أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عيد الدرويش - الاستشراق ........ماله وماعليه














المزيد.....

الاستشراق ........ماله وماعليه


عيد الدرويش

الحوار المتمدن-العدد: 1688 - 2006 / 9 / 29 - 07:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الاستشراق ظاهرة بدأت في نهاية القرن الثامن عشر في الغرب للاطلاع على حضارة الشرق والبحث في مفردات حياته وخصائص وسمات تلك الحضارة لذلك الشرق المجيد وكلنا يعلم وليس بخاف على أحد ما للشرق من سحر أخاذ , ففيه تنوع الحضارات والثقافات وجذور اللغة , وتمازجت الفصول وتنوعت التضاريس , فكثرت الأنهار والينابيع فكانت روعة من الجمال استقطبت ذاكرة الغريبين من كل فئاتهم وأخذوا يدرسون خصائص المجتمع ومعيشته وعاداته وتقاليده ولغته ونمطية الحياة لتلك التجمعات والشعوب هذه الفسيفسائية من التعامل طالت ذلك حتى الفنانين التشكيليين , فنقلوا للغرب صورة كاملة عن الشرق وعرفوا مواطن الضعف ومكامن القوة , فمكامن الضعف من أجل تنميتها في نفوس الناشئة ومكامن القوة من أجل تبديدها وتحطيمها , فقد ظهر جيل جديد من العلماء والباحثين الغريبين الذين سحرهم العالم الشرقي وكرسوا حياتهم وطاقتهم العلمية لفهمه والتعريف به واشتهروا( بالمستشرقين ) وهذا مما جعل الغرب يدرك تماما الزمن المواتي للسيطرة على ثرواته والطريقة المثلى , وكذلك كانت دراستهم للغة العربية الذي قربهم أكثر إلى فهم حضارة هذه اللغة والتعاطف معها , فقانت هذه المدارس لهذه الغاية , فقد قامت المدرسة الإستشراقية على يد روادها الأوائل (ديوي) و(اوغستيان بيرك ) في علم الاجتماع , فانتقلت من العجائبية إلى الدراسة المنهجية والعلمية , وتزويد الحقائق فقد كان الشرق حائرا ينبع الإعجاب وبين الجاسوسية الغربية لمساعدة دولهم على فهم مجتمعاته وصياغة السياسات المناسبة , وعلى الرغم نلمس هناك من الحالات الشاذة , فمن استهواهم الشرق واعتنقوا مبادئه وقيمة واعتنقوا الإسلام كما يقول نصر الدين دينيه وهو فنان فرنسي عاش في الجزائر وقضى بقية عمره يكتب ويرسم في الجزائر, إن الذين تحدثوا عن معالم الشرق بكل تفاصيله وعبروا عن كل جزئيات الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية جعل لمقتنصي الفرص من الاستعمار والإمبريالية فرصة للسيطرة على الشرق , ولكن هذا لم يكن سببا كافيا فلو لم يكن بطريقة الإستشراق , فكان بطريقة الترجمة , أو بطرق أخرى تستطيع هذه الشعوب أن تتبادل المعارف والخبرات , ولكن تزامن ذلك مع وجود رغبة للغرب للسيطرة على الشرق ترافق مع تدني واضح لدى مجتمعات الشرق في مقاومة ذلك ولأسباب كثيرة ابتداء من أنهم كانوا منهكين من الحروب ووصولا إلى ما خلفه هذا الاستعمار من جهل وتخلف فهي من الأسباب التي سهلت الطريق أمام الغرب للسيطرة على الشرق وثرواته وتراثه بصيغ مختلفة ومتباينة بين الانتداب والوصاية والاحتلال وكان من جزيل عطاءهم في هذا الجانب ما ورّثوه للشرق هو تلك التجزئة التي ينعم بها ذلك الشرق .
إن عملية التسارع في المعلومات , و أصبح العالم قرية صغيرة كما قال شارل ماكلوهان وأن كثافة المبادلات الثقافية والعملية بين مختلف الجهات ودون الوقوف عن حدود الدول أو الإيديولوجيات أو القوميات واختلطت الوجبات الثقافية بين الموجب والسالب والكل ينشد ضالته , فهل سيكون الاستشراق في نهايته وتسليم مهامه إلى الشرق ؟ أم أنه سيعيد نفسه مع هذه التطورات؟
إلا أننا نلمس من خلال استعراضنا لمسيرة التجمعات البشرية وعن سر الديمومة لبقاء البعض منها , التي ارتكزت على مجموعة من المعايير الإنسانية والقيمية التي جعلت حضارتنا العربية ,ذات صبغة إنسانية بالدرجة الأولى وميزتها عن بقية الحضارات والشعوب عبر العصور والجانب الإنساني الذي افتقدته كثير من الأمم والشعوب والحضارات وبالتالي كان مصيرها الفشل هذا مما حدا بالآخرين من الغرب البحث عن الوسائل والسبل للسيطرة عن مقدرات هذه الحضارة , فقد ظهرت في فترات متفاوتة كلها كانت تهدف إلى السيطرة على الشرق والتمتع بخيراته ونهب موارده , فالمصطلح ليس بجديد من حيث الصورة , ولكنه كان أكثر رواجا في كل الجوانب الحياة , فقد ظهرت منذ حوالي من مئتي عام بين الغرب والشرق , فكانت فصول المعرفة مبنية على الخوف والريبة محشوة بالأهداف والغايات والسبل وبدأت حينا آخر بوجه سافر بموجب احتلال عبر هدير المدافع وهذا ما أباح به نابليون بونابرت فضلا على ما حمله معه من العلماء والآثاريين وما رافق ذلك الحملة من سفك للدماء
والسؤال الذي يطرح نفسه ‘ ما هو السر وراء ذلك ..........لتأتي الإجابة واضحة وضوح الشمس وعلى كل لسان إنه سحر الشرق ............. ولكن أين نحن من هذا وذلك ؟..........لقد نادى الكثيرون من دعاة النهضة العربية إلى وضع منهجية فكرية ودراسات على أسس علمية وثقافية متينة, لما يعيد لهذه الأمة ألقها وتطورها الذي كانت عليه عندما كانت هدفا للإستشراق ودعاته وحتى تاريخه , ويبقى فم السؤال مفتوحا أين نحن من هذه التغيرات ؟ أين نحن من الكم الهائل من المعارف والعلوم التي نتلقاها كمستهلكين حتى على مستوى الثقافة ؟ لتنطبق علينا المقولة إننا نأكل أكثر مما ننتج فلا خير بهذه الأمة وأصبحنا ندور في حلقة مفرغة اتجاه قضايانا المصيرية
وإن أغلبية من هؤلاء المفكرين والمثقفين قد خارت قواهم , فما أكثر العناصر التي تجمعنا , وما أقل العناصر التي تفرقنا , ولم يقوموا في ذات الدور الذي قام به المستشرقون يوما من الأيام , فهل سيتنادى المثقفون لتكون ظاهرة الاستغراب في الشرق ؟..........



#عيد_الدرويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكر بين السادية والتهافت
- لنرى ...........من هو الفاشي والمكارثي
- عذرا..........رايس
- سرّ قوتنا .........وسرّ ضعفهم
- الجديد في الشرق الأوسط
- نعيش مع الذئب ونبكي مع الراعي
- فلسفة التصوف عند ابن خلدون
- من نقل إليك ........نقل عنك
- العالم اللانمطي
- حوار الحضارات بين الشرق والغرب
- واسوارتان للعروسة
- الإنسان بين الفلسفة والتصوف
- التطرف الديني بين التفكير و التكفير
- حوار الحضارات بين المنفعة والواجب


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عيد الدرويش - الاستشراق ........ماله وماعليه