جمال المظفر
الحوار المتمدن-العدد: 1688 - 2006 / 9 / 29 - 10:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طفلتي...كانت تصحو على صوت الموسيقى الحالمة
تغسل عينيها بندى الشجر المخضر الكثيف
وتصبح علي بزقزقة العصافير المهاجرة توا نحو الجنوب...
تسدل شعرها الطويل على كتفيها كأشجار اللبلاب ، اسود بسواد عينيها.... كثيف بكثافة نخل العراق ..
تبصم على خدي قبلتها اليومية مثلما يبصم دجلة بقبلته الازلية على خد الفرات ..
تغريني بالحكايات ، وتسرق الليل مني ... تذكرني بشهرزاد الاصيلة حين افتدت نساء عصربنفسها ... حتى انقضت الف ليلة ولم تنتهي روايات ...طفلتي ...
الليل يمر سريعا ، كموجة برد تمر على زجاج نافذتي ... أوسحابة عابرة تلقي بزخات مطر ناعمة وترحل ...
ذات يوم عاصف .. خرجت طفلتي ومعها قطعة حلوى ... وحقيبة مدرسية .. وقلم... وبضعة دفاتر ..
ذات يوم عاصف بالحقد ودعت طفلتي عند باب الدار ... قبلتها ... ابتسمت ... تنهدت ... رحلـ....... ت ...
خطوات طفلتي مسرعة ، فالريح القادمة من الشرق فاسدة ..
نبضات قلبي تسرع مع خطوات طفلتي ...
تسرع...
تسرع...
تسرع ...
و........ توقفت نبضات قلبي ... فخطوات طفلتي .......قد توقفت
قطع سم ملآى با لبارود مزقت ملابسها ..... اخترقت جسدها الطري ..... مزقت كتبها ...
طفلتي ...آه طفلتي
ركضت ... ألم قطع الجسد المتناثر ... هنا .... وهناك ... بقايا طفلتي
لم تكتمل صورة الجسد ..... فهناك قطع مفقودة ....
في تلك الليلة ....حزنت .... وحزنت معي كل العصافير المهاجرة .... الغت هجرتها .... بكت معي طفلتي ...
رحلت طفلتي ... ورحلت معها ذكريات قد نسيتها نفسي ...
رحلت طفلتي دونما ذنب ...وانتم تعرفون براءة الطفولة
#جمال_المظفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟