نبيل حاجي نائف
الحوار المتمدن-العدد: 1688 - 2006 / 9 / 29 - 10:06
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
التواصل واللغة
إن الأحاسيس والمشاعر والأفكار تجري في دماغ كل إنسان .
وهي طنينات حسية تحدث بشكل فردي داخل دماغ كل إنسان , ولا يمكن أن يعلم بوجودها الآخر .
إلا إذا حدث ما يعلمه بوجودها , إي حصول تواصل مع الآخر يتم بموجبه إعلامه بها .
بالإضافة إلى ضرورة وجود ما يشابهها لديه , وإلا يستحل تمثلها وبالتالي معرفتها .
وقد نشأ التواصل بين أدمغة الكائنات الحية وتطور إلى أن أصبح على ما هو عليه الآن لدى الإنسان .
فالحيوانات وخاصةُ الثدييات التي تعيش جماعات , لديها طرق تنقل بواسطتها نواياها أو أفكارها إلى رفاقها .
فهي تستعمل الحركات والأصوات وتعابير الوجه والعينين لنقل ما يجري في دماغها إلى أدمغة الآخرين .
فالغزال عندما يشاهد الأسد متحفز لافترسه ويشاهد تعابير وجهه وعينيه , ويقرأ نية الأسد لافترسه , يجري ويهرب بسرعة .
واللبوة وكل أم ( لدى الثدييات) تقرأ أوتعرف دوافع ونوايا طفلها من خلال تصرفاته فتعرف بعض ما يجول في دماغه.
وكذلك وليدها يعرف بالوراثة ويتعلم أن يتواصل مع أمه فيقرأ بعض ما يجول في دماغها.
لقد استطاعت هذه الحيوانات أن تتواصل مع بعضها ونقل بعض ما يجري في أدمغتها إلى الآخرين .
فقد تحقق نقل جزء مما يجري في أدمغتها إلى أدمغة غيرها بواسطة لغة مؤلفة من رموز بصرية وصوتية وشمية .
لقد تطورت هذه اللغة نحو التخصص والاختزال والتبسط إلى أن أصبحت إلى ما هي عليه لدينا الآن .
لغة صوتية أو بصرية محكية أو مقروءة , ومع استخدام كافة أشكال التواصل الأخرى.
وتم توحيد الرموز والدلالات اللغوية لكي تسهل نقل ما يجري في العقل إلى الأخرين , فأصبحت أحاسيس ومشاعر وأفكار الأخر مكشوفة بشكل كبير, وتحقق تواصل فعال معه .
فالإنسان الآن لم بعد يعي ذاته فقط , فهو يستطيع أن يتمثل وعي الآخر , ولم يعد وحيداً .
فقد تداخل وعي ذاته مع وعي الآخرين .
فالحياة الاجتماعية التي يعيشها ليست مشاركة مادية فقط , فهي مشاركة في الأحاسيس والمشاعر والأفكار والرغبات والوعي أيضاً .
#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟