أحمد فاروق عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7371 - 2022 / 9 / 14 - 16:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تأتى زيارة الرئيس السيسي لقطر بعد زيارة الأمير القطرى لمصر من شهور تتويجا لتطبيع العلاقات بين البلدين بعد عقدين من الزمان ( عشرون سنة ) كانت قطر فيهما أحد عوامل عدم الاستقرار في مصر ..
وللتعامل مع قطر كانت هناك مدرستين فى مصر :
١ - كان رأى المدرسة الأولى : ولم لا تتصالح مصر مع قطر ؟! أن الخطر القطرى تم تحجيمه إلى حد بعيد ، فمشروع الإخوان المسلمين - وقطر كانت أحد رعاتهم الرئيسيين - فشل ..
والاخوان أنفسهم انتهوا وذهبت ريحهم ..
وقنواتهم فى قطر تم إغلاقها كما طلبت مصر ..
وقيادتهم التى كانت تقيم فى الدوحة غادرتها ..
ومشاكسة قطر لمصر فى الملف الفلسطينى والملف الليبي توقفت .
وتغير موقف قطر تماما ، وأصبحت مواقف البلدين إلى حد ما متقاربة ..
إن قطر هى من غيرت سياستها وتقاربت مع الموقف المصرى وليس العكس ، ومصر هى من قدمت لقطر قائمة مطالب نفذت قطر أغلبها ..
هنا - طبقا لهذا الرأى - كان الصلح طبيعيا ومتققا مع ما سبقه من خطوات ، وأخذت قطر خطوة وزار أميرها القاهرة ، وكان رد الزيارة واجبا ..
٢ - المدرسة الثانية : أن قطر ارتكبت في مصر جرائم ليس لها عدد ، وكانت ركنا أساسيا في المشاريع الأمريكية للمنطقة منذ بداية القرن الحالى ، ودورها فى العراق ومصر وسوريا وليبيا يصل إلى درجة الجرائم الكاملة ، تحريضا على الفتن ، وانفاقا لأموال بلا حدود ، وتبنى لتنظيمات العنف والإرهاب ، وكانت قنواتها الصوت الأعلى فى هز أسس المجتمعات الآمنة ، وأخذها فى طريق ليس له رجوع ..
ولم يكن تراجع قطر وتغيير سياستها نتيجة اقتناع وصل إليه قادتها ، ولكن لأن سادتها الكبار بعد أن رأوا تعثر مشاريعهم أمروها بالتوقف - مؤقتا - انتظارا لفرص أخرى ..
وأرانى أقرب إلى المدرسة الثانية ..
أفهم طبعا أن للسياسة مقتضياتها ، وأن رجل الدولة له ضروراته ، وربما كان فيما يفعله اتقاء لشر أكبر ..
لكن للشعوب منطقها الذى يختلف عن منطق الحكام ، ويتضح ذلك في الموقف مثلا من إسرائيل .. للسياسة مقتضياتها وضروراتها ، وللشعوب مواقفها وقناعاتها ..
وفيما يخص قطر ، فقد قالت السياسة كلمتها ، ولكن الشعوب لن تنسى ما فعلته قطر فى حقبة سوداء من تاريخ العرب الحديث ، للسياسة أن تفعل ما تشاء ، أما الشعوب فأمامها التاريخ تضع فيه ما صنعته قطر بها ، حتى يأتى يوم تفتح فيه الجروح وتؤخذ فيه الحقوق ..
#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟