|
أحداث الحادي عشر من سبتمبر و ذكرى خمسة أعوام من حرب الولايات المتحدة الأمريكية على العرب والمسلمين
علاء مطر
الحوار المتمدن-العدد: 1688 - 2006 / 9 / 29 - 10:22
المحور:
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001
منذ اللحظات الأولى لأحداث الحادي عشر من سبتمبر واجه العرب والمسلمون انحيازاً إعلامياً ضارياً ضدهم، وشحناً للرأي العام، ومحاولة دفع نتائج التحقيق الأولية في تجاه إلصاق التهمة بهم. واتجهت الإدارة الأمريكية بإضفاء طابع السرية الشديدة على التحقيقات الجارية وعلى تداول المعلومات، وتبنت حملة واسعة للدعوة إلى حتمية الحل العسكري ضد الإرهاب . وقد تزامن مع هذه الحملات حدوث موجات من المضايقات وعمليات التوقيف والاعتقال والتحقيق والاعتداءات التي استهدفت عرباً ومسلمين ومؤسسات ومنشآت عربية وإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية وعديد من الدول الغربية الأخرى . كما أن الأشخاص اللذين أعلنت الإدارة الأمريكية مسئوليتهم عن تنفيذ هجمات سبتمبر هم مواطنين عرب، معظمهم من المملكة العربية السعودية . كما أن اللوائح التي أعلنتها الإدارة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية تضمنت عديداً من الأحزاب والتنظيمات الموجودة في دول عربية، وتوالت تصريحات بعض المسئولين الأمريكيين مشيرة إلى أن دولاً عربية عديدة سوف تكون مستهدفة بالحرب ضد الإرهاب في مرحلة تالية، وأن هذا الاستهداف يمكن أن يأخذ أشكالاً عسكرية أو غير عسكرية ومن هذه الدول العراق واليمن والصومال والسودان وسوريا ولبنان . أكثر من هذا فإن الأحداث المعنية وما ترتب عليها من تداعيات أسهمت في تغذية الصور والمشاعر السلبية النمطية لدي العرب والمسلمين عن الغرب، ولدي الأمريكيين والغربيين عامة عن العرب والمسلمين، بل وعن الإسلام ذاته، وهو الأمر الذي دفع بقضية العلاقة بين الإسلام والغرب، وما يرتبط بها من جدل عن صدام الحضارات أو حوار الحضارات إلى دائرة الاهتمام السياسي والأكاديمي في الوطن العربي . لم تمض إلا أسابيع قليلة بعد هجمات سبتمبر، حتى دخلت الولايات المتحدة أولى حروب القرن الحادي والعشرين ضد أفغانستان، ونظام طالبان الحاكم هناك، وتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، بعد أن اتهمته الولايات المتحدة بأنه المسئول الأول عن عملية الهجوم المأساوية عليها ولقد شنت الولايات المتحدة حربها ضد أفغانستان داخل إطار واسع أطلقت عليه " الحرب ضد الإرهاب ونجحت في أن تحشد لهذا الهدف تحالفاً دولياً دعم حملتها العسكرية ضد أفغانستان وساعدها في تعقب أعضاء تنظيم القاعدة في دول العالم المختلفة . وبمساعدة فعالة من الجبهة الموحدة لتحالف الشمال الأفغاني المناوئ لطالبان استطاعت الحملة الأمريكية إسقاط نظام طالبان وإقامة حكومة مؤقتة مكانه . وقد كان موقف الدول العربية من الحرب ضد أفغانستان هو نفس موقف الدول الإسلامية الأخرى من الحرب، حيث إن الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي والذي عقد في الدوحة 10/10/2001 قد أدان بشدة هجمات سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه تجنب اتخاذ أي موقف بشأن الحرب ضد أفغانستان أوكل ما صدر عنه بهذا الخصوص هو الإعراب عن القلق من جراء سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء في أفغانستان مع التأكيد على ضمان المحافظة على وحدة أفغانستان الترابية وهويتها الإسلامية وهذا يعبر عن تأييد ضمني للحرب ضد أفغانستان من قبل معظم الدول العربية فيما بينهم دول الخليج والذي قامت بدورها بتقديم الدعم والمساندة للولايات المتحدة ، حيث أصبحت مياهها الإقليمية تعج بالبوارج وحاملات الطائرات، وأصبحت القواعد العسكرية فيها العامل المساعد اللوجستي الأول للحملة الأمريكية على أفغانستان، وأصبحت الكويت مقر قيادة العمليات البرية في أفغانستان، فقد وصلها بعد أسابيع من بدء الحملة قائد الجيش الثالث الأمريكي " وبول ميكو لاشيك " بالإضافة إلى ضباط من فرنسا وبريطانيا .
و بعدما فرغت الولايات المتحدة من الحرب في أفغانستان وإسقاط حركة طالبان ومطاردة فلولها وتنظيم القاعدة، أعلنت أن إسقاط نظام الحكم برئاسة صدام حسين في العراق هو الهدف المقبل، وعلى الرغم من إعلان وزير الخارجية العراقي " ناجي صبري " عن استعداد بلادة لقبول عودة مفتشي الأسلحة الدوليين، الذين عادوا بالفعل بموجب قرار الأمم المتحدة رقم (1441) وذلك لتفويت الفرصة على الولايات المتحدة إلا أن الآخرين أعلنوا أن المشكلة ليست في أسلحة الدمار الشامل أو اللجنة الدولية، وإنما في نظام يشكل تهديدا للأمن الإقليمي وللمصالح الأمريكية، ومن غير المؤكد ضمان عدم قيامه بمغامرات عسكرية في المستقبل. بدأت التهديدات الأمريكية بالقيام بعمل عسكري كبير في العراق للإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين تتصاعد منذ خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن حالة الاتحاد في يناير 2002 الذي أشار فيه إلى ما أسماه بالدول التي تمثل محور الشر من وجهة نظره، وهي العراق وإيران وكوريا الشمالية. وقد جاءت العراق في مقدمة هذا الاستهداف الذي لا رجعة عنه ولا هوادة في تنفيذ مقتضياته . ورغم انحسار الموقف الدولي المؤيد للحرب بعد التعاون الجيد الذي أبداه العراق مع القرار رقم 1441، إلا أن الولايات المتحدة شنت حرباً على العراق في 20 /3/ 2003 أدت إلى انهيار نظام صدام حسين ودخول القوات الأمريكية المحتلة قلب العاصمة العراقية بغداد في 9/ 4/2003 من ثم كان هناك سعي أمريكي حثيث لاستصدار قرار مجلس الأمن المرقم 1483 الذي تعامل مع الاحتلال أمراً واقعاً بعدما فشلت سابقاً بنيل شرعية الحرب . بعد الانتصار الأمريكي في الحرب تصاعدت الحملة على سوريا ثم على إيران. ورغم أن الهدف الأساسي كان محاولة تأمين قوات الاحتلال في العراق فإن اتجاهاً كان موجودا في الإدارة الأمريكية يريد استثمار " الانتصار السريع " في العراق من أجل توسيع الحرب على الدول التي ترعى الإرهاب على حسب المزاعم الأمريكية والتي تشمل سوريا وإيران وقد تعاملت كل من إيران وسوريا مع الضغوط التي تزايدت عليها بمرونة كبيرة. حيث علقت إيران العمل على دورة الوقود النووي وفقا لاتفاقي عامي 2003 و 2004. لكن مع تولي احمدي نجاد ( المحافظ المتشدد) الرئاسة في إيران عام 2005، زادت العلاقات الأمريكية- الإيرانية توترا، فقد تراجعت إيران بشكل تدريجي عن التعليق المؤقت للعمل على دورة الوقود النووي. فإيران ترى أن من حقها امتلاك الطاقة النووية السلمية، في حين تتهمها الولايات المتحدة بأنها تسعى لامتلاك طاقة نووية للأغراض العسكرية. هذا و كانت قد انتهت في31 آب الماضي المهلة التي حددها مجلس الأمن لإيران للتوقف عن تخصيب اليورانيوم و إلا تعرضت لعقوبات اقتصادية، وتنتظر إيران في هذه الآونة قرار مجلس الأمن بهذا الصدد. أما سوريا فبالرغم من التعاون الذي أبدته في التعامل مع الولايات المتحدة حيال العراق وقضايا إقليمية ودولية أخرى لم يرفع من أسهمها لدى الإدارة الأمريكية ولم يرفع عنها وصمة مساندتها للإرهاب، و دعمها لحزب الله اللبناني، و إيوائها على أرضها العديد من مكاتب الفصائل الفلسطينية . هذا بالإضافة لإيوائها عناصر من النظام العراقي السابق داخل أراضيها وأنها تسعى لتطوير أسلحة دمار شامل. لكن سوريا نفت ذلك بل وتعبيرا عن حسن نواياها دعت على لسان وزير خارجيتها الأسبق فاروق الشرع إلى عقد مؤتمر دولي لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل إلا أن أمريكا لم تستجب إلى هذه الدعوة لاسيما وان إسرائيل تمتلك برنامجا نوويا ضخما. كما أن الولايات المتحدة لازالت إلى اليوم تكيل الاتهامات لسوريا برعايتها للإرهاب محاولة منها لايجاد مبررا ومسوغا عند إقدامها على فرض عقوبات عليها أو حتى اتخاذ أي إجراءات عسكرية ضدها. حتى الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على لبنان، ماهي إلا استمرار لحرب الولايات المتحدة على العرب والمسلمين، حيث ربطت الولايات المتحدة بين الحرب المثيرة للجدل التي تقودها على "الإرهاب" وبين العدوان الإسرائيلي الشامل على لبنان، فلقد صرح توني سنو المتحدث باسم البيت الأبيض: "الواقع أن حزب الله يتلقى التمويل من إيران والحماية من سوريا.. إن لهذا بعدا في إطار الحرب على الإرهاب". كما أشارت وزيرة الخارجية كونديليسا رايس إلى أن الحرب على حزب الله سيتمخض عنها شرق أقصى جديد. وهذا مؤشر واضح على مباركة الولايات المتحدة لحرب الإسرائيلية على لبنان التي ترها بأنها تأتي في سياق الحرب على الإرهاب. و بعد خمسة أعوام من حرب الولايات المتحدة على مايسمى الإرهاب فإن شعوب العالمين العربي والإسلامي ذاقت الأمرين من هذه الحرب الذي سقط خلالها آلاف القتلى و الجرحي، بالإضافة إلى تشريد ألاف العائلات، علاوة على الانفلات الأمني الخطير التي تعيشه. حتى المناهج الدراسية خاصة الدينية منها طالتها هذه الحرب حيث تم وصفها بأنها تشجع على الإرهاب وتنتج الإرهابيين. كما أن العرب والمسلمين الذين يقطنون في بلاد الغرب ومقدمتها الولايات المتحدة لم يكونوا أيضا بمنأى عن ويلات وتبعات هذه الحرب. يضاف إلى ذلك معاناة المعتقلين العرب والمسلمين في السجون الأمريكية السرية وغير السرية، والتي يتذوقون فيها أصناف العذاب بمخالفة واضحة للقانون الدولي الإنساني. وماذا بعد ومن ينتظره الدور من الدول العربية والإسلامية من دمار وقتل وتشريد، فهاهي الولايات المتحدة منذ أن شنت حربها ضد ما يسمى الإرهاب فإن المتضرر الأول هي الشعوب العربية والإسلامية، فبالأمس أفغانستان والعراق، واليوم تنتظر إيران وسوريا دورها، وغدا....؟؟؟ فماذا أنتم فاعلون أيها العرب و المسلمون.....؟؟؟؟؟
#علاء_مطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
-
زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
-
كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
-
مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
-
ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
-
مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
-
جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!
المزيد.....
|