أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الإسلام دين أم دين ودولة 1/2














المزيد.....

الإسلام دين أم دين ودولة 1/2


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7370 - 2022 / 9 / 13 - 13:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرا ما يطرح السؤال ما إذا كان الإسلام ليس إلا دينا، ولا علاقة بالدولة والسياسة، أم هو دين ودولة.
في البداية لا بد من تثبيت حقيقة، وهو إن الإسلام، سواء كان وحيا إلهيا، أو اجتهادا محمديا، هو بالأصل دين واحد، لكننا في واقعنا الراهن، بل عبر التاريخ منذ رحيل النبي عن أمته حتى يومنا هذا، هو ليس إسلاما واحدا، بل يمكننا أن نتكلم عن عدد غير قليل من (الإسلامات). وبالتالي لا بد لنا من التمييز بين طرفي ثلاث ثنائيات؛ التمييز بين الإسلام والمسلمين، بين إسلام وإسلام، وأخيرا التمييز بين مسلمين ومسلمين.
هناك من يستشهد على عدم دعوة الإسلام إلى إقامة دولة إسلامية، هو عدم وجود أي ذكر لوجوب قيام هذه الدولة، فلو كان هذا واجبا فمن غير المعقول أن يغفل القرآن ذكر ذلك ولو بنص قصير واحد. وهؤلاء يغفلون عن إن مصطلح (الدولة) بالمعنى الذي نستعمله اليوم، لم يكن معروفا أصلا في ذلك الوقت، لا قبل ولا بعد الإسلام. وهكذا العديد من المصطلحات التي نستخدمها اليوم، لم يكن لها وجود، بالمعنى المعاصر، ومنها مصطلح (الشعب)، (الحكومة)، (الحرية)، (الانتخاب)، (الوطن)، (المواطن) وغيرها. لكن القرآن مليء بالنصوص التي لا يمكن أن يفهم منها إلا الحكم والدولة، وهذا ما سأمر على بعضه وباختصار. لكن قبل أن تناول النصوص القرآنية ذات العلاقة، وردا على من يقول بعدم ورود أي أمر في القرآن إلى النبي بوجوب إقامة دولة إسلامية، لنتأمل في دور النبي محمد في المدينة. فهو كان النبي والرسول، وبالتالي هو رئيس السلطة الدينية، باصطفاء وتنصيب من الله حسب عقيدة المسلمين. وكان أيضا كان الذي يقود الحروب، أو يرسل من يشاء إليها، وبالتالي فهو بمثابة القائد العام للقوات المسلحة. ثم القوانين الملزمة في المدينة ثم في عموم الجزيرة، بعدما خضعت لسلطة الإسلام، لم تكن إلا الشريعة الإسلامية، أي ما يوجبه القرآن والسنة، مما يعني أن النبي كان كذلك رئيس السلطة التشريعية. وإن أمر النبي محمد كان نافذا وواجب الطاعة في كل شؤون المسلمين العامة، بل حتى في شؤونهم الشخصية، مما يعني أنه كان فيما يتعلق بالشؤون العامة بمثابة رئيس السلطة التنفيذية، بل وفيما يتعلق بالأمور الشخصية بمثابة ولي أمر كل مسلم ومسلمة وهذا ما أكدته الآية "ما كانَ لِمُؤمِنٍ وَلا مُؤمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسولُهُ أَمرًا أَن تَكونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أِمرِهِم". وفي حال حصول أي اختلاف بين المسلمين، كان يجب التقاضي إلى الرسول، وهذا يعني أنه كان أيضا رئيس السلطة القضائية، فهو إذن رئيس كل مؤسسات الدولة، ولو إن العرب لم يعرفوا (الدولة) لا قبل الإسلام ولا بعد الإسلام، وهذا بسبب افتقادهم للبعد الحضاري الذي كان سائدا في وادي الرافدين والشام ووادي النيل وبلاد فارس. ثم آية "وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولـاـئِكَ هُمُ الكافِرونَ"، التي اتخذها الإسلاميون ذريعة لنظرية الدولة الإسلامية، لا تبتعد أبدا عن هذا المعنى، وإن كان فعل (يَحكُم) هنا يعني القضاء، وليس الحكومة، لكن القضاء هو واحد من أهم مؤسسات الدولة، ثم الواجب على القضاء أن يحكم وفق ما فرضته عليه السلطة التشريعية (الكتاب والسنة)، وهو ملزم أمام السلطة التنفيذية (النبي أو الخليفة).
أما قول المسلمين المدنيين بأن مهمة القرآن كانت مقتصرة على تقديم منظومة قيم أخلاقية، تشتمل على تكاليف وأحكام، تهدف لبناء الإنسان وإسعاده، مثل النبل والفضيلة والعدل والمساواة والشرف والكرامة والإنسانية وقيم أخلاقية رفيعة أخرى متنوعة، ولم يقدم أي منظومة سلطة أو حكم تصلح لأن تكون برنامجا إداريا يخص الاقتصاد أو إنشاء مؤسسات تعنى بإدارة الدولة بشتى القطاعات، كالزراعة والصناعة والصحة والتعليم والاستثمار وغيرها، فهنا إذا أقررنا أن القرآن صحيح قد تناول قيما أخلاقية راقية، لكن الذي يتمعن بدقة في هذه الأخلاقيات القرآنية، يجد أن الالتزام بها واجب حصرا ما بين المسلمين، وهي غير ملزمة أبدا تجاه غير المسلمين. وللاختصار لا يمكن سرد كل الآيات المتعلقة بذلك، وإلا فالبحث سيطول كثيرا، لكن نكتفي بـ "يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا [أي يا أيها المسلمون] لا [تَـ]تَجَسَّسوا، وَلا يَغتَب بَّعضُكُم بَعضًا ..."، وغيرها من آيات الأخلاق، واضح فيها أن المقصود وجوب التزام المسلمين بها تجاه بعضهم البعض. ولذا لم يخطئ الفقهاء عندما قالوا أن الكافر، أي غير المسلم، لا حرمة له فيما يتعلق الأمر بالغيبة والتجسس وسوء الظن، بل ذهبوا إلى عدم وجود حرمة حتى للمسلم الفاسق، أي غير المتدين بمصطلحنا. ثم أي قيم إنسانية هذه التي تمنح الحقوق للرجل وتسلبها من المرأة، ولا يسع هذه المقالة التفصيل فيما فصلته في كتابي "مشكلة الله القرآني مع المرأة". أما عدم تقديم الإسلام حلولا للاقتصاد والصحة والتعليم وغيره، فذها ليس دليلا على عدم اعتماد الإسلام لمفهوم الدولة، بل لأن مجتمع الجزيرة كان مجتمعا بدائيا، لا يعرف شيئا من الاقتصاد وسائر العلوم للميادين التي تكون المجتمعات المتحضرة عادة في حاجة إليها. وبقي مجتمع الجزيرة قبل وبعد الإسلام فاقدا للبعد الحضاري، فحتى الدين الجديد لم يعلمهم كيف يقضون حاجتهم، فكان يخرجون بعيدا عن أنظار الآخرين في خلوة ليقضوا حاجتهم رجالا ونساءً، وهذا ما أكدته الروايات. فاقتصاد (الأمة) المسلمة اقتصر في زمن النبي والخلفاء الراشدين على الغنائم. ومع ذلك مارس النبي ما يمارسه قائد الدولة ورئيس السلطات الثلاث والقائد العسكري، كما تمارسه الدول، ولكن بشكل بدائي، لأن مجتمع الجزيرة كان نسبة إلى بقية الحضارات في المنطقة بدائيا، ولم يعمل الرسول على حضرنته. وهنا لا بد من تسجيل ملاحظة غاية في الأهمية، وهي إن آيات الأخلاق، لا تقارن أبدا من حيث الكم بآيات القتال وآيات الوعيد بنار جهنم، بشتى ألوان التعذيب، التي لا تخطر على خيال أحد.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 101
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 100
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 99
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 98
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 97
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 96
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 95
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 94
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 93
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 92
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 91
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 90
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 89
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 88
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 87
- العراق بين نار الصدر ونار الإطار
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 86
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 85
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 84
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 83


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - الإسلام دين أم دين ودولة 1/2