أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الحارس - صدام يهان مرة أخرى .. اللهم اني شامت














المزيد.....

صدام يهان مرة أخرى .. اللهم اني شامت


طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 1688 - 2006 / 9 / 29 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت ردة فعلهم طبيعية ، أعني ردة فعل صدام وزمرته المجرمة بعدما تناثرت أوراقهم الاجرامية خلال الجلسة الأخيرة للمحكمة الجنائية العراقية العليا التي تنظر في اتهامهم بارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الشعب الكردي في حملة الأنفال خلال عامي 1987 و 1988 ، لاسيما بعد أن استمعت المحكمة في هذه الجلسة الى أقوال مجموعة أخرى من المشتكين .. مجموعة أخرى من المظلومين الذين تحدثوا عن التدمير الذي قامت به قوات النظام الساقط لقراهم بعد قصفها بالمدفعية واعتقال العشرات من أفراد عوائلهم ، تلك الأحداث التي دعمها الادعاء العام بوثائق تؤكد صحة ما قاله المشتكون .
كانت ردة فعلهم العدوانية ، والفوضوية طبيعية ، بل أنها أكدت مرة أخرى العقلية الاجرامية التي كان هؤلاء يديرون بها دولة العراق بقيادة ( الرئيس الأسبق ) صدام حسين وليس ( السابق ) كما يكتب خطأ في العديد من الأخبار والمقالات ، إذ أن الشيخ غازي الياور هو الرئيس السابق لجمهورية العراق ( لقد أصبحنا نحن العراقيين نكتب الرئيس الأسبق .. أتمنى أن يحصل ذلك الأمر في دول عربية أخرى ) .

أما القاضي محمد العريبي فقد أثبت جدارة ما بعدها جدارة من خلال الاداء الشجاع الذي ظهر به خلال الجلسات الأخيرة التي ترأس فيها المحكمة بعد نقل القاضي السابق ، لاسيما خلال طرده واهانته للمجرم صدام وللمرة الثالثة على التوالي وكذلك حينما قرر طرد المجرم سلطان هاشم وبقية أفراد الزمرة مستخدما صلاحياته القانونية ازاء أي شخص يسيء داخل قاعة المحكمة حتى لو كان ذلك صدام حسين .. نعم ، حتى لو كان ذلك صدام حسين .
من المؤكد أننا كشعب عراقي نبتغي العديد من الأهداف من وراء متابعة أحداث جلسات محاكمات صدام وزمرته المجرمة يقف في مقدمتها احقاق الحق. نعتقد أن هذا الهدف يتحقق بعضه في كل جلسة من جلسات محاكمة صدام وأعوانه ، إذ أن جلوسهم في قفص الاتهام يعني الكثير لنا فالذل الذي يعاني منه صدام وأفراد عصابته داخل هذا القفص هو بمثابة احقاق الحق الذي انتظرناه طويلا ، أما اهانة صدام وأفراد عصابته من طرف القاضي ، لاسيما حين يقرر طردهم من قاعة المحكمة بعبارته الرائعة ( طلعوه بره ) فتلك قضية لا يمكن وصفها بأية جملة أو عبارة أو مقالة .
شخصيا أقف عاجزا عن وصف مشاعري ازاء هذه القضية فدموعي تسقط حينما يقرر القاضي طرد صدام وهي تسقط في هذه اللحظة أيضا . يبدو أن دموعي هي الوصف الحقيقي للتعبير عن فرحتي ازاء موقف اهانة صدام وطرده من قاعة المحكمة .. انها دموع الفرح هذه المرة .. انها دموع الشماتة .. لم أكن أعرف معنى دموع الفرح ، إذ لم يسبق لي أن جربتها ، لكنني اليوم عرفت معناها .
لا أعتقد أن عراقيا مظلوما قد وصل به الأمر الى أن يحلم في العيش الى اليوم الذي يرى فيه المجرم صدام وهو بهذا الذل والاحتقار داخل قفص المحكمة . لقد حققت هذه المحكمة من خلال قاضيها الشجاع محمد العريبي هذا الحلم الذي كان يعد بعيدا جدا حتى عن أحلامنا . مَن منا كان يحلم أن صدام لن يستطيع الذهاب الى المرافق الصحية الا بعد أن يستأذن من رئيس المحكمة ؟ !
وبمناسبة ذكر المرافق الصحية لابد لنا من التعبير عن شماتتنا حول المجرم الآخر علي حسن المجيد أو الأصح علي كيمياوي ( البائل على نفسه ) ، إذ أذكر أنني حزنت كثيرا خلال الأيام الأولى من الحرب الأخيرة حينما أشارت الأخبار الى أن علي كيمياوي قد قتل في احدى الغارات الأمريكية وكتبت حينها مقالة بعنوان " لا يموت الطغاة هكذا .. اللهم اسمع النداء " رجوت الباري عز وجل في هذه المقالة أن يكون الخبر غير صحيح لأنني وأجزم أن معي الملايين من العراقيين كنا ننتظر أن نرى هذا المجرم في الحالة التي رأيناه فيها وهو في قفص الاتهام ، ذليلا ، يتوسل القاضي ويتحدث معه بلغة بعيدة جدا عن اللغة الاجرامية التي تعودنا عليها منه ، لاسيما في اللقطات التي يظهر فيها بعد الانتفاضة الشعبانية في مدينة الناصرية وقبلها في أحداث عمليات الأنفال سيئة الذكر . لقد سمع الباري نداءنا وحقق لنا أمنية كبيرة وها نحن نرى هذا المجرم وهو بهذا الذل والاحتقار وهناك المزيد الذي ننتظره في جلسات المحاكمة القادمة .
أعلنها بأعلى صوتي : اللهم اني شامت .. اللهم اني شامت وأتذكر قوله تعالى : أنك تمهل ولا تهمل .

* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا



#طارق_الحارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقت المناسب للمناقشة .. متى ؟
- اجتثاث العلم البعثي أيضا
- رائحة كيمياوي أم رائحة ثوم
- تحقيق الانجازات في ظل التهديدات
- فيلم هندي : ارهابي هندي بالعراق
- رفع الصور قبل فوات الأوان
- رسائل تضامنية
- هيئة اجتثاث البعث
- العراقيون أولى بأموالهم
- اختطاف الرياضة العراقية
- الوطن بحاجة الى شهداء !
- بغداد تحت السيطرة الآن !
- مجزرة جديدة في مدينة الصدر: ما الجديد
- الحوار والمصالحة مع مَن ؟
- أتحداكم جميعا
- برقيات سريعة بمناسبة مقتل الزرقاوي
- الا الارهاب .. كل شيء يسر بعراقنا
- انسحاب القوات المتعددة الجنسيات
- المدعي العام لم يكن هناك
- شغب في الملاعب العراقية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق الحارس - صدام يهان مرة أخرى .. اللهم اني شامت