعية والعمالية وكذلك الالتزام بمبدأ الاممية البروليتاريا والالتزام بقانون الصراع الطبقي والالتزام بمبدأ النقد والنقد الذاتي ومبدأ المركزية الديمقراطية قولاً وفعلاً وتعزيز الديمقراطية داخل هذه الاحزاب والعمل الجاد على توحيد الاحزاب الشيوعية داخل كل بلد بحزب شيوعي واحد والتقيد الدقيق بالقواعد اللينينية في بناء وعمل الاحزاب الشيوعية وكذلك ينبغي العمل الجاد في اجتثاث اصول الانتهازية والوصولية والتحريفية والتعصب القومي والاتجاهات الليبرالية سواء داخل كل حزب شيوعي او على صعيد الحركة الشيوعية العالمية. ان هذه الاسس المبادئ تشكل اساس قوي ومتين لوحدة الحركة الشيوعية العالمية.
ان الشيوعيين توحدهم ايديولوجية واحدة وهي الماركسية -اللينينية ولهم عدوا واحداً رئيسا هو الامبريالي العالمية، ولديهم هدف مشترك رئيس هو بناء المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي كمرحلة انتقالية نحو المجتمع الشيوعي. معروف هناك وجهات نظر مختلفة لدى بعض الاحزاب الشيوعية حول بعض الثواب الوطنية والمبدئية ولكن على هذه الاحزاب الشيوعية ان لا تبالغ بخصائصها الخاصة بها، لان ذلك يسبب الابتعاد عن الثوابت المبدئية وهذا يشكل خطراً جدياً على مستقبل الحزب الشيوعي وبهذا الخصوص اشار لينين (( اذا اخذنا الامر على مقياس هائل، فان الجزئيات والصغائر سوف تزول...)).
نعتقد ان استمرار الخلافات السياسية والفكرية داخل الحركة الشيوعية العالمية وعدم وضع حلول جذرية مبدئية هذا يصب لخدمة ومصلحة العدو الطبقي والايدولوجي والسياسي للأحزاب الشيوعية العالمية، ومن هنا تنبع الضرورة الموضوعية للتهية والاستعداد لعقد مؤتمرا عالمياً للأحزاب الشيوعية العالمية ومعالجة الخلافات السياسية والفكرية استناداً إلى النظرية الماركسية- اللينينية.
نذكر من لم يتذكر ما قاله قائد البروليتاريا العظيم لينين (( ستصل جميع الامم الى الاشتراكية، ان هذا امر محتوم. ولكنها لن تصل جميعها على صورة واحدة، فستحمل معها امراً تتفرد به الى هذا الشكل او ذلك من اشكال الديمقراطية الى هذا المظهر اوذاك من مظاهر ديكتاتورية البروليتاريا، الى هذه السرعة او تلك في تحويل مختلف وجوه الحياة الاجتماعية والاقتصادية على اسس الاشتراكية)). وكما نذكر من نسى او تناسى وصية لينين العظيم (( ان الاحزاب الثورية التي فنيت حتى الآن، فنيت لأنها اصيبت بالغرور، ولم تستطيع أن ترى اين تكمن قوتها، وخافت من التحدث عن نقاط ضعفها، اما نحن فلن نفنئ لأننا لا نخاف من التحدث عن نقاط ضعفنا وسنتعلم كيف يمكن التغلب على نقاط الضعف....، وان الاخلاص والنزاهة في السياسة ما هي إلا نتيجة للقوة اما الريائ فهو نتيجة للضعف)). وكما نذكر من نسئ او تناسى الحتمية التاريخية لتطور المجتمع الطبقي التي اكد عليها ماركس وهي حتمية تاريخية وموضوعية وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوس الى ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة في العملية التاريخية الموضوعية، وان نشوئها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري. وكما قال اينشتاين لا يوجد مخرج للمجتمع البشري بدون تبني الاشتراكية.
نعتقد، ان الخلل الرئيس لن يكمن بالنظرية الماركسية - اللينينية فهي نظرية قابلة للتطور والتجديد مع الاحتفاظ بالثوابت المبدئية، ولكن الخلل يكمن في ضعف وعمل ونشاط الحركة الشيوعية العالمية وغياب الوحدة الايديولوجية وكما يكمن ايضاً في بعض قيادات هذه الاحزاب الشيوعية وخاصة الاحزاب الشيوعية في اوربا بالدرجة الأولى. ان عالمنا المعاصر اليوم يعيش نظام تعددية الاقطاب منذ عام 2007 ولغاية اليوم، وان نظام القطب الواحد قد انتهى ولن يعد وان طموح الشعوب التواقة للسلام والتعايش السلمي تسعى وتناضل الى قيام نظام عالمي جديد نظام يحقق العدالة الاجتماعية، نظام يخلوا من الحروب نظام يؤمن الامن والاستقرار والسلام وضمان العمل والتعليم والصحة والسكن للمواطنين مجاني. ان ذلك وغيره من المهام لا يمكن ان تحقق الا من خلال وحدة عمل الاحزاب الشيوعية العالمية وبشعارها ياعمال العالم والشعوب المظطهدة اتحدوا. ان وحدة الحركة الشيوعية تعد اليوم ضرورة موضوعية ملحة.
ايلول - 2022
#نجم_الدليمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- روسيا الاتحادية: تحديات ومخاطر
-
: احذروا خطر تنامي ازمة الحرب وأثرها عالميا ً
-
: قراءة في اهمية وتحديد المفهوم العلمي للمصطلحات :: الاشتراك
...
-
احذروا خطر الليبرالية، مفهومها، اشكالها ونتائجها
-
: نظرة من الداخل : اوكرانيا من (( الاستقلال)) الى المستعمرة
...
-
: سؤال مشروع؟ الى القيادة المتنفذة في الحزب الشيوعي العراقي
-
: وجهة نظر :: النظام الحاكم في العراق وازمته العامة :: والخر
...
-
: كارثة في عدم استخدام المصطلحات السياسية بشكل سليم
-
: دور القائد في الحرب العادلة -- ستالين انموذجا
-
: ازدواجية المعايير وازمة الاقتصاد الراسمالي :: الدليل والبر
...
-
:: افضلية وفاعلية وانسانية الاشتراكية على الرأسمالية: الاتحا
...
-
: احذروا الخطر الداهم :: خطر الحرب النووية العالمية
-
من يقف وراء اغتيال العملة الوطنية الدينار العراقي لماذا وما
...
-
: وجهة نظر :؛ احذروا وادركوا الخطر ياقادة النظام الحاكم في ا
...
-
: وجهة نظر :: حول الحرب
-
: مشكلة النظام الحاكم في العراق والخروج من المأزق :: الواقع
...
-
: خصخصة الارض في اوكرانيا والخطر على الشعب الاوكرايني
-
: بعض اخطر نتائج الاحتلال الامريكي للعراق لغاية اليوم
-
: بزنس الحرب الاوكرانية ضد الدونباس وروسيا الاتحادية :: الدل
...
-
: ردود على ملاحظات السيد لبيب سلطان !!
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|