|
تمزيق السلطة الى سلطات
عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)
الحوار المتمدن-العدد: 7373 - 2022 / 9 / 16 - 16:04
المحور:
القضية الفلسطينية
تمزيق السلطة الى سلطات هدف اسرائيل الاول بامتياز وذلك بهدف شطب اسم فلسطين من التاريخ والجغرافيا والذاكرة حتى عبر تمزيق وحدة الوطن الممزق اصلا بيد ابنائه فبعد ان صارت غزة امرا واقعا على ما يبدو ولم احد حتى يفكر بحكاية الوحدة الوطنية التي اصبحت في خبر كان والوسطاء توقفوا عن وساطتهم كليا ونسي المشتغلون بالوحدة مهنتهم واختاروا مهن بديلة تعفيهم من مهمتهم الاصل وراحت غزة تبحث عن ممر لها خارج الخناق بوضع حجر الاساس للممر البحري لكسر الحصار ( الخناق ) الذي لم يعد محتملا لان لا طريق لغزة الى الوطن وجهات الارض موصدة فلا سبيل اذن سوى السماء او البحر فالعالم ادار ظهره لنا بعد ان ضمن كليا ان ظهورنا نحن استدارت لبعض ولم نعد نتقابل الا في بيوت العزاء او على ضفاف السفر او بصدفة الاصدقاء المشتركين ان بقي منهم احد. اليوم وبعد عقد ونصف من الانقسام تؤسس اسرائيل لتمزيق جديد عبر ترديد حكاية شمال الضفة الغربية واعتباره جسما مختلفا عن جنوبها ووسطها ناهيك عن القدس التي تركناها وحدها بعد ان صارت جنين ونابلس نجوم البطولة وصارت القدس محطة المستوطنين الدائمة وانشغل كل بحاله فالداخل الفلسطيني لا يصحو من موت الجريمة وشمال الضفة لا يصحو من فاشية جيش الاحتلال وتبث وسائل اعلام الاحتلال يوميا صورا واخبارا وتصريحات الهدف منها تسخيف السلطة وتحييدها عن شمال الضفة الغربية بتقديمها على انها مؤسة عاجزة وان مهمتها فقط هي لجم المقاومة لا حماية شعبها وتستسلم السلطة كثيرا لرواية الاحتلال الذي يسعى الى تمزيقها الى سلطات منفصلة لا يربطها احد وقد يكون الرابط الوحيد اليوم بين جهات الضفة الغربية هو ان الرئيس محمود عباس لا زال على قيد الحياة. كل السيناريوهات القادمة والتي يتحدث عنها الاحتلال بكل اصواته السياسية والامنية تقوم على فصل شمال الضفة الغربية عن باقي المناطق فاليوم لدينا غزة التي تبحث عن مخرج لذاتها بذاتها والقدس الت يتحارب وحدها على كل الجبهات المفتوحة من مقدساتها الى التعليم الى المواطنة ومكان السكن بعد ان تمكنت دولة الاحتلال من تهريب معظم ساكنيها الى الاحياء الخارجية ككفر عقب والتي تريد ان تسميها القدس البديلة ليصبح لنا قدسنا المزورة وتبقى القدس حية بين انيابهم بدون اهلها فتصنع دولة الاحتلال كانتون الوسط الذي سيشمل رام الله والقدس المزورة وشمال الضفة الغربية وجنوبها أي الخليل وبيت لحم وتبقى اريحا مخنوقة بالأغوار التي منحتهم اياها صفعة القرن الترامبية. السؤال الاهم هو اين نحن من كل هذا اين نحن ونحن تلك لا حدود لها فقد يجوز اليوم ان نسال اين حكومة عموم فلسطين التي لم يعلن عن وفاتها رسميا واين الهيئة العربية العليا التي نامت في ثلاجتها دون ان يوقظها احد واين المجلس الوطني واين المجلس المركزي واني كل منظمة التحرير بعد ان التهمتها السلطة بموافقتها الضمنية جماعة وفصائل بعد ان تركنا السلطة تطفو على السطح بلا اسس ثابتة الى حد الذي وصلنا اليه مكبلي الايدي امام فعل الاحتلال وسيناريوهاته عن غدنا الذي يريده لنا والمعلن عنها بصراحة بخطط الون ونجوم شارون وموقف بينيت الذي الغى نهائيا حكاية ابريق الزيت " دولتان لشعبان " وابلغنا علنا ان كل ما نستحقه من المحتلين بعض منح معلقة على صمتنا يوما بيوم فاليوم نمنح تصاريح العمل والسفر لجنين ونمنعها عن الخليل ثم يكون العكس الى حد عزل قرية عن باقي الوطن واعتبارها عاصية وبات العدو يقرر من العاصي ومن المطيع ويعاقب هذا ويمنح ذاك او يعاقب من اراد ويعاقب من اراد ونحن لا حول لنا ولا قوة. لا يمكن لشعب ان يموت مهما كانت أوضاعه ومهما كانت درجة ضعفه وكل حالنا اليوم يقول انه يمكننا اكثر بكثير مما نحن فيه وان اجيالنا الجديدة قادرة على صناعة المعجزات وان حالة الموات هذه في اوساط الساسة لا تشبه حالة الحياة في اوساط الجيل القادم وان لم نصحوا فقد نحتاج عقودا وعقود لنستعيد وحدة جنين مع الخليل لا الضفة مع غزة ناهيك عن الجليل والمثلث والنقب ووادي عارة والساحل ولا عزاء بدون غزة. المهمة التهمة هذه لا يحملها احد وحده بل كل فلسطيني على وجه الارض وقد يكون الافراد مسئولين اكثر ممن يجلسون خلف عجلة القيادة دون ان يسائلهم احد فإما الصحة او انتظار المهدي او غودو او المسيح لعله يعيدنا الى جادة الصواب.
#عدنان_الصباح (هاشتاغ)
ADNAN_ALSABBAH#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حين يصير الإنقسام صنعة
-
الهدف إيران لا مشروعها النووي
-
يوم الإثنين الأسود
-
دولتان ... ولكن أين وكيف؟
-
لا ترضى بالهم فهو لن يرضاك
-
أمريكا ... حين يصبح الشيطان واعظا
-
حماية أم إحتلال دولي
-
الحرب على صانعي الحروب
-
الرسائل تُقرأ من عناوينها
-
في إنتظار بايدن
-
الضوء ينعكس عن الاجسام الحاضرة
-
تماثيل الثلج في شمس تموز
-
جنين مقبرة الغزاة
-
القدس الموحدة عاصمة فلسطين الموحدة
-
جريمة التنازل الطوعي عن الوطن الموحد
-
حكومة الإحتلال وتصدير الأزمة
-
شيرين أيتها الشهيدة الشاهد
-
حين يعتلي الشعب المنصة
-
عميان في عالم أعور
-
أيتها القوى الفلسطينية ... عيييب
المزيد.....
-
تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم
...
-
روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
-
مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا
...
-
السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
-
بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
-
إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
-
السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
-
إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ
...
-
حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات
...
-
واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|