|
13 سبتمبر ميلاد أبى شريف حتاتة
منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 7371 - 2022 / 9 / 14 - 04:38
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
---------------------------------------------------------------------------------------
فى مثل اليوم 13 سبتمبر منذ 99 سنة ولد أبى د . شريف حتاتة ونسميه فى أسرتنا شرف . وكان اسما على مسمى . اسمه هو شريف ، وهو بحق شريف فى مبادئه وطباعه وأخلاقه وسلوكياته التى عرفتها وعشتها على مدى عمرى . ولد فى برايتون - انجلترا لكنه متشبع بالروح المصرية . أو لنقل أنه أخذ أجمل ما فى مصر ، وأجمل ما فى انجلترا . كان والده يوسف فتح الله حتاتة مصريا يدرس الاقتصاد فى لندن ، وتعرف على الانجليزية دوريس التى أصبحت زوجته ، تركت بلدها وأهلها ، وجاءت الى مصر ومعها ثلاثة أطفال شريف ، ومنى ، وعادل ، وسكنوا فى الزمالك . كبر شرف ودخل كلية الطب قصر العينى ( جامعة القاهرة ) ونال الميدالية الذهبية لتفوقه فى كل المواد وكان الأول على الدفعة . رغم الخلفية الاقطاعية والأرستقراطية الثرية التى انحدر منها ، كان شديد المرد على الأنظمة الرأسمالية التى تستغل الفقراء العمال الكادحين ، تحتكر قوة عملهم وتمتلك وسائل الانتاج ، وتلقى لهم بالفتات ، وتسبب لهم الاغتراب والشعور بالضآلة والدونية . وكان من الطبيعى أن تجتذبه الأفكار الشيوعية القائمة على العدالة والمساواة وبتر الاستغلال من قبل أقلية مالكة ثرية . ترك السياسة والمستقبل المضمون لنوابغ الطب والحياة المرفهة والأمان ، والاستقرار ، واختار الحياة الخطر وعدم الاستقرار وخضوعه للمطاردات الأمنية والمعتقل وتطويع شبابه الناضر الى قضية العدالة ، وأصبح عضوا فى الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى ( حدتو ) . كان يسجن أيام الملك على مدى ثلاث سنوات متقطعة ، ، واستطاع الهرب فى قاع سفينة الى فرنسا ، ثم اعتقله عبد الناصر لمدة عشر سنوات متتالية دون انقطاع حتى 1964 . كانت الأم الانجليزية دوريس ، لها تأثير كبير على شخصيته ، علمته الدأب ، وعدم التوقف عن شئ يؤمن به ، واتقان كل ما يفعله ، الشغف والدقة حتى فى فعل أبسط الأمور ، النفور من الكذب وكراهية المظاهر والشكليات وحب النظافة بشكل ربما مبالغ فيه و البساطة فى كل شئ ، علمته أن تكون الرياضة البدنية جزءا من حياته اليومية ( وعلم أسرتنا هذه العادة ) ولذلك كان فى المعتقل يمارس الرياضة بشكل يومى ، ويحافظ على النظافة والترتيب فى زنزانته ، وكان يمارس الطب لو مرض أحد المعتقلين ، يفعل كل هذا مع السجن الشاق وما يتطلبع من شغل يوم مرهق . بالاضافة اى الحياة غير الكريمة والتعذيب . لم يندم شرف على خوض هذا الطريق الذى اختاره . وعندما خرج من المعتقل 1964 ، لم يهادن السلطة ويتبوأ المناصب الهامة التى أنعم بها النظام على منْ انحنى وقدم فروض الطاعة وقرابين الولاء . زملاء له أصبحوا رؤساء تحرير ووزراء ومستشارين فى مجالات مختلفة ، وخبراء فى مسميات ابتدعت من أجلهم ، وكتبوا فيما يسمونها كبرى وأهم المطبوعات الصحفية والأدبية . خرج من المعتقل واشتغل فى وزارة الصحة ، واسس عيادة فى قريته القضابة مركز بسيون / الغربية ، وليس فى القاهرة فى أحد الأحياء الفخمة . كان يذهب لعيادة القرية مرتين أسبوعيا ، لمدة سنوات . له مؤلفات كثيرة وعديدة فى السياسة والرواية والسيرة الذاتية وأدب الرحلات وأدب السجون وأدب المقالات فى الطب والأدب والسياسة . . من الروايات أذكر: أولا : أدب السجون .......................................... 1 - العين ذات الجفن المعدنى 2 - جناحان للريح 3 - الهزيمة ثانيا : الروايات .......................................... 1 - الشبكة 2 - كريمة 3 - الرئيسة 4 - عطر البرتقال الأخضر 5 - نبض الأشياء الضائعة 6 - ابنة القومندان 7 - قصة حب عصرية 8 - رقصة أخيرة قبل الموت ثالثا : أدب السيرة الذاتية ----------------------------------- 1 - النوافذ المفتوحة رابعا : أدب الرحلات ---------------- 1 - يوميات روائى رّحال 2 - مسيرة الملح والحب 3 - رحلة الى آسيا 4 - رحلة الربيع الى الجزائر ---------------------------------------------- خامسا : أدب المقالات سياسية وثقافية وعلمية ................................................................... 1 - فى الأصل كانت الذاكرة 2 - تجديد فى الفكر الماركسى 3 - العولمة ورأس المال 4 - تجربتى فى الابداع 5 - الصحة والتنمية وظل شرف مواصلا لرسالته فى الكتابة والنشاط السياسى ، ووهبنا أجمل كتاب وهو أخى عاطف حتاتة . المخرج السينائى والكاتب تكونت فى بطن نوال أمى ، وكبرت على يد شرف .. ما أجمله من قدر جميل ونادر . واذا كنت أحافظ على نفسى وأتشبث بالأشياء التى ربونى عليها وآمنوا بها ، فاننى فى الواقع لا أحافظ على نفسى بقدر ما أحافظ على جهدهما ونبلهما وتمردهما وابداعهما فى تربيتى أنا وعاطف . لا يمكن أن أحتمل أن أهدر ما فعلاه من أجل حمايتنا وتوفير حياة كريمة لنا ، ذات كرامة وثقافة وتمرد . اليوم 13 سبتمبر 2022 عيد ميلاد أبى شرف ال99 ، كم أحن اليه .. كم أتمنى أن تتحول مؤلفاته الى أفلام سينمائية .. كم أشتاق الى هدوء كلامه وعمق عواطفه ونبل انسانيته وكيف كنت لديه " فرخة بكشك " يهتم بأدق تفاصيلى ويشترى لى مضارب التنس الفاخرة وملابس الرياضة الأنيقة ، والمايوهات التى أحبها ، والشوكولاته والربسوس ، وعندما كنت ألبس العدسات اللاصقة قبل عملية تصحيح الابصار كان مهتما أن يشترى لى مع كل رحلة أجود أنواع السوائل المستوردة المريحة المنظفة للعدسات . وكلما قرأ كتابا أعجبه كان يلخصه لى ، وكان يعرف عشقى للموسيقى ، فكان يحرص وهو فى أى سفرية أن يعود محملا لى بأحدث الأشرطة الموسيقىة للمغنيات والمغنيين الذين أحبهم . كان يحب شارل أزنافور واديث بياف وهو الذى عرفنى عليهما . ومن أغانيه المفضلة العربية : " كل دقة فى قلبى " غناء نازك وتأليف عبد العزيز سلام وتلحين محمد فوزى . وسأسمعها الليلة وأرسل له الورد والحب والامتنان . فى أكتوبر 2021 ، دخل أبى د . شريف حتاتة 13 سبتمبر 1923 - 22 مايو 2017 مشروع تكريم الرواد فى المجالات المختلفة ، الذى أسسه الجهاز القومى للتنسيق الحضارى المصرى ، وتم عمل لوحة معدنية تحمل اسمه وعنوان بيتنا القديم فى 25 شارع مراد بالجيزة ، بيت الزوجية مع أمى نوال وبيت الطفولة والمراهقة وبدايات الشباب ، والبيت الذى شهد على تكوين أسرتنا الرباعية وبدايات ازدهار ابداعات وأنشطة نوال وشريف . وبالمناسبة توجد لوحة أمى نوال لوحة تكريم مشروع عاش هنا ، بجانب لوحة د . شريف على جدار العمارة نفسها المواجهة للشارع الرئيسى نفسه، للعقار نفسه . على اللوحة تطبيق يمكن انزاله للتعرف على ملخص للسيرة الذاتية للطبيب والكاتب والمناضل السياسى ، أبى شريف حتاتة . كل سنة وانت يا شرف بكل خير ... اطمئن نحن على الدرب ، أنا وعاطف الى الأبد . -----------------------------------------------------------------------------------------
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فنان أخذ من - البحر - الاسم والعنفوان والخلود
-
مصلحة البشر وسعادتهم وحريتهم فوق الأديان
-
الموت على البث الحى
-
تأملات .. الرأسمالية وباء وداء
-
العَلم والقلم ..... ثلاث قصائد
-
رجل يتمنى صداقتى .. ميتة مخادعة ............. قصيدتان
-
كاتبة من شبرا ..... ثلاث قصائد
-
مشاهد ناقدة لمفهوم وصلاحية الديمقراطية
-
طالما أننى ... قصيدة
-
أمى .. اليكِ أشكو ثلاث قصائد
-
لا تهاجرى .... لا تهاجر
-
جوائز النفط ... أربع قصائد
-
15 أغسطس عيد استقلال وطن لا أحمل جنسيته
-
تأملات .. الأحكام الأخلاقية لأجساد النساء
-
ثلاث قصائد .. للكِلاب أقدم اعتذارى
-
تنويعات .. محمد رمضان ونجيب محفوظ
-
متلازمة ستوكهولم ومسئولية الاعلام
-
تنويعات ... الخرفان هى التى تصنع الذئاب
-
تنويعات ... الديمقراطية ليست هى الحل
-
خواطر .... غشاء البكارة وخدعة أن السينما والفن رسالة
المزيد.....
-
العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب
...
-
ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا
...
-
الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ
...
-
صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م
...
-
كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح
...
-
باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا
...
-
شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
-
أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو
...
-
زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
-
مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|