|
ثقافة الموت في المجتمعات العربية
فايز الخواجا
الحوار المتمدن-العدد: 7375 - 2022 / 9 / 18 - 22:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
@@@ثقافة اليأس والبؤس وقتل الحياة في بلادنا يعني باختصار شديد جدا ثقافة الموت..، تلعب المعتقدات التراثية دورا هامة في بناء وصياغة البنية الثقافية للجماعات والمجتمعات في رحلة المجتمعات البشرية والانسانية.. حيث ان مساحات كبيرة من رموز واشارات وصور هذه المعتقدات وروافدها من الآراء ما تشكل بذور هذه الثقافة لهذا المجتمع او ذاك.. وهذا ينطبق على مجتمعاتنا من شرق العراق الى غرب المغرب .. حيث ان ثقافتها بارضيتها هي من انتاج الاسلام المحمدي بالقراءات السلفية الفقهية من قراء ومحدثين واصحاب علم الكلام تحت قاعدة تقديس النقل ورمي العقل تحت النعل كما قال ابن القيم الجوزي.. اي ان بذور ثقافة مجتمعاتنا من هنا وليست من البوذية او الشنتونية او الهندوسية او غيرها من الديانات ذات الطابع الفلسفي التأملي.. هناك نص في التراث الاسلامي يقول وما الحياة الا لهو ولعب ومتاع الغرور.. .. والآخرة خير وابقى..!!! هذا النص هو نص اشكالي للعقول من جهة ولفلسفة رسالة الخلق الالهية حسب النظرية الدينية.. ويقف العقل هنا امام مسألتين هامتين الاولى معنى المفردات ودلالاتها والثانية محاور الاستدلال لهذه المعاني.. فقهيا المعاني تعني ان الحياة قصيرة جدا جدا وهنا خلط بين العمر الفردي للانسان وعمر الانسان كماهية وكنوع.. هذا من جهة ومن جهة اخرى كيف يتمظهر هذا اللهو وما تجليات اللعب ومظاهره؟؟؟؟ وهل الغزوات واجتياح البلدان وهتك اعراض الشعوب الآمنة في اوطانها ليس لهوا وليس لعبا؟؟؟ في حين ان تطوير حياة الانسان وارتقائه العقلي والمعرفي والانساني والاخلاقي كلها لهو ولعب؟؟؟ نعم هناك اشكاليات في تحديد المعاني والمفردات وضبط كل حد من حدودها حتى لا تضيع العقول في اتون الفوضى والبدائية والعشوائية والارتجالية والعبادات فقط مع وجود الاشكالية حول معنى العبادة من جهة وهل المفردة فعلا هي الا ليعبدون او( ليعلمون) كما ورد في الكتاب التراثي الانبياء!!! وعليه يتم زرع بذور ثقافة العدم والهلاك والافلاس والجهل والهزائم المتتالية في الحياة. لهو ولعب يعني ان الحياة لا تساوي شيء وهنا تضارب وتناقض مع فلسفة رسالة الخلق واكرام الانسان ارقى مخلوقات الله بعقله وهذا العقل من ارقى تجليات الخالق في مخلوقه الانسان.. لكن القراءة السلفية الفقهية والتي اتخذت الطابع الايدولوجي وشكلت سطوة قاتلة على عقل الانسان المسلم حيث منعته من الشك والبحث والمعرفة طيلة التاريخ التراثي الاسلامي الفقهي وما افرزته من بذور =عدم الاعتراف بالحياةوعدم احترامها وعدم احترام انسانها قد جعل حياة مجتمعاتنا عدمية عبثية تسودها الصراعات والتشققات والتنابذات على جميع مستويات الحياة. حيث البدائية والجهل والفقر المعرفي والعقلي والانحطاطات الاخلاقية والامراض. =الصراعات والتنابذات مع من هو خارج القبيلة الدينية والفرقة الناجية وزرع بذور الحقد والكره والضغينة وزرع بذور العدوانية والعدائية وبشكل مطلق في تاريخنا وتراثه الذي اسقطت عليه القداسة.. واصبحت الصراعات من اجل السيطرة واقصاء الآخر وصولا الى قتله واجبا مقدسا بل حتى يضاف اليه هذا حكم الله!!! وارادة الله!!! والمحبة بالله!!! والكره بالله!!! والقتل بالله !!! هذه الصراعات غطت كل شعوبنا على جميع الاصعدة الدينية والمذهبية والقبلية والسياسية والاجتماعية ومن هنا بذرت البذور في تربة ثقافتنا. =محاربة كل العلوم العلمية البحتة وكل العلوم الاجتماعية والاقتصادية والسيكولوجية على جميع انواعها والسياسية وطرد ام العلوم وهي الفسفة من مناهج التربية والتعليم لتبقى التخاريف والشعوذات والقصص والتفاهات هي وجبة الفطور والغداء والعشاء يوميا. ومن هنا التخلف العقلي والمعرفي والحياتي والتطويري في كل نواحي الحياة في بلادنا ورصدها ومعاينتها لا يحتاج الى عبقرية بل يحتاج الى ترو وشجاعة. =محاربة العقل والتفكير بكل انواعه حيث ان النقل مقدس وماذا قال السلف هو الاكثر قداسة وصوابية لانهم يملكون الحقيقة المطلقة!!! وهذه كارثة شعوبنا بكل المقاييس والمعايير وعليه فان ما سبق يتمظهر في كل ما يأتي =امام سلطان السيطرة لا قيمة للانسان ولا لحياته او كرامته او امنه او امانه وحتى لقمة عيشه بل تم التعامل مع انساننا كفرد في قطيع. ويعيش هذا السلطان على حساب الناس بلا مساءلة او قانون او مراقبة ولا حتى اي وازع اخلاقي. =فتاوي تجار الدين باسم الشريعة والشرع حيث مارسوا في فتاويهم كل انواع السقوط والجرائم بدون حساب او رقابة او مساءلة حيث عنوان من اجتهد واصاب فله اجران ومن اخطأ فله اجر!!! اي عقل يمكن ان يقبل هذا فتاوي تخريب وتدمير بدون محاسبة قانونية هل هذا مقبول؟؟؟ ان العدل والعدالة تحاسبان المجرم ومن حرض على الجريمة اين هذا؟؟ النتائج -$--$-لا مدارس ولا تعليم ولا جامعات تساير روح العصر اطلاقا بل مراكز لمحو الامية على غرار كتاتيب القرون الوسطى. وانتشرت الامية المعرفية الجادة والمنطومات المعرفية المتنوعة. -$--$-لا مستشفيات مهنية متقدمة تهتم في صحة الناس لان الامراض من الله والطب عندمايعالج يقف ضد ارادة الله!!! من هذيانات وسخافات الشعراوي وتخريبه لعقول قطاعات واسعة وعريضة من شعوبنا وعندما مرض هرول الى مستشفيات الغرب( الكافر) ليعالج هناك!!! عفوا :هل يوجد اكثر من هكذا صفاقة ووقاحة وبلطجة؟؟ غيض من فيض
#فايز_الخواجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجتمع الخرافة
-
ملاحظات في العقل والتفكير
-
الآيات هي قوانين وسنن الكون
-
العقل البدائي الميت
-
قولبة عقل المسلم
-
ثورة فلسفية ثقافية فكرية هي الحل
-
علم النفس واسقاطات الابدولوجية السلفية
-
التراث السلفي والتفكير العلمي
-
نعم لايقاف الايدولوجية السلفية
-
خواطر سريعة...
-
ظاهرة القصور الذاتي العقلي في العقل العربي الجمعي
-
التركيبة العقلية والخريطة الذهنية للعقل المجتمعي العربي
-
مأساة فلسفة التربية والتعليم في اوطاننا
-
الايدودلوجبة السلفية الاسلاموية
-
ملاحظات فكرية عامة
-
الايدولوجية الاسلاموية السلفية والعقل المجتمعي
-
العلمانية والدين
-
اللفظ والفعل في الثقافة العربية السائدة
-
العقل الانساني والعقل الكوني
-
العقل الباطن او منطقة اللاوعي
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|